المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌س27: ما حكم استخدام الكفار في بناء المساجد - فتاوى في التوحيد

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الشيخ / عبد الله بن جبرين

- ‌تقديم

- ‌س1: ما حكم التداوي بالقرآن

- ‌س3: هل كل مسلم مؤمن؟ نرجو الإيضاح

- ‌س4: ما هي حقيقة التوكل على الله -تعالى

- ‌س5: ما حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة

- ‌س6: ما حكم السجود على المقابر والذبح لها

- ‌س7: ما حكم الذبح للأولياء ودعائهم كالبدوي وغيره

- ‌س8: ما حكم تعليق التمائم علما أنها من الآيات القرآنية

- ‌س9: ما حكم الذهاب إلى العرافين والمشعوذين

- ‌س10: ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور

- ‌س11: بعض الناس يذهب إلى المدينة لقصد زيارة القبر النبوي، فما حكم هذا العمل

- ‌س12: ما حكم وضع علامة على القبر كحديدة وخشبة لكي يعرف بها

- ‌س13: ما حكم تصدق الأخ عن أخيه الميت؟ وهل يصل الثواب إلى الميت

- ‌س14: بعض الناس يخصصون أياما لزيارة المقابر كالجمعة والعيدين، فما حكم ذلك

- ‌س15: ما حكم الحلف بالنبي والأمانة

- ‌س16: الطب الحديث أصبح يعرف ما في بطن الأم، فكيف الجواب عن قوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}

- ‌س17: ما حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌س18: هناك من إذا قلع سنه قال للشمس: خذي سن حمار وهبي لي سن غزال. فما حكمه

- ‌س19: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور»

- ‌س20: ما حكم تخصيص بعضهم لـ علي بقوله: عليه السلام، أو كرم الله وجهه

- ‌س21: ما هي العلمانية، وما حكم الإسلام فيهم

- ‌س22: ما حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌س23: هل بين الرسل مفاضلة

- ‌س24: ما حكم الاستثناء في الإيمان بقوله: أنا مؤمن إن شاء الله

- ‌س25: هل النار في السماء أم في الأرض مع ذكر الأدلة على ذلك

- ‌س26: ما حكم إكرام الرجل الكافر

- ‌س27: ما حكم استخدام الكفار في بناء المساجد

- ‌س28: ما حكم السفر بالمصحف إلى بلاد الكفر

- ‌س29: هل الإنسان مخير أم مسير

- ‌س30: ما حكم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين للاطلاع، أو لطلب معرفة الدواء والمرض

- ‌س31: هل يجوز أن يقول في الدعاء: يا رحمة الله وفقيني، أو يا قوة الله احفظيني

- ‌س32: هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه

- ‌س33: ما حكم قول بعض الناس: في ذمتك، أو بذمتي هل تخل بالعقيدة

- ‌س34: بعض المصرين على الذنوب يحتجون بحديث: «لو لم تذنبوا، لأتى الله بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر الله لهم»

- ‌س35: هل إبليس من الملائكة

- ‌س36: ما هي الكتب المفيدة في العقيدة

الفصل: ‌س27: ما حكم استخدام الكفار في بناء المساجد

يهودي مقرب لديه، فأنشده قوله:

إن الذي شرفت من أجله

يزعم هذا أنه كاذب

فخجل المأمون وأمر بإخراج اليهودي مسحوبا على وجهه، وأنفذ عهدا أن لا يستعان بأحد من أهل الذمة في شيء من أعماله.

وقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز تصديرهم في المجالس، ولا القيام لهم، وأنهم يمتهنون عند أخذ الجزية، ويطال وقوفهم وتجر أيديهم. والله أعلم.

حكم استخدام الكفار في بناء المساجد

‌س27: ما حكم استخدام الكفار في بناء المساجد

؟

الجواب: لا يجوز تمكين الكفار من دخول المساجد، وقد ذكر شيخ الإسلام في الاقتضاء: أن أبا موسى قدم على عمر بحساب العراق، فقال: ادع كاتبك يقرؤه، فقال: إنه لا يدخل المسجد لأنه نصراني، فضربه عمر بالدرة فلو أصابته لأوجعته، وقال: لا تعزوهم إذ أذلهم الله، ولا تصدقوهم إذ كذبهم الله، ولا تأمنوهم إذ خونهم الله

إلخ.

وقد ذكر الله أن المشركين نجس ومنعهم أن يقربوا المسجد الحرام، فأخذ العلماء من ذلك إبعادهم عن الحرم كله؛ للنهي عن قربهم من

ص: 49

المسجد، ولا شك أن نجاستهم معنوية، وهي خبث عقائدهم وما يضمرونه من الحقد والبغضاء للمسلمين، واعتقادهم أن الإسلام دين باطل، وأن نبي المسلمين كاذب، ولأن الإسلام هو الذي أهانهم وأضعف دينهم النصراني واليهودي، فلا جرم حرصوا على الكيد للمسلمين والمكر بهم، والاحتيال لما يخرجهم عن دينهم، وعلى هذا فلا يجوز دخولهم المساجد؛ لأنهم ليسوا من أهلها، قال الله -تعالى-:{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} (1)، لكن العمارة هنا هي العبادة والطاعة.

ثم إن الكفار في هذه الأزمنة تمكنوا في بلاد الإسلام وعمت بهم البلوى، وتولوا الكثير من الشركات والمؤسسات، ووكل إليهم تمكين العمارات والقيام بالمشاريع العامة والخاصة، فصار من جملة أعمالهم عمارة المساجد أحيانا، أو بعض الأعمال الخاصة بها: كالتخطيط، والهندسة، والكهرباء، والصيانة، والإشراف على شيء من ذلك.

ولا شك أن هذا تساهل كبير وتمكين للكفار من مثل هذه الأعمال التي تختص بالمسلمين، ومعلوم أن هناك من المسلمين من يحسن مثل هذه الأعمال، ويقوم بها أحسن قيام، لكن أصحاب المؤسسات يخيل إليهم أن المسلمين ضعفاء، وأن معرفتهم ناقصة، وأنهم لا يتقنون هذه الأعمال، وهذا خطأ كبير، فالمسلم أولى بالمنفعة، وهو أعرف وأقرب إلى الإخلاص وأهل الثقة والأمانة. والله أعلم.

(1) سورة التوبة، الآية:17.

ص: 50