المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة السابعة عشرة وهم الذين كانوا في العشرين الخامسة من المائة السادسة - طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة - جـ ٢

[تقي الدين ابن قاضي شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌الطَّبَقَة السَّادِسَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة السَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّامِنَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة التَّاسِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الْحَادِيَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة السَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة السَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الثَّامِنَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الثَّامِنَة

الفصل: ‌الطبقة السابعة عشرة وهم الذين كانوا في العشرين الخامسة من المائة السادسة

‌الطَّبَقَة السَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة السَّادِسَة

322 -

إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن الْمُسلم الْفَقِيه الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالعراقي ولد بِمصْر سنة عشرَة وَخَمْسمِائة وتفقه بهَا على القَاضِي مجلى وَدخل إِلَى بَغْدَاد وتفقه بهَا على أبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأرموي تلميذ الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ثمَّ على أبي الْحسن بن الْخلّ وَأقَام بالعراق حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده مصر فَلهَذَا قيل لَهُ الْعِرَاقِيّ وَتَوَلَّى خطابة الْجَامِع الْعَتِيق بِمصْر

ص: 23

وَشرح الْمُهَذّب فِي نَحْو خَمْسَة عشر جُزْءا متوسطة وَتخرج بِهِ جمَاعَة توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة

323 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس رَضِي الدَّين أَبُو الْخَيْر الْقزْوِينِي الطَّالقَانِي ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة قَرَأَ على مُحَمَّد بن يحيى وَصَارَ معيد درسه وعَلى ملكداد الْقزْوِينِي وَقَرَأَ بالروايات على إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك الْقزْوِينِي وصنف كتاب الْبَيَان فِي مسَائِل الْقُرْآن ردا على الحلولية والجهمية وَصَارَ رَئِيس الْأَصْحَاب وَقدم بَغْدَاد فوعظ بهَا وَحصل لَهُ قبُول تَامّ وَكَانَ يتَكَلَّم يَوْمًا وَابْن الْجَوْزِيّ يَوْمًا ويحضر الْخَلِيفَة من وَرَاء الأستار وتحضر الْخَلَائق والأمم وَولي تدريس النظامية بِبَغْدَاد سنة تسع وَسِتِّينَ إِلَى سنة ثَمَانِينَ ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ذكره الإِمَام الرَّافِعِيّ فِي الأمالي وَقَالَ كَانَ إِمَامًا كثير الْخَيْر وافر الْحَظ من عُلُوم الشَّرْع حفظا وجمعا ونشرا بالتعليم والتذكير والتصنيف وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ وَحكى عَنهُ غير وَاحِد أَنه كَانَ لِسَانه لَا يزَال رطبا

ص: 24

من ذكر الله تَعَالَى توفّي فِي الْمحرم سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة تسع وَثَمَانِينَ قَالَ السُّبْكِيّ فِي شرح الْمِنْهَاج وَذكر أَبُو الْخَيْر فِي كِتَابه حظائر الْقُدس لرمضان أَرْبَعَة وَسِتِّينَ اسْما

324 -

أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ القَاضِي أَبُو شُجَاع صَاحب غَايَة الِاخْتِصَار قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وقفت لَهُ على شرح الْإِقْنَاع للماوردي وَذكره فِيمَن توفّي فِي الْمِائَة السَّادِسَة

325 -

أسعد بن مَحْمُود بن خلف بن أَحْمد بن مُحَمَّد منتخب الدَّين أَبُو الْفتُوح الْعجلِيّ الْأَصْبَهَانِيّ مُصَنف التَّعْلِيق على الْوَسِيط وَالْوَجِيز وَهُوَ جزءان وتتمة التَّتِمَّة ولد بأصبهان فِي أحد الربيعين سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ فَقِيها مكثرا من الرِّوَايَة زاهدا ورعا يَأْكُل من كسب يَده يكْتب وَيبِيع مَا يتقوت بِهِ لَا غير وَكَانَ عَلَيْهِ الْمُعْتَمد بأصبهان فِي الْفَتْوَى وَكَانَ يعظ ثمَّ ترك الْوَعْظ وصنف فِي ذَلِك كتابا سَمَّاهُ آفَات الوعاظ قَالَ ابْن الدبيثي كَانَ زاهدا لَهُ معرفَة تَامَّة

ص: 25

بِالْمذهبِ توفّي فِي صفر سنة سِتّمائَة بأصبهان نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْمَسْأَلَة السريجية وَلم ينْقل عَن أحد أقرب زَمَانا إِلَيْهِ مِنْهُ فَإِن الرَّافِعِيّ أكمل كِتَابه بعد وَفَاة الْعجلِيّ بثنتي عشرَة سنة

