الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معنى الوقف والسكت والقطع
الوقف، والسكت، والقطع، عبارات يختلف مقصود القراء بها والصحيح عند المتأخرين التفريق بينهما فالقطع: ترك القراءة رأسًا فإذا قلنا قطع القراءة فمعنى ذلك انتقاله إلى حالة أخرى غير القراءة كترك القراءة بالكلية أو الركوع أو الكلام بغير القرآن، وهذا يستعاذ بعده للقراءة.
والوقف: (قطع الصوت زمنًا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة)
وهو المقصود بهذا البحث وهو المراد في فن الوقف والابتداء فلا يقصدون بقولهم الوقف هنا: تام أو كاف أو حسن أو قبيح، القطع للقراءة بالكلية ولا يقصدون بذلك السكت الذي هو: عبارة عن وقف بلا تنفس، وزمن السكت دون زمن الوقف عادة فهو (قطع الصوت زمنًا يسيرًا ومقداره حركتان من غير تنفس، بنية العود إلى القراءة في الحال (1) وفي الشاطبية:
(1) النشر (1/ 238 - 243) والمنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية للملا القاري الحنفي (275).
وسكتهم المختار دون تنفُّسٍ
…
وبعضهم في الأربع الزهر بسملا (1)
قال الإمام أبو شامة المقدسي: (الإشارة بقولهم "دون تنفس" إلى عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة (2) وقد يكون السكت في وسط الكلمة كالسكت على "شيء" في قراءة حمزة ويكون في آخر الكلمة نحو السكت على: {عِوَجَا * قَيِّمًا} [الكهف: 1، 2]{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] و {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس: 52] في قراءة حفص قال الشاطبي.
(1) الشاطبية باب البسملة وإبراز المعاني من حرز الأماني لأبي شامة (66).
(2)
إبراز المعاني (67) ومن فسر قوله: دون تنفس: بأنه من غير قطع: كصاحب التيسير أعني الداني وصاحب سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي، وهو علي ابن القاصح شرح الشاطبية (29) أقول مقصودهم بذلك: من غير قطع للنفس، كما أوضحه أبو شامة إبراز المعاني (566) وهذا التوجيه أولى من قول القاضي الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله في شرحه على الشاطبية (معناه دون قطع طويل ولا بد من تقييده بهذا، وإلا فالسكت فيه قطع الصوت حتمًا وإن كان قليلاً) أ. هـ الوافي في شرح الشاطبية (311).
وسكتة حفص دون قطع لطيفة
…
على ألف التنوين في عوجًا بلا وفي
نون من راقٍ ومرقدنا ولا
…
م بل ران والباقون لا سكت موصلا
ومن أئمة القراء من يصفها بوقفة خفيفة أو يسيرة (1) ومنهم من ينعتها: بـ وُقيفة كما صنع أبو العلاء الهمذاني (2).
والكلام على توجيه ما انفرد به حفص هنا من السكت ليس هذا موضعه.
ومن المعلوم أن السكت مقيد بالرواية والسماع (3).
(1) التذكر ة في القراءات لأبي الحسن طاهر بن غلبون ت: (399هـ)(2/ 507) والنشر: (1/ 241).
(2)
غاية الاختصار في قراءة العشرة أئمة الأمصار (552).
(3)
ينظر: النشر (1/ 238 - 243) وإتحاف فضلاء البشر للدمياطي (61 - 63).