المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ملاحم الروم - أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌باب ملاحم الروم

‌باب أمارات الساعة

[91]

وللبخاري: عن عوف بن مالك أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: "اعدد ستا بين يدي الساعة، موتي ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان1 يأخذ فيكم كقعاص2 الغنم، ثم استفاضة المال، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر3، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غايةً4 تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا"5.

1 موتان: بضم الميم وسكون الواو هو الموت وقيل الموت الكثير الوقوع.

2 كقعاص: داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة.

يقال إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر بعد فتح بيت المقدس.

3 هم الروم.

4 غاية: أي راية وسميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف.

5 صحيح البخاري بشرح الفتح ج6 كتاب الجزية والموادعة باب ما يحذر من الغدر ص277.

وفي الحديث: بشارة ونذارة، وذلك أنه دل على أن العاقبة للمؤمنين، مع كثرة ذلك الجيش، وفيه إشارة إلى أن عدد جيوش المسلمين سيكون أضعاف ما هو عليه.

ص: 43

‌باب ملاحم الروم

[92]

ولمسلم عن يسير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة

ص: 43

فجاء رجل ليس له هجيرى1 إلا يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة قال: فقعد وكان متكئًا فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا: ونحاها نحو الشام فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام أو يجمع لهم أهل الإسلام2 قلت: الروم تعني قال: نعم، قال: ويكون عند ذلكم القتال ردة شديدة3، فيشترط المسلمون شرطةً للموت4، لا ترجع إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يمسوا فيبقى5 هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم6 بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدائرة عليهم7 فيقتتلون مقتلةً، إما قال: لم ير مثلها وإما قال: لا يرى مثلها، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم8، فما يخلفهم9 حتى يخر ميتًا، فيتعاد10 بنو الأب كانوا مائةً فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح، أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا بناس هم أكثر من ذلك فجاءهم الصريخ، إن الدجال قد خالفهم في ذراريهم فيرفضون11 ما بأيديهم

1 ليس له هجيري: أي شأنه ودأبه ذلك.

2 أي لقتالهم.

3 أي عطفة قوية.

4 والشرطة طائفة من الجيش تقدم للقتال.

5 أي: يرجع.

6 أي: نهض وتقدم.

7 أي: الهزيمة.

8 أي: نواحيهم.

9 أي: يجاوزهم.

10 أي: يعد بعضهم بعضاً.

11 أي: يتركون.

ص: 44

ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعةً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ"1.

[93]

وله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق، أو بدابق2، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت: الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا، نقاتلهم فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا3، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتح الثلث لا يفتنون أبدًا، فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خالفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل".

فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فنزل عيسى ابن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله بيده، فيريهم دمه في حربته 4.

[94]

وله: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سمعتم بمدينة جانب فيها في

1 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال ص24.

2 موضعان بالشام: بقرب حلب.

3 أي: لا يمهالهم التوبة.

4 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن وأشراط الساعة باب في فتح قسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى بن مريم ص21.

ص: 45

البر، وجانب في البحر" قالوا: نعم، يا رسول الله قال:"لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق فإذا نزلوها لم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها".

قال ثور: لا أعلمه قال: إلا الذي في البحر "ثم يقولوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله، والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنموها فبينما هم يقسمون الغنائم، إذ جاءهم الصريخ، فقال إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون"1.

[95]

ولابن ماجه: من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده مرفوعًا:"إنكم ستقاتلون بني الأصفر2 ويقاتلهم الذين من بعدكم حتى يخرج إليهم وفد الإسلام أهل الحجاز الذين لا يخافون في الله لومة لائم فيفتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير، فيصيبوا غنائم لم يصيبوا مثلها، حتى يقتسموا بالأترسة فيأتي آت فيقول: إن المسيح قد خرج في بلادكم ألا وهي كذبة فالآخذ نادم والتارك نادم"3.

[96]

ولأبي داود وغيره: عن ذي مخمر -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "سيصالحكم الروم صلحًا آمنًا، ثم تغزون أنتم وهم عدوا، فتنصرون وتسلمون، ثم ينصرفون حتى ينزلون بمرج ذي تلول فرفع رجل من أهل الصليب الصليب فيقول غلب

1 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن وأشراط الساعة ص43 عن أبي هريرة.

2 يعني الروم.

3 سنن ابن ماجه –كتاب الفتن- باب الملاحم ص1370.

ص: 46

الصليب1، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفعه فعند ذلك تغدر الروم، فيجمعون للملحمة فيأتون تحت ثمانين غايةً تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا" 2.

[97]

وله وغيره: عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الملحمة الكبرى، وفتح قسطنطينية، وخروج الدجال في سبعة أشهر" 3 حسنه الترمذي4.

