المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل التاء المثناة فوقها - لسان العرب - جـ ١٤

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل التاء المثناة فوقها

تَبَيَّيْتُ الشيءَ: تَعَمَّدْتُه؛ وأَنشد:

لَمَّا تَبَيَّيْنا أَخا تَمِيمِ،

أَعْطى عَطاءَ اللَّحِزِ اللَّئيمِ

قَالَ: وَهَذِهِ الأَبيات تَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ مَعًا؛ وَقَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ:

باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفا

مِثْلَ الصُّفُوفِ لاقَتِ الصُّفُوفَا،

وأَنْتِ لَا تُغْنِينَ عَنِّي فُوفا

أَي تَعْتَمِدُ حَوْضَها؛ وَقَالَ آخَرُ:

وعَسْعَسٌ، نِعْمَ الفَتى، تَبَيَّاهْ

مِنَّا يَزيدٌ وأَبو مُحَيَّاهْ

قَالَ ابْنُ الأَثير: أَبو مُحَيَّاةٍ كُنْيَةُ رَجُلٍ، وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى. وَقِيلَ: بَيَّاك جاءَ بكَ. وَهُوَ هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّانُ بنُ بَيَّانَ أَي لَا يُعْرَفُ أَصله وَلَا فَصْلُهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذَا لَمْ يُعْرَفْ هُوَ وَلَا أَبوه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ حَرْبًا مُهْلِكَةً:

فأَقْعَصَتْهُم وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ،

وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ

الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ مَا أَدري أَيّ هَيِّ بنِ بَيٍّ هُوَ أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ. ابْنُ الأَعرابي: البَيُّ الْخَسِيسُ مِنَ الرِّجَالِ، وَكَذَلِكَ ابْنُ بَيّان وَابْنُ هَيّان، كُلُّهُ الْخَسِيسُ مِنَ النَّاسِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. قَالَ اللَّيْثُ: هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّان بْنُ بَيّانَ. وَيُقَالُ: إنَّ هَيَّ بنَ بَيٍّ مِنْ وَلَدِ آدَمَ ذَهَبَ فِي الأَرض لمَّا تَفَرَّقَ سَائِرُ وَلَدِ آدَمَ فَلَمْ يُحَسَّ مِنْهُ عَين وَلَا أَثر وَفُقِدَ. وَيُقَالُ: بَيَّنْتُ الشَّيْءَ وبَيَّيْتُه إِذَا أَوضحته. والتَّبْييُ: التبيين من قرب.

‌فصل التاء المثناة فوقها

تأي: ابْنُ الأَعرابي: تَأَى، بِوَزْنِ تَعَى إِذَا سَبَقَ، يَتْأَى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ بِمَنْزِلَةٍ شَأَى يَشْأَى إِذَا سَبق، وَاللَّهُ أَعلم.

تبا: ابْنُ الأَعرابي: تَبَا إِذَا غَزَا وَغَنِمَ وسَبَى.

تتا: تَتْوا الفُسَيْلَة «1» : ذُؤَابَتاها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْغُلَامِ النَّاشِدُ لِلْعَنْزِ: وكأَنَّ زَنَمَتَيْها تَتْوا فُسَيْلة، والله أَعلم.

تثا: ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّثاةُ وَاحِدَةُ التَّثا، وَهِيَ قُشُورُ التَّمْر.

تري: التَّهْذِيبُ خَاصَّةً: ابْنُ الأَعرابي تَرَى يَتْرِي إِذَا تَراخَى فِي العَمَلِ فعَمِلَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. أَبو عُبِيدٍ: التَّرِيَّة «2» . فِي بَقِيَّة حيضِ المرأَة أَقلُّ مِنَ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ وأَخْفَى، تَرَاهَا المرأَة عِنْدَ طُهْرِهَا فَتَعْلَمُ أَنها قَدْ طَهُرَتْ مِنْ حَيْضِهَا؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَا تَكُونُ التَّرِيَّة إِلَّا بَعْدَ الِاغْتِسَالِ، فأَما مَا كَانَ فِي أَيام الْحَيْضِ فَلَيْسَ بِتَرِيَّةٍ. وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ التَّرِيَّة فِي رأَى، وَهُوَ بَابُهَا لأَن التَّاءَ فِيهَا زَائِدَةٌ، وَهِيَ مِنَ الرُّؤْيَةِ.

