الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَة التَّاسِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّابِعَة
369 -
إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ عماد الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزنجاني لَهُ على الْوَجِيز تَعْلِيق فِي جزأين مُشْتَمل على فَوَائِد ذكر فِي خطبَته مَا حَاصله أَنه شرع فِيهِ فِي حَيَاة الرَّافِعِيّ وانتقاه من الشَّرْح الْكَبِير لَهُ الْمُسَمّى بالعزيز وَسَماهُ نقاوة الْعَزِيز وَذكر فِي آخِره أَنه فرغ مِنْهُ فِي شعْبَان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَفِيه أبحاث حَسَنَة واستدراكات قَوِيَّة وَأخذ الْمَذْكُور عَن الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ وَنقل عَنهُ فِي شَرحه فِي الرِّدَّة وَغَيرهَا
370 -
أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة بن جَعْفَر بن عِيسَى المهلبي قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الخوبي ولد بخوي فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدخل خُرَاسَان وَقَرَأَ بهَا الْأُصُول على القطب الْمصْرِيّ صَاحب الإِمَام فَخر الدَّين وَقيل بل على الإِمَام نَفسه قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَقَرَأَ الْفِقْه على الرَّافِعِيّ وَقَرَأَ علم الجدل على عَلَاء الدَّين الطوسي وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَولي قَضَاء الْقُضَاة بِالشَّام وَله كتاب فِي الْأُصُول وَكتاب فِيهِ رموز حكمِيَّة وَكتاب فِي النَّحْو وَكتاب فِي الْعرُوض وَفِيه يَقُول الشَّيْخ شهَاب الدَّين أَبُو شامة
…
أَحْمد بن الْخَلِيل أرشده الله
…
كَمَا أرشد الْخَلِيل بن أَحْمد
…
... ذَاك مستخرج الْعرُوض وَهَذَا
…
مظهر السِّرّ مِنْهُ وَالْعود أَحْمد
…
قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها إِمَامًا مناظرا خَبِيرا بِعلم الْكَلَام أستاذا فِي الطِّبّ وَالْحكمَة دينا كثير الصَّلَاة وَالصِّيَام توفّي فِي شعْبَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين
وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون وخوي بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة وواو مَفْتُوحَة وياء من إقليم تبريز
371 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح بن بِلَال بن هِلَال بن عِيسَى القَاضِي الْعَلامَة نجم الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الشَّافِعِي ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْمقنع على مُؤَلفه سنة ثَلَاث عشرَة واشتغل فِي مَذْهَب الإِمَام أَحْمد ودرس فِي مدرسة الشَّيْخ أبي عمر وسافر إِلَى بَغْدَاد وَله سبع عشرَة سنة فَسمع من ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره ورحل إِلَى هَمدَان فَأخذ عَن الرُّكْن الطاوسي ولازمه مُدَّة حَتَّى صَار معيده وبرع فِي علم الْخلاف وَصَارَ لَهُ صيت بِتِلْكَ الْبِلَاد ومنزلة رفيعة ثمَّ اشْتغل فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَعَاد إِلَى دمشق وَله جلالة ومكانة وَكَانَ لَا يتْرك الِاشْتِغَال لَيْلًا وَنَهَارًا ويطالع كثيرا ويشغل ودرس بالشامية البرانية والعذراوية وَأم الصَّالح والصارمية وناب فِي الْقَضَاء قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ يعرف بالحنبلي وَكَانَ فَاضلا دينا بارعا فِي علم الْخلاف وَفقه الطَّرِيقَة حَافِظًا للْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن تصانيفه طَريقَة فِي الْخلاف مجلدان وَكتاب الْفُصُول والفروق وَكتاب الدَّلَائِل الأنيقة
372 -
أَحْمد بن مُوسَى بن يُونُس الإِمَام شرف الدَّين أَبُو الْفضل بن الشَّيْخ كَمَال الدَّين بن الشَّيْخ رَضِي الدَّين ولد بالموصل سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة واشتغل بهَا على أَبِيه إِلَى ان صَار إِمَامًا كَبِيرا قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ كثير الْحِفْظ غزير الْمَادَّة عَاقِلا حسن السمت جميل المنظر شرح التَّنْبِيه وَاخْتصرَ الْإِحْيَاء للغزالي مختصرين كَبِيرا وصغيرا وَكَانَ يلقِي فِي جملَة دروسه دروسا من الْإِحْيَاء حفظا وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَكنت أحضر عِنْده وَأَنا صَغِير وَمَا سَمِعت أحدا يلقِي الدَّرْس مثله وَلَقَد كَانَ من محَاسِن الْوُجُود وَلَا أذكرهُ إِلَّا وتصغر الدُّنْيَا فِي عَيْني توفّي فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَذَلِكَ فِي حَيَاة وَالِده قَالَ الذَّهَبِيّ شَرحه للتّنْبِيه يدل على توسطه فِي الْفِقْه
373 -
سُلَيْمَان بن مظفر بن غَنَائِم بن عبد الْكَرِيم الإِمَام رَضِي الدَّين أَبُو دَاوُد الجيلي تفقه بنظامية بَغْدَاد وَأفْتى ودرس وناظر وبرع فِي الْمَذْهَب وَصَارَت لَهُ