326 -

طَاهِر بن نصر الله بن جهبل بِفَتْح الْجِيم وبالباء الْمُوَحدَة مجد الدَّين الْحلَبِي كَانَ إِمَامًا فَاضلا فِي الْفِقْه والحساب والفرائض سمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحدث وصنف للسُّلْطَان نور الدَّين الشَّهِيد كتابا فِي فضل الْجِهَاد ودرس بحلب بالنورية وَهُوَ أول من درس بالصلاحية بالقدس وَهُوَ وَالِد بني جهبل الْفُقَهَاء الدمشقيين مَاتَ بالقدس سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة

327 -

عبد الله بن بري بِفَتْح الْبَاء بن عبد الْجَبَّار أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الأَصْل

ص: 26

الْمصْرِيّ أَخذ النَّحْو عَن الإِمَام أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْملك النَّحْوِيّ وَسمع من خلائق وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَله تصانيف مِنْهَا تَعْلِيق على الصِّحَاح يُسمى بالحواشي فِي سِتّ مجلدات يشْتَمل على فَوَائِد كَثِيرَة وَكَانَ يتصدر بِجَامِع مصر لإقراء الْعَرَبيَّة وقصده الطّلبَة من النواحي وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُوسَى الْجُزُولِيّ وَكَانَ ثِقَة حجَّة وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ فِيهِ تغفل ظَاهر ولد فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

328 -

عبد الله بن مُحَمَّد هبة الله بن المطهر بن عَليّ بن أبي عصرون قَاضِي

ص: 27

الْقُضَاة شرف الدَّين أَبُو سعد التَّمِيمِي الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة أَخذ عَن أبي عَليّ الفارقي وأسعد الميهني وَأخذ الْأُصُول عَن ابْن برهَان وَقَرَأَ بالسبع وَالْعشر على البارع وَأبي بكر المرزوقي ودعوان وسبط الْخياط وَولي قَضَاء سنجار وحران ثمَّ ولي قَضَاء دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وأضر سنة

ص: 28

سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا فولى السُّلْطَان صَلَاح الدَّين وَلَده الْقَضَاء وَلم يعزله وَبنى لَهُ نور الدَّين الْمدَارِس بحلب وحماة وحمص وبعلبك وَبنى هُوَ لنَفسِهِ مدرسة بحلب وَأُخْرَى بِدِمَشْق قَالَ الشَّيْخ موفق الدَّين بن قدامَة الْحَنْبَلِيّ كَانَ ابْن أبي عصرون إِمَام أَصْحَاب الشَّافِعِي فِي عصره وَقَالَ ابْن الصّلاح فِي طبقاته كَانَ من أفقه أهل عصره وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي الْفَتَاوَى وَالْأَحْكَام وتفقه بِهِ خلق كثير انْتهى وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَت الْفَتْوَى بالديار المصرية بِكَلَامِهِ قبل وُصُول الرَّافِعِيّ الْكَبِير إِلَيْهَا وَمن أكبر تلامذته فِي الْفِقْه فَخر الدَّين ابْن عَسَاكِر توفّي بِدِمَشْق فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمدرسته وَمن تصانيفه الِانْتِصَار فِي أَربع مجلدات صفوة الْمَذْهَب فِي اخْتِصَار نِهَايَة الْمطلب فِي سبع مجلدات فَوَائِد الْمُهَذّب فِي مجلدين المرشد مجلدان وَهُوَ أَحْكَام مُجَرّدَة بِلَفْظ مُخْتَصر التَّنْبِيه فِي الْأَحْكَام مُجَلد الذريعة فِي معرفَة الشَّرِيعَة التَّيْسِير فِي الْخلاف أَرْبَعَة أَجزَاء مَأْخَذ

ص: 29

النّظر الْإِرْشَاد فِي نصْرَة الْمَذْهَب لم يكمله نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي بَاب الْعَارِية فَقَط

329 -

عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْفرج بن أَحْمد القَاضِي الْفَاضِل مُحي الدَّين أَبُو عَليّ بن القَاضِي الْأَشْرَف أبي الْحسن اللَّخْمِيّ البيساني الْعَسْقَلَانِي المولد الْمصْرِيّ المنشأ صَاحب الْعبارَة والبلاغة والفصاحة والبراعة ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَتعلم هَذِه الصِّنَاعَة الَّتِي فاق فِيهَا على أقرانه وَتقدم على سَائِر أهل زَمَانه وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء فِي الدولة الفاطمية وَلما صَار أَسد الدَّين شيركوه وزيرا فِي الديار المصرية قدمه على الدِّيوَان وحظي عِنْده ثمَّ لما اسْتَقل السُّلْطَان صَلَاح الدَّين بمملكة الديار المصرية جعله كَاتبا ومشيرا وَذكر القَاضِي ابْن خلكان انه بلغت مصنفاته وتعليقاته فِي هَذَا الْفَنّ نَحوا من مائَة مجلدة وَقَالَ غَيره وجد بِخَطِّهِ فِي أثْنَاء مكاتباته من الْأَشْعَار المفردة من بَيت وبيتين نَحوا من مائَة ألف وَعشْرين ألفا واقتنى من الْكتب مَا ينيف على مائَة ألف مجلدة وَكَانَ دخله ومعلومه فِي السّنة