تسا: ابْنُ الأَعرابي: سَاتاهُ إِذَا لَعِبَ مَعَهُ الشَّفَلَّقَةَ، وتاسَاهُ إِذَا آذاهُ واسَتَخَفَّ به، والله أَعلم.

تشا: ابْنُ الأَعرابي: تَشَا إِذَا زَجَر الحمارَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّه قَالَ له تُشُؤْ تُشُؤْ.

تطا: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ ابْنُ الأَعرابي: تَطَا إذا ظَلَم.

تعا: انْفَرَدَ الأَزهري بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ تَعَا إِذَا عَدَا وثَعا إِذَا قَذَف. قَالَ: والتُّعَى

(1). قوله [تتوا الفسيلة] هو هكذا في الأصل بصيغة التصغير، والذي في القاموس تتوا القلنسوة؛ وصوب شارحه ما في اللسان

(2)

. قوله [الترية] بكسر الراء مخففة ومشددة كما في النهاية

ص: 101

فِي الْحِفْظِ الحَسَن. وَقَالَ فِي التَّرْجَمَةِ أَيضاً: والتَّاعِي اللِّبَأُ الْمُسْتَرْخِي، والثَّاعِي الْقَاذِفُ. وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ: الأَتْعاءُ سَاعَاتُ اللَّيْلِ، والثُّعَى القَذْف.

تغا: قَالَ اللَّيْثَ: تَغَتِ الجارِية الضَّحِكَ إِذَا أَرادت أَنْ تُخْفيه وَيُغَالِبُهَا؛ قَالَ الأَزهري: إِنَّمَا هُوَ حِكَايَةُ صَوْتِ الضَّحِكِ: تِغٍ تِغٍ وتِغْ تِغْ، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُهُ فِي حَرْفِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: تَغَت الْجَارِيَةُ تِغاً سَتَرَتْ ضَحِكَها فَغَالَبَهَا. وتَغَا الإِنسانُ: هَلَكَ.

تفا: التُّفَةُ: عَناقُ الأَرض، وَهُوَ سَبُع لَا يَقْتَاتُ التِّبْنَ إِنَّمَا يَقْتَاتُ اللَّحْمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ لأَنا وَجَدْنَا ت وف، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: مَا فِي أَمرهم تَوِيفَة «1» . وَلَمْ نَجِدْ ت ي ف، فَإِنَّ أَبا عَلِيٍّ يَسْتَدِلُّ عَلَى الْمَقْلُوبِ بِالْمَقْلُوبِ، أَلا تَرَاهُ اسْتَدَلَّ عَلَى أَن لَامَ أُثْفِيَّة وَاوٌ بِقَوْلِهِمْ وَثَفَ، وَالْوَاوُ فِي وَثَفَ فَاءٌ.

تقي: ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقَى اللَّهَ تَقْياً خَافَهُ. وَالتَّاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ تَرْجَمَ عَلَيْهَا ابْنُ بَرِّيٍّ، وسيأَتي ذِكْرُهَا فِي وَقِيَ فِي مكانها.