تلامذة وَأَصْحَاب وَفِيه ديانَة وتعفف وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بِبَغْدَاد فَامْتنعَ وَكَذَا عرض عَلَيْهِ مشيخة الرِّبَاط الْكَبِير فَامْتنعَ قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ من أكَابِر فضلاء عصره وصنف كتابا فِي الْفِقْه يدْخل فِي خمس عشرَة مجلدة وَعرضت عَلَيْهِ المناصب فَلم يفعل وَكَانَ دينا ملازما لبيته محافظا على وقته انْتهى وَكتابه الْمَذْكُور سَمَّاهُ الْإِكْمَال قَالَ بَعضهم وَصَارَ مدَار فَتَاوَى الْعرَاق عَلَيْهِ توفّي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة
374 -
عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعلي بن عَليّ الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُضَاة عماد الدَّين أَبُو الْقَاسِم ابْن السكرِي لَهُ حواش على الْوَسِيط مفيدة ومصنف فِي مَسْأَلَة الدّور ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه على الشَّيْخ شهَاب الدَّين الطوسي وَسمع الحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ وبرع فِي الْعلم وَولي قَضَاء الْقَاهِرَة وخطابتها وَحدث وَأفْتى ودرس وَقد عزل قبل مَوته بِسَبَب أَنه طلب مِنْهُ قرض شَيْء من أَمْوَال الْأَيْتَام فَامْتنعَ ويحكى انه عزل الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن النويري لحكمه بالمكاشفات فَقَالَ النويري عزلته وعزلت ذُريَّته توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي الْمطلب
375 -
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان الْفَقِيه صائن الدَّين أَبُو الْقَاسِم الطَّيِّبِيّ تفقه بواسط على المجير الْبَغْدَادِيّ وصنف مُخْتَصرا فِي الْفَرَائِض مولده سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة قَالَ الذَّهَبِيّ مُصَنف شرح التَّنْبِيه ومعيد النظامية كَانَ سديد الْفَتَاوَى متفننا فرضيا حاسبا فَاضلا توفّي فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة
376 -
عبد الْعَزِيز عبد الْكَرِيم بن عبد الْكَافِي صائن الدَّين الجيلي شَارِح التَّنْبِيه قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى ذكر فِي آخر شَرحه أَنه فرغ من تصنيفه فِي ربيع الأول سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَهَذَا الشَّرْح الْمَشْهُور لَهُ شرح أطول مِنْهُ لخص مِنْهُ هَذَا وَشرح الْوَجِيز أَيْضا وَكَلَامه كَلَام عَارِف بِالْمذهبِ غير أَن فِي شَرحه غرائب من أجلهَا شاع بَين الطّلبَة أَن فِي نَقله ضعفا وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ عَالما مدققا شرح التَّنْبِيه شرحا حسنا خَالِيا عَن الحشو باحثا عَن الْأَلْفَاظ منبها على الاحترازات لَو مَا أفْسدهُ من النقول الْبَاطِلَة كالنقل عَن البُخَارِيّ وَمُسلم
وَنَحْوهمَا وَبِذَلِك حصل التَّوَقُّف فِي نقُول كَثِيرَة يعزوها إِلَى كتب غير مَعْرُوفَة بعد الفحص وَقد نبه ابْن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ فِي نكته وَابْن دَقِيق الْعِيد انه لَا يجوز الِاعْتِمَاد على مَا ينْفَرد بِهِ وَسمعت بعض الْمَشَايِخ الصلحاء يَحْكِي أَن الشَّرْح الْمَذْكُور لما برز حسده عَلَيْهِ بَعضهم فَدس عَلَيْهِ أَشْيَاء ليفسده بهَا وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر إِذا يبعد صُدُور ذَلِك من عَالم خُصُوصا فِي تصنيف قَالَ ابْن كثير فِي التَّارِيخ توفّي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن تصانيفه الإعجاز فِي الألغاز وَهُوَ دون التَّنْبِيه
377 -
عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْفضل بن الْحُسَيْن بن الْحسن الإِمَام الْعَلامَة إِمَام الدَّين أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي الرَّافِعِيّ صَاحب الشَّرْح الْمَشْهُور كَالْعلمِ المنشور وَإِلَيْهِ يرجع عَامَّة الْفُقَهَاء من أَصْحَابنَا فِي هَذِه الْأَعْصَار فِي غَالب الأقاليم والأمصار وَلَقَد برز فِيهِ على كثير مِمَّن تقدمه وَحَازَ قصب السَّبق فَلَا يدْرك شأوه إِلَّا من وضع يَدَيْهِ حَيْثُ وضع قدمه تفقه على وَالِده وَغَيره وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَقَالَ ابْن الصّلاح أَظن اني لم أر فِي بِلَاد الْعَجم مثله كَانَ ذَا فنون حسن السِّيرَة جميل الْأَمر صنف شرح الْوَجِيز فِي بضعَة عشر مجلدا لم يشْرَح الْوَجِيز بِمثلِهِ وَقَالَ النَّوَوِيّ إِنَّه كَانَ من الصَّالِحين المتمكنين وَكَانَت لَهُ كرامات كَثِيرَة ظَاهِرَة وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ فِي الْأَرْبَعين تأليفه هُوَ
