الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَالْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة السَّابِعَة
457 -
أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن الْفرج بن أَحْمد بن سَابُور بن عَليّ ابْن غنيمَة بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الإِمَام الْمُقْرِئ الْوَاعِظ الْمُفَسّر الْخَطِيب عز الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الفاروثي الوَاسِطِيّ ولد بواسط فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على وَالِده وعَلى الْحُسَيْن ابْن الْحسن بن ثَابت الطَّيِّبِيّ وَسمع بِبَغْدَاد وواسط وأصفهان ودمشق من خلق وَألبسهُ الشَّيْخ شهَاب الدَّين السهروردي خرقَة التصوف وروى الْكثير بالحرمين وَالْعراق ودمشق وَسمع
عَلَيْهِ خلائق مِنْهُم البرزالي سمع مِنْهُ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره الْكثير وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة خلق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات جماعات وَقدم دمشق وَولي مشيخة الحَدِيث بالظاهرية وتدريس الجاروخية والنجيبية وَولي خطابة الْجَامِع ثمَّ عزل من الخطابة فتألم لذَلِك وَترك الْجِهَات وأودع بعض كتبه وَكَانَت كَثِيرَة جدا وَسَار مَعَ الركب الشَّامي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فحج وَسَار مَعَ حج الْعرَاق إِلَى وَاسِط قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها سلفيا مفتيا مدرسا عَارِفًا بالقراءات ووجوهها وَبَعض عللها خَطِيبًا واعظا زاهدا عابدا صوفيا صَاحب أوراد وأخلاق وكرم وإيثار ومروءة وفتوة وتواضع وَعدم تكلّف وَكَانَ كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة لَهُ الْقبُول التَّام من الْخَواص والعوام وَله محبَّة فِي الْقُلُوب وَوَقع فِي النُّفُوس وَله نَوَادِر وحكايات حلوة وَكَانَ ظريفا فِي لبسه وخطابته حُلْو المجالسة طيب الْأَخْلَاق لطيف الشكل مَاتَ بواسط فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة
458 -
أَحْمد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد الإِمَام الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة خطيب
الشَّام شرف الدَّين أَبُو الْعَبَّاس النابلسي الْمَقْدِسِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة ظنا بالقدس إِذْ أَبوهُ خطيبها إجاز لَهُ جمَاعَة وَسمع من السخاوي وَابْن الصّلاح وطبقتهما واشتغل فِي الْعلم وتفقه على ابْن عبد السَّلَام بِالْقَاهِرَةِ وبرع وتفنن واشتغل وَأفْتى وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة ودرس بالشامية البرانية وناب فِي الحكم عَن أبن الخوبي وَكَانَ من طبقته فِي الْفَضَائِل وَولى دَار الحَدِيث النورية ثمَّ ولي الخطابة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فَقِيها محققا متقنا للْمَذْهَب وَالْأُصُول والعربية وَالنَّظَر حاد الذِّهْن سريع الْفَهم بديع الْكِتَابَة إِمَامًا فِي تَحْرِير الْخط الْمَنْسُوب وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب وصنف كتابا جمع فِيهِ بَين طريقتي الْفَخر الرَّازِيّ وَالسيف الْآمِدِيّ وَكَانَ متواضعا متنسكا حسن الْأَخْلَاق لطيف الشَّمَائِل طَوِيل الرّوح على التَّعْلِيم وَكَانَ ينشئ الْخطب ويخطب بهَا وَكَانَ متين الدّيانَة حسن الِاعْتِقَاد سلفي النحلة وَقَالَ ابْن كثير انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بعد الشَّيْخ تَاج الدَّين وَأذن لجَماعَة من الْفُضَلَاء فِي الْإِفْتَاء مِنْهُم ابْن تَيْمِية وَكَانَ يفتخر بذلك وَقَالَ
غَيره لم يخلف بعده مثله وَكَانَ من محَاسِن الزَّمَان وَله تصانيف عديدة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب كيسَان عِنْد وَالِده
459 -
أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم شيخ الْحرم محب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وتفقه ودرس وَأفْتى وصنف كتابا كَبِيرا إِلَى الْغَايَة فِي الْأَحْكَام فِي سِتّ مجلدات وتعب عَلَيْهِ مُدَّة ورحل إِلَى الْيمن وأسمعه للسُّلْطَان صَاحب الْيمن روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز والبرزالي وَجَمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد الْمُحدث وَكَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة ومحدث الْحجاز
وَقَالَ ابْن كثير مُصَنف الْأَحْكَام المبسوطة أَجَاد فِيهَا وَأفَاد وَأكْثر وَأَطْنَبَ وَجمع الصَّحِيح وَالْحسن وَلَكِن رُبمَا أورد الْأَحَادِيث الضعيفة وَلَا يُنَبه على ضعفها وَله كتاب تَرْتِيب جَامع المسانيد وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ اشْتغل بقوص على الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي وَشرح التَّنْبِيه وَألف كتابا فِي الْمَنَاسِك وكتابا فِي الألغاز توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل فِي رَمَضَان وَقيل فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَحكى البرزالي عَن بعض عُلَمَاء الْحجاز أَن الشَّيْخ محب الدَّين توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَولده توفّي بعده فِي ذِي الْقعدَة قَالَ البرزالي واعتمدت على قَوْله وَولده هُوَ القَاضِي جمال الدَّين مُحَمَّد أديب فَاضل سمع من أَبِيه وَمن الْعَلامَة أبي الْحسن ابْن سَلامَة وتفقه بِأَبِيهِ وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِمَكَّة وصنف
كتابا سَمَّاهُ التشويق إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق قَالَ الْكَمَال الأدفوي ذكر فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة وأصابه الفالج فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة
460 -
أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن طَلْحَة بن عمر بن عَليّ بن عبد الله الْفَقِيه الإِمَام أَمِين الدَّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الأشتري الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَسمع الْكثير من خلق وَكَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل والإنابة والديانة التَّامَّة بِحَيْثُ إِن الشَّيْخ مُحي الدَّين كَانَ إِذا جَاءَهُ شَاب يقْرَأ عَلَيْهِ يرشده إِلَى الْقِرَاءَة على الْمَذْكُور لعلمه بِدِينِهِ وعفته روى عَن جمَاعَة روى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز والمزي قَالَ وَكَانَ مِمَّن يظنّ بِهِ أَنه لَا يحس ان يَعْصِي الله تَعَالَى وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل إِمَامًا عَارِفًا بِالْمذهبِ ورعا كثير التِّلَاوَة بارز الْعَدَالَة كَبِير الْقدر مُقبلا على شَأْنه وَكَانَ يقرئ الْفِقْه وَله اعتناء بِالْحَدِيثِ سرد الصَّوْم أَرْبَعِينَ سنة توفّي فَجْأَة بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
461 -
أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن خلف الْأنْصَارِيّ السالمي الْفَقِيه المؤرخ فتح الدَّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الزملكاني عَم الشَّيْخ كَمَال الدَّين ابْن الزملكاني ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وروى عَن جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَشرع فِي تأريخ كَبِير على نمط تأريخ ابْن خلكان وَلَو كمل لجاء فِي ثَلَاثِينَ مجلدا وَعمل فِيهِ إِلَى حرف الْجِيم فِي نَحْو ثَلَاث مجلدات توفّي فِي صفر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وسِتمِائَة
