المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[إيمانهم بالجبت والطاغوت] - فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت محب الدين الخطيب - جـ ٢

[محمود شكري الألوسي]

فهرس الكتاب

- ‌[تعبدهم بترك الطيبات من الرزق]

- ‌[تعبدهم بالمكاء والتصدية]

- ‌[النفاق في العقيدة]

- ‌[دعاؤهم الناس إلى الضلال بغير علم]

- ‌[دعاؤهم إلى الكفر مع العلم]

- ‌[المكر الكبار]

- ‌[حالة علمائهم]

- ‌[زعمهم أنهم أولياء الله]

- ‌[دعوى محبة الله مع ترك شرعه]

- ‌[تمَنِّيهم على الله تَعالى الأماني الكاذبةَ]

- ‌[اتخاذ قبور الصالحين مساجد]

- ‌[اتخاذ آثار الأنبياء مساجد]

- ‌[اتخاذ السرج على القبور]

- ‌[اتخاذ القبور أعيادا]

- ‌[الذبح عند القبور]

- ‌[التبرك بآثار المعظمين]

- ‌[الفَخْر بِالأحْسابِ]

- ‌[الاسْتِسْقاءُ بالأنْواءِ]

- ‌[الطَّعْنُ في الأنسابِ]

- ‌[النِّياحَةُ]

- ‌[تعيير الرجل بفعل أمه وأبيه]

- ‌[الافتخار بولاية البيت]

- ‌[الافْتِخار بِكَوْنِهِم مِنْ ذُرِّيَّةِ الأنبياءِ]

- ‌[الافتخار بالصنائع]

- ‌[عظمة الدنيا في قلوبهم]

- ‌[ازدراء الفقراء]

- ‌[إنكارهم الملائكة والوحي والرسالة والبعث]

- ‌[إيمانهم بالجبت والطاغوت]

- ‌[كتمان الحق مع العلم به]

- ‌[القول على الله بلا علم]

- ‌[التناقض]

- ‌[الكهانة وما في حكمها]

الفصل: ‌[إيمانهم بالجبت والطاغوت]

وقال آخرُ:

حياة ثُمَّ موْتٌ ثُمَّ نَشْرُ

حديثُ خُرافةٍ يَا أمَّ عَمْرو

وَمِنَ الآيات الدَّالةِ عَلى ذَلِكَ قولُهُ تَعالى [الصافات: 16-17، والواقعة: 47- 48] : {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ - أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} [الواقعة: 47 - 48] وَقَدْ تكَلَّمْنا عَلى مُعْتقَداتِ الجاهلية وَأدْيانِهِم في غَيْرِ هذا الموضعِ.

[إيمانهم بالجبت والطاغوت]

إيمانهم بالجبت والطاغوت (الثانية والتسعون) : الإيمانُ بالجِبْتِ وَالطَّاغوتِ، وتَفْضيل دينِ المُشرِكينَ على دينِ المسلمين. قَالَ تَعَالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51] وقد تَقَدَّمَ الكَلامُ على ذلكَ مُفَصَّلا. والمقصودُ- هُنا- أنَّ جَهَلَةَ الكِتابِيِّينَ كانوا يَقولونَ لِلمُشرِكينَ: أنْتُم أهْدى من المُسلِمينَ، وَما عِندَكُم خَيْرٌ مِمَّا عَلَيْهِ مُحَمَّد وَأَصْحَابُهُ، وَتَرى المُتَصَوِّفَةَ والغُلاةَ اليومَ على هذا المَنْهَجِ، يَقولونَ: إنَّ دُعاةَ أهلِ القُبورِ والغُلاةَ خَير مِمَّن يَمْنَعُ عن ذَلِكَ مِن أهل التَّوحيدِ وحُفَّاظِ السُّنَّةِ.

[كتمان الحق مع العلم به]

كتمان الحق مع العلم به (الثالثة والتسعون) : كِتْمانُ الحَقِّ مَعَ العِلْمِ بِهِ. كما حَكى الله ذَلِكَ عَن أحبارِ بَني إسرائيلَ مِنَ اليَهودِ والنصارى، فَقَدْ كَتَموا ما وَرَدَ فِي كُتُبِهِمْ مِنَ البشائرِ المُحَمَّدِيَّةِ، وَهُم يَعلَمونَ بِوُرودِها وَذِكْرِها في كُتُبِهِمْ. والكَلامُ على هذا البابِ مُفَصَّلٌ في (الجَوابِ الصَّحيح) لِشَيخِ الإِسلامِ، فَعَلَيْكَ بِهِ، فَإِنِّهُ كِتابٌ لَمْ يُؤَلَّفْ مِثْلُهُ.

[القول على الله بلا علم]

القول على الله بلا علم (الرابعة والتسعون) : القَولُ على الله بِلا عِلْمٍ. وهو أساسُ كُلِّ فَسادٍ وَأصْلُ الضَّلال. وأكثرُ النَّاس حَظًا مِن هذه الخَصلةِ الجاهلية مُبْتَدِعَةُ المُتكَلِّمينَ، فَقَدْ تكَلَّموا في الصِّفاتِ الإلهية بِمَا لَمْ يُنْزِلِ الله بِهِ مِن سُلْطانٍ، وَأوَّلوا نُصوصَ

ص: 298