الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْهَا أَنه قد تخْتَلف أَقُول الْأَئِمَّة فِي معنى كلمة فَتكون من قسم الْمُشْتَرك لِأَن كل إِمَام يسمع مِنْهَا أَو أَكثر وَلم يسمع الْبَاقِي
فَأَما الْجَوْهَرِي وَغَيره فَإِنَّهُ يَعْزُو إِلَى كل إِمَام قَوْله
وَأما الْمجد فَلَمَّا بَالغ فِي الِاخْتِصَار حذف ذكر الْأَئِمَّة
وسرد الْأَقْوَال بياء لَا بِالْوَاو منبها بذلك على الْخلاف إِذْ لَو سردها بِالْوَاو لأوهم عدم الْخلاف لَكِن رُبمَا يتَوَهَّم من وقف عَلَيْهِ أَن الْمجد تردد فِي معنى الْكَلِمَة وَأَنه لم يَصح لَهُ وَاحِد مِنْهَا
حَتَّى لقد سَمِعت شَيخنَا ابْن الطّيب رَحمَه الله تَعَالَى فِي الدَّرْس مرَارًا مَعَ تقدمه فِي اللُّغَة إِذا قرر معنى كلمة يَقُول وَلَا معنى لتردد الْمجد فِي ذَلِك حَيْثُ قَالَ كَذَا أَو كَذَا
وَلَكِن قَول الْمجد فِي
فصل
السِّين من بَاب الْمِيم الساسم كعالم شجر أسود أَو الآبنوس أَو الشيزي أَو شجر يعْمل مِنْهُ القسي
وَفِي الصِّحَاح الساسم اسْم بِالْفَتْح شجر أسود وَقَالَ النمر بن تولب
(إِذا شَاءَ طالع مسحورة
…
ترى حولهَا النبع والساسما)
وَقَالَ الصغاني فِي التكملة الدينَوَرِي الساسم من شجر الْجبَال
فصل
وَمِمَّا عيب بِهِ الْقَامُوس تِسْعَة أُمُور
الأول أَنه رحمه الله بَالغ فِي الإيجاز فِيهِ حَتَّى ألحقهُ بالمعميات والألغاز فَلَا يفهم كثيرا مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من أَرْبَاب الفطنة الوقادة والطبيعة المنقادة
الثَّانِي أَنه تفرد بِمَا لم نقف فِي كتب الْأَئِمَّة الْمُعْتَبرَة عَلَيْهِ مَعَ كَثْرَة الْبَحْث عَنهُ كَقَوْلِه اللحوح بِالضَّمِّ مَا يشبه خبز القطائف يُؤْكَل بِاللَّبنِ يعْمل بِالْيمن وَقَوله كوكبان حصن بِالْيمن رصع دَاخله بالياقوت فَكَانَ يلمع كَالْكَوْكَبِ
فاللحوح بِهَذَا الْمَعْنى وترصيع كوكبان بالياقوت لَا نَدْرِي من أَيْن جَاءَ بِهِ لكنه إِمَام عدل لم نبلغ رتبته فِي الِاطِّلَاع ولسنا نظن بِهِ أَنه حَاطِب ليل
إِلَّا أَن مثل هَذَا لَا يَقع فِي الصِّحَاح
الثَّالِث أَنه رُبمَا فسر اللَّفْظ المعرب بالأعجمي لَا سِيمَا فِي النُّسْخَة الأولى الَّتِي لم تهذب كَقَوْلِه
القندفير كزنجبيل مُعرب كنده فير وَلم يزدْ على ذَلِك
الرَّابِع أَنه يرمز بِالْمِيم عَن لفظ مَعْرُوف فَيَقُول عِنْد ذكر كثير مِمَّا لَا يعرفهُ أَكثر النَّاس من النَّبَات وَالْحَيَوَان مَعْرُوف وَلَا يصفه بِمَا يحصله فِي الأذهان
الْخَامِس أَنه يُفَسر الْغَرِيب بِلَفْظ أغرب مِنْهُ أَو مثله