شَيخنَا إِمَام الدَّين وناصر السّنة صدقا كَانَ أوحد عصره فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة أصولا وفروعا ومجتهد زَمَانه فِي الْمَذْهَب وفريد وقته فِي التَّفْسِير وَكَانَ لَهُ مجْلِس بقزوين للتفسير ولتسميع الحَدِيث صنف شرحا لمُسْند الشَّافِعِي وأسمعه وصنف شرحا للوجيز ثمَّ صنف أوجز مِنْهُ وَكَانَ زاهدا ورعا متواضعا سمع الْكثير قَالَ الذَّهَبِيّ وَيظْهر عَلَيْهِ اعتناء قوي بِالْحَدِيثِ وفنونه فِي شرح الْمسند وَقيل إِنَّه لم يجد زيتا للمطالعة فِي قَرْيَة بَات فِيهَا فتألم فأضاء لَهُ عرق كرمة فَجَلَسَ يطالع وَيكْتب عَلَيْهِ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ صَاحب شرح الْوَجِيز الَّذِي لم يصنف فِي الْمَذْهَب مثله وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وَغَيرهَا طَاهِر اللِّسَان فِي تصنيفه كثير الْأَدَب شَدِيد الِاحْتِرَاز فِي المنقولات فَلَا يُطلق نقلا عَن أحد غَالِبا إِلَّا إِذا رَآهُ فِي كَلَامه فَإِن لم يقف عَلَيْهِ فِيهِ عبر بقوله وَعَن فلَان كَذَا شَدِيد الِاحْتِرَاز أَيْضا فِي مَرَاتِب التَّرْجِيح قَالَ وَأكْثر أَخذه بعد كَلَام الْغَزالِيّ المشروح من سِتَّة كتب النِّهَايَة والتتمة والتهذيب والشامل وَتَجْرِيد ابْن كج وأمالي السَّرخسِيّ الزاز وَمَعَ ذَلِك إِذا استقريت كتب الشَّافِعِيَّة المطولة وجدت الرَّافِعِيّ أَكثر اطلاعا من كل من تقدمه وَله شعر حسن ذكر مِنْهُ فِي الأمالي وَمِنْه
…
أقيما على بَاب الرَّحِيم أقيما
…
وَلَا تنيا فِي ذكره فتهيما
…
... هُوَ الرب من يقرع على الصدْق بَابه
…
يجده رؤوفا بالعباد رحِيما
…
قَالَ ابْن الصّلاح توفّي فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث أَو أَوَائِل سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة بقزوين وَقَالَ ابْن خلكان توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وعمره نَحْو سِتّ وَسِتِّينَ سنة
وَمن تصانيفه الْعَزِيز فِي شرح الْوَجِيز الَّذِي يَقُول فِيهِ النَّوَوِيّ بعد وَصفه وَاعْلَم أَنه لم يصنف فِي مَذْهَب الشَّافِعِي رضي الله عنه مَا يحصل لَك مَجْمُوع مَا ذكرته أكمل من كتاب الرَّافِعِيّ ذِي التحقيقات بل اعتقادي واعتقاد كل مُصَنف أَنه لم يُوجد مثله فِي الْكتب السابقات وَلَا المتأخرات فِيمَا ذكرته من الْمَقَاصِد الْمُهِمَّات وَالشَّرْح الصَّغِير وَهُوَ مُتَأَخّر عَن الْعَزِيز وَلم يلقبه وَلم يقف عَلَيْهِ النَّوَوِيّ وَالْمُحَرر وَشرح الْمسند وَهُوَ مجلدان ضخمان قَالَ فِي أَوله ابتدأت فِي إمْلَائِهِ فِي رَجَب سنة ثِنْتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَهُوَ عقب فرَاغ الشَّرْح الْكَبِير والتذنيب مُجَلد لطيف يتَعَلَّق بالوجيز كالدقائق للمنهاج والأمالي فِي مُجَلد وأخطار الْحجاز وَكَانَ قد شرع قبل الشَّرْح الْكَبِير فِي شرح على الْوَجِيز أبسط من الْمَذْكُور سَمَّاهُ الشَّرْح الْمَحْمُود وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الصَّلَاة فِي مجلدات ثمَّ عدل عَنهُ وَقد أَشَارَ إِلَى تِلْكَ الْقطعَة فِي الْعَزِيز فِي كتاب الْحيض فِي مَسْأَلَة الْمُتَحَيِّرَة
والرافعي مَنْسُوب إِلَى رافعان بَلْدَة من بِلَاد قزوين قَالَه النَّوَوِيّ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَسمعت قَاضِي الْقُضَاة جلال الدَّين الْقزْوِينِي يَقُول إِن رافعان بالعجمي مثل الرَّافِعِيّ بالعربي فَإِن الْألف وَالنُّون فِي آخر الِاسْم عِنْد الْعَجم كياء النِّسْبَة فِي آخِره عِنْد الْعَرَب فرافعان نِسْبَة إِلَى رَافع قَالَ ثمَّ انه لَيْسَ بنواحي قزوين بَلْدَة يُقَال لَهَا رافعان وَلَا رَافع بل هُوَ مَنْسُوب إِلَى جد لَهُ يُقَال لَهُ رَافع قَالَ الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَحكى بعض الْفُضَلَاء عَن شَيْخه قَالَ سَأَلت القَاضِي مظفر الدَّين قَاضِي قزوين إِلَى مَاذَا نِسْبَة الرَّافِعِيّ فَقَالَ كتب بِخَطِّهِ وَهُوَ عِنْدِي فِي كتاب التدوين فِي أَخْبَار قزوين أَنه مَنْسُوب إِلَى رَافع بن خديج رضي الله عنه وَحكى ابْن كثير قولا إِنَّه مَنْسُوب إِلَى أبي رَافع مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
378 -
عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلامَة موفق الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ أَصله من الْموصل وَولد بِبَغْدَاد فِي أحد الربيعين سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَخَمْسمِائة سمع من جمَاعَة كثيرين وَحفظ كتبا كَثِيرَة وتفقه على أبي الْقَاسِم بن فضلان وَأقَام بحلب وصنف التصانيف الْكَثِيرَة فِي أَنْوَاع الْعُلُوم مِنْهَا شرح مُقَدّمَة ابْن بابشاذ فِي النَّحْو وَشرح المقامات وَشرح بَانَتْ سعاد وَالْجَامِع الْكَبِير فِي الْمنطق والطبيعي والإلهي فِي عشر مجلدات وَالرَّدّ على الْيَهُود وَالنَّصَارَى وغريب الحَدِيث فِي ثَلَاث مجلدات وَاخْتَصَرَهُ وَشرح أَحَادِيث ابْن مَاجَه الْمُتَعَلّقَة بالطب وَحدث ببلدان كَثِيرَة قَالَ الذَّهَبِيّ صنف تصانيف كَثِيرَة فِي اللُّغَة والطب وَعلم الْأَوَائِل وَقَالَ ابْن الدبيثي غلب عَلَيْهِ علم الطِّبّ وَالْأَدب وبرع فيهمَا وَمن كَلَامه من لم يحْتَمل ألم التَّعَلُّم لم يذقْ لَذَّة الْعلم وَمن لم يكدح لم يفلح توفّي بِبَغْدَاد فِي الْمحرم سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وسِتمِائَة
