الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم من هدي كل أحد سواه، ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة وأهل الحديث والآثار.
[مقصود الإجماع]
والإجماع ما عليه أهل العلم، من أقوال وأعمال ظاهرة وباطنة، مما له تعلق بالدين، والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح، وبعدهم كثر الاختلاف، ولم يوجد إجماع على حده، ولهذا أنكره الإمام أحمد، وغيره، من أهل التحقيق (1) .
وهم مع هذه الأصول، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، على ما توجبه الشريعة، ويحافظون على الجماعات، والجمعة، ويدينون بالنصيحة للأمة، ولولاة الأمور، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم:«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه» (2) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» (3) .
(1) قال الإمام أحمد في "مسائله " لابنه عبد الله (ص 390) كما في "آداب الزفاف "(ص 145) : "من ادّعى الإجماع فهو كاذب وما يدريه لعل الناس اختلفوا" وذكره ابن حزم في "الإحكام " كما في "نظام الطلاق "(ص 100) وقال العلامة أحمد شاكر في "نظام الطلاق ": "الإجماع الصحيح الذي تثبته الأدلة الذي لا يجوز لأحد خلافه هو الأمور المعلومة من الدين بالضرورة كلها وليس شيء غيرها يسمى إجماعًا" ثم نقل عن الإمام الطبري قوله: "إن الإجماع هو نقل المتواترين لما أجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآثار". وانظر "الإحكام في أصول الأحكام "(4 / 142-144) بتحقيق أحمد شاكر و"إرشاد الفحول "(ص 71) للشوكاني و"حصول المأمول " لصديق حسن خان (ص 57) ومقدمة الإحماع لابن المنذر للدكتور أبي حماد صغير وغيرها حول الإجماع.
(2)
متفق عليه: البخاري (10 / 400 فتح) ومسلم (2585) عن أبي موسى، ولكن ليس في مسلم التشبيك.
(3)
متفق عليه: البخاري (10 / 438 فتح) ومسلم (2586) عن النعمان بن بشير. واللفظ لمسلم.
ويأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ويقولون:«أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا» كما في الحديث (1) .
ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك.
وينهون عن الفخر والخيلاء، والبغي، والاستطالة على الخلق بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق، وينهون عن سفلها.
وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة، وطريقهم هو دين الإسلام، الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لكن لما أخبر النبي أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة (2) وفي حديث أنه قال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم
(1) رواه الترمذي (1172) وقال: "حسن صحيح " وأحمد (2 / 472 و 250) وابن حبان (1311 موارد) والحاكم (1 / 3) .
(2)
رواه أبو داود (4597) وابن أبي عاصم في "السنّة "(2 و 65) واللالكائي في "شرح الاعتقاد"(150) وأحمد (4 / 102) والحاكم (1 / 128) والآجري في "الشريعة "(ص 18) عن معاوية رضي الله عنه ورواه ابن ماجه (3993) والآجري (ص 16) عن أنس ورواه ابن ماجه أيضا (3992) وابن أبي عاصم (63) واللالكائي (149) عن عوف بن مالك الأشجعي ورواه الآجري (ص 17 -18) عن سعد بن أبي وقاص.
ورواه الترمذي (2778) والآجري (ص 15) وابن حبان (1834 موارد الظمآن) والحاكم (1 / 128) عن أبي هريرة الحديث ولكن لم يذكروا فيه "وهي الجماعة " وكذا رواه الدارمي (2 / 241) وابن أبي عاصم في "السنّة"(66 و 67) عن معاوية رضي الله عنه.
والحديث صحيح لا شك في صحته وقد صححه جمع من الحفاظ انظر "السلسلة الصحيحة". (203) لذلك وللرد على الكوثري في هذا الحديث.
وأصحابي» (1) ".
صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب (2) هم أهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء، ومنهم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، أولو المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة، وفيهم أئمة الدين، الذين أجمع المسلمون على هدايتهم، وهم الطائفة المنصورة، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة» (3)) .
(1) رواه الترمذي (2779) وقال: "حسن غريب مفسر لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه"- واللالكائي (148) وابن نصر المروزي في " السنة "(ص 18) والآجري في "الشريعة "(ص 15) وابن وضاح في "البدع والنهي عنها"(85) وإسماعيل الأصفهاني في "الحجة في بيان المحجة"(16 و17 بترقيم الدكتور محمد ربيع- رسالة دكتوراه-) كلهم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف في حفظه كما في "التقريب".
وروى الطبراني في الصغير (ص 150) عن وهب بن بقية ثنا عبد الله بن سفيان المدني عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك فذكره وقال الطبراني: "لم يروه عن يحيى إلا عبد الله بن سفيان". وقال العقيلي: "لا يتابع على حديثه " وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال "(2 / 430) "إنما يعرف هذا بابن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو.
(2)
أي عن الخلط بغيره.
(3)
حديث صحيح له طرق متعددة وبألفاظ مختلفة انظر "صحيح البخاري"(13 / 393 فتح الباري) وصحيح مسلم (156) و"صحيح الجامع الصغير" (7164 - 7173.