الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتَ دِوَاءً كَانَ جائِزاً. وَيُقَالُ: دُووِيَ فُلَانٌ يُداوَى، فيُظْهِرُ الواوَيْنِ وَلَا يُدْغِم إِحداهما فِي الأُخرى لأَن الأُولى هِيَ مَدّة الأَلف الَّتِي فِي دَاوَاهُ، فكَرِهوا أَن يُدْغِموا المدَّة فِي الْوَاوِ فَيَلْتَبِسُ فُوعِل بفُعِّل. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّوَاء، ممدودٌ، وَاحِدُ الأَدْوِيَة، والدِّوَاءُ، بالكسرِ، لُغة فِيهِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ يُنْشَد عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ: يَقُولُونَ:
مَخْمورٌ وَهَذَا دِوَاؤُه،
…
عليَّ إِذاً مَشْيٌ، إِلى البيتِ، واجِبُ
أَي قَالُوا إِنَّ الجَلْد والتَّعْزِيزَ دواؤُه، قَالَ: وعلَيَّ حجةٌ مَاشِيًا إِن كنتُ شَرِبْتُها. وَيُقَالُ: الدِّوَاءُ إِنما هُوَ مَصْدَرُ دَاوَيْته مُدَاوَاةً ودِوَاءً. والدَّوَاءُ: الطعامُ وَجَمْعُ الدَّاء أَدْوَاءٌ، وَجَمْعُ الدواءِ أَدْوِيَة، وَجَمْعُ الدَّوَاةِ دُوِيُّ. والدَّوَى: جمعُ دواةٍ، مقصورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، والدَّوَى للدَّواءِ بِالْيَاءِ مَقْصُورٌ؛ وأَنشد:
إِلا المُقِيمَ عَلَى الدَّوَى المُتَأَفِّن
ودَاوَيتُ الفَرَس: صَنَّعْتُها. والدَّوَى: تَصْنيع الدابَّة وتسْمِينُه وصَقْله بسَقْي اللَّبَنِ والمواظَبة عَلَى الإِحسان إِليه، وإِجرائِه مَعَ ذَلِكَ البَرْدَينِ قدرَ مَا يَسِيلُ عَرَقُه ويَشْتَدُّ لحْمه وَيَذْهَبُ رَهَله. وَيُقَالُ: دَاوَى فُلَانٌ فرسَه دِواءً، بِكَسْرِ الدَّالِ، ومُدَاوَاةً إِذا سَمَّنه وعَلَفَه عَلْفاً ناجِعاً فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ودَاوَيْتُها حَتَّى شَتَتْ حَبَشِيَّةً،
…
كأَنَّ عَليها سُنْدُساً وسُدُوسا
والدَّوِيُّ: الصَّوْتُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ صوتَ الرَّعْد، وَقَدْ دَوَّى. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ دَوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدْوِيَةً. ودَوِيُّ الريحِ: حَفِيفُها، وَكَذَلِكَ دَوِيُّ النَّحْلِ. وَيُقَالُ: دَوَّى الفَحْل تَدْوِيَةً، وَذَلِكَ إِذا سَمِعْتَ لهَدِيره دَوِيّاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالُوا فِي جَمع دَوِيِّ الصوتِ أَدَاوِيَّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وللأَدَاوِيِّ بِهَا تَحْذِيما
وَفِي حَدِيثِ الإِيمانِ:
تَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِه وَلَا تَفْقَه مَا يَقُولُ
؛ الدَّوِيُّ: صَوْتٌ لَيْسَ بِالْعَالِي كَصَوْتِ النَّحْلِ وَنَحْوِهِ. الأَصمعي: خَلا بَطْني مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى سَمِعْتُ دَوِيّاً لِمَسامِعي. وسَمِعْتُ دَوِيَّ المَطر والرَّعْدِ إِذا سمعتَ صَوْتَهما مِنْ بعيدٍ. والمُدَوِّي أَيضاً: السَّحَابُ ذُو الرَّعْدِ المُرْتَجِس. الأَصمعي: دَوَّى الكَلْبُ فِي الأَرض كَمَا يُقَالُ دَوَّمَ الطائِرُ فِي السَّمَاءِ إِذا دَارَ فِي طَيَرانِه فِي ارْتِفَاعِهِ؛ قَالَ: وَلَا يَكُونُ التَّدْويمُ فِي الأَرض وَلَا التَّدْوِيَة فِي السَّمَاءِ، وَكَانَ يَعِيبُ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ فِي الأَرض راجَعَهُ
…
كِبْرٌ، وَلَوْ شاءَ نجَّى نفْسَه الهَرَبُ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى، وَمِنْهُ اشْتُقَّت دُوَّامة الصَّبِيِّ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلا فِي الأَرض. أَبو خَيْرة: المُدَوِّيَةُ الأَرض الَّتِي قَدِ اختَلَف نَبْتُها فدَوَّت كأَنها دُوايَةُ اللَّبَنِ، وَقِيلَ: المُدَوِّيَةُ الأَرضُ الوافِرة الكَلإِ الَّتِي لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا شيءٌ. والدَّايَة: الظِّئْرُ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي قَالَ: كِلَاهُمَا عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ؛ وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ:
رَبِيبَة داياتٍ ثلاثٍ رَبَيْنَها،
…
يُلَقِّمْنَها مِنْ كلِّ سُخْن ومُبْرَدِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما أَثبته هُنَا لأَن بَابَ لَوَيْتُ أَكثرُ مِنْ بَابِ قُوَّة وعييت.