379 -
عَليّ بن أبي عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الثَّعْلَبِيّ سيف الدَّين الْآمِدِيّ شيخ الْمُتَكَلِّمين فِي زَمَانه ومصنف الْأَحْكَام ولد بآمد بعد الْخمسين وَخَمْسمِائة بِيَسِير ورحل إِلَى بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات وَقَرَأَ الْهِدَايَة على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد واشتغل على أبي الْفَتْح بن المنى الْحَنْبَلِيّ ثمَّ تحول شافعيا وَصَحب أَبَا الْقَاسِم بن فضلان واشتغل عَلَيْهِ فِي الْخلاف وبرع فِيهِ وَحفظ طَريقَة الشريف وَنظر فِي طَرِيقه أسعد الميهني وَقيل انه حفظ الْوَسِيط للغزالي وتفنن فِي علم النّظر وَالْكَلَام وَالْحكمَة وصنف فِي ذَلِك كتبا ثمَّ دخل مصر وتصدر للاشتغال فِي العقليات وَغير ذَلِك وَأعَاد بمدرسة الشَّافِعِي ثمَّ قَامُوا عَلَيْهِ ونسبوه إِلَى سوء العقيدة قَالَ ابْن خلكان وضعُوا خطوطهم بِمَا يستباح بِهِ الدَّم فَخرج مستخفيا إِلَى الشَّام فَنزل حماة مُدَّة وصنف فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْحكمَة والمنطق وَالْخلاف وكل ذَلِك مُفِيد ثمَّ قدم دمشق فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ ولاه الْملك الْمُعظم بن الْعَادِل
تدريس العزيزية فَلَمَّا ولي أَخُوهُ الْأَشْرَف مُوسَى عَزله عَنْهَا ونادى فِي الْمدَارِس من ذكر غير التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه أَو تعرض لكَلَام الفلاسفة نفيته فَأَقَامَ السَّيْف الْآمِدِيّ خاملا فِي بَيته إِلَى أَن توفّي ويحكى عَن ابْن عبد السَّلَام أَنه قَالَ مَا تعلمنا قَوَاعِد الْبَحْث إِلَّا مِنْهُ وَأَنه قَالَ مَا سَمِعت أحدا يلقِي الدَّرْس أحسن مِنْهُ كَأَنَّهُ يخْطب وَأَنه قَالَ لَو ورد على الْإِسْلَام متزندق يسْتَشْكل مَا تعين لمناظرته غَيره لِاجْتِمَاع آلَات ذَلِك فِيهِ توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربته بقاسيون وَقَالَ أَبُو المظفر بن الْجَوْزِيّ لم يكن فِي زَمَانه من يجاريه فِي الْأَصْلَيْنِ وَعلم الْكَلَام وَمن تصانيفه الْمَشْهُورَة الإحكام فِي أصُول الْأَحْكَام مجلدين وأبكار الأفكار فِي أصُول الدَّين خمس مجلدات ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي مجلدة ودقائق الْحَقَائِق ومنتهى السؤل فِي علم الْأُصُول وَطَرِيقَة فِي الْخلاف وَغير ذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ وَله نَحْو من عشْرين مصنفا وَقَالَ السُّبْكِيّ تصانيفه كلهَا منقحة حَسَنَة
380 -
عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد الْعَلامَة عز الدَّين أَبُو الْحسن الشَّيْبَانِيّ الْجَزرِي المؤرخ الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَثِير أَخُو مجد
الدَّين صَاحب النِّهَايَة ولد بالجزيرة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة اشْتغل وَسمع فِي بِلَاد مُتعَدِّدَة وَكَانَ إِمَامًا نسابة مؤرخا أخباريا أديبا نبيلا محتشما وصنف التَّارِيخ الْمَشْهُور بالكامل على الْحَوَادِث والسنين فِي عشر مجلدات وَاخْتصرَ الْأَنْسَاب لأبي سعد السَّمْعَانِيّ وهذبه وَأفَاد فِيهِ أَشْيَاء وَهُوَ فِي مِقْدَار النّصْف وَأَقل وصنف كتابا حافلا فِي معرفَة الصَّحَابَة جمع فِيهِ بَين كتاب ابْن مَنْدَه وَكتاب أبي نعيم وَكتاب ابْن عبد الْبر وَكتاب أبي مُوسَى فِي ذَلِك وَزَاد وَأفَاد وَسَماهُ أَسد الغابة فِي معرفَة الصَّحَابَة وَشرع فِي تأريخ للموصل قَالَ ابْن خلكان كَانَ بَيته بالموصل مجمع الْفُضَلَاء اجْتمعت بِهِ بحلب فَوَجَدته مكمل الْفَضَائِل والتواضع وكرم الْأَخْلَاق فترددت إِلَيْهِ توفّي فِي شعْبَان وَقيل فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
381 -
عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمويه الشَّيْخ شهَاب الدَّين أَبُو نصر الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ السهروردي شيخ شُيُوخ العارفين بالعراق فِي زَمَانه وَصَاحب عوارف المعارف فِي بَيَان طَريقَة الْقَوْم ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بسهرورد وَنَشَأ فِي حجر عَمه أبي النجيب عبد القاهر وَأخذ عَنهُ التصوف والوعظ وَعلم الحَدِيث وَالْفِقْه وَأخذ عَن أبي الْقَاسِم بن فضلان وَصَحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَله مشيخة فِي جُزْء
