الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعدادها، وَوصف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الصَّحَابَة مثل ذَلِك أطنب فِي تعظيمهم وَأحسن الثَّنَاء عَلَيْهِم، فَمن الْأَخْبَار المستفيضة عَنهُ فِي هَذَا الْمَعْنى مَا رَوَاهُ مُسلم بِسَنَدِهِ عَن عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن عبد الله ابْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتِي الْقرن الَّذِي يلوني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ يَجِيء قوم تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه وَيَمِينه شَهَادَته" وروى بِسَنَدِهِ عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ: قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي النَّاس خير قَالَ: "قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ يَجِيء قوم تبدر شَهَادَة أحدهم يَمِينه وتبدر يَمِينه شَهَادَته فَلَا أَدْرِي فِي الثَّالِثَة أَو فِي الرَّابِعَة، قَالَ ثمَّ يتَخَلَّف من بعدهمْ خلف تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه وَيَمِينه شَهَادَته" وروى أَيْضا عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خير النَّاس قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ فَلَا أَدْرِي فِي الثَّالِثَة أَو فِي الربعة قَالَ ثمَّ يتَخَلَّف من بعدهمْ خلف تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه وَيَمِينه شَهَادَته" كَذَلِك عَن أبي هُرَيْرَة وَعمْرَان بن حُصَيْن بعدة رِوَايَات وفيهَا وَالله أعلم أذكر الثَّالِث أم لَا..
وَلَكِن رِوَايَة عَائِشَة رضى الله عَنْهَا خلت من الشَّك فِي الْعدَد قَالَت سَأَلَ رجل النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَي النَّاس خير قَالَ: "الْقرن الَّذِي أَنا فِيهِ ثمَّ الثَّانِي وَالثَّالِث" 1 وَقد حفظه كَذَلِك عبد الله بن مَسْعُود وَعمْرَان بن حُصَيْن وَبِه رَوَاهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ 2 قَالَ النَّوَوِيّ بعد ذكر اخْتِلَاف الْعلمَاء فِي تَحْدِيد مُدَّة الْقرن: "وَالصَّحِيح أَن قرنه صلى الله عليه وسلم الصَّحَابَة وَالثَّانِي التابعون وَالثَّالِث تابعوهم..".
قَالَ ابْن الْقيم: "فقد اتّفقت الْأَحَادِيث على قرنين بعد قرنه صلى الله عليه وسلم إِلَّا حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَإِنَّهُ شكّ فِيهِ، وَأما ذكر الْقرن الرَّابِع فَلم يذكر إِلَّا فِي رِوَايَة فِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن لَكِن فِي الصَّحِيحَيْنِ لَهُ شَاهد من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَأْتِي على النَّاس زمَان فيغزوا فِئَام من النَّاس فَيُقَال لَهُم هَل فِيكُم من رأى رَسُول الله فَيَقُولُونَ نعم فَيفتح لَهُم ثمَّ يغزوا فِئَام من النَّاس فَيُقَال لَهُم هَل فِيكُم من رأى من صحب رَسُول الله فَيَقُولُونَ نعم فَيفتح لَهُم ثمَّ يغزوا فِئَام من النَّاس فَيُقَال لَهُم هَل فِيكُم من رأى من صحب صحب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ نعم فَيفتح لَهُم" فَهَذَا فِيهِ ذكر قرنين بعده كَمَا فِي الْأَحَادِيث الْمُتَقَدّمَة وَرَوَاهُ مُسلم.. فَذكر فِيهِ ثَلَاثَة بعده وَلَفْظَة " يَأْتِي على النَّاس زمَان يبْعَث مِنْهُم الْبَعْث فَيَقُولُونَ أنظر هَل تَجِدُونَ فِيكُم أحدا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فيوجد الرجل فَيفتح لَهُم بِهِ ثمَّ يبْعَث الْبَعْث الثَّانِي فَيَقُولُونَ هَل فِيكُم من رأى أَصْحَاب رَسُول الله فَيفتح لَهُم ثمَّ يبْعَث الْبَعْث الثَّالِث فَيُقَال انْظُرُوا هَل ترَوْنَ فيهم من رأى أَصْحَاب أَصْحَاب رَسُول الله فَيفتح لَهُم ثمَّ يكون الْبَعْث الرَّابِع فَيُقَال أَن انْظُرُوا هَل ترَوْنَ فيمَ أحدا رأى من رأى أحدا رأى أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فيوجد الرجل فَيفتح لَهُ" 3.
1 صَحِيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ جـ ص 83،89
2 الْكِفَايَة للخطيب (ص 94)
3 صَحِيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ جـ 16 ص 84 وتهذيب السّنَن لِابْنِ الْقيم جـ 7 حَدِيث 4491
تَحْرِيم سبّ الصَّحَابَة
سبّ الصَّحَابَة رضي الله عنهم من فواحش الْمُحرمَات سَوَاء من لابس الْفِتَن مِنْهُم وَغَيره لأَنهم مجتهدون فِي تِلْكَ الحروب متأولون، فَكَانَت لكل طَائِفَة شُبْهَة اعتقدت تصويب أَنْفسهَا عَلَيْهَا وَكلهمْ عدُول وَلم يخرج شَيْء من ذَلِك أحدا مِنْهُم عَن الْعَدَالَة لأَنهم مجتهدون كَمَا قُلْنَا اخْتلفُوا فِي مسَائِل من مَحل الِاجْتِهَاد كَمَا اخْتلف المجتهدون بعدهمْ فِي مسَائِل من الدِّمَاء وَغَيرهَا وَلَا يلْزم من ذَلِك نقص أحد مِنْهُم، يَقُول النَّوَوِيّ: "وَاعْلَم أَن سَبَب تِلْكَ الحروب أَن القضايا كَانَت مشتبهة فلشدة اشتباهها اخْتلف اجتهادهم وصاروا ثَلَاثَة أَقسَام قسم ظهر لَهُم بِالِاجْتِهَادِ أَن الْحق فِي هَذَا الطّرف وَأَن مخالفه بَاغ فَوَجَبَ عَلَيْهِم نصرته وقتال الْبَاغِي عَلَيْهِ فِيمَا اعتقدوه فَفَعَلُوا ذَلِك وَلم يكن يحل لمن هَذِه صفته التَّأَخُّر عَن مساعدة إِمَام الْعدْل فِي قتال الْبُغَاة فِي اعْتِقَاده، وَقسم عكس هَؤُلَاءِ ظهر لَهُم بِالِاجْتِهَادِ أَن الْحق فِي الطّرف الآخر فَوَجَبَ عَلَيْهِم مساعدته وقتال الْبَاغِي عَلَيْهِ، وَقسم ثَالِث اشتبهت عَلَيْهِم الْقَضِيَّة وتحيروا