ص: 30

نَحْو خمسين الف دِينَار سوى المتاجر وَكَانَ قَلِيل التَّلَذُّذ بالدنيا مُقبلا على شَأْنه من صَلَاة وَصِيَام وتلاوة يخْتم كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة كثير المطالعة وَالصَّدَََقَة وَله بِالْقَاهِرَةِ مدرسة مَوْقُوفَة على الشَّافِعِيَّة والمالكية ومكتب للأيتام وَكَانَ ضَعِيف البنية لَهُ حدبة يغطيها الطيلسان توفّي بعد مَا تولى الإقبال وَأَقْبل الإدبار فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالقرافة

330 -

عبد السَّلَام بن عبد الْعَزِيز بن خلف بن مُحَمَّد النصيبيني وَيعرف بِابْن الْحَيَّانِ أَيْضا ذكره ابْن الصّلاح فِي مَجْمُوع لَهُ فَقَالَ كَانَ من فُقَهَاء أَصْحَابنَا وَله كتاب سَمَّاهُ التَّلْخِيص انْتهى وَلَا أعلم من أَي طبقَة هُوَ وذكرته هُنَا تخمينا تبعا للإسنوي

331 -

عبد الْملك بن زيد بن ياسين بن زيد بن قَائِد بِالْقَافِ بن جميل ضِيَاء

ص: 31

الدَّين أَبُو الْقَاسِم الثَّعْلَبِيّ الدولعي ولد بالدولعية وَهِي قَرْيَة من قرى الْموصل سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقيل قبل ذَلِك سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وتفقه بِبَغْدَاد ثمَّ قدم الشَّام فِي شبيبته فتفقه أَيْضا على نصر الله المصِّيصِي وعَلى ابْن أبي عصرون وَولي خطابة جَامع دمشق وتدريس الغزالية مُدَّة طَوِيلَة قَالَ النَّوَوِيّ فِي طبقاته كَانَ شيخ شُيُوخنَا وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء الْمَشْهُورين والصلحاء الورعين توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي موضِعين فَقَط أَحدهمَا أَنه إِذا حلف بالمصحف وَأطلق كَانَ يَمِينا وَالثَّانِي فِي الشَّهَادَات أَن اليراع الْمُسَمّى بالشبابة حرَام وَأَنه صنف فِي تَحْرِيمهَا تصنيفا حسنا

332 -

الْعِرَاقِيّ بن مُحَمَّد بن الْعِرَاقِيّ ركن الدَّين أَبُو الْفضل الْقزْوِينِي الْمَعْرُوف بالطاؤسي والعراقي هُوَ أُسَمِّهِ وَاسم جده قَالَ ابْن خلكان كَانَ إِمَامًا فَاضلا مناظرا محجاجا ماهرا فِي علم الْخلاف اشْتغل بِهِ على الرضى النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ مُصَنف الطَّرِيقَة فِي الْخلاف وبرز فِيهِ وصنف فِيهِ ثَلَاث تعاليق مختصرة ثمَّ متوسطة ثمَّ مبسوطة وَأكْثر اشْتِغَال النَّاس فِي الأقاليم بالمتوسطة لِكَثْرَة فقهها

ص: 32

وفوائدها سكن الْمَذْكُور هَمدَان وَبنى لَهُ بهَا مدرسة وتصدر للإقراء بهَا واشتهر صيته فِي الْبِلَاد وحملت طرائقه إِلَيْهَا وَعَكَفَ النَّاس عَلَيْهِ وقصدوه من الْآفَاق توفّي بهمدان فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّمائَة قَالَ ابْن خلكان وَلَا أعلم هَذِه النِّسْبَة وَهِي الطاؤسي إِلَى أَي شَيْء وللمذكور اخ يُقَال لَهُ الْعَلَاء أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد كَانَ يسكن هَمدَان ودرس بِالْمَدْرَسَةِ بهَا بعد أَخِيه وَله طَريقَة فِي الْخلاف أَيْضا مَاتَ بهمدان سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة تَقْرِيبًا

333 -

فضل الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو المكارم ابْن النوقاني الشَّافِعِي تلميذ مُحَمَّد بن يحيى سمع عبد الْجَبَّار الخواري وَله إجَازَة من محيي السّنة الْبَغَوِيّ كتب عَنهُ أَبُو رشيد الغزال ذكره الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخ الْإِسْلَام وَقَالَ كَانَ بارعا فِي مذْهبه مفننا مهيبا مدرسا مَاتَ بنوقان سنة سِتّمائَة وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة

ص: 33

334 -

فضل الله التوربشتي قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فَقِيه مُحدث من أهل شيراز شرح مصابيح الْبَغَوِيّ شرحا حسنا وَلَعَلَّه كَانَ فِي حُدُود الستمائة انْتهى وتوربشت بِضَم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق بعْدهَا وَاو سَاكِنة ثمَّ رَاء مَكْسُورَة ثمَّ باؤ مُوَحدَة ثمَّ شين مُعْجمَة سَاكِنة ثمَّ تَاء مثناة من فَوق

