الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَة الثَّالِثَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الثَّامِنَة
498 -
أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ الشَّيْخ شرف الدَّين أَبُو الْعَبَّاس خطيب دمشق أَخُو الشَّيْخ تَاج الدَّين ولد بِدِمَشْق فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قَرَأَ بِثَلَاث رِوَايَات على السخاوي وَسمع مِنْهُ الْكثير وَمن ابْن الصّلاح وتلا بالسبع على شمس الدَّين بن أبي الْفَتْح وَأحكم الْعَرَبيَّة على
الْمجد الإربلي وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار وَله مشيخة ودرس بالرباط الناصري وَغَيره وَولي خطابة جَامع جراح ثمَّ ولي خطابة جَامع دمشق بعد الفارقي سنة ثَلَاث قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه كَانَ فصيحا حُلْو الْقِرَاءَة عديم اللّحن متواضعا حسن الْجُمْلَة درس وَفسّر وأقرأ الْعَرَبيَّة مُدَّة توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير عِنْد أَخِيه رحمهمَا الله
499 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سجمان الوائلي
الْبكْرِيّ الشريشي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة كَمَال الدَّين أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الدَّين أبي بكر الْمَعْرُوف بِابْن الشريشي مولده بسنجار فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة سمع ورحل وَطلب مُدَّة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكتب الْكِبَار وَكَانَ أَبوهُ مالكيا فاشتغل هُوَ فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَأفْتى وأشغل ودرس وناظر وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن جمَاعَة ثمَّ ترك ذَلِك وَولي وكَالَة بَيت المَال وَقَضَاء الْعَسْكَر وَنظر الْجَامِع مفرقة ودرس بالشامية البرانية والناصرية ودرس بهَا عشْرين سنة وباشر مشيخة الحَدِيث بتربة أم الصَّالح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة ومشيخة الرِّبَاط الناصري أَكثر من خمس عشرَة سنة ومشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية ثَمَان سِنِين قَالَ ابْن كثير اشْتغل فِي مَذْهَب الشَّافِعِي فبرع وَحصل علوما كَثِيرَة وَكَانَ خَبِيرا بالنظم والنثر مَعَ ذَلِك وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِيمَا يَتَوَلَّاهُ من الْجِهَات كلهَا توفّي فِي سلخ شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة
وَسَبْعمائة مُتَوَجها إِلَى الْحَج بالحسا وَدفن هُنَاكَ
500 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُرْتَفع بن حَازِم بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ الشَّيْخ الْعَالم الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام وحامل لِوَاء الشَّافِعِيَّة فِي عصره نجم الدَّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الرّفْعَة الْمصْرِيّ ولد بِمصْر سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من أبي الْحسن بن الصَّواف وَعبد الرَّحِيم بن الدَّمِيرِيّ وتفقه على الشَّيْخَيْنِ السديد والظهير التزمنتيين
وعَلى الشريف العباسي وَأخذ عَن القاضيين ابْن بنت الْأَعَز وَابْن رزين ولقب بالفقية لغَلَبَة الْفِقْه عَلَيْهِ وَولي حسبَة مصر ودرس بالمعزية بهَا وناب فِي الْقَضَاء وَلم يل شَيْئا من مناصب الْقَاهِرَة وصنف المصنفين العظيمين الْمَشْهُورين الْكِفَايَة فِي شرح التَّنْبِيه وَالْمطلب فِي شرح الْوَسِيط فِي نَحْو أَرْبَعِينَ مجلدا وَهُوَ أعجوبة من كَثْرَة النُّصُوص والمباحث وَمَات وَلم يكلمهُ بَقِي عَلَيْهِ من بَاب صَلَاة الْجَمَاعَة إِلَى البيع وَله تصنيف لطيف فِي الموازين والمكاييل وتصنيف آخر سَمَّاهُ النفائس فِي هدم الْكَنَائِس أَخذ عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَجَمَاعَة وَقَالَ السُّبْكِيّ إِنَّه أفقه من الرَّوْيَانِيّ صَاحب الْبَحْر وَذكر لَهُ القَاضِي تَاج الدَّين فِي طبقاته تَرْجَمَة طنانة قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ شَافِعِيّ زَمَانه وَإِمَام أَوَانه مد فِي مدارك الْفِقْه باعا وتوغل فِي مسَائِله علما وطباعا إِمَام مصر بل سَائِر الْأَمْصَار وفقيه عصره فِي سَائِر الأقطار وَلم يخرج إقليم مصر بعد ابْن الْحداد من يدانيه وَلَا نعلم فِي الشَّافِعِيَّة مُطلقًا بعد الرَّافِعِيّ من
