الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأيضا فلا فرق في النظر بين أسنان الدواب، فإن الحمر وحشية أو أهلية لها أسنان تناسبها، وتبقى معها طوال حياتها أو غالبها، وكذا يقال في أسنان الظباء والتي الأنثى منها غزال، وكذا بهيمة الأنعام كالإبل والغنم ونحوها، خلق الله لها أسنانا تتلاءم مع حاجتها، ولا تفنى إلا بالاستعمال، ولكن يخيل إلى بعض الناس أن الحمار مخلوق كريه في النفوس، وأن أسنانه قبيحة ينفر منها الطبع، ولا حقيقة لذلك، كما أن أسنان الغزال لا تناسب الإنسان، وإنما خلقت لها، ولو خيل إلى البعض أنها كلمة مألوفة محبوبة في النفس، فالعبد يتوجه إلى ربه ولا يلتفت إلى مخلوق سواه. والله أعلم.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " وإياكم ومحدثات الأمور ".
س19: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور»
؟
الجواب: يريد بالمحدثات البدع التي تضاف إلى الشريعة وليست منها، وذلك أن الله -تعالى- قد أكمل الدين ببعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قال الله -تعالى-:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} (1) فبكماله لا
(1) سورة المائدة، الآية:3.
يحتاج إلى إضافة أو زيادة، ولذلك في تمام هذا الحديث، قال:«فإن كل بدعة ضلالة» ، فكل محدثة في هذا الدين فهي بدعة لا أصل لها، ولا يجوز التعبد بها إلا إذا كان لها أصل من الشرع، فإنها لا تكون بدعة في الدين، ولو صدق عليها على تلك الصفة أنها بدعة في اللغة، كقول عمر رضي الله عنه في جمعهم على التراويح: نعمت البدعة هذه. أي: في اللغة، وإلا فقد ثبت أصلها بفعلها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مرارا، وإنما منع من الاستمرار مخافة أن تفرض عليهم.
ومثل أذان الجمعة الأول، فإن الأذان للصلاة مشروع أصلا عند الوقت لكل صلاة، فهذا الأذان داخل في قوله -تعالى-:{وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} (1)، ولا يدخل في ذلك جمع القرآن في المصحف، فإن كتابته معهودة زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما تكامل الوحي لم يكن بد من جمعه ليتحقق قوله -تعالى-:{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} (2).
فأما البدع الأخرى فكلها حرام، سواء كانت في الاعتقاد: كبدعة الخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة والرافضة ونحوهم، أو في الأعمال والأقوال كبدعة المولد، وإحياء ليلة الإسراء، وليلة النصف من شعبان، وصلاة الرغائب، ونحو ذلك.
وقد تكلم العلماء على أحكامها كـ"كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث"، وكتاب "البدع والنهي عنها"، وأوسع ما كتب في ذلك كتاب
(1) سورة المائدة، الآية:58.
(2)
سورة عبس، الآية:13.