335 -

الْقَاسِم بن عَليّ بن الْحسن بن هبة الله الْحَافِظ الْمسند بهاء الدَّين أَبُو مُحَمَّد بن الْحَافِظ الْكَبِير ثِقَة الدَّين أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَ مُحدثا حسن الْمعرفَة شَدِيد الْوَرع وَمَعَ ذَلِك كَانَ كثير المزاح صنف كتاب المستقصى فِي فَضَائِل الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَكتاب الْجِهَاد وَتَوَلَّى مشيخة دَار الحَدِيث النورية بعد وَالِده فَلم يتَنَاوَل من معلومها شَيْئا بل كَانَ يرصده للواردين من الطّلبَة حَتَّى قيل لم يشرب من مَائِهَا وَلَا تَوَضَّأ قَالَ الذَّهَبِيّ كتب الْكثير وصنف وَخرج وعني بالكتاية والمطالعة فَبَالغ إِلَى الْغَايَة وخطه وَحش وَكَانَ يتعصب لمَذْهَب الْأَشْعَرِيّ ويبالغ من غير أَن يحققه توفّي فِي صفر سنة سِتّمائَة بِدِمَشْق

ص: 34

336 -

الْقَاسِم بن فيرة بن أبي الْقَاسِم خلف بن أَحْمد الإِمَام الْعَلامَة الْحفظَة الضَّرِير أَبُو مُحَمَّد الرعيني الأندلسي الشاطبي الْمُقْرِئ الشهير صَاحب القصيدة الموسومة بحرز الْأَمَانِي وَلم يلْحق فِيهَا وَلَا سبق إِلَى مثلهَا ولد بشاطبة فِي آخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدخل مصر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسبب انْتِقَاله إِلَى مصر انه أُرِيد على أَن يَلِي الخطابة بشاطبة فاحتج بِأَنَّهُ قد وَجب عَلَيْهِ الْحَج وَأَنه عازم عَلَيْهِ وَتركهَا وَلم يعد إِلَيْهَا تورعا مِمَّا كَانُوا يلزمون بِهِ الخطباء من ذكرهم على المنابر بأوصاف لم يرهَا سَائِغَة شرعا كَذَا حَكَاهُ أَبُو شامة عَن أبي الْحسن السخاوي ذكره النَّوَوِيّ فِي طبقاته فِي الْأَسْمَاء الزَّائِدَة على مَا ذكره ابْن الصّلاح وَقَالَ لم يكن فِي زَمَانه بِمصْر نَظِيره فِي تعدد فنونه وَكَثْرَة محفوظه وَقَالَ ابْن خلكان كَانَ عَالما بِكِتَاب الله قِرَاءَة وتفسيرا وَبِحَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مبرزا وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الصحيحان والمؤطا فيصححون النّسخ من حفظه ويملي النكت على الْمَوَاضِع الْمُحْتَاج إِلَيْهَا وَكَانَ إِمَامًا فِي علم النَّحْو واللغة عَارِفًا بتعبير المنامات حسن الْمَقَاصِد مخلصا فِيمَا يَقُول وَيفْعل وَلَا يجلس للإقراء إِلَّا على طَهَارَة فِي هَيْئَة حَسَنَة وتخشع واستكانة وَكَانَ يُقَال إِنَّه يحفظ وقر بعير من الْعُلُوم توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالقرافة فِي تربة القَاضِي الْفَاضِل والرعيني مَنْسُوب إِلَى ذِي

ص: 35

رعين إِحْدَى قبائل الْيمن وفيره بفاء مَكْسُورَة وياء مثناة من تَحت سَاكِنة وَرَاء مَضْمُومَة مشدودة اسْم أعجمي مَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ حَدِيد بِالْحَاء الْمُهْملَة

337 -

الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن الْمُبَارك أَبُو طَالب الْكَرْخِي تفقه بِابْن الْخلّ وَصَحبه مُدَّة وَعرف بِهِ وبرع فِي الْمَذْهَب وساد وَكتب الْخط الْمَنْسُوب إِلَى أَن قيل إِنَّه اكْتُبْ من ابْن البواب وَلَا سِيمَا فِي الطومار وَالثلث وَكَانَ بَخِيلًا بِخَطِّهِ حَتَّى إِنَّه إِذا كتب فَتْوَى لأحد كسر الْقَلَم وَكتب بِهِ ولي تدريس النظامية بعد أبي الْخَيْر الْقزْوِينِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وتفقه بِهِ جمَاعَة وَقيل إِنَّه كَانَ أَولا يضْرب بِالْعودِ ويجيد ذَلِك حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل ثمَّ أنف من ذَلِك واشتغل بالخط إِلَى أَن شهد لَهُ أَنه أكتب من ابْن البواب ثمَّ أنف مِنْهُ وَأَقْبل على الِاشْتِغَال توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سنة

