المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌العقل في منظور التربية الإسلامية ‌ ‌مفهوم العقل … المبحث الثاني العقل في منظور - التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية

[خالد بن حامد الحازمي]

الفصل: ‌ ‌العقل في منظور التربية الإسلامية ‌ ‌مفهوم العقل … المبحث الثاني العقل في منظور

‌العقل في منظور التربية الإسلامية

‌مفهوم العقل

المبحث الثاني العقل في منظور التربية الإسلامية

يعتبر العقل في الإنسان المحور الذي من خلاله تلج المناهج التربوية والأساليب التربوية إليه، لتفتق أذهان التلاميذ نحو الإبداع المعرفي، وبقدر معرفة الجهات التربوية للعقل وأهميته توليه اهتمامها وعنايتها، ولذلك جاء هذا المبحث ليلقي الضوء على هذا الجانب في النقاط التالية:

مفهوم العقل:

العقل: هو "القوة المتهيئة لقبول العلم"1 وأصل العقل الإمساك والاستمساك، كعقل البعير بالعقال2 وسمي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك3.

والعقل من حيث الاستفادة منه نوعان:

1-

عقل إدراك:

وهو العقل الذي عند كل أحد ما لم يكن مسلوباً بجنون، أو قاصراً لصغر السن، وهو الذي يميز به الناس بين الأشياء في الكثرة والقلة والأعداد، والأحجام، ونحو ذلك. وهذا عند المسلم والكافر وليس له علاقة بالديانة.

1 الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، ص 314.

2 المرجع السابق، ص 342.

3 ابن منظور، لسان العرب 11/458-459.

ص: 453

2-

عقل رشد:

وهو الذي يعلم به صاحبه فيعمل، وهو العقل الصحيح الذي يقبل الحق إذا علمه، ويبعد عن الشر إذا عرفه، فالذي يعلم الحق ولا يعمل به ليس لديه عقل رشد، وإنما لديه عقل إدراك، حيث أدرك به العلم، ولم يسترشد بذلك ويرشد، قال ابن تيمية رحمه الله1: فالعقل لا يسمى به مجرد العلم الذي لم يعمل به صاحبه، ولا العمل بلا علم، بل إنما يسمى به العلم الذي يعمل به، والعمل بالعلم، ولهذا قال أهل النار:{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} 2. وأيضا قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} 3. وقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} 4.

فهؤلاء الكفار لديهم عقل إدراك الذي هو مناط التكليف، ولكنهم فقدوا عقل الرشد بسبب عدم اتباعهم الحق بعد أن تبين لهم.

1 ابن تيمية، الفتاوى 9/286.

2 سورة الملك: آية رقم 10.

3 سورة الحج: آية رقم 46.

4 سورة الأعراف: آية رقم 179.

ص: 454