462 -
أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان الشَّيْخ كَمَال الدَّين الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن القليوبي اشْتغل فِي الْعلم وتميز وَسمع وَحدث وَولي قَضَاء الْمحلة وصنف مصنفات كَثِيرَة وَشرح التَّنْبِيه شرحا مَبْسُوطا سَمَّاهُ الْإِشْرَاق فِي شرح تَنْبِيه أبي إِسْحَاق وَكَانَ دينا صَالحا قَالَ الذَّهَبِيّ توفّي سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة كَذَا حَكَاهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَقَالَ وَلَيْسَ كَذَلِك بل قد تَأَخّر عَن هَذَا الْوَقْت فقد رَأَيْت طَبَقَات السماع عَلَيْهِ مؤرخة بِسنة إِحْدَى وَتِسْعين بَعْضهَا فِي جُمَادَى الأولى وَبَعضهَا فِي رَجَب وَعَلَيْهَا خطه بالتصحيح
قلت والذهبي لم يذكرهُ فِي العبر وَقَالَ فِي التأريخ الْكَبِير فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ لَا أعلم مَتى توفّي قَالَ السُّبْكِيّ وَعِنْدِي بِخَطِّهِ من مصنفاته نهج الْوُصُول فِي علم الْأُصُول مُخْتَصرا والمقدمة الأحمدية فِي أصُول الْعَرَبيَّة وَكتاب طب الْقلب ووصول الصب وَكتاب الْعلم الظَّاهِر فِي مَنَاقِب الْفَقِيه أبي الطَّاهِر جمع فِيهِ مَنَاقِب شيخ وَالِده أبي الطَّاهِر خطيب مصر وَكتاب الْحجَّة الرابضة لفرق الرافضة
463 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن خلكان قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْبَرْمَكِي الإربلي ولد بإربل سنة ثَمَان وسِتمِائَة تفقه بالموصل على كَمَال الدَّين ابْن يُونُس وَأخذ بحلب عَن القَاضِي بهاء الدَّين ابْن شَدَّاد وَغَيرهمَا وَقَرَأَ النَّحْو على أبي الْبَقَاء يعِيش بن عَليّ النَّحْوِيّ وَسمع من جمَاعَة
وَقدم الشَّام فِي شبيبته وَأخذ عَن ابْن الصّلاح وَدخل الديار المصرية وسكنها وناب فِي الْقَضَاء عَن القَاضِي بدر الدَّين السنجاري ثمَّ قدم الشَّام على الْقَضَاء فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين مُنْفَردا بِالْأَمر ثمَّ أقيم مَعَه الْقُضَاة الثَّلَاثَة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ ثمَّ عزل سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ أُعِيد بعد سبع سِنِين فِي آخر سنة سِتّ وَسبعين ثمَّ عزل ثَانِيًا فِي أَوَائِل سنة ثَمَانِينَ وَاسْتمرّ معزولا وَبِيَدِهِ الأمينية والنجيبية قَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ فِي تَارِيخه كَانَ قد جمع حسن الصُّورَة وفصاحة الْمنطق وغزارة الْفضل وثبات الجأش ونزاهة النَّفس وَقَالَ قطب الدَّين فِي تأريخ مصر كَانَ إِمَامًا عَالما وأديبا بارعا وحاكما عادلا ومؤرخا جَامعا وَله الباع الطَّوِيل فِي الْفِقْه والنحو وَالْأَدب غزير الْفضل كَامِل الْعقل قَالَ وَأَخْبرنِي من أَثِق بِهِ عَنهُ أَنه قَالَ أحفظ سَبْعَة عشر ديوانا من الشّعْر وَقَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه أحد عُلَمَاء عصره الْمَشْهُورين وَسيد أدباء دهره الْمَذْكُورين جمع بَين عُلُوم جمة فقه وعربية وتأريخ ولغة وَغير ذَلِك وَجمع تَارِيخا نفيسا اقْتصر فِيهِ على الْمَشْهُورين من كل فن وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم اللُّغَة لم ير
فِي وقته من يعرف ديوَان المتنبي كمعرفته وَكَانَ مَجْلِسه كثير الْفَوَائِد وَالتَّحْقِيق وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا بارعا متفننا عَارِفًا بِالْمذهبِ حسن الْفَتَاوَى جيد القريحة بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ عَلامَة فِي الْأَدَب وَالشعر وَأَيَّام النَّاس كثير الِاطِّلَاع حُلْو المذاكرة وافر الْحُرْمَة من سروات النَّاس كَرِيمًا جوادا ممدحا وَقد جمع كتابا نفيسا فِي وفيات الْأَعْيَان توفّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالصالحية قَالَ الْإِسْنَوِيّ خلكان قَرْيَة كَذَا قَالَ وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا هُوَ اسْم لبَعض أجداده
464 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن جعوان بجيم وَعين مُهْملَة وواو الإِمَام شهَاب الدَّين الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي أَخُو الْحَافِظ شمس الدَّين سمع مَعَ أَخِيه كثيرا وَأَقْبل على الْفِقْه قَالَ الذَّهَبِيّ الإِمَام الْمُحَقق الزَّاهِد برع فِي الْفِقْه وَأفْتى وَكَانَ عُمْدَة فِي نقل الْمَذْهَب وَانْقطع وانقبض عَن النَّاس وَكَانَ تَامّ الشكل مهيبا متنسكا متقشفا وَهُوَ من تلامذة النَّوَوِيّ توفّي فِي شعْبَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ فِي الكهولة أَخُوهُ شمس الدَّين توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلم يشْتَهر بِفقه وَإِنَّمَا كَانَ نحويا
465 -
أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ بن عجيل اليمني الذوالي بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة وذوال نَاحيَة على نصف يَوْم من زبيد الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الزَّاهِد الْعَارِف صَاحب الْأَحْوَال والكرامات قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَمِمَّا يُؤثر من كراماته أَن بعض النَّاس جَاءَ إِلَيْهِ فِي يَده سلْعَة فَقَالَ لَهُ أدع الله أَن يزِيل عني هَذِه السّلْعَة وَإِلَّا مَا بقيت أحسن ظَنِّي بِأحد من الصَّالِحين فَقَالَ لَهُ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَمسح على يَده وربط عَلَيْهَا خرقَة وَقَالَ لَهُ لَا تفتحها حَتَّى تصل إِلَى مَنْزِلك فَخرج من عِنْده فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الطَّرِيق أَرَادَ أَن يتغذى فَفتح يَده ليَأْكُل وَكَانَت فِي كَفه الْيُمْنَى فَلم ير لَهَا أثرا وَذَهَبت عَنهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَكَانَ الشَّيْخ ستر الْكَرَامَة بالخرقة لِئَلَّا تظهر فِي الْحَال قَالَ السُّبْكِيّ وَمن الْمَشْهُور أَن بعض فُقَهَاء الْيمن الصَّالِحين من قرائب ابْن عجيل سَمعه يقْرَأ فِي قَبره سُورَة النُّور وَقد ذكر صَاحب المذاكرة فِي كِتَابه فَوَائِد حَسَنَة غَرِيبَة وَقعت بَين ابْن عجيل هَذَا وَإِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ الْمَذْكُور فِي الطَّبَقَة السالفة توفّي بِبَلَدِهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
466 -
إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد الشَّيْخ عماد الدَّين بن الصَّدْر تَاج الدَّين بن الْأَثِير الْحلَبِي الْفَقِيه الْكَاتِب ولي كِتَابَة الدرج بعد وَالِده بالديار المصرية مُدَّة ثمَّ تَركهَا دينا وتورعا وَله خطب مدونة وَهُوَ الَّذِي علق شرح الْعُمْدَة عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن دَقِيق الْعِيد وَله تَارِيخ فِي ذكر الْخُلَفَاء والملوك فِي مجلدين عدم فِي وقْعَة قازان سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة
467 -
جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الشريف ضِيَاء الدَّين أَبُو الْفضل الْحُسَيْنِي القبابي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن عبد الرَّحِيم مولده سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وسِتمِائَة وتفقه على الشَّيْخَيْنِ بهاء الدَّين القفطي ومجد الدَّين الْقشيرِي واستفاد من ابْن عبد السَّلَام وَأخذ الْأُصُول عَن
