المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في هيئة المنام - قواعد تفسير الأحلام = البدر المنير في علم التعبير

[ابن نعمة]

الفصل: ‌في هيئة المنام

وَفُلَان قَامَ قَاتلهم وَدفع شرهم. نظر الْملك رَأْيه فيهم. فيأمر بقتل بَعضهم، أَو قطعه، أَو صلبه، أَو سجنه، ونو ذَلِك. وَيَأْمُر بإكرام المدافع لَهُم على مَا يَلِيق بِهِ من الْكَرَامَة. وَلما كَانَت الرّوح؛ الْمُدبر فِي الْبدن. كالملك فِي الْبَلَد - وَبَين يَدَيْهِ أعوان - السّمع، وَالْبَصَر، والنطق، وَالْيَدَانِ، وَالرجلَانِ - وَلَيْسَ لَهُم طَاقَة السهر دَائِما - لِأَنَّهُ يقل السّمع وَالْبَصَر والنطق - فَأرْسل الله تَعَالَى النّوم رَاحَة لأولئك كَمَا ذكرنَا. وَأقَام الْأَنْفس الثَّلَاثَة - كَمَا فِي الْيَقَظَة - للْملك. فَإِذا اسْتَيْقَظَ الرّوح الْمُدبر؛ أمْلى عَلَيْهِ الْمَنَام؛ أَنِّي رَأَيْت كأنني آكل حلواً من إِنَاء مليح فَيَقُول لَهُ الرّوح الْمُدبر: هُوَ للْمَرِيض بالحرارة ردئ. لكَون ذَلِك لَا يُوَافق مَرضه. وَيَقُول للصحيح - إِن كَانَ ملكا -: ملك بَلَدا كَبِيرا. وَلمن دونه: ستتولى مَكَانا مليحاً. ولطالب الْعُلُوم: تبلغ مرادك مِنْهَا: وللعازب: ستتزوج امْرَأَة حسناء. وَنَحْو ذَلِك. وَإِن كَانَت الْحَلَاوَة ردية؛ فعكس ذَلِك.

[فصل: 1] الْفَصْل الأول

‌فِي هَيْئَة الْمَنَام

[4]

أعلم أَن النّوم رَحْمَة من الله على عَبده؛ ليستريح بِهِ بدنه عِنْد

ص: 120

تَعبه. لما علم الله عز وجل عجز الرّوح عَن الْقيام بتدبير الْبدن دَائِما.

ص: 121

فالنوم هُوَ أبخرة تحيط بِالروحِ الْمُدبر للبدن؛ فتحجبه عَن التَّدْبِير.

ص: 122

وَمَا هُوَ فِي الْمِثَال إِلَّا كالملك - إِذا حجب نَفسه عَن تَدْبِير مَمْلَكَته ليستريح وتستريح أعوانه فِي وَقت حجبه - وَمن الْحِكْمَة جعل الله تَعَالَى - حِين غيبَة الرّوح الْمُدبرَة - ثَلَاثَة أنفس قَائِمَة؛ فَالْأولى: النَّفس المخيلة. أشبه شَيْء بالمرآة، لتخيل كل شَيْء يواجهها. وَجعل أمامها؛ نفسا حافظة: تحفظ مَا تصَوره المخيلة. وَجعل نفسا موصلة: توصل ذَلِك إِلَى الرّوح الْمُدبرَة -

ص: 123

إِذا انْكَشَفَ الْحجب عَنْهَا - ليتصرف فِيهِ على مَا يرى. وَمَا جعل الله تَعَالَى النّوم كَذَلِك إِلَّا من لطفه وحكمته، لِأَن حَال الْيَقَظَة مَا يُمكن أَن الْإِنْسَان يعرف مَا يحدث فِي الْوُجُود كل وَقت إِذْ لَو كَانَ ذَلِك كَذَلِك، لتساوى النَّاس بالأنبياء عليهم السلام.

ص: 124

صفحة فارغة

ص: 125

صفحة فارغة

ص: 126

صفحة فارغة

ص: 127

صفحة فارغة

ص: 128

صفحة فارغة

ص: 129

صفحة فارغة

ص: 130

[فصل: 2] الْفَصْل الثَّانِي

[5]

والرؤيا على قسمَيْنِ: صَحِيح، فَاسد. فَالصَّحِيح: مَا كَانَ من اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَهُوَ الَّذِي تترتب عَلَيْهِ الْأَحْكَام.

ص: 131

صفحة فارغة

ص: 132

الْقسم الثَّانِي: الْفَاسِد: الَّذِي لَا حكم لَهُ. وَهُوَ خَمْسَة أَقسَام: الأول: حَدِيث النَّفس: وَهُوَ أَن يحدث الْإِنْسَان نَفسه فِي الْيَقَظَة شَيْئا فيراه فِي الْمَنَام. وَكَذَلِكَ الْعَادة.

ص: 133

قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا ابتدأت بِذكر الْفَاسِد لقلته. فَإِذا عرف علم أَن مَا سواهُ هُوَ الصَّحِيح. وَقد ذكر جمَاعَة أَن الْفساد هَذِه الْأَقْسَام وَزَادُوا عَلَيْهَا: السَّحَرَة، وَبعث الشَّيَاطِين، وَنَحْو ذَلِك. وَلَيْسَ بِصَحِيح. وَالَّذِي ذكرته غير مُخْتَلف فِيهِ. وَفِي مَعْرفَته كِفَايَة.

ص: 134

صفحة فارغة

ص: 135

قَالَ المُصَنّف: كل وَاحِد من الْأَقْسَام الْفَاسِدَة إِذا رُؤِيَ مَعَ زِيَادَة؛ فَإِن كَانَت الزِّيَادَة من الْجِنْس الْفَاسِد فَلَا حكم لَهَا، وَإِن كَانَت من غير جنسه فاترك الْفَاسِد وَتكلم فِي الزِّيَادَة.

[6]

الْقسم الثَّانِي: يكون من غَلَبَة الدَّم. وَهُوَ أَن يرى الْحمرَة الْكَثِيرَة، أَو الْأَشْيَاء المضحكة، أَو الملهية. الْقسم الثَّالِث: يكون من غَلَبَة الصَّفْرَاء. كمن يرى شَيْئا أصفر كثيرا، أَو شموساً، أَو نيراناً، وَلَا يعقل شَيْئا. الْقسم الرَّابِع: وَأما مَا يكون من غَلَبَة السَّوْدَاء. كمن يرى كَثْرَة الدخاخين، أَو الخُسَف، أَو سَواد، أَو نَحْو ذَلِك.

ص: 136