الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَة الْعشْرُونَ وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّابِعَة
400 -
إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن فاتك بن مُحَمَّد القَاضِي شهَاب الدَّين أَبُو إِسْحَاق الْهَمدَانِي بِإِسْكَان الْمِيم الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أبي الدَّم ولد بحماة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ورحل إِلَى بَغْدَاد فتفقه بهَا وَسمع وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَكثير من بِلَاد الشَّام وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ إِمَامًا فِي الْمَذْهَب عَالما بالتأريخ وَله نظم ونثر ومصنفاته تدل على فَضله توفّي بحماة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَمن تصانيفه شرح مُشكل الْوَسِيط وَهُوَ نَحْو الْوَسِيط مرَّتَيْنِ فِيهِ أَعمال كَثِيرَة وفوائد غَرِيبَة وأدب الْقَضَاء لَهُ مُجَلد فِيهِ فَوَائِد وَكتاب فِي التأريخ فِي الْفرق الإسلامية وَقَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ التأريخ الْكَبِير المظفري
401 -
احْمَد بن كشاسب بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الإِمَام كَمَال الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الأراني الدزماري الْفَقِيه الصُّوفِي روى عَن ابْن الزبيدِيّ وَحدث وَله تصانيف أثنى عَلَيْهِ الإِمَام أَبُو شامة وَقَالَ كَانَ فَقِيها صَالحا متضلعا من نقل وُجُوه الْمَذْهَب وَفهم مَعَانِيه قَالَ وَهُوَ أحد من قَرَأت عَلَيْهِ الْمَذْهَب فِي صباي وَكَانَ كثير الْحَج وَالْخَيْر وقف كتبه وَهُوَ الَّذِي ذكره شَيخنَا علم الدَّين فِي خطْبَة تَفْسِيره توفّي فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وكشاسب بكاف وشين مُعْجمَة مفتوحتين وسين مُهْملَة وباء مُوَحدَة والدزماري بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة بعْدهَا زَاي سَاكِنة ثمَّ مِيم ثمَّ ألف ثمَّ رَاء مَكْسُورَة ثمَّ يَاء النّسَب وَمن تصانيفه رفع التمويه عَن مُشكل التَّنْبِيه فِي مجلدين وَهُوَ غير مستوعب لمسائل التَّنْبِيه بل نكت على مَوَاضِع مِنْهُ وَكتاب فِي الفروق
402 -
أَحْمد بن يحيى بن هبة الله بن الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة قَاضِي الْقُضَاة صدر الدَّين بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدَّين أبي البركات التغلبي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن سنى الدولة ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقيل سنة تسعين وَخَمْسمِائة سمع من جمَاعَة وتفقه على وَالِده وَالْفَخْر بن عَسَاكِر وبرع فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْخلاف وَنَشَأ فِي صِيَانة وديانة ورئاسة ودرس فِي سنة خمس عشرَة وَأفْتى بعد ذَلِك وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه فِي سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ اشْتغل بِمنْصب الْقَضَاء مُدَّة ثمَّ عزل وَاسْتمرّ على تدريس الإقبالية والجاروخية وَقد درس بالعادلية الْكَبِيرَة والناصرية وَهُوَ أول من درس بهَا وَخرج لَهُ الْحَافِظ الدمياطي معجما قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي الْقَضَاء لين الْجَانِب حسن المداراة وَالِاحْتِمَال مَاتَ ببعلبك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان
وَخمسين وسِتمِائَة وَكَانَ قد توجه إِلَى هولاكو إِلَى حلب فعزل عَن الْقَضَاء وَولي ابْن الزكي فَلَمَّا عَاد مَاتَ فِي الطَّرِيق
403 -
إِسْحَاق بن أَحْمد بن عُثْمَان الشَّيْخ الْمُفْتِي الْفَقِيه الإِمَام كَمَال الدَّين المغربي أحد مَشَايِخ الشَّافِعِيَّة وأعيانهم أَخذ عَن الشَّيْخ فَخر الدَّين ابْن عَسَاكِر ثمَّ عَن ابْن الصّلاح وَكَانَ إِمَامًا عَالما فَاضلا مُقيما بالرواحية أعَاد بهَا عِنْد ابْن الصّلاح عشْرين سنة وَأفَاد الطّلبَة وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ مُحي الدَّين النَّوَوِيّ قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ زاهدا متواضعا مؤثرا وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي أول تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات أول شيوخي الإِمَام الْمُتَّفق على علمه وزهده وورعه وَكَثْرَة عِبَادَته وعظيم فَضله وتميزه فِي ذَلِك على أشكاله وَقَالَ الذَّهَبِيّ أحد الْفُقَهَاء الْكِبَار الْمَشْهُورين بِالْعلمِ وَالْعَمَل وَقَالَ غَيره كَانَ متصديا للإفادة وَالْفَتْوَى تفقه بِهِ أَئِمَّة وَكَانَ كَبِير الْقدر فِي الْخَيْر وَالصَّلَاح متين الْوَرع عرضت عَلَيْهِ مناصب فَامْتنعَ ثمَّ ترك الْفَتْوَى وَقَالَ فِي الْبَلَد من يقوم مقَامي وَكَانَ يسْرد الصَّوْم ويؤثر بِثلث جامكيته ويقنع باليسير ويصل رَحمَه بِمَا فضل عَنهُ وَكَانَ فِي كل رَمَضَان ينْسَخ ختمة ويوقفها وَله أوراد كَثِيرَة ومحاسن جمة توفّي
فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وسِتمِائَة عَن نَيف وَخمسين سنة وَدفن بالصوفية إِلَى جَانب ابْن الصّلاح
404 -
إِسْمَاعِيل بن حَامِد بن عبد الرَّحْمَن بن المرجا بن المؤمل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن نَفِيس بن سعيد بن سعد بن عبَادَة بن الصَّامِت الرئيس الْفَقِيه شهَاب الدَّين أَبُو الْفِدَاء وَأَبُو المحامد وَأَبُو الطَّاهِر وَأَبُو الْعَرَب الْأنْصَارِيّ الخزرجي القوصي وَكيل بَيت المَال بِالشَّام وواقف الْحلقَة القوصية بالجامع ولد بقوص فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسعين ثمَّ قدم الشَّام سنة إِحْدَى وَتِسْعين واستوطنها وَسمع الْكثير بِبِلَاد مُتعَدِّدَة واتصل بالصاحب صفي الدَّين بن شكر وَترسل إِلَى الْبِلَاد وَولي وكَالَة بَيت المَال وَتقدم عِنْد الْمُلُوك ودرس بحلقته بِجَامِع دمشق وَكَانَ يلازم لبس الطيلسان المحبك وَالْبزَّة الجميلة وَالْبَغْلَة وَقد مدحه جمَاعَة من الأدباء قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا مدرسا أديبا اخباريا حفظَة للأشعار فصيحا متفوها خرج لنَفسِهِ معجما هائلا فِي أَربع مجلدات ضخام مَا قصر فِيهِ وَفِيه غلط كثير مَعَ ذَلِك وأوهام عَجِيبَة توفّي بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بداره الَّتِي وَقفهَا دَار حَدِيث
405 -
إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن سعيد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد الشَّيْخ عماد الدَّين أَبُو الْمجد بن أبي البركات الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن باطيش بالشين الْمُعْجَمَة أحد عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة بِتِلْكَ الْبِلَاد ولد فِي الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة دخل بَغْدَاد فتفقه بهَا وَسمع الحَدِيث من ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن سكينَة وَجَمَاعَة وَسمع بحلب ودمشق وَغَيرهمَا ودرس بالنورية بحلب وَغَيرهَا قَالَ السَّيِّد عز الدَّين خرج لنَفسِهِ أَحَادِيث عَن جمَاعَة من شُيُوخه ودرس وَأفْتى وصنف تصانيف حَسَنَة مفيدة وَكَانَ أحد الْفُضَلَاء الْمَذْكُورين وَله مُشَاركَة حَسَنَة فِي صناعَة الحَدِيث وجموع فِي أَسمَاء رِجَاله وَقَالَ الذَّهَبِيّ درس وَأفْتى وصنف وَكَانَ من أَعْيَان الْأَئِمَّة وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ ومجاميع فِي أَسمَاء الرِّجَال وَغير ذَلِك وَله كتاب طَبَقَات أَصْحَاب الشَّافِعِي وَكتاب مشتبه النِّسْبَة وَكتاب الْمُغنِي فِي شرح غَرِيب الْمُهَذّب ولغته وَأَسْمَاء رِجَاله وَكَانَ عَارِفًا بالأصول حسن الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم انْتهى وَفِي كِتَابه الْمُغنِي أَوْهَام كَثِيرَة نبه النَّوَوِيّ فِي تهذيبه على كثير مِنْهَا توفّي بحلب فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة قَالَه
الذَّهَبِيّ وَقَالَ ابْن كثير سنة أَربع وَخمسين
406 -
الْحُسَيْن بن الْحسن بن مَنْصُور القَاضِي زين الدَّين أَبُو عبد الله السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل الدمياطي قَالَ الْحَافِظ شرف الدَّين الدمياطي هُوَ شَيْخي ومفقهي درست عَلَيْهِ التَّنْبِيه وَبَعض الْمُهَذّب ومنخول الْغَزالِيّ فِي أصُول الْفِقْه وجمل الزجاجي قَالَ وَسمعت مِنْهُ تصنيفه فِي الْبدع والحوادث وَكَانَ صَالحا زاهدا مَا ركب دَابَّة فِي ولَايَته الْقَضَاء قطّ مَاتَ بالصعيد فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
407 -
دَاوُد بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عمر بن كَامِل عماد الدَّين أَبُو الْمَعَالِي الزبيدِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بخطيب بَيت الْآبَار ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع من جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ دينا مهذبا فصيحا مليح الخطابة لَا يكَاد أَن يسمع موعظته أحد إِلَّا يبكي خطب بِدِمَشْق ودرس بالغزالية فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بعد الشَّيْخ عز الدَّين بن عبد السَّلَام لما انْفَصل عَن دمشق ثمَّ عزل بعد سِتّ سِنِين وَرجع إِلَى خطابة بَلَده توفّي فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بِبَيْت الْآبَار وَله سِتُّونَ سنة