يُسَاوِيه كَانَ أعجوبة فِي استحضار كَلَام الْأَصْحَاب لَا سِيمَا فِي غير مظانه وأعجوبة فِي معرفَة نُصُوص الشَّافِعِي وأعجوبة فِي قُوَّة التَّخْرِيج دينا خيرا محسنا إِلَى الطّلبَة توفّي بِمصْر فِي رَجَب سنة عشر وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة
501 -
الْحسن بن الْحَارِث بن الْحسن بن خَليفَة بن نجا بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مِسْكين الْقرشِي الزُّهْرِيّ الشَّيْخ الْعَلامَة عز الدَّين الْمَعْرُوف بِابْن مِسْكين وَهُوَ من أَوْلَاد الْحَارِث بن مِسْكين أحد الْمَالِكِيَّة المعاصرين للشَّافِعِيّ قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته كَانَ من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية وَكَانَ عين لقَضَاء دمشق فَامْتنعَ لمفارقة الوطن وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ درس بالشافعي وَكَانَ من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة الصلحاء كتب ابْن الرّفْعَة تَحت خطه جوابي كجواب سَيِّدي وشيخي توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر وَسَبْعمائة
502 -
الْحسن بن مُحَمَّد بن شرف شاه الإِمَام الْعَلامَة المفنن السَّيِّد ركن الدَّين وَقيل الْحسن بن شرف شاه أَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الإسترابادي أَخذ عَن النصير الطوسي وَحصل وَتقدم وَكَانَ الطوسي قد جعله رَئِيس اصحابه بمراغة وَكَانَ يُعِيد دروس الجلة ثمَّ انْتقل إِلَى الْموصل ودرس بالنورية بهَا وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب شرحا متوسطا وَشرح الحاجبية ثَلَاثَة شُرُوح الْمُتَوَسّط اشهرها وَله شرح الْحَاوِي فِي ارْبَعْ مجلدات فِيهِ اعتراضات على الْحَاوِي حَسَنَة قَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين شرح الْحَاوِي شرحين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي العبر الْعَلامَة الْمُتَكَلّم النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف وَكَانَ يُبَالغ فِي التَّوَاضُع وَيقوم لكل اُحْدُ حَتَّى للسقاء وَكَانَ لَا يحفظ الْقُرْآن وَكَانَت جامكيته فِي الشَّهْر ألفا وَثَمَانمِائَة دِرْهَم
توفّي بالموصل فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة وَقيل سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة عَن نَيف وَسبعين سنة وَقيل جَاوز الثَّمَانِينَ
503 -
الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام بتَشْديد اللَّام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام الشَّيْخ الْعَالم شرف الدَّين بن كَمَال الدَّين ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة واشتغل فبرع وَحصل وَأفْتى وناظر ودرس بالعذراوية والجاروخية وَأعَاد بالظاهرية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل أَيَّام الأفرم وَكَلَام الكتبي يفهم أَنه أول من ولي إِفْتَاء دَار الْعدْل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من الأذكياء وَقَالَ ابْن كثير كَانَ وَاسع الصَّدْر كثير الهمة كريم النَّفس مشكورا فِي فهمه وَحفظه وفصاحته ومناظرته توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير
504 -
عبد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن فير بن الْحسن الشَّيْخ زين الدَّين أَبُو
مُحَمَّد الفارقي خطيب دمشق وَشَيخ دَار الحَدِيث ومدرس الشامية البرانية ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَأخذ عَن الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام وَغَيره واشتغل وَأفْتى ودرس وَولي مشيخة دَار الحَدِيث بعد النَّوَوِيّ وَهُوَ الَّذِي عمرها بعد خرابها فِي فتْنَة قازان قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ وبجملة حَسَنَة فِي الحَدِيث ذَا اقتصاد فِي ملبسه وتصون فِي نَفسه وسطوة على الطّلبَة وَفِيه تعبد وَحسن مُعْتَقد وَقَالَ ابْن كثير سمع الحَدِيث الْكثير وأشغل ودرس فِي عدَّة مدارس وَأفْتى مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَت لَهُ همة وشهامة وصرامة ويباشر الْأَوْقَاف جيدا وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ رجلا عَالما صَالحا وَحكى عَنهُ حِكَايَة تدل على كرامته توفّي فِي صفر سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وَدفن بالصالحية بتربة أَهله بتربة الشَّيْخ أبي عمر
505 -
عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَلِيل الشَّيْخ عز الدَّين النمراوي الْمصْرِيّ ولد بنمرا