الشَّيْخَيْنِ مجد الدَّين الْقشيرِي وَعبد الحميد الخسروشاهي وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي وَولي وكَالَة بَيت المَال وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ أصوليا أديبا قَالَ ابْن كثير فِي طبقاته أحد الْأَعْيَان كَانَ بارعا فِي الْمَذْهَب مناظرا أفتى بضعا وَأَرْبَعين سنة على السداد توفّي فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة
468 -
جَعْفَر بن يحيى بن جَعْفَر المَخْزُومِي الإِمَام ظهير الدَّين التزمنتي أَخذ عَن ابْن الجميزي واستفاد من ابْن عبد السَّلَام وَكَانَ الشَّيْخ عز الدَّين يستحسن ذهنه درس بِالْمَدْرَسَةِ القطبية وَأعَاد بمدرسة الشَّافِعِي وَكَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِمصْر فِي زَمَانه أَخذ عَنهُ ابْن الرّفْعَة وَصدر الدَّين السُّبْكِيّ وخلائق قَالَ بعض
المؤرخين وَكَانَ يُفْتِي لفظا ويأبى أَن يكْتب توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَله شرح مُشكل الْوَسِيط وتزمنت بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوْقهَا ثمَّ زَاي مُعْجمَة بَلْدَة من صَعِيد مصر من عمل البهنسا
469 -
عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدَّين أَبُو الْخَيْر الْبَيْضَاوِيّ صَاحب المصنفات وعالم آذربيجان وَشَيخ تِلْكَ النَّاحِيَة ولي قُضَاة شيراز قَالَ السُّبْكِيّ كَانَ اماما مبرزا نظارا خيرا صَالحا متعبدا وَقَالَ ابْن حبيب عَالم نمي زرع فَضله وَنجم وحاكم عظمت بِوُجُودِهِ بِلَاد الْعَجم برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَجمع بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول تكلم كل من الْأَئِمَّة بالثناء على مصنفاته وفاه وَلَو لم يكن لَهُ غير الْمِنْهَاج الْوَجِيز لَفظه الْمُحَرر لكفاه ولي أَمر الْقُضَاة بشيراز وقابل الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة بالاحترام والاحتزاز توفّي بِمَدِينَة تبريز قَالَ السُّبْكِيّ والإسنوي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن كثير فِي
تأريخه والكتبي وَابْن حبيب توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَهْمَلَهُ الذَّهَبِيّ فِي العبر وَفِي الْكَبِير وَابْن كثير فِي طبقاته وَمن تصانيفه الطوالع قَالَ السُّبْكِيّ وَهُوَ أجل مُخْتَصر ألف فِي علم الْكَلَام والمنهاج مُخْتَصر من الْحَاصِل والمصباح ومختصر الْكَشَّاف والغاية القصوى فِي الْفِقْه مُخْتَصر الْوَسِيط وَشرح المصابيح فِي الحَدِيث وَله تعليقة على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وعد الصّلاح الكتبي من مصنفاته شرح الْمَحْصُول وَشرح الْمُنْتَخب للْإِمَام والإيضاح فِي اصول الدَّين وَشرح التَّنْبِيه فِي أَربع مجلدات وَشرح الكافية فِي النَّحْو وتهذيب الْأَخْلَاق فِي التصوف وَكتاب فِي الْمنطق ثمَّ رَأَيْت ابْن كثير قد عد أَيْضا فِي تصانيفه شرح الْمَحْصُول وَشرح الْمُنْتَخب وَشرح التَّنْبِيه
470 -
عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْعَلامَة الإِمَام مفتي الْإِسْلَام
تَاج الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْفَزارِيّ البدري الْمصْرِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الفركاح ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَسمع البُخَارِيّ من ابْن الزبيدِيّ وَسمع من ابْن اللتي وَابْن الصّلاح والسخاوي وخلائق وَخرج لَهُ البرزالي عشرَة اجزاء صغَار عَن مائَة نفس وَخرج من تَحت يَده جمَاعَة من الْقُضَاة والمدرسين والمفتين وتفقه فِي صغره على الشَّيْخَيْنِ ابْن الصّلاح وَابْن عبد السَّلَام وبرع فِي الْمَذْهَب وَهُوَ شَاب وَجلسَ للأشغال وَله بضع وَعشْرين سنة وَكتب فِي الْفَتَاوَى وَقد كمل ثَلَاثِينَ سنة وَلما قدم النواوي من بَلَده أحضروه ليشتغل عَلَيْهِ فَحمل همه وَبعث بِهِ إِلَى الْمدرسَة الرواحية ليحصل لَهُ بهَا بَيت ويرتفق بمعلومها وَلم يزل يشْتَغل إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت الْفَتَاوَى تَأتيه
من الأقطار وَأعَاد بالناصرية أول مَا فتحت ودرس فِي المجاهدية ثمَّ تَركهَا وَولي تدريس البادرائية فِي سنة سِتّ وَسبعين قَالَ القطب اليونيني انْتفع بِهِ جم غفير ومعظم قُضَاة دمشق وَمَا حولهَا وقضاة الْأَطْرَاف تلامذته وَكَانَ رحمه الله عِنْده من الْكَرم المفرط وَحسن الْعشْرَة وَكَثْرَة الصَّبْر وَالِاحْتِمَال وَعدم الرَّغْبَة فِي التكثر من الدُّنْيَا والقناعة والإيثار وَالْمُبَالغَة فِي اللطف ولين الْكَلِمَة وَالْأَدب مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ من الدَّين المتين وملازمة قيام اللَّيْل والورع وَشرف النَّفس وَحسن الْخلق والتواضع والعقيدة الْحَسَنَة فِي الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ وزيارتهم وَله تصانيف مفيدة تدل على مَحَله من الْعلم وتبحره فِيهِ وَكَانَت لَهُ يَد فِي النّظم والنثر وَقَالَ الذَّهَبِيّ فَقِيه الشَّام درس وناظر وصنف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب كَمَا انْتَهَت إِلَى وَلَده برهَان الدَّين وَكَانَ من أذكياء الْعَالم وَمِمَّنْ بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ أجل مِمَّن يُنَبه عَلَيْهِ مثلي وَكَانَ رحمه الله يلثغ بالراء غينا فسبحان من لَهُ الْكَمَال وَكَانَ لطيف اللِّحْيَة قَصِيرا اسمر حُلْو الصوره مفركح السَّاقَيْن وَكَانَ يركب البغلة ويحف بِهِ اصحابه وَيخرج بهم إِلَى الْأَمَاكِن النزهة ويباسطهم وَله فِي النُّفُوس صُورَة عَظِيمَة لدينِهِ وَعلمه ونفعه الْعَام وتواضعه وخيره ولطفه وجوده وَكَانَ اكبر من النَّوَوِيّ بِسبع سِنِين وَكَانَ افقه نفسا وأذكى قريحة وَأقوى مناظرة من الشَّيْخ محيي الدَّين بِكَثِير وَلَكِن كَانَ الشَّيْخ محيي الدَّين انقل للْمَذْهَب وَأكْثر مَحْفُوظًا مِنْهُ وَهَؤُلَاء الْأَئِمَّة الْيَوْم هم خَواص تلاميذه وَكَانَ قَلِيل الْمَعْلُوم كثير الْبركَة وَكَانَ مدرس البادرائية وَلم يكن بِيَدِهِ سواهَا إِلَّا مَا لَهُ على الْمصَالح وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شيخ الاسلام
كَبِير الشَّافِعِيَّة وَجمع تأريخا مُفِيدا وصنف التصانيف وَتخرج بِهِ الْأَئِمَّة وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الْمَذْهَب وَكَانَ أحد الاذكياء المناظرين رَأَيْته وَسمعت كَلَامه فِي حَلقَة أقرانه مُدَّة وَكَانَ بَينه وَبَين النَّوَوِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى وَحْشَة كعادة النظراء وَله فِي تأريخه عجائب توفّي بالبادرائية فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَمن تصانيفه الإقليد لدرء التَّقْلِيد شرحا على التَّنْبِيه لم يتمه قَالَ الْإِسْنَوِيّ لم ينْتَه فِيهِ الى كتاب النِّكَاح وَقَالَ ابْن كثير وصل فِيهِ الى الْغَصْب كَذَا قَالَ وَقد وقفت على نُسْخَة مِنْهُ الى آخر الْوَقْف وَله شرح الورقات فِي الْأُصُول وَله على الْوَجِيز تعليقة وَشرح من التَّعْجِيز قِطْعَة وَله الْفَتَاوَى فِيهَا فَوَائِد والتاريخ علق فِيهِ الْحَوَادِث الَّتِي وَقعت فِي زَمَنه وصل فِيهِ الى آخر جُمَادَى الأولى من هَذِه السنه
471 -
عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدَّين ابو الْقَاسِم بن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدَّين العلامي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بنت
الْأَعَز ولد فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة سمع الحَدِيث من الرشيد الْعَطَّار والحافظ الْمُنْذِرِيّ وتفقه على وَالِده وَابْن عبد السَّلَام وَقَرَأَ الْأُصُول على الْقَرَافِيّ وَتَعْلِيق الْقَرَافِيّ على الْمُنْتَخب إِنَّمَا وَضعه لأَجله وَجمع لَهُ بَين الْقَضَاء والوزارة وَولي مشيخة خانقاه سعيد السُّعَدَاء وخطابة جَامع الْأَزْهَر وتدريس الشَّافِعِي والمشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ والصالحية وَغير
ذَلِك فَسَار أحسن سيرة وَمَا يرضاه عَالم الْعَلَانِيَة والسريرة واستعفى من الوزارة وامتحن محنة شَدِيدَة فِي أول الدولة الأشرفية وَعمل على تلافه بِالْكُلِّيَّةِ وَذَلِكَ بسعاية الْوَزير ابْن السلعوس وَزِير الْملك الْأَشْرَف وَشهد عَلَيْهِ بالزور بِأُمُور مُنكرَة وعزل وَحبس ثمَّ أطلق وَأقَام بالقرافة مُدَّة ثمَّ حج ومدح النَّبِي صلى الله عليه وسلم بقصيدة وَقيل إِنَّه كشف رَأسه ووقف واستغاث بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلم يصل إِلَى الْقَاهِرَة إِلَّا والأشرف قد قتل وَكَذَلِكَ وزيره وأعيد إِلَى الْقَضَاء وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها إِمَامًا مناظرا شَاعِرًا محسنا فصيحا مفوها وافر الْعقل كَامِل السؤدد عالي الهمة عَزِيز النَّفس وَهُوَ
الْقَائِل
…
وَمن رام فِي الدُّنْيَا حَيَاة خلية
…
من الْهم والأكدار رام محالا
…
... وهاتيك دَعْوَى قد تركت دليلها
…
على كل أَبنَاء الزَّمَان محالا
…
توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة
472 -
عبد الرَّحِيم بن ابراهيم بن هبة الله بن الْمُسلم بن هبة الله بن حسان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد القَاضِي نجم الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْجُهَنِيّ ابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة ولد فِي الْمحرم سنة ثَمَان وسِتمِائَة سمع الحَدِيث واشتغل فِي فنون الْعلم نَاب فِي قَضَاء حماة عَن وَالِده مُدَّة ثمَّ ولي بعده وَلم يَأْخُذ على الْقَضَاء رزقا وعزل على الْقَضَاء قبل مَوته بأعوام قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا فَقِيها اصوليا أديبا شَاعِرًا لَهُ خبْرَة بالعقليات وَكَانَ مشكورا فِي أَحْكَامه وافر الدّيانَة يحب الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ ودرس وَأفْتى وصنف وأشغل مُدَّة وَخرج لَهُ الْأَصْحَاب فِي الْمَذْهَب وَله شعر رائق توفّي وَهُوَ مُتَوَجّه الى الْحَج بتبوك فِي عَاشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَحمل إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فَدفن
بِالبَقِيعِ قَالَ الكتبي وَخلف كتبا كَثِيرَة من عهد أَبِيه وجده قيل إِنَّهَا فَوق الْخمسين ألف مجلدة
473 -
عبد الرَّحِيم بن عمر بن عُثْمَان الإِمَام الْمُفْتِي الزَّاهِد جمال الدَّين أَبُو مُحَمَّد الباجربقي الْموصِلِي اشْتغل بالموصل وَأفَاد ثمَّ قدم دمشق فِي سنة سبع وَسبعين فَخَطب فِي جَامع دمشق نِيَابَة ودرس بالفتحية والدولعية وَحدث بِجَامِع الْأُصُول لِابْنِ الْأَثِير عَن وَالِده عَن المُصَنّف وَقد ولي قَضَاء غَزَّة سنة تسع وَسبعين قَالَ الذَّهَبِيّ شيخ فَقِيه مُحَقّق نقال مهيب سَاكن كثير الصَّلَاة ملازم للجامع والأشغال وَكَانَ لَازِما لشأنه حَافِظًا لِلِسَانِهِ منقبضا عَن النَّاس على طَرِيقه وَاحِدَة وَله نظم ونثر وسجع وَوعظ وَقد نظم كتاب التَّعْجِيز وَعَمله برموز توفّي فِي شَوَّال سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وسِتمِائَة
474 -
عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سعيد بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ الديريني الْمصْرِيّ الْفَقِيه الْعَالم الأديب الصُّوفِي الرِّفَاعِي أَخذ عَن الشَّيْخ عز الدَّين ابْن عبد السَّلَام وَغَيره مِمَّن عاصره ثمَّ صحب أَبَا الْفَتْح ابْن أبي الْغَنَائِم الرَّسْعَنِي وَتخرج بِهِ وَتكلم فِي الطَّرِيق وَغلب عَلَيْهِ الْميل إِلَى التصوف وَكَانَ مقره بالريف ينْتَقل من مَوضِع الى مَوضِع وَالنَّاس يقصدونه للتبرك بِهِ قَالَ السُّبْكِيّ الشَّيْخ الزَّاهِد الْقدْوَة ذُو الْأَحْوَال الْمَذْكُورَة والكرامات الْمَشْهُورَة والمصنفات الْكَثِيرَة وَالنّظم الشَّائِع وَكَانَ يعرف الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَقد ذكره شَيخنَا ابو حَيَّان وَقَالَ كَانَ متقشفا مخشوشنا من أهل الْعلم يتبرك بِهِ النَّاس قَالَ السُّبْكِيّ وَهَذَا من أبي حَيَّان كثير لَوْلَا أَن هَذَا الشَّيْخ ذُو قدم راسخ بالتقوى لما شهد لَهُ أَبُو حَيَّان بِهَذِهِ الشَّهَادَة فَإِنَّهُ كَانَ قَلِيل التَّزْكِيَة للمتصلحين توفّي فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة قَالَه صَاحب نجم الْمُهْتَدي ورجم
المعتدي وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى توفّي فِي السّنة الْمَذْكُورَة قَالَ ومولده سنة اثْنَي عشرَة أَو ثَلَاث عشرَة وَقَالَ فِي الْوُسْطَى توفّي فِي حُدُود التسعين وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وَقَالَ ابْن حبيب توفّي بِمصْر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَالصَّوَاب الأول والديريني نِسْبَة إِلَى ديرين بدال مُهْملَة مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ رَاء ثمَّ يَاء مثناة من تَحت أَيْضا ثمَّ نون بَلْدَة بالديار المصرية من اعمال الغربية وَمن تصانيفه تَفْسِير سَمَّاهُ الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي علم التَّفْسِير فِي مجلدين ونظم أرجوزة فِي التَّفْسِير سَمَّاهَا التَّيْسِير فِي علم التَّفْسِير تزيد على ثَلَاثَة آلَاف ومائتي بَيت وَكتاب طَهَارَة الْقُلُوب فِي ذكر علام الغيوب فِي التصوف وَهُوَ كتاب حسن وَكتاب أنوار المعارف وأسرار العوارف فِي التصوف أَيْضا وَتَفْسِير أَسمَاء الله الْحسنى والوسائل والرسائل فِي التَّوْحِيد ونظم السِّيرَة النَّبَوِيَّة ونظم الْوَجِيز فِيمَا يزِيد على خَمْسَة آلَاف بَيت ونظم التَّنْبِيه وَشرع فِي نظم الْوَسِيط وَله نظم كثير
475 -
عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام المغربي الأَصْل الْمصْرِيّ الْفَقِيه محيي الدَّين بن الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَقصد الشُّيُوخ وتفقه على وَالِده قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ
أفضل إخْوَته قَرَأَ الْفِقْه وَالْأُصُول وتميز وَكَانَ يعرف تصانيف وَالِده معرفَة حَسَنَة توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ
476 -
عبد الْوَهَّاب بن الْحسن قَاضِي الْقُضَاة وجيه الدَّين البهنسي الْمصْرِيّ ولي قَضَاء مصر والقاهرة بعد موت القَاضِي تَقِيّ الدَّين ابْن رزين فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ ثمَّ أَخذ مِنْهُ قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحري وَأعْطِي للْقَاضِي شهَاب الدَّين الخويي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَاسْتمرّ الْوَجِيه حَاكما بِمصْر وَالْوَجْه القبلي إِلَى أَن توفّي قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْفِقْه وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ من كبار الْأَئِمَّة وَقَالَ غَيرهمَا أَخذ عَن ابْن عبد السَّلَام ودرس بالزاوية المحدثة بالجامع الْعَتِيق بِمصْر وَكَانَ فَقِيها أصوليا نحويا متدينا متعبدا وَكَانَ عالي الْكَلَام فِي المناظرة حضر عِنْده الشَّيْخ شهَاب الدَّين الْقَرَافِيّ مرّة فِي الدَّرْس وَهُوَ يتَكَلَّم فِي الْأُصُول فناظره الْقَرَافِيّ وَكَلَام الْوَجِيه يَعْلُو عَلَيْهِ فَقَامَ