408 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحسن بن عُثْمَان الإِمَام نجم الدَّين أَبُو مُحَمَّد البادرائي الْبَغْدَادِيّ ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَسمع من جمَاعَة وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب ودرس بالنظامية وَترسل غير مرّة وَحدث بحلب ودمشق ومصر وبغداد وَبنى بِدِمَشْق الْمدرسَة الْكَبِيرَة الْمَشْهُورَة بِهِ قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فَقِيها عَالما دينا صَدرا محتشما جليل الْقدر وافر الْحُرْمَة متواضعا دمث الْأَخْلَاق منبسطا وَقد ولي الْقَضَاء بِبَغْدَاد على كره مَا وَتُوفِّي بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَعَافَاهُ الله من فتْنَة التتار الكائنة على بَغْدَاد والبادرائي بدال مُهْملَة كَمَا صرح بِهِ ابْن نقطة وَأَبُو حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهمَا وأشعر كَلَام الذَّهَبِيّ أَنه بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الْجَارِي على أَلْسِنَة النَّاس وَهِي نِسْبَة إِلَى بادرايا قَرْيَة فِي ظن أبي سعد ابْن السَّمْعَانِيّ من إِعْمَال وَاسِط
409 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ شرف الدَّين أَبُو مُحَمَّد الفِهري الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التلمساني كَانَ إِمَامًا عَالما بالفقه والأصلين ذكيا فصيحا حسن التَّعْبِير تصدر للإقراء بِمصْر وانتفع بِهِ النَّاس وصنف التصانيف المفيدة مِنْهَا شرحان على المعالمين للْإِمَام وَشرح على التَّنْبِيه متوسط مُسَمّى بالمغني لم يكمل نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة فِي مَوَاضِع كَثِيرَة قَالَه الْإِسْنَوِيّ وَقَالَ لَا أعلم تَارِيخ وَفَاته وَقد رَأَيْت بعض المصريين تَرْجمهُ فِي مُصَنف لَهُ فِي التَّارِيخ وَقَالَ قَرَأَ الْأَصْلَيْنِ على التقي المقترح وَشرح لمع الْأَدِلَّة لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وصنف فِي الْخلاف كتابا سَمَّاهُ إرشاد السالك إِلَى أبين المسالك وَشرح الْجمل فِي النَّحْو للجرجاني وَله تعاليق فِي الْخلاف كَثِيرَة وفوائد توفّي فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة
410 -
عبد الحميد بن عِيسَى بن عمريه بن يُوسُف بن خَلِيل بن عبد الله بن يُوسُف الْعَلامَة شمس الدَّين أَبُو مُحَمَّد الخسروشاهي الْفَقِيه الْمُتَكَلّم ولد بخسروشاه سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَخذ علم الْكَلَام عَن الإِمَام فَخر الدَّين الرَّازِيّ وبرع وتفنن فِي عُلُوم مُتعَدِّدَة ودرس وناظر وَقد اختصر الْمُهَذّب فِي الْفِقْه والشفاء لِابْنِ سينا وَله إشكالات وإيرادات جَيِّدَة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة روى عَنهُ الدمياطي وَمِمَّنْ اخذ عَنهُ الْخَطِيب زين الدَّين بن المرحل قَالَ السَّيِّد عز الدَّين اشْتغل بِعلم الْمَعْقُول على الإِمَام فَخر الدَّين وبرع فِيهِ وأقرأه مُدَّة وَكَانَ أحد الْعلمَاء الْمَشْهُورين الجامعين لفنون من الْعلم مَاتَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بقاسيون وخسروشاه قَرْيَة بِقرب تبريز
411 -
عبد الرَّحْمَن بن نوح بن مُحَمَّد الإِمَام شمس الدَّين أَبُو مُحَمَّد التركماني
الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي صَاحب الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابْن الصّلاح سمع الحَدِيث من جمَاعَة وتفقه على ابْن الصّلاح وَأخذ عَنهُ النَّوَوِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها مجودا بَصيرًا بِالْمذهبِ مدرسا ولي تدريس الرواحية وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة توفّي فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة عَن نَحْو سبعين سنة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي أَوَائِل التَّهْذِيب شَيخنَا الإِمَام الْعَارِف الزَّاهِد العابد الْوَرع المتقن مفتي دمشق فِي وقته
412 -
عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن أبي الْقَاسِم بن الْحسن الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة وحيد عصره سُلْطَان الْعلمَاء عز الدَّين أَبُو مُحَمَّد السّلمِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وتفقه على الشَّيْخ فَخر الدَّين بن عَسَاكِر وَالْقَاضِي جمال الدَّين بن الحرستاني وَقَرَأَ الْأُصُول على الْآمِدِيّ وبرع فِي الْمَذْهَب وفَاق فِيهِ الأقران والأضراب وَجمع بَين فنون الْعلم من
التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَاخْتِلَاف أَقْوَال النَّاس ومآخذهم حَتَّى قيل إِنَّه بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة من سَائِر الْبِلَاد وصنف التصانيف المفيدة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة روى عَنهُ الدمياطي وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَابْن دَقِيق الْعِيد وَهُوَ الَّذِي لقبه بسُلْطَان الْعلمَاء وَخلق رَحل إِلَى بَغْدَاد سنة سبع وَتِسْعين فَأَقَامَ بهَا أشهرا وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر وَقد ولي الخطابة بِدِمَشْق فأزال كثيرا من بدع الخطباء وَلم يلبس سوادا وَلَا سجع خطبَته بل كَانَ يَقُولهَا مسترسلا واجتنب الثَّنَاء على الْمُلُوك بل كَانَ يَدْعُو لَهُم وأبطل صَلَاة الرغائب وَالنّصف فَوَقع بَينه وَبَين ابْن الصّلاح بِسَبَب ذَلِك وَلم يكن يُؤذن بَين يَدَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا مُؤذن وَاحِد وَلما سلم الصَّالح إِسْمَاعِيل قلعة الشقيف وصفد للفرنج نَالَ مِنْهُ الشَّيْخ على الْمِنْبَر وَلم يدع لَهُ فَغَضب الْملك من ذَلِك وعزله وسجنه ثمَّ أطلقهُ فَتوجه إِلَى مصر فَتَلقاهُ صَاحب مصر الصَّالح أَيُّوب وأكرمه وفوض إِلَيْهِ قَضَاء مصر دون الْقَاهِرَة وَالْوَجْه القبلي مَعَ خطابة جَامع مصر فَقَامَ بالمنصب أتم قيام وَتمكن من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر ثمَّ عزل نَفسه من الْقَضَاء وعزله السُّلْطَان من الخطابة فَلَزِمَ بَيته يشغل النَّاس ويدرس وَأخذ فِي التَّفْسِير فِي دروسه وَهُوَ أول من أَخذه فِي الدُّرُوس قَالَ الشَّيْخ قطب الدَّين اليونيني كَانَ مَعَ شدته فِيهِ حسن محاضرة بالنوادر والأشعار وَقَالَ الشريف عز الدَّين حدث ودرس وَأفْتى وصنف وَتَوَلَّى الحكم بِمصْر مُدَّة
والخطابة بجامعها الْعَتِيق وَكَانَ علم عصره فِي الْعلم جَامعا لفنون مُتعَدِّدَة عَارِفًا بالأصول وَالْفُرُوع والعربية مُضَافا إِلَى مَا جبل عَلَيْهِ من ترك التَّكَلُّف مَعَ الصلابة فِي الدَّين وشهرته تغني عَن الإطاب فِي وَصفه قلت وترجمة الشَّيْخ طَوِيلَة وحكاياته فِي قِيَامه على الظلمَة وردعهم كَثِيرَة مَشْهُورَة وَله مكاشفات وكرامات رضي الله عنه توفّي بِمصْر فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَحضر جنَازَته الْخَاص وَالْعَام السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بالقرافة فِي آخرهَا وَلما بلغ السُّلْطَان خبر وَفَاته قَالَ لم يسْتَقرّ ملكي إِلَّا السَّاعَة لِأَنَّهُ لَو أَمر النَّاس فِيمَا أَرَادَ لبادروا إِلَى امْتِثَال أمره وَمن تصانيفه تَفْسِير حسن فِي مجلدين واختصار النِّهَايَة وَالْقَوَاعِد الْكُبْرَى وَهُوَ الْكتاب الدَّال على علو مِقْدَار الرجل وَكثير مِنْهُ مَأْخُوذ من شعب الْإِيمَان للحليمي وَالْقَوَاعِد الصُّغْرَى وَالْكَلَام على شرح أَسمَاء الله الْحسنى مُفِيد ومجاز الْقُرْآن وشجرة المعارف والفتاوى الموصلية سُئِلَ عَنْهَا من الْموصل وفتاوى أُخْرَى سُئِلَ فِيهَا عَن مسَائِل قَليلَة وَكتاب الصَّلَاة فِيهِ اختيارات كَثِيرَة اتبَاعا للْحَدِيث وَغير ذَلِك ذكره فِي الرَّوْضَة فِي كتاب السّير خَاصَّة فَنقل عَنهُ أَن المصافحة بعد الصُّبْح وَالْعصر بِدعَة مُبَاحَة
413 -
عبد الْعَظِيم بن عبد الْقوي بن عبد الله بن سَلامَة بن سعد بن سعيد الْحَافِظ زكي الدَّين أَبُو مُحَمَّد الْمُنْذِرِيّ الشَّامي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ المولد والوفاة
ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ الْقرَاءَات وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة بِمَكَّة ودمشق وحران والرها والإسكندرية وَتخرج فِي الحَدِيث بِالْحَافِظِ عَليّ بن الْمفضل وَخرج لنَفسِهِ معجما مُفِيدا فِي ثَمَانِيَة عشر جُزْءا حَدِيثِيَّةٌ روى عَنهُ الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد والشريف عز الدَّين وَأَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَخلق ودرس بالجامع الظافري ثمَّ ولي مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية وَانْقطع بهَا عشْرين سنة يصنف ويفيد وَيتَخَرَّج بِهِ الْعلمَاء فِي فنون من الْعلم وَبِه تخرج الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد والشريف عز الدَّين وَطَائِفَة وَقَالَ الشريف عز الدَّين كَانَ عديم النظير فِي معرفَة علم الحَدِيث على اخْتِلَاف فنونه عَالما بصحيحه وسقيمه ومعلومه وطرق أسانيده متبحرا فِي معرفَة أَحْكَامه ومعانيه ومشكله قيمًا بِمَعْرِِفَة غَرِيبه وَإِعْرَابه وَاخْتِلَاف أَلْفَاظه ماهرا فِي معرفَة رُوَاته وجرحهم وتعديلهم ووفياتهم ومواليدهم وأخبارهم إِمَامًا حجَّة ثبتا ورعا متحريا فِيمَا يَقُوله متثبتا فِيمَا يرويهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَالحا زاهدا متنسكا وَلم يكن فِي زَمَانه أحفظ مِنْهُ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم وَمن تصانيفه مُخْتَصر مُسلم ومختصر سنَن أبي دَاوُد وَله عَلَيْهِ حَوَاشِي مفيدة وَكتاب التَّرْغِيب والترهيب فِي مجلدين كتاب نَفِيس وَخرج بعض أَحَادِيث الْمُهَذّب بأسانيده فِي مُجَلد