[98]

ولأبي داود عن عبد الله بن بشر مرفوعًا: "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة"5. قال: هذا أصح من حديث عيسى، يعني حديث معاذ.

[99]

وله: عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: من قلة نحن يومئذ قال: "بل، أنتم كثير، ولكنكم غثاء6 كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور

1 أي: دين النصارى. قصداً لأبطال الصلح أو لمجرد الافتخار وإيقاع المسلمين في الغيظ.

2 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم باب ما يذكر من ملاحم الروم ص397. وما بين القوسين لا يوجد في سنن أبي داود وهو في سنن بن ماجه.

3 عون المعبود شرح سنن أبي داود ج11 كتاب الفتن باب في تواتر الملاحم ص402.

4 تحفة الأحوذي بشرح الترمذي ج6 أبواب الفتن باب ما جاء في علامات خروج الدجال ص496.

5 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم باب في تواتر الملاحم ص402.

6 هو ما يحمله السيل من زبد ووسخ.

شبههم به، لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم، وأنهم لا رأي لهم ويساقون بغيرهم.

ص: 47

عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله! وما الوهن قال: "حب الدنيا وكراهية الموت"1.

[100]

ولمسلم: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى يحسر2 الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أنا الذي أكون أنجو"3. وفي رواية: "فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا" 4.

[101]

وله: عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا منعت العراق درهمها وقفيزها5، ومنعت الشام مديها6، ودينارها ومنعت مصر إردبهًا7 ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم" شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه 8.

[102]

وله: عن المستورد القرشي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

1 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم باب تداعي الأمم على الإسلام ص404.

2 أي: ينكشف لذهاب مائة.

3 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات ص18.

4 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن وأشراط الساعة ص19.

5 القفيز: مكيال معروف لأهل العراق.

6 مكيل معروف لأهل الشام.

7 إردبها: مكيال معروف لأهل مصر.

8 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن وأشراط الساعة ص20 عن أبي هريرة.

والمعنى: أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان، فيمنعون حصول ذلك للمسلمين.

ص: 48

"تقوم الساعة والروم أكثر الناس".

فقال له عمرو بن العاص: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالاً أربعًا إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقةً بعد مصيبة، وأوشكهم كرةً بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك1.

[103]

وله: عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه على أكمة2، فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد فقالت لي نفسي: ائتهم فاقعد بينهم وبينه لا يغتالونه3، ثم قلت: لعله نجي4 معهم، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه، فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال:"تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله ثم فارس، فيفتحها الله، وتغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال، فيفتحها الله" قال فقال نافع: يا جابر! لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.

[104]

وله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه"5.

[105]

وله: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الأيام والليالي، حتى

1 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس ص22.

2 الأكمة: الرابية.

3 أي: يقتلونه غيلة.

4 أي: يحدثهم سراً.

5 صحيح مسلم بشرح النووي ج8 كتاب الفتن باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال ص26.

ص: 49

يملك رجل يقال له الجهجاه" 1.

[106]

وله: عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا، كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر"2.

وفي لفظ: "تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر، وجوههم مثل المجان المطرقة"3.

[107]

وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا صغار الأعين، ذلف الأنوف"4.

[108]

وفي لفظ: "يقاتل المسلمون الترك قومًا وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر" 5 وفي لفظ: "حمر الوجوه، صغار الأعين".

[109]

ولأبي داود: عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يقاتلكم قوم صغار الأعين" - يعني الترك - قال: "تسوقونهم ثلاث مرار، حتى تلحقونهم بجزيرة العرب، فأما في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما الثانية، فينجو بعض، ويهلك بعض، وأما الثالثة فيصطلمون" 6، أو

1 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء ص36.

2 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 ص36.

3 صحيح مسلم بشرح النووي عن أبي هريرة –كتاب الفتن- ج18 ص36.

4 المصدر السابق ص37.

5 المصدر السابق.

6 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 ص37.

وهذه كلها معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وجد قتال الترك يجمع صفاتهم التي=

ص: 50

كما قال1.

[110]

وله: عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له دجلة عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين"2.

[111]

وفي لفظ: "من أمصار المسلمين فإذا كان في آخر الزمان، جاء بنو قنطوراء3 عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية4 وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم5، وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم6 خلف ظهورهم، يقاتلونهم وهم الشهداء"7.

[112]

وفي لفظ أحمد بعد الفرقة الأولى: "وأما فرقة فتأخذ على نفسها

= ذكرها صلى الله عليه وسلم: صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنف، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا وقاتلهم المسلمون مران. أ. هـ نووي.

1 أي: يحصدون بالسيف ويستأصلون من الصلم وهو القطع المستأصل.

2 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم باب قتال الترك ص412.

3 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم باب في ذكر البصرة ص417.

4 بنو قنطوراء: الترك.

