الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذن من المحتمل أن بعض هذه الكتب التي أوردت أسماءها في قائمة مؤلفات ابن خزيمة أجزاء من كتبه الكبيرة.
صحيح ابن خزيمة، تسميته:
لم يرد في قائمة مؤلفاته التي سبقت ذكر لـ "صحيح ابن خزيمة"، إذ لم يشر إليه ابن خزيمة في كتاب "التوحيد"، رغم مكانة هذا الكتاب بين مؤلفاته، فما هو السر؟ في الواقع إن ابن خزيمة لم يسم كتابه باسم "الصحيح" كما أن ابن حبان لم يسم كتاب "صحيح ابن حبان"، بل إن البخاري نفسه لم يسم كتابه بـ "صحيح البخاري"، بل سماه "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"(1).
وسمى ابن حبان كتابه بـ "المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع"، كذلك سمى ابن خزيمة كتابه بـ "مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي". لكن هذه الكتب اشتهرت مؤخرًا باسم "الصحيح".
ولم أجد أحدًا من المتقدمين سمى كتاب ابن خزيمة باسم "الصحيح".
قال الخليلي (ت سنة 446هـ) في الإرشاد: "وآخر من روى عنه (أي عن ابن خزيمة) بنيسابور سبطه محمد بن الفضل، روى عنه "مختصر المختصر" وغيره (2).
وقال البيهقي (المتوفى سنة 458هـ) في "السنن الكبرى"(1: 434): "
…
رواه محمد بن خزيمة في "مختصر المختصر"
…
".
وبهذا الاسم ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء"، (11: 239 ب)، فقال:"وقد سمعنا "مختصر المختصر" له عاليًا.
…
".
أما الخطيب البغدادي (ت سنة 463هـ) فلم يسم لنا اسم الكتاب،
(1) مقدمة ابن الصلاح 24، 25.
(2)
الإرشاد 172 ب.
ولكنه ذكر في معرض ما حقه التقديم في السماع، فقال: " .. أحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيحين لمحمد بن إسماعيل ومسلم بن الحجاج النيسابوري
…
وكتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري الذي يشترط فيه على نفسه إخراج ما اتصل سنده بنقل العدل عن العدل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
…
" (1).
وذكر ابن الصلاح (ت سنة 643هـ) هذا الكتاب فيمن اشترط جمع الصحيح في كتبه، وقال:"ككتاب ابن خزيمة"(2).
ولكنه في وقت متأخر نسبيًا بدأ يشتهر الكتاب باسم "صحيح ابن خزيمة" ويستعمل المنذري (المتوفى سنة 656هـ) في كتابه "الترغيب والترهيب"(1: 43) اسم الصحيح، فيقول:"ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"، نحو هذا وكذلك في أماكن أخرى من هذا الكتاب".
ويقول الدمياطي (ت سنة 705هـ): "إن كتاب "صحيح ابن خزيمة" لم يقع له منه إلا ربعه الأول"(3) .. وقال التركماني (المتوفى سنة 745هـ): ولهذا أخرج أبو بكر بن خزيمة في "صحيحه". انظر تعليقه على "السنن الكبرى"(1: 101).
ويسميه الزيلعي (ت سنة 762هـ) في "نصب الراية" باسم "صحيح ابن خزيمة" وبهذا الاسم ذكره ابن حجر والسيوطي وابن فهد والآخرون.
لكن الكتاب الذي اشتهر على ألسنة العلماء والمحدثين باسم "صحيح ابن خزيمة" يبدو أن مؤلفه سماه "مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "(4).
(1) الجامع للخطيب البغدادي 157أ-ب.
(2)
التقليد والإيضاح 16.
(3)
انظر مقدمة كتاب التوحيد لإدارة المطبعة المنيرية، ولا أدري هذا الكلام نقل حرفيًا أم فيه تصرف.
(4)
ولمزيد من التوضيح انظر الصفحة 29 - 30 من المقدمة.