طَالب يتَكَلَّم بَينهمَا فأسكته الْوَجِيه قَالَ فروج يَصِيح بَين الديكة وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ كَانَ من فُقَهَاء المصريين الْمَذْكُورين بالفطنة وجودة التَّصَرُّف فِي الْمَذْهَب توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة فِي عشر الثَّمَانِينَ
477 -
عَليّ بن أَحْمد بن أسعد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْفتُوح بن عَليّ بن صبيح ضِيَاء الدَّين أَبُو الْحسن الأصبحي التَّمِيمِي الْحَضْرَمِيّ صَاحب معِين أهل التَّقْوَى على التدريس وَالْفَتْوَى مجلدين وَله مُصَنف فِي غرائب الشرحين يَعْنِي شرح الرَّافِعِيّ وَالْعجلِي فِي مُجَلد مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سَبْعمِائة كَمَا أَفَادَهُ المطري وَقد جمع فِي كِتَابه الْمعِين فأوعى وَقَالَ فِي خطبَته إِنَّه طالع عَلَيْهِ نيفا وَأَرْبَعين مصنفا وعد أَكْثَرهَا مِنْهَا الْأُم وَالشَّرْح وَالرَّوْضَة وَالْتزم أَن لَا يذكر فِيهِ إِلَّا الْمسَائِل الَّتِي وَقع فِيهَا خلاف مذهبي أما الْمُتَّفق عَلَيْهَا فَلَا يذكرهَا ورتب مسَائِل الْكتاب على مسَائِل الْمُهَذّب والتنبيه فَإِذا استوعب ذَلِك مَعَ مَا يضيف إِلَيْهِ
من زِيَادَة قيود من بَقِيَّة الْكتب وَتَصْحِيح وَغير ذَلِك عقد فصلا لما فِي الْبَيَان ثمَّ فصلا لما فِي تصانيف الْغَزالِيّ وَشرح الرَّافِعِيّ وَغَيرهَا فَفعل ذَلِك فِي كل بَاب وَفِيه تقييدات غَرِيبَة لَكِن قَالَ الْأَذْرَعِيّ هُوَ كثير السَّهْو فِي الْعزو فليحذر كِتَابه
478 -
عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن سَلام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام كَمَال الدَّين أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي اشْتغل بِدِمَشْق ثمَّ سَافر إِلَى مصر فَأخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وَأعَاد بالشامية البرانية ثمَّ تَركهَا ودرس بالدولعية وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَكَانَ فِي أخلاقه شراسة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَهُوَ وَالِد شرف الدَّين الْحُسَيْن مدرس العذراوية
479 -
عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي الْعِزّ بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ظهير
الدَّين الكازروني الْبَغْدَادِيّ مؤرخها مولده سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى كَانَ حاسبا فرضيا مؤرخا شَاعِرًا وَله كتاب النبراس المضيء فِي الْفِقْه وَكتاب الْمَنْظُومَة الأَسدِية فِي اللُّغَة وَكتاب رَوْضَة الأريب فِي التأريخ وَله شعر حسن توفّي فِي حُدُود السبعمائة انْتهى ثمَّ رَأَيْت تَرْجَمته فِي كتاب الْبَدْر السافر للشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي وَقَالَ كَانَ فرضيا حاسبا مؤرخا شَاعِرًا كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة متواضعا مهيبا وقورا وصنف تصانيف فَذكر مِنْهَا النبراس والمنظومة وكنز الْحساب فِي معرفَة الْحساب مُجَلد وَكتاب الملاحة فِي الفلاحة مُجَلد قَالَ وتأريخه سَبْعَة وَعِشْرُونَ مجلدا وصنف فِي السّير والتصوف مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة
480 -
عَليّ بن أبي الْحرم الشَّيْخ عَلَاء الدَّين ابْن النفيس الطَّبِيب الْمصْرِيّ
صَاحب التصانيف الفائقة فِي الطِّبّ الموجز وَغَيره أَخذ الطِّبّ بِدِمَشْق عَن مهذب الدَّين الْمَعْرُوف بالدخوار وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي قَالَ الذَّهَبِيّ ألف فِي الطِّبّ كتاب الشَّامِل وَهُوَ كتاب عَظِيم تدل فهرسته على ان يكون ثَلَاثمِائَة مُجَلد بيض مِنْهُ ثَمَانُون مجلدة وَكَانَت تصانيفه يُمْلِيهَا من حفظه وَلَا يحْتَاج إِلَى مُرَاجعَة لتبحره فِي الْفَنّ وَقَالَ السُّبْكِيّ صنف شرحا على التَّنْبِيه وصنف فِي أصُول الْفِقْه وَفِي الْمنطق وَكَانَ مشاركا فِي فنون وَأما الطِّبّ فَلم يكن على وَجه الأَرْض مثله قيل وَلَا جَاءَ بعد ابْن سينا مثله قَالُوا وَكَانَ فِي العلاج أعظم من ابْن سينا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَام وقته فِي فنه شرقا وغربا بِلَا مدافعة أعجوبة فِيهِ وَفِي غَايَة الذكاء وصنف فِي الْفِقْه وأصوله وَفِي الْعَرَبيَّة
والجدل وَالْبَيَان وانتشرت عَنهُ التلاميذ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَانِينَ سنة تَقْرِيبًا
481 -
عمر بن إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود بن سعد الْعَلامَة رشيد الدَّين أَبُو حَفْص الربعِي الفارقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الأديب المفنن ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وأشتغل بفنون الْعلم ومدح السخاوي بقصيدة مؤنقة فمدحه السخاوي وَأفْتى وناظر ودرس بالناصرية الجوانية مُدَّة ثمَّ درس بالظاهرية الجوانية روى عَنهُ من شعره الدمياطي والمزي والبرزالي وَآخَرُونَ قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي البلاغة وَالنّظم وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي التَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والبديع واللغة انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْأَدَب واشتغل عَلَيْهِ خلائق من الْفُضَلَاء وَقد وزر وَتقدم فِي دوَل وَأفْتى وناظر ودرس وَكَانَ حُلْو
المحاضرة مليح النادرة كيسا فطنا يُشَارك فِي الْأُصُول والطب وَغير ذَلِك وَله مقدمتان فِي النَّحْو كبرى وصغرى وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ كَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي أَكثر الْعُلُوم من غير استقلاله بِشَيْء مِنْهَا سوى علم الْأَدَب وصناعة الْإِنْشَاء وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ علم النجامة وَالنَّظَر فِي أَحْكَام الْكَوَاكِب وَمَعَ هَذَا كَانَ رَدِيء الاختيارات وجد مخنوقا فِي مَسْكَنه بالظاهرية وَقد أَخذ مآله فِي الْمحرم سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة
482 -
عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم التَّمِيمِي الْعجلِيّ قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الْقزْوِينِي قَاضِي الشَّام ولد بتبريز سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة واشتغل فِي الْعَجم وَالروم وَقدم دمشق فِي الدولة الأشرفية هُوَ وَأَخُوهُ جلال الدَّين فَأكْرم مورده وعومل بالاحترام والإجلال لرئاسته وفضله وَعلمه ودرس بعدة مدارس ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَصرف القَاضِي بدر الدَّين بن جمَاعَة فَأحْسن السِّيرَة ودارى النَّاس