ص: 36

338 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أَحْمد أَبُو عبد الله المَسْعُودِيّ البندهي مولده فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة كَمَا نَقله الْمُنْذِرِيّ من خطه وَقيل ولد سنة إِحْدَى ورحل فِي طلب الحَدِيث وَسمع بِدِمَشْق وبغداد وأصبهان وخراسان والكوفة والموصل والإسكندرية وَغَيرهَا من خلائق قَالَ ابْن خلكان كَانَ فَقِيها شافعيا صوفيا أديبا فَاضلا شرح المقامات شرحا مطولا فِي خمس مجلدات كبار توفّي بِدِمَشْق سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ووقف كتبه بالخانقاه السميساطية والبندهي بباء مُوَحدَة ثمَّ نون قَرْيَة من أَعمال مرو الروذ

339 -

مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن طَاهِر الصَّدْر الْفَقِيه الْعَلامَة عماد الدَّين أَبُو عبد الله بن الْعَلامَة أبي سعد التَّيْمِيّ بميم وَاحِدَة الرَّازِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الوازن قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخ الْإِسْلَام مُصَنف شرح الْوَجِيز توفّي بِالريِّ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة هَكَذَا ذكر أَنه توفّي فِي هَذِه السّنة قيل وَالظَّاهِر انه سقط عَلَيْهِ اسْم وَالِده واسْمه مُحَمَّد ويلقب عماد الدَّين

ص: 37

ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ وَقَالَ عَالم مُحَقّق مدقق تفقه على وَالِده ثمَّ على أبي بكر الخجندي وجالس الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق سمع وَحدث توفّي بِالريِّ فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة ووالده القَاضِي أَبُو سعد عبد الْكَرِيم الطَّبَرِيّ الْمَشْهُور بالوزان كَانَ إِمَامًا كَبِيرا وَاسع الْعلم ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة وَسمع مَشَايِخ الرّيّ وَالْعراق وَمَا وَرَاء النَّهر وتفقه على أبي بكر الْقفال وَصَارَ من عُلَمَاء عصره وَعقد مجْلِس الْإِمْلَاء بنيسابور وَولي قَضَاء ساوه ثمَّ قَضَاء هَمدَان وَأخذ عَنهُ الْفُقَهَاء قيل توفّي سنة تسع وَقيل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصَاحب التَّرْجَمَة من أحفاد القَاضِي أبي سعد هَذَا وَأما كَونه ابْنه فَلَا يُمكن وَبسط السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى الْكَلَام فِي ذَلِك وَقَالَ الظَّاهِر أَن المترجم مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن احْمَد

340 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْمَعَالِي بن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدَّين أبي الْحسن بن قَاضِي الْقُضَاة أبي

ص: 38

الْمَعَالِي الْمُنْتَخب بن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْفضل الزكي الْقرشِي الدِّمَشْقِي ولد سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْمَذْهَب على جمَاعَة وَسمع الحَدِيث من طَائِفَة وَولي قَضَاء دمشق وعظمت مَنْزِلَته عِنْد صَلَاح الدَّين وَكَانَ ينْهَى النَّاس عَن الِاشْتِغَال بكتب الْمنطق والجدل وَقطع من ذَلِك كتبا فِي مَجْلِسه قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ عَالما صَارِمًا حسن الْخط وَاللَّفْظ شهد فتح بَيت الْمُقَدّس فَكَانَ أول من خطب بِهِ بِخطْبَة فائقة أَنْشَأَهَا قَالَ وَأثْنى عَلَيْهِ الشَّيْخ عماد الدَّين بن الحرستاني على فَصَاحَته وَحفظه لما يلقيه من الدُّرُوس توفّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

341 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي عَليّ القلعي اليمني صَاحب كتاب احترازات الْمُهَذّب وَله كتاب آخر فِي مستغرب أَلْفَاظه وَفِي أَسمَاء رِجَاله وَله مُصَنف حافل فِي الْفَرَائِض قَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي تَرْجَمَة أبي الْفتُوح بن أبي عقامة إِن الْمَذْكُور أَخذ عَن ولد وَلَده عَن أَبِيه عَن جده أبي الْفتُوح والقلعي مَنْسُوب إِلَى قلعة بَلْدَة بِالْقربِ من ظفار لم يذكرُوا وَفَاته وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى إِنَّه توفّي فِي الْمِائَة السَّادِسَة