تلا: تَلَوْتُه أَتلُوه وتَلَوْتُ عَنْهُ تُلُوّاً، كِلَاهُمَا: خَذَلته وَتَرَكْتُهُ. وتَلا عَنِّي يَتْلُو تُلُوّاً إِذَا تَرَكَكَ وتخلَّف عَنْكَ، وَكَذَلِكَ خَذَل يَخْذُل خُذُولًا. وتَلَوْته تُلُوّاً: تَبِعْتُهُ. يُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتْلُوه حَتَّى أَتْلَيْته أَي تَقَدَّمْته وَصَارَ خَلْفِي. وأَتْلَيْته أَي سَبَقْتُهُ. فأَما قِرَاءَةُ الْكِسَائِيِّ تَلَيها فأَمالَ، وَإِنْ كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، فَإِنَّمَا قرأَ بِهِ لأَنها جاءَت مَعَ مَا يَجُوزُ أَن يُمَالَ، وَهُوَ يَغْشَيها وبَنَيها، وَقِيلَ: مَعْنَى تَلَاهَا حِينَ اسْتَدَارَ فَتَلَا الشمسَ الضياءُ والنورُ. وتَتَالَت الأُمورُ: تَلَا بعضُها بَعْضًا. وأَتْلَيْتُه إِيَّاهُ: أَتبَعْتُه. واسْتَتْلاك الشيءَ: دَعَاكَ إِلَى تُلُوِّه؛ وَقَالَ:

قَدْ جَعَلَتْ دَلْوِيَ تَسْتَتْلِيني،

وَلَا أُريدُ تَبَعَ القَرِينِ

ابْنُ الأَعرابي: استَتْلَيْت فُلَانًا أَي انْتَظَرْتُهُ، واسْتَتْلَيْته جَعَلْتُهُ يَتْلوني. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي المُراسِلَ فِي الْغَنَاءِ وَالْعَمَلِ المُتالي، والمُتالي الَّذِي يُرَاسِلُ المُغَني بصَوْتٍ رَفيعٍ؛ قَالَ الأَخطل:

صَلْت الجَبينِ، كأَنَّ رَجْعَ صَهِيلِه

زجْرُ المُحاوِلِ، أَو غِناءُ مُتالِ

قَالَ: والتَّلِيُّ الْكَثِيرُ الأَيْمان. والتَّلِيُّ: الكثيرُ المالِ. وَجَاءَتِ الخيلُ تَتالِياً أَي مُتَتابِعَة. ورجلٌ تَلُوٌّ، عَلَى مِثَالِ عَدُوّ: لَا يَزَالُ مُتَّبِعاً؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَلَمْ يَذْكُرْ يَعْقُوبُ ذَلِكَ فِي الأَشياء الَّتِي حَصَرَهَا كَحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. وتَلا إِذَا اتَّبع، فَهُوَ تالٍ أَي تابعٌ. ابْنُ الأَعرابي: تَلا اتَّبَع، وتَلا إِذَا تخلَّف، وتَلا إِذَا اشْتَرى تِلْواً، وَهُوَ وَلد البَغْل. وَيُقَالُ لِوَلَدِ الْبَغْلِ تِلْو؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ:

لَحِقْنا فَراجَعْنا الحُمول، وإنَّما

تَتَلَّى دِبَابَ الوادِعات المَراجع «2»

. قَالَ: تَتَلّى تَتَبَّع. وتِلْوُ الشَّيْءِ: الَّذِي يَتلُوه. وَهَذَا تِلْوُ هَذَا أَي تَبَعُه. ووَقَع كَذَا تَلِيَّةَ كَذَا أَي عَقِبَه. وَنَاقَةٌ مُتْلٍ ومُتْلِية: يَتْلوها وَلدُها أَي يَتْبَعُهَا. والمُتْلية والمُتْلي: الَّتِي تُنْتَج فِي آخِرِ النِّتَاجِ لأَنها تَبَعٌ للمُبَكِّرة، وَقِيلَ: المُتْلِية المؤخِّرة للإِنتاج، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمُتْلي: الَّتِي يَتْلوها ولدُها، وَقَدْ يُسْتَعَارُ الإِتلاء فِي الْوَحْشِ؛

(1). قوله [تويفة] ضبط في الأَصل هنا كسفينة وكذلك في مادة ت وف

(2)

. قوله [تتلى دباب إلخ] هو هكذا في الأصل

ص: 102

قَالَ الرَّاعِي أَنشده سِيبَوَيْهِ:

