الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"الاعتصام" للشاطبي، فعلى المسلم أن يتمسك بالسنة ولو أنكر عليه الجماهير، وأن يهجر البدع ولو كثر أهلها. والله أعلم.
تخصيص علي بقولهم: كرم الله وجهه
س20: ما حكم تخصيص بعضهم لـ علي بقوله: عليه السلام، أو كرم الله وجهه
؟
الجواب: لا أصل لهذا التخصيص، وذلك أن الأصل في الصحابة الترضي عنهم جميعا، كما قال -تعالى-:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (1)، وقال -تعالى-:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (2) لذلك اصطلح أهل السنة على الترضي عن كل صحابي يجري ذكره أو يروى عنه حديث، فيقال مثلا: عن عمر رضي الله عنه، أو عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولم يستعمل السلام -فيما أعلم- عند ذكر أحد منهم، مع أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم، كما قال -تعالى-:
(1) سورة التوبة، الآية:100.
(2)
سورة الفتح، الآية:18.
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (1)، وعلى هذا فالترضي أفضل من السلام، قال -تعالى-:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} (2)، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله -تعالى- يقول لأهل الجنة:«أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا» .
لكن اصطلح العلماء على أن السلام يختص بالأنبياء؛ لقوله -تعالى-: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} (3)، ولقوله:{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ} (4). ولما ورد في حق علي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» أخذه الغلاة فيه كالرافضة ومن قاربهم فاستعملوا في حقه قولهم: عليه السلام، أو كرم الله وجهه. ولا شك أنه أهل لذلك، لكن يشركه في هذا جميع الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
وعلى كل حال نقول: إن هذا الاصطلاح إنما حدث من الغلاة في أهل البيت: كالرافضة والزيدية، ثم وجد ذلك في كتب أهل السنة، ولعله حدث من بعض النساخ الذين قلدوهم في ذلك عن حسن ظن، فليعلم ذلك. والله أعلم.
(1) سورة النور، الآية:61.
(2)
سورة التوبة، الآية:72.
(3)
سورة الصافات، الآية:181.
(4)
سورة مريم، الآية:15.