ص: 39

342 -

مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ الْأَصْبَهَانِيّ أحد الْأَعْلَام ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة وَتخرج بِالْإِمَامِ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ وَأخذ عَنهُ الْمَذْهَب وعلوم الحَدِيث وَسمع الْكثير وصنف التصانيف المليحة المفيدة الْمَشْهُورَة مِنْهَا تَتِمَّة معرفَة الصَّحَابَة ذيل بِهِ على كتاب أبي نعيم الْحَافِظ وَكتاب تَتِمَّة الغريبين وَكتاب عوالي التَّابِعين وَغير ذَلِك وَكَانَ حَافِظًا وَاسع الدائرة جم الْعُلُوم قَالَ ابو سعد السَّمْعَانِيّ كتبت عَنهُ وَسمعت مِنْهُ وَهُوَ ثِقَة صَدُوق وَقَالَ ابْن الدبيثي عَاشَ حَتَّى صَار أوحد وقته وَشَيخ زَمَانه إِسْنَادًا وحفظا روى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم الْحفاظ الْأَرْبَعَة أَبُو بكر الْحَازِمِي وَعبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي وَبِه تخرج وانتفع وَعبد الْقَادِر الرهاوي وَمُحَمّد بن مكي توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقد أفردت تَرْجَمته بالتصنيف

ص: 40

343 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله بن أَله بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام وتسكين الْهَاء وَمَعْنَاهُ بالعربي الْعقَاب الإِمَام البليغ عماد الدَّين أَبُو عبد الله الْكَاتِب الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد بأصبهان سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقدم بَغْدَاد فتفقه بالنظامية على أسعد الميهني وَأبي مَنْصُور بن الرزاز وَسمع من جمَاعَة وأتقن علم الْأَدَب والعربية وتعانى الْكِتَابَة قَالَ ابْن خلكان وأتقن الْخلاف وفنون الْأَدَب وَله من الشّعْر والرسائل مَا هُوَ مَشْهُور وَولي نظر الْبَصْرَة ثمَّ وَاسِط وَقدم دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكتب الْإِنْشَاء لنُور الدَّين وعلت مَنْزِلَته عِنْده وفوض إِلَيْهِ تدريس الْمدرسَة الْعمادِيَّة ثمَّ بعد موت نور الدَّين اتَّصل بصلاح الدَّين وَصَارَ هُوَ وَالْقَاضِي الْفَاضِل يتناوبان فِي خدمَة صَلَاح الدَّين وَلما توفّي صَلَاح الدَّين ترك عماد الدَّين الْأَعْمَال وتوفر على التدريس وَكَانَ فَاضلا بارعا فِي درسه يتزاحم الْفُضَلَاء فِيهِ لفوائده وفرائده وَجمع مصنفات كَثِيرَة فِي التَّارِيخ وَالْأَدب مِنْهَا كتاب الْبَرْق الشَّامي سبع مجلدات وَكتاب خريدة الْقصر وجريدة الْعَصْر فِي

ص: 41

تراجم أدباء وقته ذكر الشُّعَرَاء الَّذين كَانُوا بعد الْمِائَة الْخَامِسَة إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَجمع شعراء الْعرَاق والعجم وَالشَّام والجزيرة ومصر وَالْمغْرب وَهُوَ فِي عشر مجلدات وَكتاب الْفَتْح الْمُقَدّس فِي مجلدين وَله ديوَان رسائل كَبِير وديوان شعر فِي أَربع مجلدات قَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ كَانَ جَامعا للفضائل الْفِقْه وَالْأَدب وَالشعر الْجيد وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي النثر وَالنّظم وصنف تصانيف مفيدة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

344 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم بن المظفر بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة محيي الدَّين أَبُو حَامِد بن قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدَّين الشهرزوري قَاضِي حلب تفقه على أبي سعد بن الرزاز بِبَغْدَاد ثمَّ نَاب فِي الحكم عَن أَبِيه بِدِمَشْق ثمَّ ولي قَضَاء حلب ثمَّ ولي قَضَاء الْموصل ودرس بهَا بمدرسة أَبِيه وبالنظامية بهَا وَكَانَ جوادا سريا قَالَ ابْن خلكان قيل إِنَّه أطلق فِي بعض رسائله إِلَى بَغْدَاد على الْفُقَهَاء والأدباء وَالشعرَاء عشرَة آلَاف دِينَار أميرية وَيُقَال إِنَّه فِي مُدَّة حكمه بالموصل لم يعتقل غريما على دينارين فَمَا دونهمَا بل يُوفي ذَلِك عَنهُ ويحكى عَنهُ رئاسة ضخمة

ص: 42

وَمَكَارِم كَثِيرَة توفّي بالموصل فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة عَن اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة

345 -

مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد شهَاب الدَّين أَبُو الْفَتْح الطوسي نزيل مصر أحد مشاهير الشَّافِعِيَّة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة سمع الحَدِيث وتفقه بنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى تلميذ الْغَزالِيّ وَدخل بَغْدَاد وَوعظ بهَا وَدخل مصر وَنزل بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَتردد إِلَيْهِ الْفُقَهَاء والطلبة وَبنى لَهُ الْملك تَقِيّ الدَّين عمر بن شاهنشاه الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بمنازل الْعِزّ وانتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَكَانَ جَامعا لفنون كَثِيرَة مُعظما للْعلم وَأَهله غير ملتفت إِلَى أَبنَاء الدُّنْيَا وَوعظ بِجَامِع مصر مُدَّة وَذكر أَبُو شامة أَنه لما قدم بَغْدَاد كَانَ يركب بسنجق وَالسُّيُوف مسللة والغاشية والطوق فِي عنق بغلته فَمنع من ذَلِك فَذهب إِلَى مصر وَوعظ وَأظْهر مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَوَقع بَينه وَبَين الْحَنَابِلَة وَقَالَ غَيره كَانَ رجلا طَويلا مهيبا مقداما شَاذ الْجَواب فِي المحافل وَكَانَ يرتاعه كل أحد وَكَانَ هُوَ يرتاع من الخبوشاني وَركب يَوْم عيد وَبَين يَدَيْهِ مُنَاد يُنَادي هَذَا ملك الْعلمَاء والغاشية

