الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَه السُّيُوطِيّ مَعَ سَعَة اطِّلَاعه
وَقد حكى الثعالبي فِي الْيَتِيمَة هَذِه الْقَضِيَّة على غير مَا حَكَاهُ السُّيُوطِيّ وَلَا مُنَافَاة بَينهمَا
فصل
قَالَ السُّيُوطِيّ إِن غَالب كتب اللُّغَة لم يلْتَزم مؤلفوها فِيهَا الصَّحِيح بل جمعُوا مِنْهَا مَا صَحَّ وَغَيره وينبهون على مَا لم يثبت غَالِبا
فَأول من الْتزم الصَّحِيح مُقْتَصرا عَلَيْهِ الإِمَام أَبُو نصر إِسْمَاعِيل بن عَطاء بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي
وَلِهَذَا سمى كِتَابه الصِّحَاح بِكَسْر الصَّاد وَهُوَ الْمَشْهُور جمع صَحِيح وَبِفَتْحِهَا وَهُوَ مُفْرد قَالَه يحيى الْخَطِيب التبريزي وَقَالَ إِلَّا أَن فِيهِ تحريفا قَلِيلا مغتفرا جنب الْكثير الَّذِي اجْتهد فِيهِ
وروى الثعالبي فِي يتيمة الدَّهْر عَن بعض الأدباء
(هَذَا كتاب الصِّحَاح سيد مَا
…
صنف قبل الصِّحَاح فِي الْأَدَب)
(تَشْمَل أبوابه وَتجمع مَا
…
فرق فِي غَيره من الْكتب)
وَقَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ فِي مُعْجم الأدباء
كتاب الصِّحَاح وَهُوَ الَّذِي بأيدي النَّاس الْيَوْم عَلَيْهِ اعتمادهم أحسن الْجَوْهَرِي تأليفه وجود تصنيفه وَهَذَا مَعَ تَصْحِيف فِيهِ فِي عدَّة مَوَاضِع تتبعها عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ
وَقد ألف عبد الله بن بري الْحَوَاشِي على الصِّحَاح وصل فِيهَا إِلَى حرف السِّين فأكملها عبد الله بن مُحَمَّد البطي
وَألف رَضِي الدّين الصَّاغَانِي التكملة على الصِّحَاح ذكر فِيهَا مَا فَاتَهُ من اللُّغَة وَهِي أكبر حجما مِنْهُ
وَأعظم كتاب ألف فِي اللُّغَة بعد الصِّحَاح كتاب الْمُحكم وَالْمُحِيط الْأَعْظَم لأبي الْحسن عَليّ بن سيدة الأندلسي الضَّرِير
ثمَّ كتاب الْعباب للرضي الصَّاغَانِي وَقد وصل فِيهِ إِلَى مَادَّة بكم حَتَّى قَالَ بَعضهم فِيهِ
(إِن الصغاني الَّذِي
…
حَاز الْعُلُوم وَالْحكم)
(كَانَ قصارى أمره
…
أَن انْتهى إِلَى بكم)
ثمَّ الْقَامُوس للْإِمَام مجد الدّين الفيروزابادي
قَالَ السُّيُوطِيّ وَهُوَ شيخ شُيُوخنَا وَلم يصل وَاحِد من هَذِه الثَّلَاثَة فِي كَثْرَة التداول إِلَى مَا وصل إِلَيْهِ الصِّحَاح وَلَا نقصت رُتْبَة الصِّحَاح وَلَا شهرته مَوْجُود هَذِه وَذَلِكَ لالتزامه مَا صَحَّ فَهُوَ فِي كتب اللُّغَة نَظِير صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتب الحَدِيث
وَلَيْسَ الِاعْتِمَاد على كَثْرَة الْجمع بل على شَرط الصِّحَّة انْتهى كَلَامه
قلت لَكِن فِي زَمَاننَا قد نقصت رُتْبَة الصِّحَاح وشهرته وَاكْتفى النَّاس فِي الْقَامُوس لثَلَاثَة أُمُور
الأول لجهلهم أَن الصِّحَاح أصح كتاب فِي اللُّغَة حَتَّى توهموا أَنه كثير الْغَلَط لما سمعُوا أَن فِيهِ تصحيفا وَلم يعلمُوا أَن ذَلِك لَا يَخْلُو مِنْهُ إِلَّا كتاب الله تَعَالَى وَأَنه يُمكن أَن يعرفهُ كل مشتغل باللغة
الثَّانِي لجهلهم مَا نذكرهُ من عُيُوب الْقَامُوس حَتَّى صَار عِنْدهم جَمِيع مَا فِيهِ قَطْعِيا
الثَّالِث لجهلهم مَا نذكرهُ من محَاسِن الصِّحَاح والتكملة