الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة بمتن، وعن أبي سعيد الخدري بمتن آخر في نفس القضية منكر لا يقبل من مثله ولا كرامة. لاسيما، وقد رواه الأثبات عن سليمان التيمي عن أبي عثمان ـ أحد المجهولين، وليس بالنهدي ـ بإسناد ومتن غير هذا في فضل نفس السورة بل سيأتي عن سليمان التيمي ـ بلاغاً ـ بإسناد أصلح من هذا أثر يقرر ثواباً آخر لقراءة السورة، سوى ما قرره هذا الحديث المنكر، والله المستعان.
8 ـ حديث ابن عباس بالشطر الثاني:
رواه أبو الشيخ كما في «الكنز» (1/591)، ولفظه:«من قرأ يس في ليلة أضعف على غيرها من القرآن عشراً، ومن قرأها في صدر النهار وقدمها بين يدي حاجته قضيت» . ولم أر من تكلم على إسناده، ولكن تفرد مثل أبي الشيخ مظنة عدم الصحة كما بلونا ذلك بالممارسة.
(وهذا) المتن المنكر يغني لفظه ومعناه عن تلمس إسناد له أو محاولة الوصول إلى مرتبته.
(وقد) رُوي شطره الثاني عن عطاء بن أبي رباح بلاغاً مرسلاً.
قال الحافظ الدارمي رحمه الله (2/457) : «حدثنا الوليد بن شجاع حدثني أبي حدثني زياد بن خيثمة عن محمد بن حجادة عن عطاء بن أبي رباح قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ يس في صدر النهار قُضِيَت حوائجه) » .
وهذا مرسل من أوهى المراسيل، فيه:
1 ـ شجاع بن الوليد أبو خيثمة، متكلم فيه.
قال جماعة عن ابن معين: «ثقة» . وقال الإمام أحمد: «كان شيخاً صالحاً صدوقاً، كتبت عنه قديماً» .
ووثقه أيضاً ابن نمير، وابن حبان، وابن خلفون.
وقال أبو زرعة: «لا بأس به» .
وقال الفسوي في «المعرفة» (3/83) : «بدر أبو شجاع (كذا والصواب: شجاع أبو بدر) : كنت أرى الكهول من أهل الحديث يتحفظون من حديثه» ، وانظر ترجمته في «الضعفاء الكبير» (2/184 ـ 185) ، ففيها ما يدل على أنه كان قد تغير. والله أعلم.
وقد تفرد عن زياد بن خيثمة عن ابن جحادة ـ أيضاً ـ عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً: " من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له في تلك الليلة ".
رواه الدارمي (2/457) والبيهقي في "الشعب"(2463، 2464) ،
ورواه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان"(2574) من طريق ابنه الوليد بن شجاع عنه به، فجعله من مسند (جندب)(1) وعزاه المنذري في "الترغيب"(2/637) معه إلى مالك وابن السني، فوهم. وهذا الحديث لم أَرَهُ إلا من رواية الهلكى ـ في غالب الأمر ـ عن الحسن به. فمنهم:
1 ـ هشام بن زياد أبو المقدام عند أبي يعلى كما في "تفسير ابن كثير"(3/563) عنه قال: سمعت أبا هريرة به (!) وهشام متروك، والحسن لم يسمع من أبي هريرة، ومع ذلك قال ابن كثير رحمه الله:" إسناده جيد "(!) وهشام لم يوثقه أحد حتى يكون للتجويد وجه على طريقة بعض المتأخرين!
2 ـ الحسن بن دينار عند ابن عدي في "الكامل"(2/713) .
3 ـ جسر بن فرقد عند الطيالسي (2467) والعقيلي (1/203) وأبي نعيم في "أخبار أصبهان"(1/252) .
نعم، رواه الطبراني في "الصغير"(417) و"الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(3378) من وجه آخر عن جسر، بإدخال غالب القطان بينه وبين الحسن.
(1) ولاشك أنه وهم، فالمحفوظ عن شجاع: عن الحسن عن أبي هريرة.
وفيه حميد ابن أبي مخلد الواسطي شيخ الطبراني، لم أهتد إليه.
4 ـ الأغلب بن تميم عن أيوب ويونس وهشام (!) عن الحسن به عند ابن السني (674) وابن عدي (1/407) .
5 ـ مبارك بن فضالة عن أبي العوام عنه به مختصراً عند البيهقي (2462) . وهذا أمثلها، والمبارك مدلس ـ وقد عنعنه ـ وأبو العوام لم يتعين لي، فإن كان هو عمران بن داور فهو مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب. (وقد) أعل أبو حاتم الرازي رحمه الله كونه موصولاً عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فقد قال ولده عبد الرحمن في "العلل"(1692) : " سألت أبي عن حديث رواه على ابن ميمون الرقي عن محمد بن كثير الصنعاني عن مخلد بن حسين عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ يس في ليلة غفر له " قال أبي: هذا حديث باطل، إنما رواه جبير عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل "(1) .
قلت: وجبير هذا لم يتعين لي، ويحتمل أن يكون متحرفاً من (جسر) ـ وهو ابن فرقد ـ فهذه الطبعة من "علل الحديث" سقيمة كثيرة التحريفات.
(1) وسيأتي عن الحسن رحمه الله من قوله بإسناد منقطع.