من أَعمال الغربية واشتغل وتصدى للأشغال ودرس فِي التَّفْسِير بالقبة المنصورية قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته أحد الْفُضَلَاء المناظرين من الشَّافِعِيَّة أفتى ودرس وناظر بَين يَدي الْعَلامَة ابْن دَقِيق الْعِيد والعلامة صدر الدَّين بن الْوَكِيل فاستجاد ابْن دَقِيق الْعِيد بَحثه وَرجحه فِي ذَلِك الْبَحْث على ابْن الْوَكِيل فارتفع قدره من يَوْمئِذٍ وَصَحب النَّائِب سلار فازداد جاهه فِي الدُّنْيَا بذلك وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما نظارا ذكيا توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة
506 -
عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام ضِيَاء الدَّين الطوسي ثمَّ الدِّمَشْقِي اشْتغل بِالْعلمِ وتفنن ودرس بالنجيبية وَأعَاد بغَيْرهَا وَشرح الْحَاوِي شرحا حسنا سَمَّاهُ الْمِصْبَاح وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب قَالَ البرزالي كَانَ شَيخا فَاضلا وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ ذَا فَضَائِل منتظمة الفرائد وتصانيف مُشْتَمِلَة
على كثير من الْفَوَائِد مِنْهَا شرح الْحَاوِي والمختصر وَلَقَد اتى فيهمَا بِمَا يشْهد لَهُ بالتقدم على من غَابَ وَمن حضر توفّي بِدِمَشْق فَجْأَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة
507 -
عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عمر الْأنْصَارِيّ الأندلسي الأَصْل الإِمَام علم الدَّين الْمَعْرُوف بالعراقي ولد بِمصْر سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن عبد السَّلَام وَغَيره والْحَدِيث عَن الْمُنْذِرِيّ قِرَاءَة وسماعا والأصلين عَن التلمساني والخسروشاهي وَمهر وبرع فِي فنون الْعلم وتصدر بِجَامِع مصر ودرس بمشهد الْحُسَيْنِي ودرس التَّفْسِير بالقبة المنصورية وَغَيرهَا وصنف كتبا مِنْهَا فِي التَّفْسِير الْإِنْصَاف فِي مسَائِل الْخلاف بَين الزَّمَخْشَرِيّ وَابْن الْمُنِير وَنبهَ على مَوَاضِع الاعتزال فِي الْكَشَّاف وَقد أَخذ عَنهُ
السُّبْكِيّ علم التَّفْسِير قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما فَاضلا فِي فنون كَثِيرَة خصوصاالتفسير وَفِيه دعابة كَثِيرَة مأثورة إِلَى الْآن عَنهُ قَالَ وَشرح التَّنْبِيه شرحا متوسطا رَأَيْت مِنْهُ جُزْءا من أوئل الْكتاب وجزءا من آخِره وَقد لَا يكون أكمله وأقرأ النَّاس مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى صَارُوا أَئِمَّة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا حَتَّى كتب حاوي الْمَاوَرْدِيّ مَرَّات وأضر فِي آخر عمره وَقَالَ ابْن كثير فِي طبقاته نقلا عَن بَعضهم إِن لَهُ مصنفات فِي التَّفْسِير وَالْأُصُول توفّي فِي صفر سنة أَربع وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى والعراقي نِسْبَة إِلَى جده لأمه وَهُوَ الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب
508 -
عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى بن عِيسَى بن مُوسَى العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْعَلامَة بدر الدَّين أَبُو البركات بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين رزين مولده سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع بِمصْر وَالشَّام من جمَاعَة وَأعَاد عِنْد وَالِده وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَأفْتى وَولي قَضَاء الْعَسْكَر فِي حَيَاة وَالِده وخطب بِجَامِع الْأَزْهَر
ودرس بالظاهرية والسيفية والأشرفية قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته كَانَ من صُدُور الْفُقَهَاء وأعيان الرؤساء وَأحد الْمَذْكُورين فِي الْفُضَلَاء وَكَانَ لَهُ اعتناء جيد بِالْحَدِيثِ ويلقي الدُّرُوس مِنْهُ وَمن التَّفْسِير وَالْفِقْه وأصوله وَله اعْتِبَار بِالسَّمَاعِ وَالرِّوَايَة وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات وَكَانَ يجْتَمع عِنْده بالظاهرية من الْفُضَلَاء مَا لايجتمع عِنْد غَيره وَتحصل مِنْهُم الْفَضَائِل الجمة بِحَيْثُ كَانَ طَالب التحقيقات يحضر درسه لأجل من يحضرهُ فَمِمَّنْ كَانَ يحضرهُ الْوَالِد وقطب الدَّين السنباطي وتاج الدَّين طوير اللَّيْل وَجَمَاعَة توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وَسَبْعمائة
509 -
عبد الْمُؤمن بن خلف بن أبي الْحسن بن شرف بن الْخضر بن مُوسَى الْحَافِظ