لطيف روى عَنهُ ابْن الدبيثي وَابْن نقطة والضياء والزكي البرزالي وَابْن النجار وَطَائِفَة قَالَ ابْن النجار كَانَ شيخ وقته فِي علم الْحَقِيقَة وانتهت اليه الرِّئَاسَة فِي تربية المريدين وَدُعَاء الْخلق الى الله تَعَالَى وَظهر لَهُ قبُول عَظِيم من الْخَاص وَالْعَام واشتهر اسْمه وَقصد من الأقطار وَظَهَرت بَرَكَات أنفاسه على خلق من العصاة فتابوا وَوصل بِهِ خلق إِلَى الله وَصَارَ لَهُ اصحاب كَالنُّجُومِ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَعمي فِي اخر عمره وأقعد وَمَعَ ذَلِك فَمَا اخل بِشَيْء من أوراده مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد
382 -
عمر كَمَال الدَّين المازندراني صَاحب كتاب التَّنْجِيز فِي شرح الْوَجِيز وَهُوَ بعد الرَّافِعِيّ بِقَلِيل ويتعقبه وَلَا يُسَمِّيه ويسيء الْأَدَب عَلَيْهِ وَلَعَلَّ ذَلِك سَبَب خمول كِتَابه أَظُنهُ من أهل هَذِه الطَّبَقَة
383 -
مُحَمَّد بن ابراهيم بن احْمَد بن طَاهِر فَخر الدَّين أَبُو عبد الله الْفَارِسِي الشِّيرَازِيّ الفيروزابادي نزيل مصر ولد سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَخَمْسمِائة
سمع من السلَفِي وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَكَانَ صوفيا محققا فَاضلا بارعا فصيحا بليغا متكلما لَهُ مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا كتاب مَطِيَّة النَّقْل وعطية الْعقل فِي الْأُصُول وَالْكَلَام وَغير ذَلِك من المصنفات وَبنى زَاوِيَة بالقرافة بمعبد ذِي النُّون وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي أَتَى فِي تصانيفه بأَشْيَاء مشعرة بفلسفة وخطبته فِي كِتَابه برق النقا دَالَّة على حَال رَدِيء وَكَانَ كثير الْوُقُوع فِي النَّاس توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بزاويته
384 -
مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن الخباز ولد سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَخَمْسمِائة اشْتغل وبرع فِي علم الْعَرَبيَّة وَقدم مصر وَأقَام بهَا مُدَّة وَأخذ عَنهُ جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من كبار الْعلمَاء كيسا لطيفا متواضعا بَصيرًا بِالْمذهبِ توفّي بحلب فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن تصانيفه شرح ألفية ابْن معطي وَشرح الجزولية شرحا حسنا
385 -
مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ الْفَقِيه الصَّالح الْوَرع الزَّاهِد أَبُو طَاهِر الْمحلي خطيب جَامع مصر الْعَتِيق تفقه على أبي إِسْحَاق
الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب وَابْن زين التُّجَّار وَغَيرهمَا وَصَارَ شيخ الديار المصرية علما وَعَملا وَسُئِلَ عَن ولَايَة الْقَضَاء فَامْتنعَ أَشد الِامْتِنَاع مولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا قَالَ الْمُنْذِرِيّ كتبت عِنْد فَوَائِد وَكَانَ من أهل الدَّين والورع التَّام على طَريقَة صَالِحَة ذَا جد فِي جَمِيع أُمُوره قَاضِيا لحقوق معارفه ساعيا فِي أَفعَال الْبر كثير الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة حصل كتبا كَثِيرَة وَكَانَ لَا يمْنَعهَا وَرُبمَا أعارها لمن لَا يعرفهُ نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي الْمطلب فِي بَاب الْوكَالَة لكنه سَمَّاهُ طَاهِرا وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم السديد التزمنتي وَالْجمال يحيى الْمصْرِيّ وصنف الْخَطِيب كَمَال الدَّين أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان الْعَسْقَلَانِي شَارِح التَّنْبِيه مصنفا فِي مَنَاقِب أبي الطَّاهِر سَمَّاهُ الطَّاهِر فِي مَنَاقِب أبي الطَّاهِر توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِمصْر
386 -
مُحَمَّد بن سعيد بن يحيى بن عَليّ بن الْحجَّاج بن مُحَمَّد الْحَافِظ الْكَبِير المؤرخ أَبُو عبد الله الدبيثي ثمَّ الوَاسِطِيّ ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَسمع بواسط وبغداد وَغَيرهمَا من الْبِلَاد وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أَصْحَاب أبي الْعِزّ القلانسي وتفقه على أبي الْحسن هبة الله بن البوقي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَتقدم وساد وعلق الْأُصُول وَالْخلاف وعني بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله وصنف كتابا فِي تَارِيخ وَاسِط وذيلا على مذيل ابْن السَّمْعَانِيّ وأسمعهما وَله معرفَة بالأدب وَالشعر وَله شعر جيد وَقد أثنى على حفظه وذهنه واستحضاره الْحَافِظ الضياء الْمَقْدِسِي
وَابْن نقطة وَابْن مسدي وَابْن النجار قَالَ وَهُوَ شَيْخي وَهُوَ أحد الْحفاظ المكثرين مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله فِي حفظ التواريخ وَالسير وَأَيَّام النَّاس وأضر فِي آخر عمره توفّي بِبَغْدَاد فِي ربيع الآخر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة والدبيثي بدال مُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء سَاكِنة بنقطتين من تَحت ثمَّ تَاء مُثَلّثَة بعْدهَا يَاء النّسَب مَنْسُوب إِلَى دبيثا قَرْيَة بواسط
387 -
مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن صَدَقَة بن حَفْص قَاضِي الْقُضَاة شرف الدَّين أَبُو المكارم الإسكندري الْمَعْرُوف بِابْن عين الدولة ولد بالإسكندرية فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقدم الْقَاهِرَة فِي
سنة ثَلَاث وَسبعين واشتغل على الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب وَحفظ الْمُهَذّب وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحري سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ جمع لَهُ العملان سنة سبع عشرَة وسِتّمائَة ثمَّ عزل عَن قَضَاء مصر خَاصَّة قبل وَفَاته بِشَهْر وَكَانَ ذكيا كَرِيمًا متدينا ورعا قانعا باليسير من بَيت رئاسة تولى الْإسْكَنْدَريَّة من أَعْمَامه وأخواله ثَمَانِيَة أنفس قَالَ الْمُنْذِرِيّ وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ مطلعا على غوامضها وَكتب الْخط الْجيد وَله نظم ونثر وَكَانَ يحفظ من شعر الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين جملَة وَقَالَ غَيره نقل المصريون عَنهُ كثيرا من النَّوَادِر والزوائد كَانَ يَقُولهَا بِسُكُون وناموس توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره
…
وليت الْقَضَاء وليت القضا
…
ء لم يَك شَيْئا تَوليته
…
... فأوقعني فِي الْقَضَاء القضا
…
ء لم يَك قد مَا تمنيته
…
388 -
مُحَمَّد بن عَليّ الملقب بِالْإِمَامِ ابْن بنت الشَّيْخ رَضِي الدَّين يُونُس وَالِد الْبَيْت الْمَشْهُور تفقه بالموصل على خَاله الْعِمَاد مذهبا وَخِلَافًا وَقَرَأَ الْكَلَام وَعلم
الْأَوَائِل على خَاله الْكَمَال وَشرح الْوَجِيز للغزالي فِي ثَمَان مجلدات ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الفائزية وبالجامع المجاهدي وَلم يزل على قدم التدريس والإفتاء إِلَى أَن توفّي بالموصل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة ذكره الْإِسْنَوِيّ
389 -
مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن زيد بن ياسين بن زيد جمال الدَّين أَبُو عبد الله الثَّعْلَبِيّ الأرقمي الدولعي ثمَّ الدِّمَشْقِي خطيبها ولد بقرية الدولعية من قرى الْموصل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَورد دمشق شَابًّا فتفقه على عَمه ضِيَاء الدَّين الدولعي خطيب دمشق وَسمع مِنْهُ وَمن جمَاعَة وَولي الخطابة بعد عَمه وطالت مدَّته فِي المنصب وَولي تدريس الغزالية مُدَّة وَكَانَ لَهُ ناموس وسمت حسن بفخم كَلَامه قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ الْمُعظم قد مَنعه من الْفَتْوَى مُدَّة وَلم يحجّ لِحِرْصِهِ على المنصب مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن فِي مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بجيرون
390 -
مُحَمَّد بن معن بن سُلْطَان شمس الدَّين أَبُو عبد الله الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي تفقه بحلب على ابْن شَدَّاد وَحفظ كتاب الْوَسِيط للغزالي وَسمع وَحدث ودرس بالظاهرية البرانية الَّتِي بِظَاهِر دمشق وَكَانَ فَقِيها إِمَامًا مناظرا أديبا قَارِئًا بالسبع توفّي فِي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَله التنقيب على الْمُهَذّب فِي جزأين فِيهِ غرائب وَفِيه أَوْهَام فِي عزو الْأَحَادِيث إِلَى الْكتب
391 -
مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد هبة الله بن يحيى بن بنْدَار بن مميل بِفَتْح الْمِيم الأولى وَكسر الثَّانِيَة وَمَعْنَاهُ مُحَمَّد القَاضِي شمس الدَّين أَبُو نصر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الشِّيرَازِيّ ولد سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَأَرْبَعين
وَخَمْسمِائة قَالَ الذَّهَبِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن القطب النَّيْسَابُورِي وَابْن أبي عصرون فِيمَا أرى وَسمع الْكثير وَحدث بِمصْر والقدس ودمشق وَطَالَ عمره وَتفرد عَن أقرانه وَولي قَضَاء الْقُدس ودرس بالشامية البرانية ثمَّ ولي قَضَاء دمشق فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا دينا منصفا عَلَيْهِ سكينَة ووقار حسن الشكل يصرف أَكثر أوقاته فِي نشر الْعلم توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وجده أَبُو نصر مُحَمَّد بن هبة الله قدم بَغْدَاد وتفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَأعَاد بالنظامية وَسمع وَحدث وجاور بِمَكَّة وَكَانَ فَقِيها بارعا صَالحا رَئِيسا توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة عَن أَربع وَسبعين سنة
392 -
مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن الْفضل القَاضِي مُحي الدَّين أَبُو عبد الله بن الْعَلامَة جمال الدَّين بن فضلان الْبَغْدَادِيّ مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة تفقه على وَالِده ورحل إِلَى خُرَاسَان وناظر علماءها وَولي تدريس النظامية بِبَغْدَاد ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة ثمَّ عزل ودرس بالمستنصرية عِنْد كَمَال عمارتها فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَهُوَ أول من درس بهَا وَتُوفِّي بعد أشهر فِي شَوَّال قَالَ ابْن النجار مَا رَأَتْ عَيْنَايَ أكمل مِنْهُ وَحدث بِشَيْء يسير وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَلامَة فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول والمنطق مَوْصُوفا بِحسن المناظرة سَمحا جوادا نبيلا لَا يكَاد يدّخر شَيْئا
393 -
مظفر بن أبي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الراراني الشَّيْخ أَمِين الدَّين أَبُو الْخَيْر التبريزي ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه بِبَغْدَاد على ابْن
فضلان وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ النظامية مُدَّة وَتخرج بِهِ جمَاعَة ثمَّ حج وَقدم مصر ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية الصلاحية الْمُجَاورَة للجامع الْعَتِيق بِمصْر الْمَعْرُوفَة الْآن بالشريفية ثمَّ سَافر إِلَى شيراز فَمَاتَ بهَا قَالَ السُّبْكِيّ كَانَ من أجل مَشَايِخ الْعلم بِمصْر فَقِيها أصوليا عابدا زاهدا توفّي بشيراز فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة
وراران بالراء المكررة وَمن تصانيفه مُخْتَصره الْمَعْرُوف وَهُوَ ملخص من الْوَجِيز وَزَاد من عِنْده فَوَائِد وَغير مَا لم يرتضيه وَحكي أَن ابْن الرّفْعَة كَانَ يشْكر مُخْتَصره بالفقه وَيُشِير على بعض المتفقه بالاشتغال فِيهِ ويستحسنه وصنف كتابا فِي الْفِقْه نَحْو ثَلَاث مجلدات سَمَّاهُ سمط الْفَوَائِد وأختصر الْمَحْصُول سَمَّاهُ التَّنْقِيح فرغ مِنْهُ سنة إِحْدَى عشرَة بعد وَفَاة صَاحب الْمَحْصُول بِخمْس سِنِين
394 -
الْمعَافى بميم ثمَّ عين مُهْملَة مَفْتُوحَة وَفَاء بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أبي
السنان أَبُو مُحَمَّد الْموصِلِي ولد بهَا سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه على ابْن مهَاجر والعماد بن يُونُس وَغَيرهمَا وَسمع وَحدث وَأفْتى وصنف وناظر قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَكَانَ مليح الشكل وَالْبزَّة وَمن تصانيفه كتاب الْكَامِل فِي الْفِقْه كتاب مطول جمع فِيهِ من كتب الطَّرِيقَيْنِ قَالَ السُّبْكِيّ رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي الشامية البرانية فِي مجلدات عديدة أظنها عشرَة وَقَالَ فِي الْمُهِمَّات إِنَّه قريب من حجم الرَّوْضَة وَكتاب أنس المنقطعين وَهُوَ مَشْهُور وَكتاب الموجز فِي الذّكر وَتَفْسِير كَبِير يُسمى بِالْبَيَانِ توفّي بالموصل فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
395 -
همام بِضَم الْهَاء بن راجي الله بن سَرَايَا بن نَاصِر بن دَاوُد جلال الدَّين أَبُو العزائم الْمصْرِيّ خطيب الْجَامِع الصَّالِحِي خَارج بَاب زويلة ولد فِي ذِي الْقعدَة أَو فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ
الْعَرَبيَّة على ابْن بري وَالْأُصُول على ظافر بن الْحُسَيْن وارتحل الى الْعرَاق وتفقه على المجير الْبَغْدَادِيّ وَابْن فضلان ثمَّ عَاد الى مصر قَالَ الذَّهَبِيّ وصنف ودرس وَأفْتى وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَله كتب فِي الْأُصُول وَالْخلاف وَالْمذهب انْتهى وَقَالَ بعض فضلاء المصريين فِي تصنيف لَهُ سَمَّاهُ نجم الْمُهْتَدي ورجم المعتدي قَرَأت بِخَطِّهِ من تصنيفه فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْفِقْه نَحْو خمسين مجلدا توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
396 -
مُوسَى بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك الْعَلامَة كَمَال الدَّين أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ رَضِي الدَّين الْموصِلِي أحد المتبحرين فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية قيل إِنَّه كَانَ يتقن أَرْبَعَة عشر علما تفقه بالنظامية على معيدها السديد السلماسي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن يحيى بن سعدون وَكَمَال الدَّين الْأَنْبَارِي وتميز وبرع فِي