وساس الْأُمُور وَلما بلغه خبر التتر انجفل إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا جُمُعَة ثمَّ توفّي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ تَامّ الشكل وسيما جميلا حسن الْأَخْلَاق متواضعا فَاضلا عَاقِلا وَقَالَ غَيره كَانَ من محَاسِن الزَّمَان فَاضلا فِي الْأُصُول وَالْخلاف والمنطق توفّي فِي ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة بِالْقربِ من قبَّة الشَّافِعِيَّة رضي الله عنه
483 -
عمر بن مكي بن عبد الصَّمد الشَّيْخ الإِمَام زين الدَّين أَبُو حَفْص ابْن المرحل وَكيل بَيت المَال بِدِمَشْق وخطيبها تفقه على ابْن عبد السَّلَام وَقَرَأَ الْأُصُول على عبد الحميد الخسروشاهي وَسمع من الْحَافِظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ وَغَيره وَسمع ودرس وَأفْتى وَكَانَ من فضلاء الْوَقْت وقَالَ ابْن كثير كَانَت لَهُ فنون يتقنها وَهُوَ من أَعْيَان فضلاء وقته وعلمائهم وَكَانَ يتَمَسَّك بطريقة
السّلف الصَّالح توفّي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة فِي عشر السّبْعين وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير
484 -
مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي الشَّيْخ شمس الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الأيكي درس بِالريِّ وَدخل بَغْدَاد ودرس بالنظامية ورحل إِلَى بِلَاد الرّوم ودرس بهَا ثمَّ قدم دمشق ودرس بالغزالية ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة وَولي مشيخة الشُّيُوخ وحظي عِنْد الشجاعي ثمَّ قدم دمشق مستمرا على تدريس الغزالية وَشرح منطق مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ فَقِيها صوفيا إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ وَقَالَ ابْن كثير كَانَ أحد الْفُضَلَاء حلالين المشكلات ومفسرين المعضلات لَا سِيمَا فِي علم الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَعلم الْأَوَائِل توفّي بِدِمَشْق فِي شهر رَمَضَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وسِتمِائَة فِي
عشر السّبْعين والأيكي بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَكَانَ القَاضِي جلال الدَّين الْقزْوِينِي يَقُول الإيكي بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت بعْدهَا كَاف ثمَّ يَاء النّسَب
485 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة بن جَعْفَر قَاضِي الْقُضَاة ذُو الْفُنُون شهَاب الدَّين أَبُو عبد الله ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أبي الْعَبَّاس الخوبي قَاضِي دمشق وَابْن قاضيها ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَمَات وَالِده وَله إِحْدَى عشرَة سنة وَحفظ عدَّة كتب وأدمن الدَّرْس والسهر والتكرار وتنبه وتميز على أقرانه وَسمع من ابْن الصّلاح والسخاوي وَخلق وَأَجَازَ لَهُ خلائق من بِلَاد شَتَّى وَخرج لَهُ التقي عبيد الإسعردي معجما وَخرج لَهُ الْمزي أَرْبَعِينَ متبائنة الْإِسْنَاد وَحدث بِمصْر وَالشَّام ودرس وَهُوَ شَاب بالدماغية ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس ثمَّ انجفل أَيَّام هولاكو إِلَى الْقَاهِرَة فولي قَضَاء
الْمحلة وبهنسا ثمَّ ولي قَضَاء حلب ثمَّ رَجَعَ وَعَاد إِلَى قَضَاء الْمحلة ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحري بعد الثَّمَانِينَ ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الشَّام بعد موت ابْن الزكي سُئِلَ الْمزي عَنهُ فَقَالَ كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ حسن الْخلق كثير التَّوَاضُع شَدِيد الْمحبَّة لأهل الْعلم وَالدّين وَكَانَ عَلامَة وقته وفريد عصره وَأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَكَانَ جَامعا لفنون من الْعلم كالتفسير والأصلين وَالْفِقْه والنحو وَالْخلاف والمعاني وَالْبَيَان والحساب والفرائض والهندسة ذَا فضل كَامِل وعقل وافر وذهن ثاقب توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن عِنْد وَالِده بتربته بالسفح قَالَ الذَّهَبِيّ وصنف كتابا فِي مُجَلد كَبِير يشْتَمل على عشْرين فَنًّا من الْعلم وَشرح الْفُصُول لِابْنِ معطي ونظم عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح والفصيح لثعلب وكفاية المتحفظ وَقد شرح من أول الملخص للقابسي خَمْسَة عشر حَدِيثا فِي مُجَلد وَلَو تمّ هَذَا الْكتاب لَكَانَ يكون اكبر من التَّمْهِيد وَأحسن
486 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي ولد سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة تفقه على الْكَمَال إِسْحَاق وَالْقَاضِي ابْن رزين وَسمع
من السخاوي وَغَيره ودرس بالشامية البرانية شَرِيكا للْقَاضِي عز الدَّين ابْن الصَّائِغ ثمَّ اسْتَقل بهَا وناب فِي الحكم عَن ابْن الصَّائِغ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ بارعا فِي الْمَذْهَب متين الدّيانَة خيرا ورعا وَقَالَ ابْن كثير كَانَ مشكور السِّيرَة متين الدّيانَة مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب كيسَان
487 -
مُحَمَّد بن سَالم بن نصر الله بن سَالم بن وَاصل القَاضِي جمال الدَّين الْحَمَوِيّ قاضيها ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وسِتمِائَة واشتغل بالعلوم وتفنن وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْأُصُول على الشَّيْخ نجم الدَّين ابْن الخباز والنحو على الْمُوفق بن يعِيش قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة والفلسفية والرياضيات وَالْأَخْبَار
وَأَيَّام النَّاس وصنف ودرس وَأفْتى وأشغل وَبعد صيته واشتهر اسْمه وَكَانَ من أذكياء الْعَالم ولي الْقَضَاء مُدَّة طَوِيلَة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمَا زَالَ حَرِيصًا على الأشغال وَغلب عَلَيْهِ الْفِكر حَتَّى صَار يذهل عَن أَحْوَال نَفسه وَعَن مجالسيه وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ إِمَامًا عَالما بعلوم كَثِيرَة خُصُوصا العقليات وصنف تصانيف كَثِيرَة فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْحكمَة والمنطق وَالْعرُوض والطب والتأريخ والأدبيات وَقَالَ الْكَمَال الأدفوي كَانَ عَالما بالعلوم النقلية والعقلية جَامعا للفنون الأدبية والحكمية والرياضية ختمت بِهِ الْمِائَة السَّابِعَة فِي جُمُعَة للعلوم والفضائل أفتى ودرس وَشرح وصنف وَكتب عَنهُ واستفاد مِنْهُ الْأَعْيَان وَكَانَ من نَوَادِر الزَّمَان وَمن تصانيفه مُخْتَصر الْأَرْبَعين فِي أصُول الدَّين وَشرح الموجز فِي الْمنطق وَشرح الْجمل فِيهِ أَيْضا وهداية الْأَلْبَاب وَشرح قصيدة أبي عَمْرو بن الْحَاجِب فِي الْعرُوض والقوافي وصنف التَّارِيخ الصَّالِحِي والتاريخ الْمُسَمّى ب مفرج الكروب فِي أَخْبَار بني أَيُّوب ومختصر الأغاني ومختصر كتاب ابْن البيطار فِي الْأَدْوِيَة المفردة وَغير ذَلِك توفّي بحماة فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وسِتمِائَة وَقد بلغ التسعين
488 -
مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق بن خَلِيل بن مقلد بن جَابر الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْقُضَاة عز الدَّين أَبُو المفاخر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَأخذ عَن الْكَمَال إِسْحَاق وشمس الدَّين عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي ولازم الشَّيْخ كَمَال الدَّين التفليسي وَصَارَ من أَعْيَان أَصْحَابه ودرس بالشامية البرانية مشاركا بِغَيْرِهِ ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي سنة تسع وَسِتِّينَ قَالَ الذَّهَبِيّ وَظَهَرت مِنْهُ نهضة وشهامة وَقيام فِي الْحق ودرء الْبَاطِل وَحفظ الْأَوْقَاف وأموال الْأَيْتَام وَكَانَ ينطوي على ديانَة وورع وَمَعْرِفَة تَامَّة بِالْأَحْكَامِ ثمَّ عزل بعد سبع سِنِين ففرح بعزله خلق من المتهمين والمريبين وَبَقِي على تدريس العذراوية ثمَّ ولي ثَانِيًا فِي أَوَائِل سنة ثَمَانِينَ ثمَّ عزل فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَحصل لَهُ محنة عَظِيمَة وَسلمهُ الله تَعَالَى وَكَانَ لَا يفصح بالراء وَأثْنى عَلَيْهِ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ فِي تأريخه وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ بارعا فِي الْأُصُول والمناظرة وَقَالَ البرزالي
فَقِيه كَبِير من أَعْيَان الْفُقَهَاء وَجلة الْعلمَاء قَالَ لي شهَاب الدَّين الأربدي كَانَ فَقِيها جيدا يعرف الْأَبْوَاب المشكلة أَجود من أَكثر الْجَمَاعَة ومعرفته أصُول الْفِقْه أَكثر من الْفِقْه وذهنه فِي غَايَة الْحسن وَكَانَ دينا خَاشِعًا كثير الْبكاء وَسمعت شَيخنَا النَّوَوِيّ يَقُول مَا ولي دمشق مثل ابْن الصَّائِغ قَالَ البرزالي وَقَالَ لي شهَاب الدَّين مَحْمُود الْكَاتِب مَا رَأَيْت بعد القَاضِي عز الدَّين أكمل مِنْهُ توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربته بسفح قاسيون
489 -
مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْخَطِيب مُحي الدَّين أَبُو حَامِد بن الْخَطِيب عماد الدَّين بن القَاضِي جمال الدَّين بن الحرستاني ولد سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وتفقه وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَولي خطابة دمشق ودرس الغزالية والمجاهدية قَالَ الذَّهَبِيّ ودرس وَأفْتى وأشغل وَكَانَ قوي الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم على خطابته طلاوة وروح وَقَالَ ابْن كثير كَانَ صينا دينا فَقِيها نبيها فَاضلا شَاعِرًا مجيدا بارعا ملازما منزله فِيهِ عبَادَة وتنسك وَانْقِطَاع طيب الصَّوْت فِي الْخطْبَة عَلَيْهِ روح بِسَبَب تقواه توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالصالحية قَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ وَظهر لَهُ عِنْد مَوته من الْجَلالَة والنور على جنَازَته مَا لم تشهد على جَنَازَة من مُدَّة متطاولة وَأظْهر النَّاس من الأسف عَلَيْهِ والحزن لفقده مَا لم يكن فِي الْحساب وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة ملازما لما هُوَ بصدده وَكَانَ سعيد الْجد فِي الْفَتْوَى
490 -
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الإِمَام البليغ شيخ الْعَرَبيَّة وقدوة أَرْبَاب الْمعَانِي وَالْبَيَان بدر الدَّين بن الإِمَام الْكَبِير شيخ النُّحَاة جمال الدَّين
الطَّائِي الجياني الدِّمَشْقِي أَخذ عَن وَالِده النَّحْو واللغة والمنطق وَسكن بعلبك مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وتصدر للأشغال بعد موت وَالِده وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القَاضِي بدر الدَّين بن جمَاعَة وَالشَّيْخ كَمَال الدَّين بن الزملكاني قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا ذكيا فهما حاد الذِّهْن إِمَامًا فِي النَّحْو إِمَامًا فِي علم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالنَّظَر جيد الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَغير ذَلِك وَكَانَ عجبا فِي الذكاء والمناظرة وَصِحَّة الْفَهم وَكَانَ مطبوع الْعشْرَة وَفِيه لعب ومزاح وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين كَانَ قد تفرد بِعلم الْعَرَبيَّة خُصُوصا معرفَة كَلَام وَالِده وَكَانَ لَهُ مشاركات فِي الْعُلُوم وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن جيد الْإِدْرَاك حَدِيد النَّفس توفّي بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة من قولنج كَانَ يَعْتَرِيه كثيرا قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يتكهل وَقَالَ غَيره توفّي كهلا وَقَالَ ابْن حبيب توفّي عَن نَيف وَأَرْبَعين سنة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَمن تصانيفه شرح ألفية وَالِده وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن والمصباح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكتاب فِي الْعرُوض وَشرح غَرِيب تصريف ابْن الْحَاجِب
491 -
مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عباد الْعجلِيّ يَنْتَهِي نسبه إِلَى أبي دلف
على ماقيل الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الأصولي الْمُتَكَلّم القَاضِي شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْأَصْفَهَانِي شَارِح الْمَحْصُول ولد بأصفهان سنة عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ وَالِده نَائِب السلطنة بأصفهان فاشتغل بأصفهان بجملة من الْعُلُوم فِي حَيَاة أَبِيه بِحَيْثُ إِنَّه تفنن وفَاق نظراءه ثمَّ لما استولى الْعَدو على أصفهان رَحل إِلَى بَغْدَاد فَأخذ فِي الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه على الشَّيْخ سراج الدَّين الهرقلي وبالعلوم غلى الشَّيْخ تَاج الدَّين الأرموي ثمَّ ذهب إِلَى الرّوم إِلَى الشَّيْخ أثير الدَّين الْأَبْهَرِيّ فَأخذ عَنهُ الجدل وَالْحكمَة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَولي قَضَاء قوص خلَافَة عَن القَاضِي تَاج الدَّين ابْن بنت الْأَعَز فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة وَكَانَ مهيبا قَائِما فِي الْحق قامعا للظلمة لَهُ فِي ذَلِك حكايات وَكَانَ وقورا فِي درسه أَخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة وَقيل إِن ابْن دَقِيق الْعِيد كَانَ يحضر درسه بقوص ثمَّ ولي قَضَاء الكرك مُدَّة طَوِيلَة ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ وَأعَاد بالشافعي فَلَمَّا ولي التدريس الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن دَقِيق الْعِيد عزل نَفسه وَقَالَ بطن الأَرْض خير من ظَاهرهَا قَالَ الذَّهَبِيّ صَاحب التصانيف لَهُ الْقَوَاعِد فِي الْعُلُوم الْأَرْبَعَة وَلم
يَد طولى فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر وَتخرج بِهِ المصريون وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين الْفَزارِيّ لم يكن بِالْقَاهِرَةِ فِي زَمَانه مثله فِي علم الْأُصُول وَقَالَ ابْن الزملكاني اعتنى بِعلم أصُول الْفِقْه واشتغل النَّاس عَلَيْهِ ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة وَكَانَت لَهُ يَد فِي علم أصُول الْفِقْه وَالْخلاف والمنطق وَشرح الْمَحْصُول شرحا كَبِيرا فِيهِ نقل كثير لم يحو كتاب على نَقله لكنه إِذا انْفَرد بسؤال أَو جَوَاب كَانَ فِيهِ ضعف وَله كتاب فِي الْمنطق سَمَّاهُ غَايَة الْمطلب وَكَانَ قَلِيل البضاعة فِي الْعُلُوم النقلية وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ إِمَامًا فِي الْمنطق وَالْكَلَام وَالْأُصُول والجدل فَارِسًا لَا يشق غباره متدينا ورعا نزها ذَا همة عالية كثير الْعِبَادَة والمراقبة حسن العقيدة توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة وَمن تصانيفه شرح الْمَحْصُول فِي مجلدات حسن جدا نَفِيس مَاتَ وَلم يكمله سَمَّاهُ الكاشف عَن الْمَحْصُول فِي علم الْأُصُول وَقد وقف على شرح الْقَرَافِيّ وأودعه الْكثير من محاسنه وَله كتاب الْقَوَاعِد مُشْتَمل على الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْخلاف قَالَ الشَّيْخ تَاج الدَّين صنف كتابا سَمَّاهُ الْقَوَاعِد فِيهِ مُقَدّمَة فِي أصُول الْفِقْه ومقدمة فِي أصُول الدَّين ومقدمة فِي الْمنطق ومقدمة فِي الجدل وَأَرَادَ أَن يَجْعَل فِيهَا شَيْئا من الْفُرُوع فَلم يطق لِأَنَّهُ لم يكن متبحرا فِي الْمَذْهَب سَمِعت أَنه علق من كتاب الطَّهَارَة إِلَى آخر كتاب الْحيض ووقف وَله غَايَة الْمطلب فِي الْمنطق
