المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الأول: إجابة الله - تعالى - للدعوات في جميع الأوقات - كيفية دعوة الملحدين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌تمهيد: إنزال الناس منازلهم:

- ‌المبحث الأول: مفهوم الإلحاد

- ‌الإلحاد في الأصل هو:

- ‌واللحد:

- ‌والمراد بالملحدين

- ‌المبحث الثاني: الأدلة الفطرية

- ‌المبحث الثالث: البراهين والأدلة العقلية

- ‌المسلك الأول: التقسيم العقلي الحكيم:

- ‌المسلك الثاني: العدم لا يخلق شيئاً:

- ‌المسلك الثالث: الطبيعة الصماء لا تملك قدرة، وفاقد الشيء لا يعطيه

- ‌المسلك الرابع: الصدفة العمياء لا تملك حياة:

- ‌المسلك الخامس: المناظرات العقلية الحكيمة:

- ‌المسلك السادس: مبدأ السببية:

- ‌المسلك السابع: التفكر في المصنوع يدل على بعض صفات الصانع:

- ‌المبحث الرابع: الأدلة الحسية المشاهدة

- ‌النوع الأول: إجابة اللَّه - تعالى - للدعوات في جميع الأوقات

- ‌النوع الثاني: معجزات الأنبياء الحسية، وهي آيات يُشاهدها الناس

- ‌وهذه الآيات المحسوسة تدل دلالة قاطعة على وجود اللَّه - تعالى

- ‌المبحث الخامس: الأدلة الشرعية

- ‌(أ) خبر اللَّه الصادق

- ‌(ب) دلالة القرآن بضرب الأمثال

- ‌يستلزم ذلك أنه المستحق للعبادة وحده دون ما سواه على ذكر طريقين

- ‌الطريق الأول: توجيه اللَّه - تعالى - الأنظار والقلوب إلى ما في هذا الكون من مخلوقات عجيبة تبهر العقول

- ‌الطريق الثاني: معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

الفصل: ‌النوع الأول: إجابة الله - تعالى - للدعوات في جميع الأوقات

الخالق لكل شيء المستحق للعبادة، الأدلة التي يسمعها الناس ويشاهدونها ويلمسونها، وهي على نوعين:

‌النوع الأول: إجابة اللَّه - تعالى - للدعوات في جميع الأوقات

، فلا يُحصي الخلق ما يُعطيه اللَّه للسائلين، وما يُجيب به أدعية الداعين، ويرفع به كرب المكروبين، فتحصل المطالب الكثيرة بأسباب دعاء بعض العباد لربهم، والطمع في فضله والرجاء لرحمته، وهذا برهان مُشاهد محسوسٌ، لا ينكره إلا مُكابرٌ (1).

فكم خرج المؤمنون يطلبون - بقلوب وجلةٍ تائبةٍ - من ربهم أن يسقيهم الغيث، فكانت الإجابة على الفور في كثير من الأحيان، فيأتي الغيث إلى المدينة أو القرية التي خرجت تدعو ربها، والقرى أو المدن التي بجوارها لا يأتيها بشيء، وكم رأى المضطرون تفريجاً لحالة الكرب بدعائهم (2) {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ

} (3)، وعلى هذا يشهد مئات الملايين من المسلمين، ومن رأى هذه الإجابات من المنصفين في مشارق الأرض ومغاربها.

(1) انظر: الرياض الناضرة، ص253، وشرح أصول الإيمان للشيخ محمد بن صالح العثيمين، ص17.

(2)

انظر: الإيمان، لعبد المجيد الزنداني مع مجموعة من العلماء، ص40، والرياض الناضرة، ص251.

(3)

سورة النمل، الآية:62.

ص: 25

فمن الذي سمع دعاء المستغيثين فأجابهم، فأنشأ السحاب وأنزل المطر؟! هل هو وثن لا يقدر على فعل شيء؟! أم طبيعة صمّاء لا تملك إرادة ولا تدبيراً، أم أن العدم الذي أنشأ وصمم، وأوجد وكوَّن، وقدَّر وأتقن، وسمع فأجاب، وهو العدم الذي لا وجود له؟!!

والحقيقة أن ذلك كله شاهد يتحدث إلى العقول البشرية أن لها ربّاً حكيماً قادراً سميعاً بصيراً مجيباً (1)، فعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب، ثم قال: يا رسول اللَّه هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع اللَّه أن يُغيثنا، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال:((اللَّهم أغثنا، اللَّهم أغثنا، اللَّهم أغثنا)). قال أنس: ولا واللَّه ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلا واللَّه ما رأينا الشمس سبتاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فقال: يا رسول اللَّه، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع اللَّه يمسكها عنَّا، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال:((اللَّهم حوالينا ولا علينا، اللَّهم على الآكام والظَّرَاب وبُطُونِ الأودية ومنابت الشجر))، فأقلعت وخرجنا نمشي في

(1) انظر: كتاب التوحيد، لعبد المجيد الزنداني، 1/ 43.

ص: 26