المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌س20: ما حكم تخصيص بعضهم لـ علي بقوله: عليه السلام، أو كرم الله وجهه - فتاوى في التوحيد

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الشيخ / عبد الله بن جبرين

- ‌تقديم

- ‌س1: ما حكم التداوي بالقرآن

- ‌س3: هل كل مسلم مؤمن؟ نرجو الإيضاح

- ‌س4: ما هي حقيقة التوكل على الله -تعالى

- ‌س5: ما حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة

- ‌س6: ما حكم السجود على المقابر والذبح لها

- ‌س7: ما حكم الذبح للأولياء ودعائهم كالبدوي وغيره

- ‌س8: ما حكم تعليق التمائم علما أنها من الآيات القرآنية

- ‌س9: ما حكم الذهاب إلى العرافين والمشعوذين

- ‌س10: ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور

- ‌س11: بعض الناس يذهب إلى المدينة لقصد زيارة القبر النبوي، فما حكم هذا العمل

- ‌س12: ما حكم وضع علامة على القبر كحديدة وخشبة لكي يعرف بها

- ‌س13: ما حكم تصدق الأخ عن أخيه الميت؟ وهل يصل الثواب إلى الميت

- ‌س14: بعض الناس يخصصون أياما لزيارة المقابر كالجمعة والعيدين، فما حكم ذلك

- ‌س15: ما حكم الحلف بالنبي والأمانة

- ‌س16: الطب الحديث أصبح يعرف ما في بطن الأم، فكيف الجواب عن قوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}

- ‌س17: ما حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌س18: هناك من إذا قلع سنه قال للشمس: خذي سن حمار وهبي لي سن غزال. فما حكمه

- ‌س19: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور»

- ‌س20: ما حكم تخصيص بعضهم لـ علي بقوله: عليه السلام، أو كرم الله وجهه

- ‌س21: ما هي العلمانية، وما حكم الإسلام فيهم

- ‌س22: ما حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌س23: هل بين الرسل مفاضلة

- ‌س24: ما حكم الاستثناء في الإيمان بقوله: أنا مؤمن إن شاء الله

- ‌س25: هل النار في السماء أم في الأرض مع ذكر الأدلة على ذلك

- ‌س26: ما حكم إكرام الرجل الكافر

- ‌س27: ما حكم استخدام الكفار في بناء المساجد

- ‌س28: ما حكم السفر بالمصحف إلى بلاد الكفر

- ‌س29: هل الإنسان مخير أم مسير

- ‌س30: ما حكم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين للاطلاع، أو لطلب معرفة الدواء والمرض

- ‌س31: هل يجوز أن يقول في الدعاء: يا رحمة الله وفقيني، أو يا قوة الله احفظيني

- ‌س32: هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه

- ‌س33: ما حكم قول بعض الناس: في ذمتك، أو بذمتي هل تخل بالعقيدة

- ‌س34: بعض المصرين على الذنوب يحتجون بحديث: «لو لم تذنبوا، لأتى الله بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر الله لهم»

- ‌س35: هل إبليس من الملائكة

- ‌س36: ما هي الكتب المفيدة في العقيدة

الفصل: ‌س20: ما حكم تخصيص بعضهم لـ علي بقوله: عليه السلام، أو كرم الله وجهه

"الاعتصام" للشاطبي، فعلى المسلم أن يتمسك بالسنة ولو أنكر عليه الجماهير، وأن يهجر البدع ولو كثر أهلها. والله أعلم.

تخصيص علي بقولهم: كرم الله وجهه

‌س20: ما حكم تخصيص بعضهم لـ علي بقوله: عليه السلام، أو كرم الله وجهه

؟

الجواب: لا أصل لهذا التخصيص، وذلك أن الأصل في الصحابة الترضي عنهم جميعا، كما قال -تعالى-:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (1)، وقال -تعالى-:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (2) لذلك اصطلح أهل السنة على الترضي عن كل صحابي يجري ذكره أو يروى عنه حديث، فيقال مثلا: عن عمر رضي الله عنه، أو عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولم يستعمل السلام -فيما أعلم- عند ذكر أحد منهم، مع أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم، كما قال -تعالى-:

(1) سورة التوبة، الآية:100.

(2)

سورة الفتح، الآية:18.

ص: 37

{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (1)، وعلى هذا فالترضي أفضل من السلام، قال -تعالى-:{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} (2)، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله -تعالى- يقول لأهل الجنة:«أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا» .

لكن اصطلح العلماء على أن السلام يختص بالأنبياء؛ لقوله -تعالى-: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} (3)، ولقوله:{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ} (4). ولما ورد في حق علي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» أخذه الغلاة فيه كالرافضة ومن قاربهم فاستعملوا في حقه قولهم: عليه السلام، أو كرم الله وجهه. ولا شك أنه أهل لذلك، لكن يشركه في هذا جميع الصحابة ومن تبعهم بإحسان.

وعلى كل حال نقول: إن هذا الاصطلاح إنما حدث من الغلاة في أهل البيت: كالرافضة والزيدية، ثم وجد ذلك في كتب أهل السنة، ولعله حدث من بعض النساخ الذين قلدوهم في ذلك عن حسن ظن، فليعلم ذلك. والله أعلم.

(1) سورة النور، الآية:61.

(2)

سورة التوبة، الآية:72.

(3)

سورة الصافات، الآية:181.

(4)

سورة مريم، الآية:15.

ص: 38