لَهَا بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ،

تَرَى الوَحْشَ عُوذَاتٍ بِهِ ومَتالِيَا

والمَتالي: الأُمَّهات إِذا تَلَاهَا الأَولاد، الْوَاحِدَةُ مُتْلٍ ومُتْلِية. وَقَالَ البَاهلي: المَتالي الإِبل الَّتِي قَدْ نُتج بَعْضُهَا وَبَعْضُهَا لَمْ يُنْتَجْ؛ وأَنشد:

وكلُّ شَماليٍّ، كأَنَّ رَبابَه

مَتالي مَهِيبٍ، مِنْ بَني السِّيدِ، أَوْرَدا

قَالَ: نَعَمُ بَني السِّيدِ سُودٌ، فَشَبَّهَ السَّحَابَ بِهَا وَشَبَّهَ صَوْتَ الرَّعْدِ بحَنِين هَذِهِ المَتالي؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجَا

أَي اخْتُلِجَتْ عَنْهَا أَولادُها فَهِيَ تَحِنُّ إِليها. ابْنُ جِنِّي: وَقِيلَ المُتْلِية الَّتِي أَثْقَلَتْ فانقلَب رأْسُ جَنِينِهَا إِلى نَاحِيَةِ الذَنَبِ والحَياء، وَهَذَا لَا يُوَافِقُ الِاشْتِقَاقَ. والتِّلْوُ: وَلَدُ الشَّاةِ حِينَ يُفطم مِنْ أُمّه وَيَتْلُوهَا، وَالْجَمْعُ أَتْلاءٌ. والأُنثى تِلْوَةٌ، وَقِيلَ: إِذا خَرَجَتِ العَناق مِنْ حدِّ الإِجْفار فَهِيَ تِلوة حَتَّى تَتِمَّ لَهَا سَنَةٌ فتُجْذِع، وَذَلِكَ لأَنها تَتْبَعُ أُمّها. والتِّلْوُ: ولدُ الْحِمَارِ لِاتِّبَاعِهِ أُمّه. النَّضْرُ: التِّلْوة مِنْ أَولاد المِعْزَى والضأْن الَّتِي قَدِ اسْتَكْرَشَتْ وشَدَنَت، الذكرُ تِلْوٌ. وتِلْو النَّاقَةِ: وَلَدُهَا الَّذِي يَتْلُوهَا. والتِّلو مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تُنتَج قَبْلَ الصَّفَرِيَّة. وأَتْلاه اللَّهُ أَطفالًا أَي أَتْبَعَه أَولاداً. وأَتْلت الناقةُ إِذا تَلَاهَا وَلَدُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا دَرَيْتَ وَلَا أَتْلَيْتَ، يَدْعُو عَلَيْهِ بأَن لَا تُتْلِيَ إِبله أَي لَا يَكُونُ لَهَا أَولاد؛ عَنْ يُونُسَ. وتَلَّى الرجلُ صلاتَه: أَتْبَعَ المكتوبةَ التطوُّعَ. وَيُقَالُ: تَلَّى فُلَانٌ صَلَاتَهُ المكتوبةَ بالتطوُّع أَي أَتبَعها؛ وَقَالَ البَعِيثُ

عَلَى ظَهْرِ عادِيٍّ، كأَنَّ أُرُومَهُ

رجالٌ، يُتَلُّون الصلاةَ، قيامُ

وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتُشْهِدَ بِهِ عَلَى رَجُلٍ مُتَلٍّ مُنْتَصِبٍ فِي الصَّلَاةِ، وخطَّأَ أَبو مَنْصُورٍ مَنِ اسْتَشْهَدَ بِهِ هُنَاكَ وَقَالَ: إِنما هُوَ مِنْ تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ، قَالَ: وَيَكُونُ تَلَا وتلَّى بِمَعْنَى تَبِعَ. يُقَالُ: تَلَّى الفَريضة إِذا أَتبعها النفلَ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَفْتِنا فِي دابَّة تَرْعى الشجَر وتشربُ الماءَ فِي كَرِشٍ لَمْ تُثْغَر، قَالَ تِلْكَ عِنْدَنَا الفَطِيمُ والتَّوْلَة والجَذَعَةُ

؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ، قَالَ: وإِنما هُوَ التِّلْوَةُ. يُقَالُ للجَدْي إِذا فُطِم وتَبِع أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوةٌ، والأُمّهات حِينَئِذٍ المَتالي، فَتَكُونُ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ مِنْ هَذَا الْبَابُ لَا مِنْ بَابِ تَوَلَ. والتَّوالي: الأَعْجاز لِاتِّبَاعِهَا الصدورَ. وَتَوَالِي الخيلِ: مآخيرُها مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: تَوالي الفرسِ ذَنَبُهُ ورجْلاه. يُقَالُ: إِنه لَخَبيثُ التَّوالي وسريعُ التَّوالي وَكُلُّهُ مِنْ ذَلِكَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ليسَ هَوادِي الخَيْل كالتَّوالي؛ فهَوادِيها أَعناقها، وَتَوَالِيهَا مَآخِرُهَا. وتَوالي كلِّ شَيْءٍ: آخِرُهُ. وتالياتُ النُّجُومِ: أُخراها. وَيُقَالُ: لَيْسَ تَوالي الخيلِ كالهَوادِي وَلَا عُفْرُ اللَّيَالِي كالدَّآدِي؛ وَعُفْرُهَا: بَيْضُهَا. وتَوالي الظُّعُنِ: أَواخرها، وَتَوَالِي الإِبل كَذَلِكَ. وَتَوَالِي النجومِ: أَواخرها. وتَلَوَّى: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ، فَعَوَّلٌ مِنَ التُّلُوِّ لأَنه يَتْبَعُ السَّفِينَةَ الْعُظْمَى؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ. وتَتَلَّى الشيءَ: تَتبَّعَه. والتُّلاوَةُ والتَّلِيَّة: بقِيَّة الشَّيْءِ عَامَّةً، كأَنه يُتَتَبَّع حَتَّى لَمْ يبقَ إِلا أَقلُّه، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ بقيةَ الدَّيْن والحاجةِ، قَالَ: تَتَلّى بَقَّى بَقِيَّةً مِنْ دَيْنه. وتَلِيَتْ عَلَيْهِ تُلاوَةٌ وتَلىً، مَقْصُورٌ: بَقِيت. وأَتْلَيْتُها عِنْدَهُ: أَبْقَيْتُها.

ص: 103

وأَتْلَيْت عَلَيْكَ مِنْ حَقِّي تُلاوةً أَي بَقِيَّةً. وَقَدْ تَتَلَّيْت حَقِّي عِنْدَهُ أَي تَرَكْتُ مِنْهُ بَقِيَّةً. وتَتَلَّيت حَقِّي إِذا تتبعتَه حَتَّى اسْتَوْفَيْتَهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ التَّلِيَّة. وَقَدْ تَلِيَت لِي مِنْ حَقِّي تَلِيَّةٌ وتُلاوَةٌ تَتْلى أَي بَقِيَت بَقِيَّة. وأَتْلَيْت حَقِّي عِنْدَهُ إِذا أَبْقَيْت مِنْهُ بَقِيَّةً. وَفِي حَدِيثِ

أَبي حَدْرَد: مَا أَصبحتُ أُتلِيها وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا.