وصل فِيهِ إِلَى قبيل البيع قَالَ السُّبْكِيّ والإسنوي وصنف شرحا على التَّنْبِيه قلت وَالظَّاهِر أَنه إِنَّمَا كتب مِنْهُ قِطْعَة
414 -
عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُوسَى بن أبي نصر الإِمَام الْعَلامَة مفتي الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين أَبُو عَمْرو بن الإِمَام البارع صَلَاح الدَّين أبي الْقَاسِم النصري بالنُّون وَالصَّاد الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى جده أبي نصر الْكرْدِي الشهرزوري الأَصْل الْموصِلِي المربا الدِّمَشْقِي الدَّار والوفاة ولد سنة سبع وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا وَخَمْسمِائة بشهرزور وتفقه على وَالِده ثمَّ نَقله إِلَى الْموصل فاشتغل بهَا مُدَّة وبرع فِي الْمَذْهَب قَالَ ابْن خلكان بَلغنِي أَنه كرر جَمِيع الْمُهَذّب وَلم يطر شَاربه ثمَّ ولي الْإِعَادَة عِنْد الْعِمَاد بن يُونُس انْتهى وَسمع الْكثير بالموصل وبغداد ودنيسر ونيسابور ومرو وهمدان ودمشق وحران من خلائق ودرس بالقدس بالصلاحية فَلَمَّا خرب الْمُعظم أسواره قدم دمشق
ودرس بالرواحية والشامية الجوانية وَدَار الحَدِيث الأشرفية سنة ثَلَاثِينَ وأملى بهَا عُلُوم الحَدِيث وَهُوَ أول من درس بهَا وَأفْتى وأشغل وَكَانَت الْعُمْدَة فِي زَمَانه على فَتَاوِيهِ وَكَانَ لَا يُمكن أحدا فِي دمشق من قِرَاءَة الْمنطق والفلسفة والملوك تُطِيعهُ فِي ذَلِك وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القاضيان ابْن رزين وَابْن خلكان والكمالان سلار وَإِسْحَاق وشمس الدَّين عبد الرَّحْمَن بن نوح الْمَقْدِسِي وشهاب الدَّين أَبُو شامة وَغَيرهم قَالَ ابْن خلكان كَانَ أحد فضلاء عصره فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَله مُشَاركَة فِي فنون عدَّة وَكَانَت فَتَاوِيهِ مسددة وَكَانَ من الدَّين وَالْعلم على قدم حسن وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي مُعْجَمه إِمَام ورع
وافر الْعقل حسن السمت متبحر فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع بَالغ فِي الطّلب حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل وأجهد نَفسه فِي الطَّاعَة وَالْعِبَادَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا بارعا حجَّة متبحرا فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة بَصيرًا بِالْمذهبِ ووجوهه خَبِيرا بأصوله عَارِفًا بالمذاهب جيد الْمَادَّة من اللُّغَة والعربية حَافِظًا للْحَدِيث متفننا فِيهِ حسن الضَّبْط كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من الدَّين وَالْعِبَادَة والتنسك والصيانة والورع وَالتَّقوى وَكَانَ عديم النظير فِي زَمَانه وَكَانَ حسن الإعتقاد على مَذْهَب السّلف يرى الْكَفّ عَن التَّأْوِيل ويؤمن بِمَا جَاءَ عَن الله تَعَالَى وَرَسُوله على مرادهما وَلَا يَخُوض وَلَا يتعمق وَكَانَ مُعظما فِي النُّفُوس حسن البزة كثير الهيبة يتأدب مَعَه السُّلْطَان فَمن دونه قَالَ بَعضهم ويحكى عَنهُ أَنه قَالَ مَا فعلت صَغِيرَة فِي عمري توفّي بِدِمَشْق فِي حِصَار الخوارزمية فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة بطرفها الغربي على الطَّرِيق وَمن تصانيفه مُشكل الْوَسِيط فِي مُجَلد كَبِير نكت على مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة وأكثرها فِي الرّبع الأول وَكتاب الْفَتَاوَى كثير الْفَائِدَة وعلوم الحَدِيث وَكتاب أدب الْمُفْتِي والمستفتي نكت على الْمُهَذّب وفوائد الرحلة وَهِي أَجزَاء كَثِيرَة مُشْتَمِلَة على فَوَائِد غَرِيبَة من أَنْوَاع الْعُلُوم نقلهَا فِي رحلته إِلَى خُرَاسَان عَن كتب غَرِيبَة وطبقات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وَاخْتَصَرَهُ النَّوَوِيّ واستدرك عَلَيْهِ وأهملا فِيهِ خلائق من الْمَشْهُورين فَإِنَّهُمَا كَانَا يتتبعان التراجم الغريبة وَأما الْمَشْهُورَة فإلحاقها سهل فاخترمتهما الْمنية رضي الله عنهما قبل إِكْمَال الْكتاب وَشرح قِطْعَة من صَحِيح مُسلم اعتمدها النَّوَوِيّ فِي شَرحه وَعند فراغها قل عمله وَله مصنفات فِي مسَائِل مُفْردَة رَحمَه الله تَعَالَى نقل عَنهُ فِي مَوَاضِع من كتاب الْحَج وَمن كتاب الْوَقْف وَغير ذَلِك
415 -