ص: 43

على الْأَصَابِع وَجَاء إِلَى السُّلْطَان فَتفرق الْأُمَرَاء غيظا مِنْهُ وَجرى لَهُ مَعَ الْملك الْعَادِل وَابْن شكر قضايا عَجِيبَة لما تعرضوا لوقوف الْمدَارِس فَمنع عَن نَفسه وَعَن النَّاس وَثَبت وَقَالَ صَاحب الْبَدْر السافر درس بمنازل الْعِزّ فَأرْسل الْوَزير ابْن شكر من يطْلب معرفَة ربعهَا ويتحدث فِيهِ فرسم الْفَقِيه بِضَرْب من حضر من جِهَة الْوَزير وطلع للقلعة وانزعج ورسم للوزير أَن لَا يتَعَرَّض لشَيْء يتَعَلَّق بِهِ وَخرج الْوَزير بحجته فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا سلم عَلَيْهِ وَقَالَ النَّوَوِيّ فِيمَا زَاده على ابْن الصّلاح كَانَ شيخ الْفُقَهَاء وَصدر الْعلمَاء فِي عصره تفقه على جمَاعَة من أَصْحَاب الْغَزالِيّ وَقدم مصر فنشر الْعلم بهَا وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَوعظ وَذكر وانتفع النَّاس بِهِ وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَعَلِيهِ مدَار الْفَتْوَى فِي مَذْهَب الشَّافِعِي توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

346 -

مُحَمَّد بن الْمُوفق بن سعيد بن عَليّ بن الْحسن الشَّيْخ نجم الدَّين أَبُو البركات الخبوشاني الْفَقِيه الصُّوفِي الزَّاهِد الْوَرع أحد الآمرين بِالْمَعْرُوفِ والقائمين

ص: 44

بِهِ والصادعين بِالْحَقِّ ولد فِي رَجَب سنة عشر وَخَمْسمِائة وَقدم مصر سنة خمس وَسِتِّينَ قَالَ ابْن خلكان كَانَ فَقِيها ورعا تفقه بنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى وَكَانَ يستحضر كِتَابه الْمُحِيط حَتَّى قيل إِنَّه عدم الْكتاب فأملاه من خاطره وَله كتاب تَحْقِيق الْمُحِيط فِي سِتَّة عشر مجلدا قَالَ وَكَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدَّين يقربهُ ويعتقد فِي علمه وَدينه وَعمل لَهُ الْمدرسَة الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي رحمه الله وَقَالَ غَيره إِنَّه الَّذِي جرأ السُّلْطَان صَلَاح الدَّين على الْخطْبَة لبني الْعَبَّاس فانتظم ذَلِك وَذكر أَن الْملك صَلَاح الدَّين كَانَ شَدِيد التَّعْظِيم لَهُ وَأَنه كَانَ يَأْمُرهُ وينهاه بعنف وَلَا يباليه وَلم يَأْكُل من مَال الْمُلُوك لقْمَة وَلَا أَخذ من ريع الْمدرسَة فلسًا وَلَا جامكية وَلَا شَيْئا وَكَانَ بِمصْر رجل تَاجر من بَلَده يَأْكُل من مَاله وَكَانَ متقللا لَيْسَ لَيْسَ لَهُ نصيب فِي لذات الدُّنْيَا وَكَانَ يركب الْحمار وَيجْعَل تَحْتَهُ أكسية لِئَلَّا يصل إِلَيْهِ عرقه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وكفن فِي كسائه الَّذِي جَاءَ مَعَه من خبوشان وَدفن فِي قبَّة مُفْردَة تَحت رجْلي الإِمَام الشَّافِعِي بَينهمَا شباك وخبوشان بخاء مُعْجمَة وباء مُوَحدَة مضمومتين قَرْيَة من أَعمال نيسابور