الْكَبِير شرف الدَّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو أَحْمد الدمياطي ولد بدمياط فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وتفقه بهَا وَقَرَأَ بالسبع على الْكَمَال الضَّرِير وَسمع الْكثير ورحل ولازم الْحَافِظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ سِنِين وَتخرج بِهِ ودرس لطائفة الْمُحدثين بالمنصورية وَهُوَ أول من درس بهَا لَهُم وبالظاهرية ورحل إِلَيْهِ الطلاب وَحدث قَدِيما وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأبيوردي وَكتب عَنهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وَمَات قبله بِتِسْعَة وَثَلَاثِينَ سنة روى عَنهُ من تلاميذه الْحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي وَابْن سيد النَّاس والسبكي وَغَيرهم قَالَ الْمزي مَا رَأَيْت احفظ مِنْهُ وَقَالَ البرزالي وَكَانَ آخر من بَقِي من الْحفاظ وَأهل الحَدِيث اصحاب الرِّوَايَة الْعَالِيَة والدراية الوافرة وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْعَلامَة الْحَافِظ الْحجَّة اُحْدُ الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَبَقِيَّة نقاد الحَدِيث اشْتغل بدمياط وأتقن الْفِقْه ثمَّ طلب الحَدِيث سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ورحل وَسمع الْكثير
ومعجمه نَحْو الف وَمِائَتَيْنِ وَخمسين شَيخا وَله تصانيف فِي الحَدِيث والعوالي وَالْفِقْه واللغة وَغير ذَلِك ومحاسنه جمة انْتهى وَقد اثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد وَله مصنفات نفيسة مِنْهَا السِّيرَة النَّبَوِيَّة فِي مُجَلد وَكتاب فِي الصَّلَاة الْوُسْطَى وَكتاب الْخَيل وَكتاب التسلي والاغتباط بِثَوَاب من تقدم من الإفراط وَغير ذَلِك توفّي فَجْأَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بمقابر بَاب النَّصْر
510 -
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البجيلي الرجل الصَّالح قَالَ المطري كَانَ يحفظ الْمُهَذّب والوسيط نقلا وتفقه عَلَيْهِ خلائق من اهل الْيمن وانتفعوا ببركته وَعلمه فِي الْفِقْه والفرائض وَكَانَ من اشْتغل عَلَيْهِ افلح اَوْ كَاد وَكَانَت لَهُ كرامات مَشْهُورَة وبركات مأثورة رضي الله عنه توفّي ببلدة من بِلَاد تهَامَة فِي شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة
511 -
عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الشَّيْخ كَمَال الدَّين
الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي القوصي نزيل إخميم ذُو الْعلم وَالْعِبَادَة والمكاشفات وَالْأَحْوَال والتكلم على الخواطر تفقه بالشيخ مجد الدَّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَأَجَازَهُ بالتدريس سنة سبع وَخمسين وَسمع أَبَا الْحسن ابْن الجميزي وَشَيْخه مجد الدَّين الْقشيرِي وتفقه وبرع ورافق فِي ابْتِدَائه الشَّيْخَيْنِ تَقِيّ الدَّين ابْن دَقِيق الْعِيد وجلال الدَّين الدشناوي استوطن إخميم وَبنى بهَا رِبَاطًا وانتصب لتذكير النَّاس وعمت بركته على مريديه واشتهر من كراماته مَا كثر وَذكر لَهُ الْإِسْنَوِيّ بعض مَا وَقع لَهُ من الْكَشْف والكرامات ثمَّ قَالَ وكراماته كَثِيرَة يطول ذكرهَا ويعسر حصرها توفّي بإخميم فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة
512 -
عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن خطاب الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة عَلَاء الدَّين أَبُو الْحسن الْبَاجِيّ الْمصْرِيّ الإِمَام الْمَشْهُور ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة سنة مولد النَّوَوِيّ وتفقه بِالشَّام على ابْن عبد السَّلَام ثمَّ ولي قَضَاء
الكرك قَدِيما فِي دولة الْملك الظَّاهِر ثمَّ دخل الْقَاهِرَة واستوطنها وناب فِي الحكم ثمَّ ترك ذَلِك وَلَزِمتهُ الطّلبَة للاشتغال عَلَيْهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ أَخذ عَنهُ الْأَصْلَيْنِ وَتخرج بِهِ فِي المناظرة وَله مصنفات فِي فنون لَيست على قدر علمه وَكَانَ أعلم أهل الأَرْض بِمذهب الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ هُوَ بِالْقَاهِرَةِ والصفي الْهِنْدِيّ بِالشَّام القائمين بنصرة مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد كثير التَّعْظِيم لَهُ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ كَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد لَا يُخَاطب أحدا إِلَّا بقوله يَا إِنْسَان غير اثْنَيْنِ الْبَاجِيّ وَابْن الرّفْعَة يَقُول للباجي يَا إِمَام وَلابْن الرّفْعَة يَا فَقِيه قَالَ الْإِسْنَوِيّ لَهُ فِي المحافل مبَاحث مَشْهُورَة وَفِي الْمشَاهد مقامات مأثورة كَانَ إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق فَاضلا فِيمَا عداهما وَكَانَ أنظر أهل زَمَانه وَمن أذكاهم قريحة لَا يكَاد يَنْقَطِع فِي المباحث فصيح الْعبارَة وَكَانَ يبْحَث مَعَ الْكَبِير وَالصَّغِير إِلَّا أَنه قَلِيل المطالعة جدا لَا يكَاد أحد يرَاهُ نَاظرا فِي كتاب وصنف مختصرات فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة واشتهرت