عُثْمَان بن يُوسُف الشَّيْخ محيي الدَّين أَبُو عَمْرو القليوبي ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وخطب بهَا وَشرح الْخطب النباتية فِي مُجَلد وَجمع فِي الْفِقْه مجلدا يشْتَمل على مسَائِل غَرِيبَة يعرف بالمجموع وَسمع أَبَا الْيمن الْكِنْدِيّ روى عَنهُ الدمياطي بِالْإِجَازَةِ قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَكَانَ حسن السِّيرَة مَحْمُود الطَّرِيقَة توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
416 -
عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْأَحَد بن عبد الْغَالِب بن عطاس
الشَّيْخ الْعَلامَة علم الدَّين أَبُو الْحسن الْهَمدَانِي السخاوي الْمصْرِيّ شيخ الْقُرَّاء والنحاة وَالْفُقَهَاء فِي زَمَانه بِدِمَشْق ولد سنة ثَمَان اَوْ تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة سمع من جمَاعَة وَأخذ اللُّغَة عَن أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَأكْثر عَن الإِمَام الْقَاسِم الشاطبي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وانتفع بِهِ وَقَرَأَ على جمَاعَة غَيره حَتَّى فاق أهل زَمَانه فِي الْقرَاءَات والعربية وَالتَّفْسِير وَولي مشيخة الإقراء بِأم الصَّالح وانتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَأثْنى عَلَيْهِ أَئِمَّة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مقرئا محققا مجودا بَصيرًا بالقراءات وعللها ماهرا فِيهَا إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة إِمَامًا فِي التَّفْسِير وَكَانَ يتَحَقَّق بِهَذِهِ الْعُلُوم الثَّلَاثَة ويحكمها وَله شعر رائق ومصنفات فِي الْقرَاءَات والتجويد وَالتَّفْسِير وَله معرفَة تَامَّة بالفقه وَالْأُصُول وَكَانَ يُفْتِي على مَذْهَب الشَّافِعِي ازْدحم عَلَيْهِ الطّلبَة وقصدوه من الْبِلَاد وتنافسوا فِي الْأَخْذ عَنهُ وَكَانَ دينا خيرا متواضعا مطرحا للتكلف حُلْو المحاضرة مطبوع النادرة حاد القريحة من أذكياء بني آدم وَكَانَ وافر الْحُرْمَة كَبِير الْقدر محببا إِلَى النَّاس وَكَانَ لَيْسَ لَهُ شغل إِلَّا الْعلم والإفادة قَرَأَ عَلَيْهِ خلق كثير إِلَى الْغَايَة وَلَا أعلم أحدا من الْقُرَّاء فِي الدُّنْيَا اكثر أصحابا مِنْهُ توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بقاسيون وسخا إِحْدَى بِلَاد مصر من إقليم الْمحلة وَمن تصانيفه التَّفْسِير إِلَى الْكَهْف فِي أَربع مجلدات وَشرح الشاطبية فِي مجلدين وَشرح الرائية مُجَلد فِي رسم الْمُصحف وَكتاب جمال الْقُرَّاء وتاج الإقراء وَشرح الْمفصل فِي أَربع مجلدات وَغير ذَلِك
417 -
عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة بن الْمُسلم بن أَحْمد بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة مُسْند الديار المصرية بهاء الدَّين أَبُو الْحسن اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الْخَطِيب الْمدرس الْمَعْرُوف بِابْن الجميزي ولد يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَخمسين وَخَمْسمِائة بِمصْر رَحل وَسمع الْكثير وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشاطبي وَقَرَأَ بِبَغْدَاد الْقرَاءَات الْعشْر على أبي الْحسن البطائحي بكتابه الَّذِي صنفه فِي الْقرَاءَات وَهُوَ آخر من قَرَأَ الْقرَاءَات فِي الدُّنْيَا على البطائحي بل وَآخر من رُوِيَ عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَقَرَأَ أَيْضا بالقراءات الْعشْر على القَاضِي أبي سعد بن أبي عصرون وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُهَذّب وَسمع مِنْهُ الْكثير وَهُوَ آخر تلاميذه فِي الدُّنْيَا وتفقه بِمصْر على أبي إِسْحَاق الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب والشهاب الطوسي ودرس وأقرأ دهرا وخطب مُدَّة بِجَامِع الْقَاهِرَة قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَحدث كثيرا وَخرج لَهُ شَيخنَا
الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن عَليّ الْقرشِي مشيخة فِي جزأين وَأَرْبَعين حَدِيثا من رِوَايَته عَن مشايخه وَكَانَ رَئِيس الْعلمَاء فِي وقته مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَعَلِيهِ مدَار الْفَتْوَى بِبَلَدِهِ ودرس بزاوية الشَّافِعِيَّة بِمصْر وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ رَئِيس الْعلمَاء فِي وقته مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة روى عَنهُ خلائق لَا يُحصونَ وَانْقطع بِمَوْتِهِ إِسْنَاد عَال توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم والجميزي نِسْبَة إِلَى الجميز شجر مَعْرُوف بِمصْر
418 -
عمر بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْفَقِيه الإِمَام كَمَال الدَّين أَبُو الهاشم بن العجمي الْحلَبِي ولد فِي الْمحرم سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَخَمْسمِائة من بَيت حشمة ورئاسة تفقه على طَاهِر بن جهبل وَغَيره وَسمع