492 -
مَحْمُود بن أبي بكر بن أَحْمد الأرموي القَاضِي سراج الدَّين أَبُو الثَّنَاء صَاحب التَّحْصِيل الْمُخْتَصر من الْمَحْصُول فِي أصُول الْفِقْه مولده سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَرَأَ بالموصل على كَمَال الدَّين بن يُونُس وَولي الْقَضَاء بقونية وَمن تصانيفه اللّبَاب مُخْتَصر الْأَرْبَعين فِي أصُول الدَّين وصنف كتابا فِي الْمنطق قَالَ السُّبْكِيّ وَقيل إِنَّه شرح الْوَجِيز فِي الْفِقْه توفّي بقونية وَهُوَ على قَضَائهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
493 -
مَحْمُود بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْعَلامَة برهَان الدَّين أَبُو الثَّنَاء المراغي ولد سنة خمس وسِتمِائَة واشتغل بِالْعلمِ وَتقدم وَسمع بحلب من ابْن رَوَاحَة وَابْن الْأُسْتَاذ ودرس بِدِمَشْق بالفلكية مُدَّة وَأفْتى وأشغل بالجامع
مُدَّة طَوِيلَة وَحدث روى عَنهُ الْمزي وَابْن الْعَطَّار والبرزالي وَجَمَاعَة وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَامْتنعَ وَعرضت عَلَيْهِ مشيخة الشُّيُوخ فَامْتنعَ قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا متفننا مناظرا أصوليا كثير الْفَضَائِل وَكَانَ مَعَ براعته فِي الْفَضَائِل صَالحا زاهدا متعففا عابدا وَكَانَ عَالما بالأصلين وَالْخلاف وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن الْوَجْه مهيبا متصوفا وَكَانَ لطيف الْأَخْلَاق كريم الشَّمَائِل عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْأُصُول مكمل الأدوات انْتهى وَكَانَ عَلَيْهِ وعَلى الشَّيْخ تَاج الدَّين مدَار الْفَتْوَى بِدِمَشْق توفّي فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة
494 -
مُوسَى بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الْقشيرِي القوصي الشَّيْخ سراج الدَّين بن الشَّيْخ مجد الدَّين بن دَقِيق الْعِيد أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ولد بقوص سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من أَصْحَاب السلَفِي سمع مِنْهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان وَكَانَ فَقِيها ذكي القريحة نظارا شَاعِرًا تصدى بقوص
لنشر الْعلم والفتيا وصنف فِي الْفِقْه كتابا سَمَّاهُ الْمُغنِي نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي التَّيَمُّم توفّي بقوص فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
495 -
هبة الله بن عبد الله بن سيد الْكل القَاضِي بهاء الدَّين أَبُو الْقَاسِم القفطي مولده فِي سنة سِتّمائَة وَقيل سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَقيل فِي أَوَاخِر سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة تفقه على الشَّيْخ مجد الدَّين الْقشيرِي وَقَرَأَ على الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي الْأُصُول بقوص وَدخل الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بالشيخين عز الدَّين بن عبد السَّلَام وزكي الدَّين الْمُنْذِرِيّ واستفاد مِنْهُمَا وَرجع إِلَى بَلَده وانتفع بِهِ النَّاس وتخرجت بِهِ الطّلبَة وَولي قَضَاء إسنا وتدريس الْمدرسَة المعزية بهَا وَكَانَت إسنا مشحونة بالروافض فَإِن كثيرا مِنْهُم لم ينْتَقل عَن اعْتِقَاد المصريين فَقَامَ فِي نصْرَة السّنة وَأصْلح الله بِهِ خلقا وهمت الرافضة بقتْله فحماه الله تَعَالَى مِنْهُم وَترك الْقَضَاء أخيرا وَاسْتمرّ على الْعلم
وَالْعِبَادَة قَالَ السُّبْكِيّ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا متعبدا مَشْهُور الإسم وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم فِي إقليمه وَكَانَ زاهدا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ برع فِي عُلُوم كَثِيرَة وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وقصدوه من كل مَكَان وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ تَقِيّ الدَّين بن دَقِيق الْعِيد والجلال الدشناوي وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم فِي إقليمه وصنف كتبا كَثِيرَة فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة وَكَانَت أوقاته موزعة مَا بَين إقراء وتصنيف ومواعيد رقائق وَغَيرهَا توفّي بإسنا سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ المجدية وقفط بقاف مَفْتُوحَة ثمَّ فَاء سَاكِنة ثمَّ طاء مُهْملَة إِحْدَى بِلَاد الصَّعِيد وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن لم يكمله وصل إِلَى مَرْيَم وَشرح الْهَادِي فِي الْفِقْه وَكتاب فِي الرَّد على الروافض وَكتاب فِي فضل الصَّحَابَة وَكتاب فِي ثَنَاء الْقَرَابَة على الصَّحَابَة وثناء الصَّحَابَة على الْقَرَابَة ومقدمة فِي النَّحْو وَشرح مُقَدّمَة المطرزي فِي النَّحْو وَله مُصَنف فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة
496 -
يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن
عَليّ الإِمَام الْفَقِيه قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين أَبُو الْفضل ابْن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة منتخب الدَّين الْقرشِي الدِّمَشْقِي سمع بِمصْر وَالشَّام عَن جمَاعَة وَأخذ عَن أَبِيه وَأخذ الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة عَن القَاضِي كَمَال الدَّين التفليسي وَولي الْقَضَاء بعد ابْن الصَّائِغ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ إِلَى أَن توفّي وَهُوَ آخر من ولي الْقَضَاء من هَذَا الْبَيْت وَقد جمع لَهُ أجل مدارس دمشق وَهِي العزيزية والتقوية والفلكية والعادلية والمجاهدية والكلاسة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ جَلِيلًا نبيلا حشما رَئِيسا ذكيا سريا كَامِل الرِّئَاسَة وافر الْعلم بارعا فِي الْأُصُول بَصيرًا بالفقة فصيحا مفوها حَلَالا للمشكلات غواصا على الْمعَانِي سريع الْحِفْظ قوي المناظرة قيل إِنَّه كَانَ يحفظ الورقتين وَالثَّلَاثَة للدرس من نظرة وَاحِدَة ويورد الدَّرْس فِي غَايَة الجزالة وَكَانَ يذكر فِي الْيَوْم عدَّة دروس وَكَانَ أديبا أخباريا كثير الْمَحْفُوظ عَلامَة وَكَانَ كريم النَّفس كثير المحاسن مليح
الْفَتَاوَى وَهُوَ ذكي بَيت الزكي توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن خمس وَأَرْبَعين سنة وَدفن بتربتهم جوَار ابْن الْعَرَبِيّ
497 -
الشريف عماد الدَّين العباسي كَانَ إِمَامًا عَالما بالفروع ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية الْمُجَاورَة للجامع الْعَتِيق بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة فَعرفت بِهِ وَأخذ عَنهُ ابْن الرّفْعَة وَنقل عَنهُ فِي الْمطلب وَفِي آخر الرَّهْن من الْكِفَايَة لَا أعلم من حَاله غير ذَلِك