ثمَّ يُفَسر الأغرب بذلك الْغَرِيب فَيَقَع الدّور وَلَا نفيد شَيْئا كَقَوْلِه الْخمار النصيف ثمَّ يُفَسر النصيف بالخمار كتفسيره الدِّرْهَم بأوزان تتَوَقَّف مَعْرفَتهَا على مَعْرفَته
وَهَذَا الْعَيْب لَيْسَ مُخْتَصًّا بل هُوَ مَوْجُود فِي الصِّحَاح وَغَيره
السَّادِس أَنه خلط الْمجَاز الْمَشْهُور عِنْد الْعَرَب بِالْحَقِيقَةِ وَلم يبين ذَلِك وَكَذَا فعل الْجَوْهَرِي فَإِنَّهُمَا ذكرا لليد وَغَيرهَا مَعَاني لَيست كلهَا حَقِيقَة فخلط الْمجَاز بِالْحَقِيقَةِ كثير جدا فِي الْكِتَابَيْنِ وَلم يخْتَص هَذَا الْعَيْب بالقاموس
وتخليص الْمجَاز من الْحَقِيقَة هُوَ الَّذِي يسم المصنفين بالعي والإعياء حَقِيقَة
وَلَا نعلم أحدا خلص كلا مِنْهُمَا عَن الآخر إِلَّا الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأساس وَتَبعهُ شَيخنَا الْبَدْر مد الله أَيَّامه مُلَخصا للأساس بِكِتَاب
سَمَّاهُ الْإِحْرَاز
وَأما قَول السَّيِّد الْعَلامَة عبد الله بن عَليّ الْوَزير رحمهمَا الله تَعَالَى وَمن خطه نقلت
(لمجد الدّين فِي الْقَامُوس مجد
…
وفخر لَا يوازيه موازي)
(أصح من الصِّحَاح بِغَيْر شكّ
…
وَإِن خلط الْحَقِيقَة بالمجاز)
فَوَهم من طَرِيقين الأولى توهم اخْتِصَاص الْقَامُوس بِعَيْب خلط الْحَقِيقَة بالمجاز وَقد عرفت أَنه غير مُخْتَصّ بِهِ
وَقد يُقَال إِنَّه لم يخص فِيهِ خلط الْحَقِيقَة بالمجاز وَكَأَنَّهُ قَالَ وَإِن خلط الْحَقِيقَة بالمجاز كالصحاح
وَلَو قَالَ وَإِن خلطا بِأَلف التَّثْنِيَة لما ورد عَلَيْهِ ذَلِك
لكني رَأَيْت بِخَطِّهِ جَوَابا عَن سُؤال يقْضِي بِأَنَّهُ يرى أَن الصِّحَاح لم يخلط الْحَقِيقَة بالمجاز وَهُوَ هم فَاحش
الطَّرِيق الثَّانِيَة دَعْوَى أَنه أصح من الصِّحَاح وَمَا كَفاهُ ذَلِك حَتَّى قَالَ بِغَيْر شكّ وَقد عرفت مِمَّا تقدم بطلَان هَذِه الدَّعْوَى
فليته اكْتفى بِدَعْوَى تساويهما فِي الصَّحِيحَة وَقد طارت هَذِه الدَّعْوَى كل مطار حَتَّى روى السُّيُوطِيّ فِي المزهر لبَعْضهِم
(مذ مد مجد الدّين فِي أَيَّامه
…
من فيض أبحر علمه القاموسا)
(ذهبت صِحَاح الْجَوْهَرِي كَأَنَّهَا
…
سحر الْمَدَائِن حِين ألْقى مُوسَى)
السَّابِع أَن الاصطلاحات الَّتِي ذكرهَا فِي صدر كِتَابه الَّتِي عرفنَا بالتتبع أَنه التزمها رُبمَا تخلف فِي مَوَاضِع قَليلَة وَذَلِكَ بسهو مِنْهُ رَحمَه الله تَعَالَى كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي الْفَصْل الرَّابِع من الْمَقْصد الأول
وأعجب من هَذَا كُله أَنه قَالَ فِي الْخطْبَة عِنْد ذكر أحسن مَا اخْتصَّ بِهِ هَذَا الْكتاب مَا لَفظه