يُقَالُ: أَتْلَيْت حَقِّي عِنْدَهُ أَي أَبْقَيْت مِنْهُ بَقِيَّةً. وأَتْلَيْتُه: أَحَلْته. وتَلِيَتْ لَهُ تَلِيَّة مِنْ حَقِّهِ وتُلاوة أَي بقِيَت لَهُ بَقِيَّة. وتَلِيَ فُلَانٌ بَعْدَ قَوْمِهِ أَي بَقِيَ. وتَلا إِذا تأَخر. وَالتَّوَالِي: مَا تأَخر. وَيُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتلوه حَتَّى أَتْلَيْتُه أَي حَتَّى أَخَّرته؛ وأَنشد:

رَكْضَ المَذاكِي، وتَلا الحَوْليُ

أَي تأَخَّر. وتَليَ مِنَ الشَّهْرِ كَذَا تَلًى: بَقِي. وتلَّى الرجلُ، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا كَانَ بِآخِرِ رَمَقٍ. وتَلَّى أَيضاً: قَضى نَخْبه أَي نَذْرَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتَتَلَّى إِذا جَمَع مَالًا كَثِيرًا. وتَلَوْت الْقُرْآنَ تِلاوَةً: قرأْته، وَعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ كُلَّ كَلَامٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

واسْتَمَعُوا قَوْلًا بِهِ يُكْوَى النَّطِفْ،

يَكادُ مَنْ يُتْلى عَلَيْهِ يُجْتأَفْ

وَقَوْلُهُ عز وجل: فَالتَّالِياتِ ذِكْراً

؛ قِيلَ: هُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونُوا الْمَلَائِكَةَ وَغَيْرَهُمْ مِمَّنْ يَتْلُو ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى. اللَّيْثُ: تَلا يَتْلُو تِلاوَة يَعْنِي قرأَ قِرَاءَةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ

؛ مَعْنَاهُ يَتّبعونه حَقَّ اتِّبَاعِهِ وَيَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ

؛ قَالَ عَطَاءٌ: عَلَى مَا تُحَدِّثُ وتَقُصُّ، وَقِيلَ: مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ كَقَوْلِكَ فُلَانٌ يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ أَي يَقْرَؤُهُ وَيَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ:

وقرأَ بَعْضُهُمْ مَا تُتَلِّي الشَّيَاطِينُ

«3» . وَفُلَانٌ يَتْلو فُلَانًا أَي يَحْكِيهِ ويَتْبَع فِعْلَهُ. وَهُوَ يُتْلِي بَقِيَّة حَاجَتِهِ أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعهَّدها. وَفِي الْحَدِيثِ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ:

إِن الْمُنَافِقَ إِذا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ سُئِلَ عَنْ مُحَمَّدٍ، صلى الله عليه وسلم، وَمَا جَاءَ بِهِ فَيَقُولُ لَا أدْرِي، فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَلَا اهْتَدَيْتَ

؛ قِيلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ

وَلَا تَلَيْتَ

: وَلَا تَلَوْتَ أَي لَا قرأْتَ وَلَا دَرَسْت، مِنْ تَلا يَتْلُو، فَقَالُوا تَلَيْتَ بِالْيَاءِ ليُعاقَبَ بِهَا الياءُ فِي دَرَيْتَ، كَمَا قَالُوا: إِني لآتِيهِ بالغَدَايا والعَشايا، وَتُجْمَعُ الْغَدَاةُ غَدَوات، فَقِيلَ: الغَدايا مِنْ أَجل العَشايا لِيَزْدَوِجَ الْكَلَامُ؛ قَالَ: وَكَانَ يُونُسُ يَقُولُ إِنما هُوَ وَلَا أَتْلَيْتَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، مَعْنَاهُ أَن لَا تُتْلِيَ إِبلُه أَيْ لَا يَكُونُ لَهَا أَولاد تَتْلُوهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ لا دَرَيْتَ ولا اتَّلَيْتَ عَلَى افْتَعلت مِنْ أَلَوْتَ أَي أَطقت وَاسْتَطَعْتَ، فكأَنه قَالَ لَا دَرَيْت وَلَا اسْتَطَعْتَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والمحدِّثون يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ

وَلَا تَلَيْتَ

، وَالصَّوَابُ وَلَا ائْتَلَيْتَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا قرأْت أَي لَا تَلَوْتَ فَقَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً لِيَزْدَوِجَ الْكَلَامُ مَعَ دَرَيْتَ. والتَّلاءُ: الذِّمَّة. وأَتْلَيْتُه: أَعطيته التَّلاءَ أَي أَعطيته الذِّمَّةَ. وأَتْلَيْتُه ذِمَّةً أَي أَعطيته إِياها. والتَّلاءُ: الجِوارُ. والتَّلاءُ: السَّهْمُ يَكْتُبُ عَلَيْهِ المُتْلي اسمَه وَيُعْطِيهِ لِلرَّجُلِ، فإِذا صَارَ إِلى قَبِيلَةٍ أَراهم ذَلِكَ السَّهْمَ وَجَازَ فَلَمْ يُؤْذَ. وأَتْلَيْتُه سَهَمًا: أَعطيتُه إِياه ليَسْتَجِيزَ بِهِ؛ وَكُلُّ ذَلِكَ فَسَّرَ بِهِ ثَعْلَبٌ قَوْلَ زُهَيْرٍ:

جِوارٌ شاهدٌ عدلٌ عَليكم،

وسِيَّانِ الكَفَالةُ والتَّلاءُ

(3). قوله [ما تتلي الشياطين] هو هكذا بهذا الضبط في الأصل

ص: 104

وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: التَّلاءُ الضَّمان. يُقَالُ: أَتْلَيْتُ فُلَانًا إِذا أَعطيتَه شَيْئًا يأْمَنُ بِهِ مِثْلُ سَهْمٍ أَو نَعْلٍ. وَيُقَالُ: تَلَوْا وأَتْلَوْا إِذا أَعطَوْا ذمَّتهم؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

يَعُدُّون لِلْجَارِ التَّلاءَ، إِذا تَلَوْا،

عَلَى أَيِّ أَفْتار البَرية يَمَّما

وإِنه لَتَلُوُّ المِقْدار أَي رَفِيعه. والتَّلاءُ: الحَوالة. وَقَدْ أَتْلَيْت فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ أَي أَحَلْته عَلَيْهِ؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ هَذَا الْبَيْتَ:

إِذا خُضْر الأَصمِّ رَمَيْتَ فِيهَا

بمُسْتَتْلٍ عَلَى الأَدْنَيْن باغِ

أَراد بخُضْر الأَصم دَآدِيَ لَيالي شَهْرِ رَجَبٍ، والمُسْتَتْلِي: مِنَ التُّلاوة وَهُوَ الحَوالة أَي أَن يَجْنِيَ عَلَيْكَ ويُحيل عَلَيْكَ فتُؤخذ بِجِنَايَتِهِ، وَالْبَاغِي: هُوَ الْخَادِمُ الْجَانِي عَلَى الأَدْنَينَ مِنْ قَرَابَتِهِ. وأَتْلَيْتُه أَي أَحلته مِنَ الْحَوَالَةِ.

تنا: التِّنَاوَةُ: تَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ. وَفِي حَدِيثِ

قَتَادَةَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ فأَضرَّت بِهِ التِّنَاوةُ.

وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ التِّنَايَة، بِالْيَاءِ، فإِما أَن تَكُونَ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ، وإِما أَن تَكُونَ لُغَةً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: التِّنَايَة الفِلاحة وَالزِّرَاعَةُ؛ يُرِيدُ أَنه تَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ وَمُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ، وَكَانَ نَزَلَ قَرْيَةً عَلَى طَرِيقِ الأَهواز، وَيُرْوَى النِّباوة، بِالنُّونِ وَالْبَاءِ، أَي الشَّرَفِ. والأَتْنَاءُ: الأَقران. والأَتْنَاءُ الأَقْدام.

توا: التَّوُّ: الفَرْد. وَفِي الْحَدِيثِ:

الاسْتِجْمارُ تَوٌّ وَالسَّعْيُ تَوٌّ وَالطَّوَافُ تَوٌّ

؛ التَّوُّ: الْفَرْدُ، يُرِيدُ أَنه يَرْمِي الْجِمَارَ فِي الْحَجِّ فَرْداً، وَهِيَ سَبْعُ حَصَيَاتٍ، وَيَطُوفُ سَبْعًا وَيَسْعَى سَبْعًا، وَقِيلَ: أَراد بِفَرْدِيَّةِ الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ أَن الْوَاجِبَ مِنْهُمَا مرَّة وَاحِدَةٌ لَا تُثَنَّى وَلَا تُكرَّر، سَوَاءٌ كَانَ الْمُحْرِمُ مُفرِداً أَو قَارِنًا، وَقِيلَ: أَراد بِالِاسْتِجْمَارِ الِاسْتِنْجَاءَ، والسنَّة أَن يستنجيَ بثلاثٍ، والأَول أَولى لِاقْتِرَانِهِ بِالطَّوَافِ وَالسَّعْيِ. وأَلْف تَوٌّ: تامٌّ فَرْدٌ. والتَّوُّ: الحَبْلُ يُفتل طَاقَةً وَاحِدَةً لَا يُجعل لَهُ قُوىً مُبْرَمة، وَالْجَمْعُ أَتْوَاء. وَجَاءَ تَوّاً أَي فَرْداً، وَقِيلَ: هُوَ إِذا جَاءَ قَاصِدًا لَا يُعَرِّجه شَيْءٌ، فإِن أَقام بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَلَيْسَ بِتَوٍّ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ. وأَتْوَى الرجلُ إِذا جَاءَ تَوّاً وحْده، وأَزْوَى إِذا جَاءَ مَعَهُ آخرُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مُفرَد تَوٌّ، وَلِكُلِّ زَوْجٍ زَوٌّ. وَيُقَالُ: وَجَّهَ فُلَانٌ مِنْ خَيْله بأَلْفٍ تَوٍّ، والتَّوُّ: أَلف مِنَ الْخَيْلِ، يَعْنِي بأَلف رَجُلٍ أَي بأَلف وَاحِدٍ. وَتَقُولُ: مَضَتْ تَوَّةٌ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَي سَاعَةٌ؛ قَالَ مُلَيح:

فَفاضَتْ دُموعي تَوَّةً ثُمَّ لَمْ تَفِضْ

عَليَّ، وَقَدْ كَادَتْ لَهَا الْعَيْنُ تَمْرَحُ

وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: فَمَا مَضَتْ إِلَّا تَوَّةٌ حَتَّى قَامَ الأَحَنفُ مِنْ مَجْلِسِهِ

أَي سَاعَةٌ وَاحِدَةٌ. والتَّوَّة: السَّاعَةُ مِنَ الزَّمَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن الِاسْتِنْجَاءَ بِتَوٍّ

أَي بِفَرْدٍ وَوِتْرٍ مِنَ الْحِجَارَةِ وأَنها لَا تُشفع، وإِذا عَقَدْتَ عَقْدًا بِإِدَارَةٍ لِرِبَاطٍ مَرَّةً قُلْتَ: عَقَدْتُهُ بتَوٍّ واحدٍ؛ وأَنشد:

جَارِيَةٌ لَيْسَتْ مِنَ الوَخْشَنِّ،

لَا تعقِدُ المِنْطَقَ بالمَتْنَنِ

إِلَّا بِتَوٍّ واحدٍ أَو تَنِ

أَي نِصْفِ تَوٍّ، وَالنُّونُ فِي تَنٍّ زَائِدَةٌ، والأَصل فِيهَا تَا خَفَّفَهَا مِنْ تَوٍّ، فإِن قُلْتَ عَلَى أَصلها تَوْ خَفِيفَةً مِثْلَ لَوْ جَازَ، غَيْرَ أَن الِاسْمَ إِذا جَاءَتْ فِي آخِرِهِ وَاوٌ بَعْدَ فَتْحَةٍ حُمِلَتْ عَلَى الأَلف، وإِنما يَحْسُنُ

ص: 105