وحفظت فِي حَيَاته وعقب مَوته ثمَّ انطفأت كَأَن لم تكن وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي فِي كِتَابه الْبَدْر السافر اختصر الْمُحَرر فِي الْفِقْه والمحصول فِي الْأُصُول مختصرين كَبِير وصغير وَاخْتصرَ كشف الْحَقَائِق فِي الْمنطق ورد على مَا بيد الْيَهُود من التَّوْرَاة وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد يَقُول عَنهُ يُطلق عَلَيْهِ عَالم وَقَالَ لي شَيخنَا نجم الدَّين الأصفوني حضرت درس الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فَقَالَ يَا فُقَهَاء جَاءَ شخص يَهُودِيّ وَطلب المناظرة فَسكت النَّاس فَقَالَ الْبَاجِيّ أحضروه نَحن بِحَمْد الله مليون بِدفع هَذِه الشُّبْهَة وَقَالَ لي لما أحضروا ابْن تَيْمِية طلبت من جملَة من طلب فَجئْت لَقيته يتَكَلَّم فَلَمَّا حضرت قَالَ هَذَا شيخ الْبِلَاد فَقلت لَا تطرئني هَا هُنَا إِلَّا الْحق وحاققته على أَرْبَعَة عشر موضعا وَغير مَا كَانَ قد كتبه بِخَطِّهِ فِيمَا قَالَ وَكَانَ كثير الْبَحْث وَلم يحفظ لَهُ بحث نَازل قطّ توفّي فِي ذِي القعده سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة بِقرب من الْمَكَان الْمَعْرُوف بورش
513 -
عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع القَاضِي محب الدَّين أَبُو الْحسن بن
الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أبي الْفَتْح بن الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي الْمَعْرُوف بِابْن دَقِيق الْعِيد ولد بقوص فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وسِتمِائَة وَأخذ عَن وَالِده وَسمع الحَدِيث وَحدث ولي تدريس الهكارية والسيفية وناب فِي الحكم عَن وَالِده قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَكَانَ فَاضلا ذكيا علق على التَّعْجِيز شرحا جيدا لم يكمله وَانْقطع فِي القرافة مُدَّة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد أَبِيه
514 -
عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي المدلجي الشَّيْخ الْعَلامَة عز الدَّين أَبُو حَفْص النشائي الْمصْرِيّ لَا أعلم عَمَّن أَخذ الْفِقْه وَسمع من جمَاعَة ودرس بالفاضلية والهكارية وَله على الْوَسِيط إشكالات حَسَنَة مفيدة فِي مجلدين إِلَّا
أَنَّهَا لم تكمل وَعَلِيهِ تفقه وَلَده كَمَال الدَّين وَالشَّيْخ مجد الدَّين الزنكلوني ويحكى عَن الشَّيْخ عز الدَّين أَنه قَالَ لَا يحل أَن ينْسب إِلَى الرَّافِعِيّ من الرَّوْضَة شَيْء قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه والنحو والعلوم الحسابية أصوليا محققا دينا ورعا زاهدا متصوفا يحب السماع ويحضره وَكَانَت فِي أخلاقه حِدة وَكَانَ متصدرا لإقراء النَّحْو بالجامع الْأَقْمَر وانتفع بِهِ خلق كَثِيرُونَ وَقَالَ ابْن السُّبْكِيّ كَانَ فَقِيها كَبِيرا ورعا صَالحا حج فِي الْبَحْر من عيذاب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَتُوفِّي تِلْكَ السّنة بِمَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة وَقيل فِي ذِي الْحجَّة وَدفن بالمعلى وَنَشَأ إِحْدَى بِلَاد الغربية من بِلَاد مصر
515 -
مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الشَّيْخ الْعَلامَة صفي الدَّين أَبُو عبد الله
الْهِنْدِيّ الأرموي الْمُتَكَلّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ مولده بِبِلَاد الْهِنْد فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ جده لأمه فَاضلا فَقَرَأَ عَلَيْهِ ثمَّ خرج من بَلَده سنة تسع وَسِتِّينَ وَدخل الْيمن فَأكْرمه صَاحبهَا الْملك المظفر وَأَعْطَاهُ تِسْعمائَة دِينَار وَحج وَقدم الديار المصرية سنة سبعين فَأَقَامَ بهَا أَربع سِنِين ثمَّ سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم وَأقَام بهَا إِحْدَى عشرَة سنة وَأخذ عَن صَاحب التَّحْصِيل ودرس بقونية وسيواس ثمَّ خرج من الرّوم سنة خمس وَثَمَانِينَ فَقدم دمشق وَولي بهَا مشيخة الشُّيُوخ ودرس بهَا بالظاهرية الجوانية والأتابكية والرواحية والدولعية وانتصب للإفتاء والإقراء فِي الْأُصُول والمعقول والتصنيف وانتفع بتلاميذه وتصانيفه إِلَّا أَن خطه فِي غَايَة الرداءة وَأخذ عَنهُ ابْن المرحل ابْن الْفَخر الْمصْرِيّ وَخلق وَلما عقد مجْلِس لِابْنِ تَيْمِية عين الشَّيْخ صفي الدَّين لمناظرته