ص: 45

347 -

مُحَمَّد بن مُوسَى بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عُثْمَان بن حَازِم الْحَافِظ أَبُو بكر الْحَازِمِي بِالْحَاء الْمُهْملَة الْهَمدَانِي مؤلف النَّاسِخ والمنسوخ وَغَيره ولد سنة ثَمَان اَوْ تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة سمع الْكثير ورحل إِلَى بلدان كَثِيرَة وَتخرج بِالْحَافِظِ أبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وَكَانَ أَبُو مُوسَى يَقُول هُوَ أحفظ من عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي وَمَا رَأَيْت شَابًّا أحفظ مِنْهُ قَالَ ابْن الدبيثي وَقدم بَغْدَاد واستوطنها وتفقه بهَا وجالس علماءها وتميز وَفهم وَصَارَ من أحفظ النَّاس للْحَدِيث وَأَسَانِيده وَرِجَاله مَعَ زهد وَتعبد ورياضة صنف فِي علم الحَدِيث عدَّة مصنفات وأملى عدَّة مجَالِس وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ حُلْو المذاكرة يغلب عَلَيْهِ معرفَة أَحَادِيث الْأَحْكَام وأملى طرق الْأَحَادِيث الَّتِي فِي الْمُهَذّب وأسندها وَلم يتمه وَقَالَ ابْن النجار كَانَ من الْأَئِمَّة الْحفاظ الْعَالمين بِفقه الحَدِيث ومعانيه وَرِجَاله ألف كتاب النَّاسِخ والمنسوخ وَكتاب عجالة المبتدى فِي الْأَنْسَاب والمؤتلف والمختلف فِي أَسمَاء الْبلدَانِ وَأسْندَ الْأَحَادِيث الَّتِي فِي الْمُهَذّب وَكَانَ ثِقَة حجَّة نبيلا زاهدا عابدا ورعا ملازما للخلوة والتصنيف وَنشر الْعلم توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة عَن خمس وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ من أهل الطَّبَقَة الْآتِيَة لَوْلَا تقدم وَفَاته نقل

ص: 46

عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي كتاب الْقَضَاء أَن الَّذين أدركتهم من الْحفاظ كَانُوا يميلون إِلَى جَوَاز إجَازَة غير الْمعِين بِوَصْف الْعُمُوم كأجزت للْمُسلمين وَنَحْوه وَصَححهُ النَّوَوِيّ

348 -

مَحْمُود بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو طَالب التَّمِيمِي الْأَصْفَهَانِي قَالَ ابْن خلكان تفقه على مُحَمَّد بن يحيى وبرع فِي علم الْخلاف وصنف فِيهِ طَريقَة مَشْهُورَة وَكَانَت عُمْدَة المدرسين فِي إِلْقَاء الدُّرُوس ويعدون تاركها قَاصِر الْفَهم عَن إِدْرَاكهَا واشتغل عَلَيْهِ خلق كثير فصاروا أَئِمَّة وَكَانَ خَطِيبًا واعظا لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْوَعْظ ودرس بأصفهان مُدَّة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا تفنن فِي الْعُلُوم وَله تعليقة جمة المعارف توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

349 -

مَحْمُود بن الْمُبَارك بن عَليّ بن الْحسن الإِمَام أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ ثمَّ الْبَغْدَادِيّ أحد الأذكياء وَالْعُلَمَاء والمحررين فِي الْمَذْهَب وَيعرف بالمجير ولد

ص: 47

سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة تفقه بالنظامية على أبي مَنْصُور ابْن الرزاز وَغَيره وَقَرَأَ علم الْكَلَام على أبي الْفتُوح مُحَمَّد ابْن الْفضل الإِسْفِرَايِينِيّ وَغَيره وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَكَانَ ذكيا فصيحا بليغا أعَاد فِي شبيبته للْإِمَام أبي النجيب السهروردي فِي مدرسته ثمَّ سَار إِلَى دمشق فدرس بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي بنيت لَهُ وَهِي الجاروخية ثمَّ ذهب إِلَى شيراز وَبني لَهُ بهَا مدرسة فدرس بهَا ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَولي تدريس النظامية فدرس بهَا أسبوعا وسير فِي الرسَالَة فَمَاتَ قَالَ ابْن الدبيثي برع فِي الْمَذْهَب حَتَّى صَار أوحد زَمَانه وَتفرد بِمَعْرِِفَة الْأُصُول وَالْكَلَام وَمَا رَأينَا أجمع لفنون الْعلم مِنْهُ مَعَ حسن الْعبارَة قَالَ وَخرج رَسُولا إِلَى خوارزم شاه إِلَى أَصْبَهَان فَمَاتَ بهمدان فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

350 -

يحيى بن عَليّ بن الْفضل بن هبة الله الْعَلامَة جمال الدَّين أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة بهَا وَيعرف بِابْن فضلان ولد سنة خمس عشرَة

ص: 48

وَخَمْسمِائة وتفقه على أبي مَنْصُور ابْن الرزاز بِبَغْدَاد وبنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى تلميذ الْغَزالِيّ وَسمع من جمَاعَة وانتفع بِهِ جمَاعَة واشتهر اسْمه ودرس بِبَغْدَاد وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف والجدل وَكَانَ بَينه وَبَين المجير مناظرات وَكَانَ كل مِنْهُمَا يشنع على الآخر وَفِي آخر عمره رمي بالفالج توفّي فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

ص: 49