الْعُلُوم وَرجع إِلَى الْموصل وَأَقْبل على الدَّرْس والاشتغال حَتَّى اشْتهر اسْمه وَبعد صيته ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة وتزاحموا عَلَيْهِ قَالَ ابْن خلكان كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الحنفيون كتبهمْ وَكَانَ يحل الْجَامِع الْكَبِير حلا حسنا قَالَ وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ أهل الْكتاب التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل فيقرون أَنهم لم يسمعوا بِمثل تَفْسِيره لَهما قَالَ وَكَانَ إِذا خَاضَ مَعَه ذُو فن توهم أَنه لَا يحسن غير ذَلِك الْفَنّ وَبَالغ فِي تَرْجَمته وَالثنَاء على تَحْصِيله وجودة فهمه واتساع علمه وَحكي عَن بَعضهم أَنه كَانَ يفضله على الْغَزالِيّ فِي تفننه قَالَ وَكَانَ شَيخنَا تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وتعظيمه فَقيل لَهُ يَوْمًا من شَيْخه فَقَالَ هَذَا الرجل خلقه الله عَالما لَا يُقَال على من اشْتغل فَإِنَّهُ أكبر من هَذَا إِلَى أَن قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ سامحه الله يتهم فِي دينه لكَون الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة غالبة عَلَيْهِ توفّي بالموصل فِي شعْبَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ومولده فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَله كتاب تَفْسِير الْقُرْآن ومفردات الفاظ القانون وَكتاب فِي الْأُصُول وَكتاب عُيُون الْمنطق وَغير ذَلِك
397 -
يحيى بن هبة الله بن سنى الدولة الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن
صَدَقَة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أَبُو البركات التغلبي بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة الدِّمَشْقِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وتفقه على ابْن عصرون واشتغل بِالْخِلَافِ على القطب النَّيْسَابُورِي وَسمع من جمَاعَة وَولي قَضَاء الشَّام قَالَ الذَّهَبِيّ وحمدت سيرته وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مهيبا جَلِيلًا حدث بِمَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس وحمص توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
398 -
يُوسُف بن رَافع بن تَمِيم بن عتبَة بن مُحَمَّد بن عتاب قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدَّين أَبُو المحاسن الْأَسدي الْموصِلِي المولد والمنشأ الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن شَدَّاد ولد فِي رَمَضَان سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وتفقه وَحصل وتفنن وَسمع من جمَاعَة كَثِيرَة بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَأعَاد بالنظامية فِي حُدُود سنة سبعين ثمَّ انحدر إِلَى الْموصل ودرس بمدرسة الْكَمَال الشهرزوري ثمَّ حج سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وزار الشَّام واتصل بالسلطان صَلَاح الدَّين وحظي عِنْده وولاه قَضَاء الْعَسْكَر وَقَضَاء بَيت الْمُقَدّس وصنف لَهُ كتابا فِي فضل الْجِهَاد
وَلما توفّي السُّلْطَان اتَّصل بولده الظَّاهِر وولاه قَضَاء حلب وَنظر أوقافها وأجزل رزقه وعطاءه وأقطعه إقطاعا جزيلا وَلم يكن لَهُ ولد وَلَا قرَابَة فَكَانَ مَا يحصل لَهُ يتوفر عِنْده فَبنى بِهِ مدرسة وَإِلَى جَانبهَا دَار حَدِيث وَبَينهمَا تربة وقصده الطّلبَة للدّين وَالدُّنْيَا وَعظم شَأْن الْفُقَهَاء فِي زَمَانه لعظم قدره وارتفاع مَنْزِلَته قَالَ عمر بن الْحَاجِب كَانَ ثِقَة عَارِفًا بِأُمُور الدَّين اشْتهر إسمه وَسَار ذكره وَكَانَ ذَا صَلَاح وَعبادَة وَكَانَ فِي زَمَانه كَالْقَاضِي أبي يُوسُف فِي زَمَانه دبر أَمر الْملك بحلب وَاجْتمعت الألسن على مدحه وَطول ابْن خلكان وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ تَرْجَمته وَهِي ثَمَان وَرَقَات توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربته وَذَلِكَ بعد أَن ظهر عَلَيْهِ أثر الْهَرم وَشَدَّاد جده لأمه وَمن تصانيفه دَلَائِل الْأَحْكَام على التَّنْبِيه فِي مجلدين وَكتاب الموجز الباهر فِي الْفِقْه وَكتاب ملْجأ الْحُكَّام فِي الْأَقْضِيَة فِي مجلدين وسيرة صَلَاح الدَّين أَجَاد فِيهَا وَأفَاد
399 -
يُونُس بن بدران بن فَيْرُوز بن صاعد بن عالي بن مُحَمَّد بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة جمال الدَّين الْقرشِي الشيبي الْحِجَازِي الأَصْل الْمَشْهُور بالجمال الْمصْرِيّ ولد تَقْرِيبًا فِي سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَسمع السلَفِي وَغَيره وَحدث
سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم عمر بن الْحَاجِب وَقَالَ أَعنِي ابْن الْحَاجِب يُشَارك فِي عُلُوم كَثِيرَة وَكَانَ وَكيلا لبيت المَال فَلم يحسن السِّيرَة قبل الْقَضَاء انْتهى وَقد نبل شَأْنه أَيَّام الْملك الْعَادِل ودرس بالأمينية بعد التقي الضَّرِير وباشر وكَالَة بَيت المَال ثمَّ ولي الْقَضَاء بِالشَّام وَولي تدريس العادلية أَيَّام الْمُعظم وَألقى بهَا التَّفْسِير كَامِلا دروسا وَاخْتصرَ الْأُم للشَّافِعِيّ وصنف فَرَائض قَالَ أَبُو شامة كَانَ فِي ولَايَته عفيفا فِي نَفسه نزها مهيبا ملازما لمجلس الحكم بالجامع وَغَيره وَكَانَ ينقم عَلَيْهِ أَنه إِذا ثَبت عِنْده وراثة شخص قد وضع بَيت المَال أَيْديهم عَلَيْهَا أمره بالمصالحة لبيت المَال قَالَ وَتَكَلَّمُوا فِي انتسابه إِلَى قُرَيْش توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بقاعته قبلي الخضراء إِلَى جَانب الصدرية الحنبلية من الشرق