فَلَمَّا وَقع الْكَلَام قَالَ لَهُ الصفي أَنْت عُصْفُور تطير من هَا هُنَا وَهَا هُنَا قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ يحفظ ربع الْقُرْآن وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ من اعْلَم النَّاس بِمذهب الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وأدراهم بأسراره متضلعا بالأصلين وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها أصوليا متكلما أدبيا متعبدا توفّي بِدِمَشْق فِي صفر سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة عَن إِحْدَى وَسبعين سنة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وَمن تصانيفه فِي علم الْكَلَام الزبدة وَالْفَائِق وَفِي أصُول الْفِقْه النِّهَايَة والرسالة السيفية وكل مصنفاته جَامِعَة لَا سِيمَا النِّهَايَة
516 -
مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغفار الْقزْوِينِي ولد صَاحب الْحَاوِي الصَّغِير صنف لَهُ وَالِده الْحَاوِي فحفظه واشتغل على وَالِده وبرع فِي الْفِقْه ودرس وصنف وَتُوفِّي سنة تسع وَسَبْعمائة وعاش نَحوا من ثَمَانِينَ سنة
517 -
مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الْقشيرِي الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ الْقدْوَة الْعَالم مجد الدَّين المنفلوطي
الْمصْرِيّ ابْن دَقِيق الْعِيد ولد فِي شعْبَان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة تفقه على وَالِده بقوص وَكَانَ وَالِده مالكي الْمَذْهَب ثمَّ تفقه على الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام فحقق المذهبين وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية ودرس بالشافعي وَدَار الحَدِيث الكاملية وَغَيرهمَا وصنف التصانيف الْمَشْهُورَة وَكَانَ من الْعِبَادَة والورع بِمحل لَا يدْرك كَانَ يَقُول مَا تَكَلَّمت بِكَلِمَة وَلَا فعلت فعلا إِلَّا وأعددت لَهُ جَوَابا بَين يَدي الله تَعَالَى ويحكى أَن ابْن عبد السَّلَام كَانَ يَقُول ديار مصر تفتخر برجلَيْن فِي طرفيها ابْن مُنِير بالإسكندرية وَابْن دَقِيق الْعِيد بقوص ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية وشيخها وعالمها الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْقدْوَة الْوَرع شيخ الْعَصْر كَانَ عَلامَة فِي المذهبين عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وفنونه سَارَتْ بمصنفاته الركْبَان وَولي
الْقَضَاء ثَمَان سِنِين وَبسط السُّبْكِيّ تَرْجَمته فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى قَالَ وَلم ندرك أحدا من مَشَايِخنَا يخْتَلف فِي ان ابْن دَقِيق الْعِيد هُوَ الْعَالم الْمَبْعُوث على رَأس السبعمائة وَأَنه استاذ زَمَانه علما ودينا وَقَالَ فِي مَوضِع آخر كَانَ وَالِدي من معظمي الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ومبجليه إِلَى حد يطول شَرحه وَقَالَ ابْن كثير فِي طبقاته أحد عُلَمَاء وقته بل اجلهم وَأَكْثَرهم علما ودينا وورعا وتقشفا ومداومة على الْعلم فِي ليله ونهاره مَعَ كبر السن والشغل بالحكم وَله التصانيف الْمَشْهُورَة والعلوم الْمَذْكُورَة برع فِي عُلُوم كَثِيرَة لَا سِيمَا فِي علم الحَدِيث فاق فِيهِ على أقرانه وبرز على أهل زَمَانه رحلت إِلَيْهِ الطّلبَة من الْآفَاق وَوَقع على علمه وورعه وزهده الِاتِّفَاق وترجمته طَوِيلَة مَشْهُورَة وَهَذَا الْكتاب مَبْنِيّ على الِاخْتِصَار توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى ودقيق الْعِيد لقب لجده وهب
وَمن تصانيفه الْإِلْمَام فِي الحَدِيث وَتُوفِّي وَلم يبيضه فَلذَلِك وَقعت فِيهِ أَمَاكِن على وَجه الْوَهم وَكتاب الإِمَام بِهَمْزَة مَكْسُورَة بعْدهَا مِيم شرح الْإِلْمَام وَهُوَ الْكتاب الْكَبِير الْعَظِيم الشَّأْن قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَقد كَانَ أكمله فحسده عَلَيْهِ بعض كبار هَذَا الشَّأْن مِمَّن فِي نَفسه مِنْهُ عَدَاوَة فَدس من سرق أَكثر هَذِه الْأَجْزَاء وأعدمها وَبَقِي مِنْهَا الْمَوْجُود عِنْد النَّاس الْيَوْم وَهُوَ نَحْو أَرْبَعَة أَجزَاء فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه كَذَا سمعته من الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن عَدْلَانِ وَكَانَ عَارِفًا بِحَالهِ وَله شرح الْعُمْدَة أملاه إملاء وَأَمْلَأُ شرحا على العنوان فِي أصُول الْفِقْه