وَمِنْهَا أَنِّي لَا أذكر مَا جَاءَ من جمع فَاعل المعتل الْعين على فعلة إِلَّا أَن يَصح مِنْهُ كجولة وَخَوْلَة
وَأما مَا جَاءَ مِنْهُ مُعْتَلًّا كباعة وسَادَة فَلَا أذكرهُ لاطراده انْتهى
وَمَا أحسن مَا قَالَ لَو طابق هَذَا القَوْل مِنْهُ الفعال لكننا تتبعنا ذَلِك فَوَجَدنَا الْأَمر بِالْعَكْسِ مِمَّا قَالَه فَلم يذكر جَوْلَة وَخَوْلَة وَذكر باعة وسَادَة ونظائرهما فجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا
الثَّامِن أَنه قَالَ الْمجد رحمه الله ودارات الْعَرَب تنيف على مئة وَعشر لم تَجْتَمِع لغيري وَللَّه الْحَمد
ثمَّ سردها فراجعت جُزْءا من أَصله أَعنِي الْعباب من نُسْخَة جرى عَلَيْهَا قلم مؤلفها ثمَّ قلم الْمجد رحمه الله فَرَأَيْت تِلْكَ الدارات جَمِيعهَا مَعْدُودَة فِي الْعباب
وَقد سَهَا الْمجد عَن سبع دارات فأهملها عِنْد النّسخ وَلكنه زَاد فِي الْهَامِش سبع دارات فزادها فِي الْقَامُوس
وَلَا أَدْرِي هَل زَادهَا من الْمُجْمل أَو من غَيره فَلَو عد مَا فِي الْعباب وَذَلِكَ مئة دارة ونيف ثمَّ يَقُول وَقد وقفت على سبع دارات غير ذَلِك وَللَّه الْحَمد لَكَانَ أولى
والدارات الَّتِي سَهَا عَن نقلهَا هِيَ دارة أجماد وَالذِّئْب والذئبان وغور ومحلف والمرذ وموقوع ثمَّ ظَاهر مَا فِي خطْبَة الْقَامُوس انه ألم بِجمع معَان أَصْلِيَّة بِعِبَارَة وجيزة وَزَاد عَلَيْهَا
فَانْظُر مَا أحملهُ فِي هَذَا الْموضع وَقس عَلَيْهِ غَيره
قَالَ فِي الْعباب وَأما دارة بِغَيْر إِضَافَة فِي قَول خلف الْأَحْمَر
(دويرات برد بَين بَاب ودارة
…
)
ودارة ابْن العمرد ودارة نَجْرَان ودارة الْكَلْبِيّ ودارة العَبْد ودارة المقطع فَهَذِهِ لَيست من دارات الْعَرَب وَإِنَّمَا هِيَ دُورهمْ الَّتِي تخْتَص بهم وَهَذِه أسامي أَصْحَاب الدّور
ودارات الْعَرَب مُضَافَة إِلَى جبال ومياه وأمكنة
وَيُقَال فِي الْفرس ثَمَانِي عشرَة دَائِرَة مِنْهَا مَا يكره وَهِي الهقعة وَهِي
الَّتِي تكون فِي عرض زوره وَيُقَال أبقى الْخَيل المهقوع ودائرة القالع وَهِي الَّتِي تكون تَحت اللبد ودائرة الناخس وَهِي الَّتِي تكون تَحت الْجَاعِرَتَيْنِ إِلَى الفائلين ودائرة اللطاة فِي وسط وَجهه وَلَيْسَت تكره إِذا كَانَت وَاحِدَة فَإِذا كَانَت هُنَاكَ دائرتان قَالُوا فرس نطيح وَذَلِكَ مَكْرُوه وَمَا سوى هَذِه لَا يكره انْتهى
وَلَا ريب أَن الْمجد ذكر بعض هَذِه الزِّيَادَة مفرقة
التَّاسِع مَا ذَكرْنَاهُ فِي الْفَصْل الرَّابِع من هَذَا الْمَقْصد