الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالقاتل كما فَعَلَ بالمقتول، كما جاء عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قتل اليهوديِّ الذي رضَّ رأس جارية بين حَجرين، رواه البخاري (2413) ، ومسلم (1672) ، وكما جاء في قصة العُرنيِّين، رواه البخاري (6802) ، ومسلم (1671) ، وأمَّا ما جاء في حدِّ الزاني المُحصَن، وهو الرَّجم، فهو إمَّا مستثنَى من عموم هذا الحديث، أو محمول على أنَّ الإحسانَ يكون في موافقة الشرع، ورجم المحصَن منه.
5 مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1 وجوب الإحسان في كلِّ شيء.
2 وجوب الإحسان عند القتل بسلوك أيسر سبيل لإزهاق النفس.
3 وجوب الإحسان عند ذبح الحيوان كذلك.
4 تفقد آلة الذَّبح قبل مباشرته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وليُحدِّ أحدُكم شفرته، وليُرح ذبيحَتَه".
الحديث الثامن عشر
عن أبي ذر جُندب بن جُنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اتَّق الله حيثما كنت، وأتْبع السيِّئةَ الحسنةَ تَمحُها، وخالِق الناسَ بخُلُق حسن" رواه الترمذي، وقال:" حديث حسن"، وفي بعض النسخ:"حسن صحيح".
1 هذا الحديث اشتمل بجُملِه الثلاث على ما هو مطلوب من المسلم لربِّه ولنفسه ولغيره.
2 قوله: "اتَّق الله حيثما كنت"، أصلُ التقوى في اللغة: أن يجعل بينه وبين الذي يخافه وقاية تقيه منه، مثل اتِّخاذ النِّعال والخفاف للوقاية مِمَّا يكون في الأرض من ضرر، وكاتِّخاذ البيوت والخيام لاتِّقاء حرارة الشمس، ونحو ذلك، والتقوى في الشرع: أن يجعلَ الإنسانُ بينه وبين غضب الله وقاية تقيه منه، وذلك بفعل المأمورات وترك المنهيات، وتصديق الأخبار، وعبادة الله وفقاً للشرع، لا بالبدع والمحدثات، وتقوى الله مطلوبةٌ في جميع الأحوال والأماكن والأزمنة، فيتَّقي الله في السرِّ والعلن، وبروزه للناس واستتاره عنهم، كما جاء في هذا الحديث:"اتَّق الله حيثما كنت".
3 قوله: "وأتْبع السيِّئة الحسنةَ تَمحُها"، عندما يفعل المرءُ سيِّئةً فإنَّه يتوب منها، والتوبةُ حسنة، وهي تجبُّ ما قبلها من الكبائر والصغائر، ويكون أيضاً بفعل الحسنات، فإنَّها تمحو الصغائر، وأمَّا الكبائر فلا يمحوها إلَاّ التوبة منها.
4 قوله: "وخالِق الناسَ بخُلُق حسن"، فإنَّه مطلوب من الإنسان أن يُعامل الناسَ جميعاً معاملة حسنة، فيُعاملهم بمثل ما يحبُّ أن يُعاملوه به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه"، وقوله صلى الله عليه وسلم:"فمَن أحبَّ أن يُزحزح عن النار ويُدخل الجنَّة، فلتأته منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتَى إليه"، فقد وصف الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم بأنَّه على خُلُق عظيم، وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنَّ خلقَه صلى الله عليه وسلم القرآن، رواه مسلم (746)، أي: أنَّه يقوم بتطبيق ما فيه، وجاء في السنة أحاديث كثيرة تدلُّ على فضل حسن الخُلُق، وتحثُّ على التخلُّق بالأخلاق الحسنة، وتحذِّر من الأخلاق السيِّئة.