فصل الذال المعجمة
ذأي: ذأو
الذَّأْوُ: سيرٌ عنيفٌ. ذأَى يَذْأَى وذأو
يَذْؤُو ذأو
ذَأْواً: مَرَّ مَرّاً خفِيفاً سَرِيعًا، وَقَالَ: سَارَ سَيراً شَدِيدًا.
وذَأَى الإِبلَ يَذْآها وذأو
يَذْؤُوها ذأو
ذَأْواً وذَأْياً: سَاقَهَا سَوْقاً شَدِيدًا وطرَدَها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِحَبِيبِ بْنِ المِرْقال الْعَنْبَرِيِّ:
ومَرَّ يَذْآها ومَرَّتْ عُصَبا
…
شِهْذارَة تأْفِرُ أَفْراً عَجَبا
وذأو
الذَّأْوَةُ: الشاةُ المَهْزُولةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وذَأَى العُودُ والبَقْلُ يَذْأَى ذأو
ذَأْواً وذَأْياً وذَأًى وذُئِيّاً؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ يَعْقُوبُ وَهِيَ حِجازية: ذَوَى وذَبَل. وذَأَى الفَرَسُ والحِمارُ والبعيرُ يَذْأَى ذَأْياً: أَسرع، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ عَدْوِ الإِبلِ، وفَرَسٌ مِذْأىً؛ قَالَ:
مِذْأىً مِخَدّاً فِي الرِّقاقِ مِهْرَجا
وَيُرْوَى:
بَعِيد نَضْحِ الْمَاءِ مِذْأىً مِهْرَجا
وَقِيلَ: الذَّأْيُ السَّيرُ الشَّدِيدُ. وذَأَيْتُه ذَأْياً: طَرَدْتُه. وحمارٌ مِذْأىً، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ، وحِمار مِذْأىً طَرَّادٌ لأُتُنه؛ وَقَالَ أَوسُ بْنُ حَجَرٍ:
فذَأَوْنَه شَرَفاً وكُنَّ لَهُ،
…
حَتَّى تَفاضَلَ بيْنَها جَلَبا
وَقَدْ ذَآها يَذْآها ذَأْياً وذأو
ذَأْواً إِذا طَردها.
ذبي: ذَبَتْ شَفَتُه: كذَبَّتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَضَيْنا عَلَيْهَا بِالْيَاءِ لِكَوْنِهَا لَامًا. وذُبْيان وذِبْيَان: قبيلةٌ، والضمُّ فِيهِ أَكثرُ مِنَ الكسرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ دُرَيد: وأَحسب أَنَّ اشتقاقَ ذُبْيَان مِنْ قَوْلِهِمْ ذَبَتْ شَفَتُه، قَالَ: وَهَذَا أَيضاً مِمَّا يُقَوِّي كَوْنَ ذَبَتْ مِنَ الْيَاءِ لَوْ أَنَّ ابْنَ دُرَيْدٍ لَمْ يُمَرِّضه. والذُّبْيَان: بَقِيَّةُ الوَبَر؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ، قَالَ: وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ الذُّوبانُ والذِّيبانُ. قَالَ الأَزهريْ: أَما ذَبَى فَمَا عَلِمْتُني سَمِعْتُ فِيهِ شَيْئًا مِنْ ثِقَةٍ غَيْرَ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا ذُبْيان. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَ أَبي يَقُولُ ذِبْيَان، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ ذُبْيَان، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مَنْ قِيسٍ، وَهُوَ ذُبْيَان بنُ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ. وَيُقَالُ: ذَبَّ الغَديرُ وذَبَى وذَبَتْ شفَتُه وذَبَّت، قَالَ: وَلَا أَدْري مَا صِحَّتُه.
