المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من اسمه غازي - قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان - جـ ٤

[ابن الشعار]

الفصل: ‌ذكر من اسمه غازي

/247 ب/

‌ حرف الغين

‌ذكر من اسمه غازي

[569]

غازي بن محمود بن أبي بكر بن المرزبان بن نعمة، أبو المظفر، الأرمويُّ الأصل، الإربليُّ المولد والمنشأ.

رجل من أهل إربل ذو مداعبة وكياسة، مطبوع خفيف الروح، وله أشعار محشوة مجونًا وهزلاً.

انشدني لنفسه بإربل سنة خمس وعشرين وستمائة، وذكر لي أن مولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة. وخبرت أنه توفي بحلب سابع عشري رمضان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة:[من الطويل]

ألمَّ به طيفٌ ماى زار يغنه

سحيرًا وقد خاط الكرى فتق جفنه

محب متى هبَّت له من دياركم

نسيمٌ أذاع الحبُّ مكنون حزنه

تأهب عنكم للرحيل ودمعه

على خدِّه ساحة صحنه

رمته صروف الدَّهر سهمًا أصابه

ولم يغنه تلقاؤه بمجنِّه

أجيراننا بالأجرع الفرد صبُّكم

صبور على خوف الزَّمان وأمنه

/248 أ/ يؤمِّل عودًا أن يراكم بعينه

على باب سلعٍ أو يعيكم بأذنه

وأنشدني لنفسه. وكان يلقب الرضي: [من السريع]

قالوا: رضيُّ الدِّين، قلت: اسكتوا

لا تذكروا الألقاب ما بيننا

ذا لقبٌ ما كان إلَاّ على

نحس وإلاّ فانظروني أنا

وأنشدني أيضَا لنفسه في إنسان، يلقب أيضًا الرضي. وكان يتلوى الأشراف على الرباط:[من الخفيف]

أيُّها الكاتب الَّذي اتَّخذوه مشرفًا للرباط من تسع رهط

إنَّ دينًا أنا وأنت رضيَّاه لدينلٌ طول المدى في سخط

ص: 291

وأنشد أيضًا فيه قد صار كتابًًا بدكان الصنع بإربل: [من مجزوء الكامل]

ما متُّ منك بحسرة

حتَّى رأيتك راكبًا

متحكِّمًا متأمِّرًا

تدعى الرَّضى الكاتبا

وعلى يمينك كاتبًا

وعلى شمالك حاجبا

والنَّاس حولك يهرعون مسائلاً ومجاوبًا

/248 ب/ لمذَا نلويت الرِّباط وجدت مالاً سائبا

فسلكت فيه مذاهبًا

وقضيت منه مآربا

فمتى أراك مذلَّلاً

ومكبَّلاً ومحاسبا

والدذَهر عن قوس الأذى

يرميك سهمًا صائبا

ومنها:

يا دولة في ظلِّها

تضحى الأسود ثعالبا

مازلت بي حتَّى رأيت من الزَّمان عجائبا

[570]

غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب، السلطان الملك الظاهر، أبو الحارث بن السلطان الملك الناصر أبي المظفر –صاحب حلب-.

كانت ولادته بآخر [يوم] في رمضان سنة ثماني وستين وخمسمائة وتوفي بحلب يوم الإثنين تاسع جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن بقلعتها، وبقي

ص: 292

بها إلى العشر الوسطى من شعبان سنة عشرين وستمائة. وكان موته /249 أ/ بأمراض اجتمعت عليه وسنطاريا، وحمى باطنة وماثرة، وحمى نوبة، وعسر بول.

ثم نقل إلى المدرسة التي أنشأها مولاه طغرل ابو سعيد الطاهري –رحمه الله تعالى- تحت القلعة المنصورة. ودخل حلب حين أعطاه إياه أبوه الملك الناصر يوم السبت التاسع عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وطلع إلى قلعتها في وقته، وكان الوالي حينئذ من قبل عمه الملك العادل أبي بكر صارم الدين برغش.

وكان سامي الهمة في الأمور السلطانية، وتدبير الملك والدولة والسياسة في الرعية يأخذ نفسه بالعدل والإنصاف، محسنًا إلى العلماء والفضلاء، كثير البر والمعروف إلى الشعراء، ذكيًا متيقظًا، منصفًا شديد الحزم بعيدًا عن الظلم، يحب أهل العلم، ويكثر مجالستهم.

حدثنى القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحنفي الحلبي العقيلي –أيده الله تعالى- بداره في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وستمائة، قال: قرأت بخط الملك الظاهر غازي بن يوسف ابن أيوم بيتين كتبهما للنقيب أبي غانم الحلبي: [من البسيط]

/249 ب/ هذا النَّقيب الذي أضحت مناقبه

بين البرَّية مثل الأنجم الزُّهر

لازال يرفل في أيَّام دولتنا

في حلَّة الجو محروسًا من الغير

وتحتهما بخط الوزير موفق الدين خالد بن القيسراني: هذا خط مولانا السلطان الملك الظاهر، ولفظه في مملوك دولته النقيب أبي غانم.

[571]

غازي بن مودود بن الخضر بن سودكين، أبو المظفر الحويُّ، المعروف بابن الطفسيِّ.

منسوب إلى طفس مدينة من أعمال حوران شرقيها من مدن الشام.

من أبناء الجند، ورد إربل وتعلق بخدمة سلطانها الملك المعظم مظفر الدين

ص: 293

كوكبوري بن علي بن بكتكين –رضي الله عنه وولاه حينئذ بشتدر وأعمالها، فبقي بها مدة فلم تطب له، فكتب إلى الصاحب أبي البركات المبارك بن أحمد المستوفي –رحمه الله وكان يومئذ يتولى الإستيفاء بالديوان المظفري يذم مقامه ببشتدر، ويشكو إليه مما لقيه من /250 أ/ من الفار والعقارب والبراغيث والعقارق، وأنشدنيها سنة خمس وعشرين وستمائة بمنزله بمحروسة إربل:[من مجزوء الكامل]

بالسَّيِّد الشّ} ف استجيـ .... ير من المقام بشتدر

الصَّاحب المولى الوزيـ

ـر في الأمور إذا نظر

الماجد المولى الَّذي

إنعامه عم ذَ البشر

من جوده يغنيك عن

فاهل البداوة والحضر

وندى يديه يحار من

ايجادها صوب المطر

لم اخش من ريب المنون ولا مفرَّ من القدر

أأخاف من كيد العدوِّ

وأنت كنزي المدَّجر

فالعبد يشرح قصة

حقًا تؤرَّخ في السِّير

الفأر يصوي دائبًا

من جوعه لا من بطر

وعقاربٌ صغرٌ يطا

ير سماها مثل الشَّرر

وبراغثُ يعبثن بي

فكأنذَها وخز الإبر

وعقارقٌ ينعبن من

وقت العشاء إلى السَّحر

/250 ب/ هذا لا تختٌ لدي فأين منهنَّ المفر؟

حتَّى أقبِّل راحة

تقبيلها يجلو البصر

وأعود فالأطفال ينتظرون عودي في الأثر

/252 أ/.

ص: 294