الحَدِيث من يحيى الثَّقَفِيّ وَغَيره ودرس وَأفْتى قَالَ الذَّهَبِيّ وَيُقَال أَنه ذكر كتاب الْمُهَذّب درسا خمْسا وَعشْرين مرّة وَكَانَ شَدِيد الوسواس فِي الطَّهَارَة توفّي فَجْأَة فِي الْحمام فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
419 -
مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْعَلامَة تَاج الدَّين أَبُو الْفَضَائِل الأرموي كَانَ من أكبر تلامذة الإِمَام فَخر الدَّين بارعا فِي العقليات وَاخْتصرَ الْمَحْصُول وَسَماهُ الْحَاصِل وَكَانَت لَهُ حشمة وثروة ووجاهة وَفِيه تواضع استوطن بَغْدَاد ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الشريفية وَتُوفِّي بهَا قبل وَاقعَة التتار كَذَا ذكره الْحَافِظ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَكَانَت وَاقعَة التتار فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة قَالَ الذَّهَبِيّ عَاشَ قَرِيبا من ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ من فرسَان المناظرين وَذكره فِيمَن توفّي سنة خمس وَخمسين وَذكره أَيْضا قبل ذَلِك فِيمَن توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَبِه جزم ابْن كثير وَقد أهمله السَّيِّد عز الدَّين
420 -
مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن زيد بن الْحسن بن ظفر القَاضِي
شمس الدَّين أَبُو عبد الله الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأرموي ثمَّ الْمصْرِيّ نقيب الْأَشْرَاف بهَا وَأحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَيعرف بقاضي الْعَسْكَر ولد بأرمينية سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وتفقه على شيخ الشُّيُوخ صدر الدَّين أبي الْحسن بن حمويه وَصَحبه مُدَّة طَوِيلَة وَسمع وَحدث ودرس بمدرسة ابْن زين التُّجَّار بِمصْر وَولي نقابة الْأَشْرَاف وَقَضَاء الْعَسْكَر وَترسل إِلَى بَغْدَاد وَغَيرهَا قَالَ السَّيِّد عز الدَّين وَكَانَ أحد الرؤساء الْمَذْكُورين والفضلاء الْمَشْهُورين قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة وصدور الديار المصرية لَهُ يَد طولى فِي الْأُصُول وَالنَّظَر وَقَالَ الشَّيْخ كَمَال الدَّين الأدفوي بَلغنِي أَنه درس الْمُنْتَخب فِي الْأُصُول أَرْبَعِينَ مرّة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ وَشرح الْمَحْصُول وفرائض الْوَسِيط توفّي فِي شَوَّال سنة خمسين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم
421 -
مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْخ كَمَال الدَّين أَبُو سَالم الْقرشِي الْعَدوي النصيبيني قَالَ ابْن عبد الظَّاهِر ولد بقرية العمرية من نَصِيبين وانتسب إِلَيْهَا فأوهم أَنه من ذُرِّيَّة عمر بن الْخطاب مُصَنف كتاب العقد الفريد أحد
الصُّدُور والرؤساء المعظمين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وتفقه وشارك فِي الْعُلُوم وَكَانَ فَقِيها بارعا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْأُصُول وَالْخلاف ترسل عَن الْمُلُوك وساد وَتقدم وَسمع الحَدِيث وَحدث بِبِلَاد كَثِيرَة وَفِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة كتب تَقْلِيده بالوزارة فَاعْتَذر وتنصل فَلم يقبل مِنْهُ فتولاها يَوْمَيْنِ ثمَّ انْسَلَّ خُفْيَة وَترك الْأَمْوَال وَالْمَوْجُود وَلبس ثوبا قطنيا وَذهب فَلم يدر أَيْن ذهب وَقد نسب إِلَى الِاشْتِغَال بِعلم الْحُرُوف والأوفاق وَأَنه يسْتَخْرج من ذَلِك أَشْيَاء من المغيبات وَقيل إِنَّه رَجَعَ عَنهُ فَالله أعلم قَالَ السَّيِّد عز الدَّين أفتى وصنف وَكَانَ أحد الْعلمَاء الْمَشْهُورين الرؤساء الْمَذْكُورين وَتقدم عِنْد الْمُلُوك وَترسل عَنْهُم ثمَّ تزهد فِي آخر عمره وَترك التَّقَدُّم فِي الدُّنْيَا وَحج وَأَقْبل على مَا يعنيه وَمضى على سداد وَأمر جميل توفّي بحلب فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بالْمقَام
422 -
مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد شرف الدَّين أَبُو عبد الله السّلمِيّ المرسي ومرسية بلد من الأندلس ولد بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع
وَسِتِّينَ وَقيل سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَورد إِلَى مَكَّة ثمَّ رَحل مِنْهَا إِلَى الْعرَاق وخراسان وتفقه بنظامية بَغْدَاد وَسمع بِتِلْكَ الأقاليم على خلائق ذكره ابْن النجار فِي تَارِيخه فَقَالَ كَانَ من الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء فِي جَمِيع فنون الْعلم الحَدِيث وعلوم الْقُرْآن وَالْفِقْه وَالْخلاف والأصلين والنحو واللغة وَله قريحة حَسَنَة وذهن ثاقب وتدقيق فِي الْمعَانِي ومصنفات فِي جَمِيع مَا ذَكرْنَاهُ وَله النّظم والنثر الْحسن وَكَانَ زاهدا متورعا حسن الطَّرِيقَة كثير الْعِبَادَة مَا رَأَيْت فِي فنه مثله انْتهى ثمَّ دخل بعد ذَلِك الشَّام ومصر ثمَّ عَاد من مصر فَمَاتَ فِي منزل من منَازِل الرمل بَين الزعقة والعريش فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن بتل الزعقة
