الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (1).
وقد ذهب قوم إلى وجوب الاستثناء في الإيمان دائما تعليلا بعدم العواقب، فالأعمال بالخواتيم، ولاتصاف الإنسان غالبا بالنقص والخلل، وترك الكثير مما يجب عليه، فإن العبد لا يجزم بأنه من المتقين الأبرار أهل الجنة، وإنما يرجو ذلك برحمة الله، وقد ذكر الله الاستثناء في ما لا شك فيه، كقوله -تعالى-:{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ} (2)، ونحو ذلك لتعلق الأمور المستقبلة بمشيئة الله -تعالى-، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (3)، والله أعلم.
هل النار في السماء أم في الأرض
س25: هل النار في السماء أم في الأرض مع ذكر الأدلة على ذلك
؟
الجواب: الأظهر أنها في الأرض، أو تحت الأرض السابعة، أو تحت البحار، أو حيث لا يعلم موضعها إلا الله -تعالى-، وقد ذكر الله الجنة في
(1) سورة، الآيتان:23، 24.
(2)
سورة الفتح، الآية:27.
(3)
سورة الإنسان، الآية:30.
السماء في قوله -تعالى-: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} (1)، وذكر كتاب الأبرار في عليين، أي: في أعلى السماوات. كما ذكر أن كتاب الفجار في سجين، وفسر بأنه في أسفل الأرض في أضيق مكان؛ لقوله -تعالى-:{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ} (2) أفاده ابن كثير في التفسير.
ومن الأدلة قوله -تعالى-: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} (3) على أحد القولين، أن المراد رده إلى النار إلا من استثنى الله تعالى.
وقد ذكر ابن رجب في كتاب "التخويف من النار" في الباب الخامس ما بلغه من الأدلة في مكان النار، منها: ما رواه أبو نعيم عن ابن عباس قال: جهنم في الأرض السابعة.
وروى ابن منده قال مجاهد قلت لـ ابن عباس أين النار؟ قال: تحت سبعة أبحر مطبقة، وذكر نحو ذلك عن ابن عباس، وعبد الله بن سلام، وقتادة، واستدل بعضهم لذلك بقوله -تعالى- عن آل فرعون:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} (4) يعني: في مدة البرزخ.
وقد أخبر أن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، وفي حديث البراء بن عازب في صفة قبض الروح، قال في روح الكافر: «حتى ينتهوا بها
(1) سورة النجم، الآيتان: 14، 15.
(2)
سورة الفرقان، الآية:13.
(3)
سورة التين، الآية:5.
(4)
سورة غافر، الآية:46.