الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأيضا فالمنع منها سدا للذريعة، حتى لا يتوسع الناس بتعليق ما ليس من القرآن.
وأيضا فإن القلب قد يتعلق بها، وهي تحتوي على ورق وخرقة، أو جلد وخيط ونحو ذلك، ومن تعلق بمخلوق وكل إليه.
وأيضا فإن من علقها على طفل ونحوه فلا بد أن يمتهنها، فيدخل بها المراحيض والحمامات والأماكن المستقذرة مما فيه إهانة لكلام الله تعالى.
وهذا بخلاف الرقية بكلام الله -تعالى- أو بأسمائه الحسنى، أو بالأدعية والأوراد المأثورة، فإنه جائز لقوله صلى الله عليه وسلم:«لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا» . والرقية: هي القراءة مع النفث بقليل من الريق مع اختيار الآيات التي يقرؤها، ومناسبة القارئ والموضع. والله أعلم.
حكم الذهاب للعرافين
س9: ما حكم الذهاب إلى العرافين والمشعوذين
؟
الجواب: لا يجوز ذلك للنهي الصريح عنه، بل وللوعيد الشديد في ذلك، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوما» ، فإذا كانت هذه حال السائل، فكيف بالعراف نفسه؟!
وروى أحمد وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» . وغير ذلك من الأحاديث المشهورة، وذلك أن العراف يدعي علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولا بد أنه يتقرب إلى الشياطين ومردة الجن، ويدعوهم من دون الله؛ حتى يخدموه فيدلونه على المسروق ومكان الضالة وموضع السحر ونحوه، وهذا التقرب يكون بالذبح لها أو السجود لها، أو فعل معصية، وأكل نجاسة مما تحبه الشياطين، ونحو ذلك مما هو كفر أو ذريعة إلى الشرك.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر كلامهم كذب، وإنما توحي إليهم الشياطين ما تسترقه من السماء، فيكذبون مع الكلمة مائة كذبة.
وأما الشعوذة فهي عمل السحرة ما يموهون به على العامة، ويظهرون لهم صورا لا حقيقة لها، ومنها قصة الساحر الذي قطع رأس رجل ثم أعاده، فقتله جندب رضي الله عنه لحديث:«حد الساحر ضربه بالسيف» ، فلا يغتر بدجلهم وتمويههم ومخرقتهم الظاهرة، ولا يجوز إقرارهم ولا تصديقهم، بل حدهم القتل بكل حال عند جمهور العلماء من غير استتابة، فمن ذهب إليهم أو صدقهم، فقد أقرهم على كفرهم، فيلحقه الوعيد الشديد. والله أعلم.