423 -
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ صَاحب كتاب الْإِكْمَال لما وَقع فِي التَّنْبِيه من الْإِشْكَال أَصله من الْيمن من بَلْدَة من حَضرمَوْت قَالَ الْإِسْنَوِيّ كَانَ مُتَقَدما على الشَّيْخ أَحْمد بن العجيل فَإِنَّهُ نقل عَنهُ فِي تصنيف لَهُ لطيف لَا أعلم من حَاله سوى ذَلِك وَذكره الْإِسْنَوِيّ قبل الْكَمَال إِسْحَاق تخمينا وَذكره السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِيمَن توفّي فِي الْمِائَة السَّادِسَة
424 -
مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن بن هبة الله بن محَاسِن الْحَافِظ الْكَبِير محب الدَّين أَبُو عبد الله ابْن النجار الْبَغْدَادِيّ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد وَأول سَمَاعه وَهُوَ ابْن عشر سِنِين وَطلب بِنَفسِهِ وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بالسبع على أبي أَحْمد بن سكينَة ورحل رحْلَة عَظِيمَة إِلَى الشَّام ومصر والحجاز وأصبهان وحران ومرو وهراة ونيسابور وَاسْتمرّ فِي الرحلة سبعا وَعشْرين سنة وَكتب عَمَّن دب ودرج وَعَمن نزل وعرج وعني بِهَذَا الشَّأْن عناية بَالِغَة وَكتب الْكثير وَحصل وَجمع قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة حجَّة مقرئا مجودا كيسا متواضعا ظريفا صَالحا خيرا متنسكا أثنى عَلَيْهِ ابْن نقطة والدبيثي والضياء الْمَقْدِسِي وهم من صغَار شُيُوخه من حَيْثُ السَّنَد وَقَالَ ابْن السَّاعِي كَانَ شيخ وقته وَكَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا ووقف كتبه بالنظامية مَاتَ بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين
وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الشُّهَدَاء بِبَاب حَرْب وَمن تصانيفه كتاب الْقَمَر الْمُنِير فِي الْمسند الْكَبِير وَذكر كل صَحَابِيّ وَمَا لَهُ من الحَدِيث وَكتاب وَكتاب كنز الْأَنَام فِي السّنَن وَالْأَحْكَام وَكتاب جنَّة الناظرين فِي معرفَة التَّابِعين وَكتاب الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال وذيل على تَارِيخ بَغْدَاد للخطيب فِي سِتَّة عشر مجلدا وَكتاب الْمُسْتَدْرك على تَارِيخ الْخَطِيب فِي عشر مجلدات وَكتاب الْمُتَّفق والمفترق على منهاج كتاب الْخَطِيب وَكتاب فِي المؤتلف والمختلف ذيل بِهِ على ابْن مَاكُولَا وَكتاب المعجم لَهُ اشْتَمَل على نَحْو من ثَلَاثَة آلَاف شيخ وَكتاب العقد الْفَائِق فِي عُيُون أَخْبَار الدُّنْيَا ومحاسن الْخَلَائق وَكتاب الدرة الثمينة فِي أَخْبَار الْمَدِينَة وَكتاب نزهة الورى فِي أَخْبَار أم الْقرى وَكتاب رَوْضَة الْأَوْلِيَاء فِي مَسْجِد إيليا وَكتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي وَكتاب غرر الْفَوَائِد فِي سِتّ مجلدات وَغير ذَلِك من المصنفات
425 -
مُحَمَّد بن ناماور بالنُّون فِي أَوله بن عبد الْملك قَاضِي الْقُضَاة أفضل الدَّين أَبُو عبد الله الخونجي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَطلب وَحصل وَبَالغ فِي عُلُوم الْأَوَائِل حَتَّى تفرد برئاسة ذَلِك فِي زَمَانه وَولي الْقَضَاء بالديار المصرية والتدريس بالصالحية وَأفْتى وناظر وصنف الموجز والجمل وَغير
ذَلِك فِي الْمنطق والطبيعي قَالَ أَبُو شامة كَانَ حكيما منطقيا وَقَالَ السَّيِّد عز الدَّين كَانَ أحد الْفُضَلَاء الْمَشْهُورين مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم ورثاه تِلْمِيذه الْعِزّ الإربلي الضَّرِير بقصيدة أَولهَا
…
قضى أفضل الدَّين فَلم يبْق فَاضل
…
وَمَاتَتْ بِمَوْت الخونجي الْفَضَائِل
…
... فيا أَيهَا الحبر الَّذِي جَاءَ آخرا
…
فَحل لنا مَا لم تحل الْأَوَائِل
…
والخونجي بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة ثمَّ وَاو بعْدهَا نون ثمَّ جِيم
426 -
مَحْمُود بن أَحْمد بن مَحْمُود بن بختيار الْفَقِيه الإِمَام أَبُو الثَّنَاء الزنجاني ولد سنة ثَلَاث وَسبعين بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة واشتغل فِي الْعُلُوم وَأفْتى ودرس بالنظامية والمستنصرية وَولي قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد مُدَّة ثمَّ عزل وصنف تَفْسِير الْقُرْآن قَالَ ابْن النجار برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من بحور الْعلم لَهُ تصانيف اسْتشْهد بِبَغْدَاد بِسيف التتار فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة