المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌س19: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور» - فتاوى في التوحيد

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الشيخ / عبد الله بن جبرين

- ‌تقديم

- ‌س1: ما حكم التداوي بالقرآن

- ‌س3: هل كل مسلم مؤمن؟ نرجو الإيضاح

- ‌س4: ما هي حقيقة التوكل على الله -تعالى

- ‌س5: ما حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة

- ‌س6: ما حكم السجود على المقابر والذبح لها

- ‌س7: ما حكم الذبح للأولياء ودعائهم كالبدوي وغيره

- ‌س8: ما حكم تعليق التمائم علما أنها من الآيات القرآنية

- ‌س9: ما حكم الذهاب إلى العرافين والمشعوذين

- ‌س10: ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور

- ‌س11: بعض الناس يذهب إلى المدينة لقصد زيارة القبر النبوي، فما حكم هذا العمل

- ‌س12: ما حكم وضع علامة على القبر كحديدة وخشبة لكي يعرف بها

- ‌س13: ما حكم تصدق الأخ عن أخيه الميت؟ وهل يصل الثواب إلى الميت

- ‌س14: بعض الناس يخصصون أياما لزيارة المقابر كالجمعة والعيدين، فما حكم ذلك

- ‌س15: ما حكم الحلف بالنبي والأمانة

- ‌س16: الطب الحديث أصبح يعرف ما في بطن الأم، فكيف الجواب عن قوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}

- ‌س17: ما حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌س18: هناك من إذا قلع سنه قال للشمس: خذي سن حمار وهبي لي سن غزال. فما حكمه

- ‌س19: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور»

- ‌س20: ما حكم تخصيص بعضهم لـ علي بقوله: عليه السلام، أو كرم الله وجهه

- ‌س21: ما هي العلمانية، وما حكم الإسلام فيهم

- ‌س22: ما حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌س23: هل بين الرسل مفاضلة

- ‌س24: ما حكم الاستثناء في الإيمان بقوله: أنا مؤمن إن شاء الله

- ‌س25: هل النار في السماء أم في الأرض مع ذكر الأدلة على ذلك

- ‌س26: ما حكم إكرام الرجل الكافر

- ‌س27: ما حكم استخدام الكفار في بناء المساجد

- ‌س28: ما حكم السفر بالمصحف إلى بلاد الكفر

- ‌س29: هل الإنسان مخير أم مسير

- ‌س30: ما حكم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين للاطلاع، أو لطلب معرفة الدواء والمرض

- ‌س31: هل يجوز أن يقول في الدعاء: يا رحمة الله وفقيني، أو يا قوة الله احفظيني

- ‌س32: هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه

- ‌س33: ما حكم قول بعض الناس: في ذمتك، أو بذمتي هل تخل بالعقيدة

- ‌س34: بعض المصرين على الذنوب يحتجون بحديث: «لو لم تذنبوا، لأتى الله بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر الله لهم»

- ‌س35: هل إبليس من الملائكة

- ‌س36: ما هي الكتب المفيدة في العقيدة

الفصل: ‌س19: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور»

وأيضا فلا فرق في النظر بين أسنان الدواب، فإن الحمر وحشية أو أهلية لها أسنان تناسبها، وتبقى معها طوال حياتها أو غالبها، وكذا يقال في أسنان الظباء والتي الأنثى منها غزال، وكذا بهيمة الأنعام كالإبل والغنم ونحوها، خلق الله لها أسنانا تتلاءم مع حاجتها، ولا تفنى إلا بالاستعمال، ولكن يخيل إلى بعض الناس أن الحمار مخلوق كريه في النفوس، وأن أسنانه قبيحة ينفر منها الطبع، ولا حقيقة لذلك، كما أن أسنان الغزال لا تناسب الإنسان، وإنما خلقت لها، ولو خيل إلى البعض أنها كلمة مألوفة محبوبة في النفس، فالعبد يتوجه إلى ربه ولا يلتفت إلى مخلوق سواه. والله أعلم.

معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " وإياكم ومحدثات الأمور ".

‌س19: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور»

؟

الجواب: يريد بالمحدثات البدع التي تضاف إلى الشريعة وليست منها، وذلك أن الله -تعالى- قد أكمل الدين ببعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قال الله -تعالى-:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} (1) فبكماله لا

(1) سورة المائدة، الآية:3.

ص: 35

يحتاج إلى إضافة أو زيادة، ولذلك في تمام هذا الحديث، قال:«فإن كل بدعة ضلالة» ، فكل محدثة في هذا الدين فهي بدعة لا أصل لها، ولا يجوز التعبد بها إلا إذا كان لها أصل من الشرع، فإنها لا تكون بدعة في الدين، ولو صدق عليها على تلك الصفة أنها بدعة في اللغة، كقول عمر رضي الله عنه في جمعهم على التراويح: نعمت البدعة هذه. أي: في اللغة، وإلا فقد ثبت أصلها بفعلها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مرارا، وإنما منع من الاستمرار مخافة أن تفرض عليهم.

ومثل أذان الجمعة الأول، فإن الأذان للصلاة مشروع أصلا عند الوقت لكل صلاة، فهذا الأذان داخل في قوله -تعالى-:{وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} (1)، ولا يدخل في ذلك جمع القرآن في المصحف، فإن كتابته معهودة زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما تكامل الوحي لم يكن بد من جمعه ليتحقق قوله -تعالى-:{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} (2).

فأما البدع الأخرى فكلها حرام، سواء كانت في الاعتقاد: كبدعة الخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة والرافضة ونحوهم، أو في الأعمال والأقوال كبدعة المولد، وإحياء ليلة الإسراء، وليلة النصف من شعبان، وصلاة الرغائب، ونحو ذلك.

وقد تكلم العلماء على أحكامها كـ"كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث"، وكتاب "البدع والنهي عنها"، وأوسع ما كتب في ذلك كتاب

(1) سورة المائدة، الآية:58.

(2)

سورة عبس، الآية:13.

ص: 36