ذحا: ذَحا يَذْحى ذَحْواً: ساقَ وطَرَدَ. وذَحَا الإِبِلَ يَذْحَاها ذَحْواً: طَرَدَها وساقَها؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلي:
ونِعْم مُعَرَّسُ الأَقْوامِ تَذْحى
…
رِحالَهُم شآمِيَةٌ بَلِيلُ
أَراد تَذْحى رواحِلَهم، وَقِيلَ: أَراد أَنهم يُنْزِلُون رحالَهم فتأْتي الرِّيحُ فتَسْتَخِفُّها فتَقْلَعُها فكأَنها تَسُوقها وتَطْردها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَعَلَى هَذَا لَا حَذْفَ هُنَالِكَ. وذَحَاهُ يَذْحُوه ويَذْحَاهُ ذَحْواً: طَرَده. وذَحَتْهُم الريحُ تَذْحَاهُم ذَحْياً إِذا أَصابتهم وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْهَا سِتْرٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَيْسَ «1» . لَنَا ذَرىً نَتَذَرَّى بِهِ، وذَحا المرأَةَ يَذْحُوها ذَحْواً: نَكَحَهَا؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ.
ذرا: ذَرَت الرِّيحُ الترابَ وغيرَه تَذْرُوه وتَذْرِيه ذَرْواً وذَرْياً وأَذْرَتْهُ وذَرَّتْه: أَطارَتْه وسفَتْه وأَذْهَبَتْه، وَقِيلَ: حَمَلَتْه فأَثارَتْه وأَذْرَتْه إِذا ذَرَتِ التُّرابَ وَقَدْ ذَرا هُوَ نفسُه. وَفِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ: تَذْرِيهِ الريحُ، وَمَعْنَى أَذْرَتْه قَلَعَته ورَمَتْ بِهِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. ذَرَتِ
(1). قوله [وفي التهذيب وليس إلخ] أول عبارته: قال أبو زيد ذَحَتْنَا الريح تذحانا ذحياً إذا أصابتنا ريح وليس لنا إلخ
الريحُ التُّرابَ تَذْرُوه وتَذْرِيه أَي طَيَّرَته؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ ذَرَوْتُه بِمَعْنَى طَيَّرْتُه قَوْلُ ابْنِ هَرْمَة:
يَذْرُو حَبِيكَ البَيْضِ ذَرْواً يخْتَلي
…
غُلُفَ السَّواعِدِ فِي طِراقِ العَنْبَرِ
والعَنْبَر هُنَا: التُّرْس. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ اللَّهَ خَلق فِي الجَنَّة رِيحًا مِنْ دُونِها بابٌ مُغْلَق لَوْ فُتحَ ذَلِكَ الْبَابُ لأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السماءِ والأَرْضِ
، وَفِي رِوَايَة:
لَذَرَّتِ الدُّنْيا وَمَا فِيهَا.
