الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
أبوابُ الأمثال
"
787 -
[2859]"إِنَّ الله ضَرَبَ مَثلاً صِراطًا مستقِيمًا".
قال الطيبي: "بدل من "مثلاً" لا على إهدار المبدل، كقولك زيدٌ رأيت غلامه رجلَاّ صَالحًا، إذ لو أسقطت غلامه لم يتبيَّن".
788 -
[2861]"كأنهم الزُّطُّ"
قال في النِّهاية: "هم جنس من السُّودان، والهُنُود".
789 -
[2863]"مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَة قِيدَ شِبْرٍ فَقد خلع رِبْقةَ الإسلامِ من عُنُقِهِ".
قال في النِّهاية: " مفارقة الجماعة: ترك السُنَّةَ واتِّباع البِدعةَ، والرَّبقة في الأصل: عُرْوة في حَبْلِ، تُجْعل في عُنُقِ البهيمة أو يَدِهَا تُمسِكهَا، فاستَعَارَهَا للإسلام، يعني ما يشدُّ المسلم به نفسه من عُرى الإسلام: أي حدوده، وأحكامه وأوامره ونواهيه ".
" والقِيدَ " القدر.
"وَمن ادَّعى دعوى الجَاهِلِيَّةِ" هو قولهم عند الأمر الحادِث الشديد، يا آل فلان.
"فإنَّه من جُثى جهنَّم" بالجيم والمثلثة جمع جُثوة، بالضم وهو الشيء المجموع.
790 -
[2866]"شَجرَ الأرْزِ".
بِسكون الراء، وفتحها، ثم زاي، قال في النِّهاية: "خشب
معروف، وقيل: هو الصنوبر".
791 -
[2868]"من دَرَنهِ" هُو الوَسخ.
792 -
[2869]"مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ المَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلَهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ" قال التوربشتي: " لا يحمل هذا الحديث على التردد في فضل الأول، على الآخر، فإنَّ القرن الأول هُم المفضلون على سائر القرون من غير مِرْيَة، ثم الَّذِين يلُونهم، ثم الذين يلونهم، وإنما أراد نفعهم في بث الشريعة والذب عن الحقيقة.
وقال البيضاوي: " نفي تعلق العلم بتفاوت طبقات الأمَّة في الخيرية، وأراد به نفي التفاوت لاختصاص [كل] طبقة منهم بخاصيَّة، وفضيلة توجب خيريتها، كما أنَّ كل نوبة من نوب المطر لها فائدة في النشو والنماء لا يمكن إنكارها، والحكم بعدم نفعها، فإنَّ الأولين آمنوا وشاهدوا من المعجزات، وتلقوا دعوةَ الرَّسُول بالإجابة والإيمان، والآخرين آمنُوا بالغيب لما تواتر عندهُم من الآيات، واتَّبعوا من قبلهم
بإحسان، وكما أنَّ المتقدمين اجتهدوا في التأسيس والتمهيد، فالمتأخرون بذلُوا وسعهم في التلخيص، والتجريد، وصرفوا عمرهم في التقدير والتأكيد فكل مغفُور وسعيهم مشكورٌ، وأجرهم موفور.
وقال الطيبي: " تمثيل الأمة بالمطر إنما يكون بالهدى والعِلم، [كما أنَّ تمثيله صلوات الله عليه وسلاه بالغيث والهدى والعِلم] فتختص هذه الأمة المشبَّهة بالمطر، بالعُلماء الكاملين منهم، والمكملين لغيرهم. فيستدعى هذا التفسير أن يراد بالخير النفع، فلا يلزم من هذا المساواة في الأفضلية، ولو ذهب إلى الخيريَّة، فالمراد وصف الأمة قاطبة سابقها ولاحقها، أولها وآخرهَا بالخيرية، وأنها ملتحمة بعضها مع بعض، مرصوصة كالبنيان، على حد قول الأنماريَّة: هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفَاها. وقول الشَّاعِر:
إنَّ الخيار من القبائل واحد
…
وبنو حنيفة كلهُم أخيار
فالحاصل أنَّ الأمة بأسرها مرتبطة بعضها مع بعض في الخياريَّة، بحيث أَبْهَمَ أمرها، وارتفع التمييز بينها، وإن كان بعضها أفضل من بعض في نفس الأمر، وهو قريب من باب سوق المعلوم مساق غيره، وفي معناه قولُهُ:
تشابه يومًا بأسه ونواله
…
فما نحن ندْري أي يوميه أفضل
أيوم نداه الغمر أم يوم بأسه
…
وما منهُمَا إلَاّ أغر محجل
ومعلوم علمًا جليًّا أنَّ يوم نداه الغمر أفضل من يوم بأسه لكن الندى لما لم يكن يكمل إلَاّ بالبأس أشكل عليه الأمر فقال ما قال، وكذلك أمر المطر، والأمة". انتهى.
793 -
[2872]"إنَّما النَّاس كإبل مائة لا يجد الرَّجل فيها راحلة" قال الخطابي: "معناه أنَّ النَّاس في أحكام الدِّين سواء لا
فضل فيها لشريف على مشروف، ولا لرفيع منهم على وضيع كالإبل المائة لا يكون فيها راحلة.
وقال في النِّهاية: " يعني أنَّ الرضي المنتخب من النَّاس في عِزَّة وجوده كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال، والأسفار الذي لا يُوجد في كثير من الإبل ".
قال الأزهري: " الذي عندي فيه أنَّ الله تعالى ذم الدنيا وحذَّر العباد سوء مغبتها، وضرب لهم فيها الأمثال ليعتبروا ويحذروا.
وكان عليه الصلاة والسلام يحذرهم ما حذرهم الله، ويُزهدهم فيها، فرغِب النَّاس بعدَهُ وتنافسوا عليها، حتى كان الزُّهد في النَّادِر القليل منهم فقال:"تجدون النَّاس بعدِي كإبل مائة ليس فيها راحلة". أي أنَّ الكامل في الزُّهد في الدنيا، والرَّغبة في الآخره قليل كقلة الراحلة في الإبل، والرَّاحلة: هي البعير القوي على الأسفار، والأحمال، النجيب التمام الخلق الحسن المنظر، ويقع على الذكر والأنثى والهاء فيه للمبالغة" انتهى.