الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن مما أورث القلب حرقةً وأشعر النفس كربةً: ما لاح في زماننا من تعذر أثر الأخوة بين الخلق _ خاصتهم وعامتهم _، حتى أفضى الأمر إلى شد الأرحل بحثًا عن صحبة صرفة؛ صافية من كدر وخالصة من شوب.
ولما كان من سجيتي: استئناسي بوحشتي ولزومي مجلسي بمعزل؛ فإني عمدت إلى قلمي أدفع به الحرقة وأرد به الكربة بعد أن غلب على الناس نبذ المحبة واطراح المودة، فما كان من
أثر مسعاي إلا الخلوص إلى كتاب في الصحبة والأخوة، جعلته سلوةً لي ولكل متفجع لحال زماننا.
وعمدتي فيه: كتاب الله _ تعالى _، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وآثار سلفنا الصالح _ رضي الله عنهم أجمعين _، ومنثور الأسفار من أخبار وأشعار وحكم وأذخار.
فأما كتاب الله؛ فأوردت ما استنبط منه أهل العلم فيما هو من مقاصد كتابي هذا.
وأما السنة النبوية؛ فما أوردت منها إلا الصحيح؛ معولًا على حكم المحدث المبرز: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _.
وأما الآثار؛ فأوردت ما وقفت عليه من كتب الحديث والأدب دون النظر في صحتها أو ضعفها؛ فإن الأثر إن لم يبلغ مبلغ الصحة؛ فما عساه إلا أن يقصر عن مرتبة الأثر إلى مرتبة الحكمة.
وأما منثور الكتب والأسفار من الأقوال والأخبار والأشعار؛ فإني وإن كنت لم أحفل بعقيدة القائل ومسلكه، إلا أني قد أخذت بسمين الأقوال التي ليس فيها ما يخالف الكتاب والسنة ومسلك سلف الأمة، وأضربت عن غثها من شطط ونحوه.
ولما كان اللسان العربي الفصيح _ في هذا الزمان _ قد ظهرت عليه العجمة وغلب عليه اللحن؛ فإني آثرت أن أقيد الحروف بالشكل؛ جمعًا بين الدربة على تقويم اللسان _ نحوًا وصرفًا _ وبين مقاصد الكتاب.
ولا أدعي عصمتي من المزلات، فحسبي أني بذلت قصاراي في إقصاء ما يخالف الشرع، وضبط الشكل على ما يوافق فصاحة اللسان.
وأسأله _ سبحانه _ أن يقر هذا الكتاب في ميزان الأعمال الصالحات يوم القيامة؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حازم خنفر
الأردن / في الثالث من ذي الحجة 1428 هـ
الموافق:11/ 12/2007م
فصول الكتاب
مقدمة في معنى الصحبة وما يرادفها من الألفاظ
الفصل الأول: في فضل الصحبة والأخوة
الفصل الثاني: في مراتب الصحبة وأسبابها
الفصل الثالث: في مقامات الإخوان ومراتبهم
الفصل الرابع: فيمن لا ترجى عشرته ومن تؤثر صحبته
الفصل الخامس: في حقوق الصحبة وآدابها ظاهرًا وباطنًا