وَله تصنيف فِي أصُول الدَّين وعلوم الحَدِيث سَمَّاهُ الاقتراح فِي اخْتِصَار عُلُوم ابْن الصّلاح وَالْأَرْبَعِينَ فِي الرِّوَايَة عَن رب الْعَالمين وفوائد حَدِيث بَرِيرَة قَرِيبا من مِائَتي فَائِدَة وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَلم يكمله وعلق شرحا على مُخْتَصر التبريزي وشرحا على مُخْتَصر أبي شُجَاع وَله ديوَان خطب مَشْهُورَة بليغة وَله شعر كثير بليغ رَقِيق
518 -
مُحَمَّد بن عَليّ البارنباري الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْعَالم تَاج الدَّين الملقب طوير اللَّيْل قَالَ السُّبْكِيّ أحد أذكياء الزَّمَان برع فقها وأصولا ومنطقا قَرَأَ الْأُصُول والمعقول على الْأَصْفَهَانِي شَارِح الْمَحْصُول وَسمعت الْوَالِد رحمه الله يَقُول قَالَ لي ابْن الرّفْعَة من عنْدكُمْ من الْفُضَلَاء فِي درس الظَّاهِرِيَّة فَقلت لَهُ قطب الدَّين السنباطي وَفُلَان وَفُلَان حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى ذكر البارنباري فَقَالَ لي مَا فِي من ذكرت مثله مولده سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَسَبْعمائة
519 -
مُحَمَّد بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد بن عَطِيَّة بن أَحْمد وَيُقَال عبد الصَّمد ابْن أبي بكر بن عَطِيَّة الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة ذُو الْفُنُون صدر الدَّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْخَطِيب زين الدَّين أبي حَفْص العثماني الْمَعْرُوف بِابْن المرحل وبابن الْوَكِيل ولد بدمياط فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحفظ كتبا كَثِيرَة يُقَال إِنَّه كَانَ إِذا وضع بَعْضهَا على بعض كَانَت طول قامته وَحفظ الْمفصل فِي مائَة يَوْم ومقامات الحريري فِي خمسين يَوْمًا وديوان المتنبي فِي جُمُعَة وَاحِدَة وتفقه على وَالِده وعَلى الشَّيْخ شرف الدَّين الْمَقْدِسِي وَالشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَغَيرهم وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الصفي الْهِنْدِيّ والنحو عَن بدر الدَّين بن مَالك وبرع وَأفْتى وَله اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة واشتغل وناظر واشتهر اسْمه وشاع ذكره ودرس بالشاميتين
والعذراوية وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية وخالط النَّائِب آقوش الأفرم وَجَرت لَهُ أُمُور لَا يحسن ذكرهَا وَلَا يرشد أمرهَا وأخرجت جهاته وانتقل إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ودرس ثمَّ انْتقل إِلَى الديار المصرية ودرس بِحَلقَة الشَّافِعِي بِجَامِع مصر وبالمشهد الْحُسَيْنِي وبالمدرسة الناصرية وَهُوَ أول من درس بهَا وَكَانَ من الأذكياء وَله نظم رائق وديوان مَجْمُوع وَجمع كتاب الْأَشْبَاه والنظائر وَمَات قبل تحريره فحرره وَزَاد عَلَيْهِ ابْن أَخِيه زين الدَّين وَشرع فِي شرح الْأَحْكَام لعبد الْحق فَكتب مِنْهُ ثَلَاث مجلدات دالات على تبحره فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول ذكر لَهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى تَرْجَمَة طَوِيلَة وَقَالَ كَانَ الْوَالِد يعظمه وَيُحِبهُ ويثني عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَحسن العقيدة وَمَعْرِفَة الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بالقرافة بتربة القَاضِي فَخر الدَّين نَاظر الْجَيْش وَلما بلغت وَفَاته ابْن تَيْمِية قَالَ أحسن الله عزاء الْمُسلمين فِيك يَا صدر الدَّين
520 -
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام القَاضِي شمس الدَّين أَبُو عبد الله الكوراني
الدِّمَشْقِي قَاضِي حلب ولد سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَأخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وَأخذ الْقرَاءَات عَن الْكَمَال الضَّرِير فِيمَا قيل وناب فِي الحكم بِدِمَشْق ثمَّ ولي قَضَاء حلب لَهُ مُخْتَصر فِي الْخلاف مَأْخُوذ من حلية الشَّاشِي وَغَيرهَا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مشكورا يدْرِي الْمَذْهَب وَكَانَ دينا صَالحا ورعا وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ من عُلَمَاء حلب وَكَانَ يدْرِي الْقرَاءَات توفّي بحلب فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسَبْعمائة
521 -
مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن مَحْمُود الْجَزرِي ثمَّ الْمصْرِيّ شمس الدَّين أَبُو عبد الله ولد فِي سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ بقوص عَن الْأَصْفَهَانِي وَسمع ودرس وَأفْتى وأشغل وخطب بِجَامِع طولون ودرس بالشريفية والمعزية وَشرح
الْمِنْهَاج للبيضاوي شرحا لطيفا وَشرح الأسئلة الَّتِي اعْترض بهَا صَاحب التَّحْصِيل على الإِمَام وألفية ابْن مَالك أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ علم الْكَلَام قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها عَارِفًا بالأصلين والنحو وَالْبَيَان والمنطق والطب أديبا شَاعِرًا ذَا مُرُوءَة وَقَالَ تِلْمِيذه الْكَمَال الأدفوي لَهُ تصانيف مِنْهَا شرح التَّحْصِيل فِي ثَلَاث مجلدات وَشرح الْمِنْهَاج للبيضاوي فِي مجلدة لَطِيفَة لَيْسَ بطائل صنفه فِي آخر عمره وَاعْتذر فِي خطبَته بِالْكبرِ وَله أجوبة عَن أسئلة الْمَحْصُول وَله ديوَان خطب بليغة وَشعر كثير توفّي بِمصْر فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة
522 -
مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر بن هبة الله شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْجَزرِي ثمَّ الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن المحوجب وَفِي بِلَاده بِابْن القوام ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة كَذَا رَأَيْته فِي بعض تواريخ المصريين وَقَرَأَ الْقرَاءَات السَّبع وَأخذ بِدِمَشْق النَّحْو عَن شرف الدَّين ابْن الْمَقْدِسِي وبقوص المعقولات عَن
الْأَصْفَهَانِي وَالْفِقْه عَن الشَّيْخَيْنِ ابْن دَقِيق الْعِيد والدشناوي وَأخذ بِمصْر عَن الْقَرَافِيّ وَشرع فِي شرح الْمِنْهَاج للبيضاوي قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَمَات قبل إكماله وَكَانَ ذكيا أَقَامَ بِمصْر وَأخذ عَنهُ كثير من طلبتها ودرس بالمنكوتمرية وبالمعزية بعد موت ابْن الرّفْعَة وَكَانَت السَّوْدَاء تغلب على مزاجه توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ كَذَا قَالَه الْإِسْنَوِيّ والكمال الأدفوي وَهَذَا يُخَالف مَا تقدم فِي وَقت مولده
523 -
مَحْمُود بن مَسْعُود بن مصلح الْفَارِسِي الإِمَام قطب الدَّين أَبُو الثَّنَاء
الشِّيرَازِيّ تخرج على النصير الطوسي مولده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بشيراز وَدخل بَغْدَاد ودمشق ومصر واستوطن بِالآخِرَة تبريز وَانْقطع عَن أَبْوَاب الْأُمَرَاء قَالَ الذَّهَبِيّ عَالم الْعَجم لَهُ تصانيف وتلامذة وذكاء باهر ومزاج طَاهِر وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَام عصره فِي المعقولات وَفِي غَايَة الذكاء وَله التلاميذ الْكَثِيرَة والتصانيف الْمَشْهُورَة وَكَانَ كَرِيمًا متطرحا إِلَّا أَنه كَانَ متهاونا فِي الدَّين محبا للخمر وَيجْلس فِي حلق المساخر وَمَعَ ذَلِك كَانَ مُعظما عِنْد مُلُوك التتار فَمن دونهم وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى لَازم بِالْآخرِ الحَدِيث سَمَاعا وَنظر فِي جَامع الْأُصُول وَشرح السّنة لِلْبَغوِيِّ وَمَا أشبه ذَلِك توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة عشرَة وَسَبْعمائة بتبريز وَمن تصانيفه شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي مجلدين وَهُوَ الشَّارِح الأول وَشرح مِفْتَاح السكاكي وَشرح الكليات وَفِيه يَقُول الْعَلامَة زين الدَّين ابْن الوردي
…
لقد عدم الْإِسْلَام حبرًا مبرزا
…
كريم السجايا فِيهِ مَعَ بعده قرب
…
... عجبت وَقد دارت رحى الْعلم بعده
…
وَهل للرحى دور وَقد عدم القطب
…
524 -
يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُونُس بن مَنْعَة كَمَال الدَّين أَبُو الْمَعَالِي بن
بهاء الدَّين بن كَمَال الدَّين بن رَضِي الدَّين قَاضِي الْموصل قَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين فِي طَبَقَات جمعهَا انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة إقليمه وَشرح الْحَاوِي وَقدم رَسُولا من قازان على الْملك النَّاصِر فَأكْرمه وَظهر لَهُ من الحشمة والمهابة مَا يَلِيق ببيته وأصالته مَاتَ بالسلطانية سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَسَماهُ الكتبي مُوسَى وَقَالَ مَاتَ سنة خمس عشرَة