الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
وبعد، فهذا ما وسعه الجهد وسمح به الوقت، وجاد به القلم، وتمكن منه الفهم وعذرى أني لم أدخر وسعًا في إخراج هذا الكتاب على أكمل صورة، فإن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن فيه نقص أو قصور فمني، وهو من سمة بني آدم والكمال لله وحده، وأرجو ممن عثر في هذا العمل على سقطة لسان أو سبق قلم، أو قصور في العبارة، أو نقص في الفهم، أن ينبهني على ذلك وله جزيل الشكر والدعاء، وسيجد أذنًا صاغية، وقلبًا مفتوحًا وأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني بهذا العمل وينفع به من قرأه، وأن يكتب لي الأجر فيه، وقد رأيت في هذه الجولة التي قضيتها في رحاب هذا السفر المبارك أن أضمن هذه الخاتمة بعض الأمور التي توصلت إليها من خلال البحث وهي تتلخص فيما يلي:
1-
يعتبر "قوت المغتذي" الشرح الرابع للسيوطي على كتب السنة بعد الصحيحين والموطأ وسنن أبي داود، ففي الصحيحين ضبَط الألفاظ، وتفسير الغريب، وبيان اختلاف الروايات وكذا الموطأ إلا أنه صرّح فيه بأنه أوسع منهما ولخص في مرقاة الصعود في شرح سنن أبي داود معالم السنن للخطابي وأما في قوت المغتذي فنوّع مصادره، وعدد أغراضه، التي عالج فيها مقاصده التي توخّاها في هذا الشرح، فكان شرحًا أو تعليقًا وسطًا بين الإيجاز المخل والشرح المطول.
ْ2- تعدُّد أصناف مصادره التي اعتمد عليها يُظهر مقدار ثراء مادة هذا الشرح.
3-
حوى فيه ثلاثة شروح مشهورة من شروح الجامع العارضة
للقاضي ابن العربي، والنفح الشذي لابن سيد الناس، وتكملته للعراقي.
4-
تميُّز أسلوب السيوطي في هذا الكتاب جعله في متناول طلاب العلم عامة وأهل الحديث خاصة وابتعد عن التكلف أو ضعف العرض.
5-
أهمية المقدمة وغزارة المعلومات التي ضمنها السيوطي فيها والخاصة بالجامع وعنايته بشرح مصطلحات الترمذي في حكمه على الأحاديث والتي توضح مراده فيها.
6-
ضرورة العناية بمثل هذه التعليقات المفيدة التي توضّح المبهم من الغريب في المتن، والتنكيت على الرواة حيث تظهر تفرُّد أحد المصنفين الستة دون غيره بتخريج حديث ذلك الراوي.
وبعد: فأحمد الله عز وجل وأشكره حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، حمدًا كثيرًا طيبًا ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، على ما وفق وأعان من إعداد هذا البحث، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* * *