المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌6 ـ حديث معقل بن يسار بالشطر الأول: - أحاديث ومرويات في الميزان ١ - حديث قلب القرآن يس

[محمد عمرو بن عبد اللطيف]

الفصل: ‌6 ـ حديث معقل بن يسار بالشطر الأول:

وأفراد ابن مردويه حالها معلوم.

وقد رواه أيضاً من حديث ابن عباس بتمامه ـ أعني تمام اللفظ الذي نبحث فيه ـ كما تقدم، فيحتمل أن يكون ما علقه الماوردي عن الضحاك عنه من نفس ذلك الوجه. والعلم عند الله تعالى.

‌6 ـ حديث معقل بن يسار بالشطر الأول:

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في «مسنده» (5/26) : «ثنا عارم ثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، ينزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} من تحت العرش فوصلت بها أو: فوصلت بسورة البقرة. ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله تبارك وتعالى والدار الآخرة إلا غفر له، واقرؤوها على موتاكم» .

ورواه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (1075) ـ باختصار أوله ـ، والطبراني في «الكبير» (20/220، 230 - 231) من طرق عن المعتمر بن سليمان به، وليس عند النسائي زيادة:«عن أبيه» ـ الثانية ـ في الإسناد.

ورواه أيضاً ابن نصر في «قيام الليل» كما في «مختصره» (ص73) وحذف الشيخ المقريزي ـ سامحه الله ـ إسناده، كأنه صنع ذلك لما وجده في الكتاب مرفوعاً وموقوفاً، والظاهر أن لفظهما واحد أو متقارب، ولذلك سأورده بإذن الله في الآثار الموقوفة.

ص: 50

وعزاه الحافظ السيوطي رحمه الله في «الدر» ـ مع المذكورين ـ إلى أبي داود وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي في «الشعب» بلفظ: «يس قلب القرآن

» حتى قوله: «إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرؤوها على موتاكم» .

وفي هذا الصنيع نظر ظاهر، فليس من الحديث عند أبي داود (2/170) وابن ماجه (1448) والحاكم (1/565) والبيهقي (2457) وكذا في «سننه الكبرى» (3/383) سوى الجملة الأخيرة منه حَسْبُ:«اقرؤوا على موتاكم يس» من طرق عن ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان ـ وليس بالنهدي ـ عن أبيه به. ورواه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (480) : «حدثت عن عبد الله بن المبارك عن التيمي به» .

وهو عند ابن حبان (3002) من طريق يحيى بن سعيد القطان (1) عن سليمان عن أبي عثمان عن معقل به مختصراً أيضاً. فظهر بذلك أن زيادة: «يس قلب القرآن» في هذا الحديث شاذة لتفرد المعتمر بن سليمان بها، بمخالفة الحافظين الثبتين: عبد الله بن المبارك ويحيى القطان على النحو المتقدم سنداً ومتناً.

بل في رواية للبيهقي في «الشعب» (2458) بسند صحيح إلى

(1) يبدو أن الراجح عن يحيى القطان إيقافه، فقد جزم الحاكم بأنه أوقفه هو وغيره، ثم إن تفرد ابن حبان عنه مرفوعاً يوقع ريبة كبيرة، لتوافر دواعي سائر المصنفين على روايته من طريقه. فالله أعلم.

ص: 51

أبي عمر الضرير ثنا المعتمر بن سليمان به، باختصار هذه الزيادة، ولم يقل في الإسناد (عن أبيه) نعم، المعتمر ثقة حافظ أيضاً مقدم في أبيه، قال ابن معين رحمه الله:«كان معتمر بن سليمان أعلم الناس بحديث أبيه، لم يكن أحد من الناس يقوم في سليمان مقامه» كما في «معرفة الرجال» لابن محرز (1/558) .

وقال الآجري عن أبي داود: سمعت أحمد يقول: «ما كان أحفظ معتمر بن سليمان، قل ما كنا نسأله عن شيء إلا عنده فيه شيء» كما في «تهذيب التهذيب» (10/228) .

ولكن أُخِذَتْ عليه ـ في الجملة ـ أشياء.

* قال أبو الوليد الباجي في «التعديل والتجريح» (2/764) : «قال أحمد بن علي ابن مسلم: حدثنا مجاهد بن موسى: سمعت يحيى بن سعيد يقول: إذا حدثكم المعتمر ابن سليمان بشيء فاعرضوه، فإنه سيء الحفظ» وقال ابن خراش: «صدوق يخطيء من حفظه، وإذا حدث من كتابه فهو ثقة» .

ورده الذهبي في «الميزان» (2/1424) بقوله: «قلت: هو ثقة مطلقاً. ونقل ابن دحية عن ابن معين: ليس بحجة» . قلت: الثابت عنه توثيقه.

ص: 52

قال إسحاق بن منصور الكوسج عنه: «ثقة» كما في «الجرح والتعديل» (8/402 ـ 403) . ولكنه قدم جماعة من أثبات أهل البصرة عليه.

قال ابن محرز (1/503) : «وسمعت يحيى ـ وسئل ـ «من الثقات من البصريين؟ فقال: حماد بن زيد، وخالد بن الحارث، وعبد الوارث، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية، ومعاذ بن معاذ. قيل له: فمعتمر؟ قال: معتمر ثقة، وليس مثل هؤلاء هؤلاء أكثر منه» .

قلت: وليس ابن المبارك أو القطان بدون واحد من هؤلاء، فكيف باجتماعهما على خلاف معتمر؟ ولا يعني ما تقدم عن ابن معين أن معتمراً بمنزلة (المعصوم) في أبيه. فمالك رحمه الله هو أثبت أصحاب الزهري بإطلاق، ومع ذلك أخذوا عليه في الزهري أشياء وأبو معاوية الضرير رفعوه جداً في الأعمش ـ وحده ـ ومع ذلك لم يسلم من بعض الوهم في حديثه.

والحاصل أن الواقع العملي والممارسة العملية المتأنية هما اللذان يستدل بهما على مثل هذه الأمور والقضايا (أما) حديث معقل بن يسار المتقدم ـ برمته ـ فالخلاصة فيه ما قاله الشيخ حمدي السفلي ـ حفظه الله ـ في حاشية «المعجم الكبير» ، حيث قال:

«والحديث ضعيف لعلل ثلاث:

أولاً: الاضطراب في الإسناد.

ص: 53