5 أي: أن الفرقة يعرضون عن المقاتلة هرياً منها وطلباً لخلاص أنفسهم ومواشيهم، فيحملون على البقر، فيهيمون في البوادي ويهلكون فيها. أو يعرضون عن المقاتلة ويشتغلون بالزراعة ويتبعون البقر للحراثة إلى البلاد الشاسعة فيهلكون.

6 أي: طلبون أو يقبلون الأمان من بني قنطوراء.

7 أي: أولادهم الصغار والنساء خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء: أي الكاملون.

ص: 51

وكفرت فهذه وتلك سواء" وقال في الثالثة: "ويفتح الله على بقيتها" 1.

[113]

وللبزار: عن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب رفع من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فذهب به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام" صححه عبد الحق 2.

[114]

ولأبي داود: عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فسطاط3 المسلمين يوم الملحمة4 بالغوطة5 إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام"6.

[115]

ولابن أبي شيبة: عن أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "معقل المسلمين في الملاحم دمشق، ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور"7.

1 عون المعبود بشرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم ص418 باب في ذكر البصرة.

قال القاري: وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإنه وقع كما أخبر وكانت هذه الواقعة في صفر سنة ست وخمسين وستمائة. أهـ.

2 رواه أحمد في المسند ج5 ص45.

3 مسند الإمام أحمد ج5 ص199، والحاكم في المستدرك ج4 كتاب الفتن والملاحم ص 509 بلفظ مختلف عن عبد الله بن عمرو وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

4 أي: الحصن الذي يتحصنون به.

5 الملحمة: القتلة العظمى في الفتن.

6 بالغوطة: موضع بالشام، كثير الماء والشجر.

7 عون المعبود شرح سنن أبي داود ج11 كتاب الملاحم باب معقل المسلمين ص406. "قال العلقمي وهذا الحديث يدل على فضيلة دمشق، وعلى فضلة

ص: 52

[116]

ولابن ماجه: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعت الملاحم بعث الله جيشًا من الموالي هم أكرم العرب فرسًا، وأجوده سلاحًا، يؤيد الله به الدين"1.

[117]

ولمسلم: عن حذيفة بن أسيد قال: اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال: "لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدجال، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى ابن مريم، وثلاث خسوف; خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونار2 تخرج من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر، تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا"3.

وفي رواية: "وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس"4.

وفي رواية له: "وريح تلقي الناس في البحر" بدل نزول عيسى5.

= سكانها، وأنها حصن من الفتن، ومن فضائلها أنه دخلتها عشرة ألاف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم. كما أفاد ابن عساكر.

1 منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال بهامش مسند الإمام أحمد ج6 ص15.

2 سنن ابن ماجه ج2 كتاب الفتن باب الملاحم ص1369، في الزوائد هذا اسناده حسن وعثمان بن أبي العاتكة مختلف فيه.

3 قال القاضي عياض: ولعلها ناران تجتمعان لحشر الناس أو يكون ابتداء خروجها من اليمن. ويكون ظهورها وكثرة قوتها بالحجاز. [هذا كلام القاضي وليس في الحديث أن نار الحجاز متعلقة بالحشر بل هي آية من أشراط الساعة مستقلة] أهـ نووي.

4 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن واشراط الساعة باب الآيات التي يكون قبل الساعة ص27 وما بعدها.

5 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن ص28.

ص: 53

[118]

وله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا1 بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة"2.

[119]

وله: عن معقل بن يسار مرفوعًا: "العبادة في الهرج كهجرة إلي"3.

[120]

وله: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث آيات إذا خرجن {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} 4 طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض"5.

[121]

وله: عن أبي زرعة وذكر قول مروان عن الآيات أولها خروجًا الدجال فقال عبد الله بن عمرو لم يقل مروان شيئًا حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحًى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبًا"6.

[122]

وللترمذي: عن صفوان بن عسال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

1 المصدر السابق.

2 أي: سابقوا ست آيات دالة على وجود القيامة، قبل وقوعها وحلولها، فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يبقل ولا يعتبر.

3 المصدر السابق باب في بقية أحاديث الفتن ص87.

4 المصدر السابق باب فضل العبادة في الهرج ص88. والمراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون بغيرها ولا يتفرغ لها الأفراد.

5 سورة الأنعام، الأية:158.

6 صحيح مسلم بشرح النووي ج2 كتاب الإيمان باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ص195.

ص: 54

يقول: "إن بالمغرب بابًا مفتوحًا للتوبة، مسيرة سبعين سنةً، لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله" وقال: حسن صحيح1.

[123]

ولمسلم: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه"2.

1 صحيح مسلم بشرح النووي ج18 كتاب الفتن وأشراط الساعة ص77، 78.

2 نحفة الأحوذي بشرح الترمذي ج9 كتاب الدعوات ص519.

ص: 55