يُقَالُ: ذَرَتْه الرِّيحُ وأَذْرَتْه تَذْرُوه وتُذْريه إِذا أَطارَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا قَالَ لأَوْلادِهِ إِذا مُتُّ فأَحْرِقُوني ثُمَّ ذَرُّوني فِي الرِّيحِ
؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: يَذْرُو الرِّوايَةَ ذَرْوَ الريحِ الهَشِيمَ
أَي يَسْرُدُ الرِّواية كَمَا تَنْسِفُ الريحُ هَشِيمَ النَّبْتِ. وأَنكر أَبو الْهَيْثَمِ أَذْرَتْه بِمَعْنَى طَيَّرَتْه، قَالَ: وإِنما قِيلَ أَذْرَيْت الشيءَ عَنِ الشَّيْءِ إِذا أَلقَيْتَه؛ وقال إمرؤ القيس:
فتُذْرِيكَ منْ أُخْرى القَطاةِ فتَزْلَقُ
وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ:
لَهَا مُنْخُلٌ تُذْرِي، إِذا عَصَفَتْ بِهِ
…
أَهابيَ سَفْسافٍ مِنَ التُّرْبِ تَوْأَمِ
قَالَ: مَعْنَاهُ تُسْقِطُ وتَطْرَح، قَالَ: والمُنْخُل لَا يرفَعُ شَيْئًا إِنما يُسْقِط مَا دقَّ ويُمْسِك مَا جَلَّ، قَالَ: وَالْقُرْآنُ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى هَذَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً
؛ يَعْنِي الرِّياحَ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: تَذْرُوهُ الرِّياحُ
. وريحٌ ذَارِيَةٌ: تَذْرُو التُّراب، وَمِنْ هَذَا تَذْرِية النَّاسِ الحنطةَ. وأَذْرَيْتُ الشيءَ إِذا أَلْقَيْتَه مثلَ إِلْقائِكَ الحَبَّ للزَّرْع. وَيُقَالُ لِلَّذِي تُحْمَلُ بِهِ الْحِنْطَةُ لتُذَرَّى: المِذْرَى. وذَرَى الشيءُ أَي سَقَط، وتَذْرِيَة الأَكْداسِ مَعْرُوفة. ذَرَوْت الحِنْطة والحبَّ ونَحْوَه أَذْرُوها وذَرَّيْتُها تَذْرِيَة وذَرْواً مِنْهُ: نَقَّيْتها فِي الرِّيحِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ذَرَيْتُ الحَبَّ وَنَحْوَهُ وذَرَّيْته أَطَرْته وأَذْهَبْته، قَالَ: وَالْوَاوُ لُغَةٌ وَهِيَ أَعْلى. وتَذَرَّت هي: تَنَقَّت. والذُّرَاوَةُ: مَا ذُرِيَ مِنَ الشَّيْءِ. والذُّرَاوَةُ: مَا سَقَطَ مِنَ الطَّعام عِنْدَ التَّذَرِّي، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ الحِنْطة؛ قَالَ حُمَيْد بْنُ ثوْر:
وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيِه النَّدى
…
ذُرَاوَةً تَنْسِجُهُ الْهُوج الدُّرُجْ
والمِذْرَاة والمِذْرَى: خَشَبَةٌ ذَاتُ أَطْراف، وَهِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يُذَرَّى بِهَا الطَّعامُ وتُنَقَّى بِهَا الأَكْداس،، وَمِنْهُ ذَرَّيْتُ تُرَابَ الْمَعْدِنِ إِذا طَلَبْت مِنْهُ الذَّهَب. والذَّرَى: اسمُ مَا ذَرَّيْته مِثْلَ النَّفَضِ اسْمٌ لِمَا تَنْفُضُه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
كالطَّحْن أَو أَذْرَتْ ذَرىً لَمْ يُطْحَنِ
يَعْنِي ذَرْوَ الرِّيحِ دُقاقَ التُّراب. وذَرَّى نَفَسَه: سَرَّحه كَمَا يُذَرَّى الشيءُ فِي الرِّيحِ، والدَّالُ أَعْلى، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والذَّرَى: الكِنُّ. والذَّرَى: مَا كَنَّكَ مِنَ الرِّيحِ البارِدَةِ مِنْ حائِطٍ أَو شَجَرٍ. يُقَالُ: تَذَرَّى مِنَ الشَّمَالِ بذَرىً. وَيُقَالُ: سَوُّوا للشَّوْل ذَرىً مِنَ البَرْدِ، وَهُوَ أَن يُقْلَع الشجَر مِنَ العَرْفَجِ وَغَيْرِهِ فيوضَع بعضُه فوقَ بعضٍ مِمَّا يَلِي مَهَبَّ الشمالِ يُحْظَر بِهِ عَلَى الإِبل فِي مأْواها. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي ذَرَى فلانٍ أَي فِي ظِلِّه. وَيُقَالُ: اسْتَذْرِ بِهَذِهِ الشجَرة أَي كنْ فِي دِفْئها. وتَذَرَّى بالحائِط وغيرِه مِنَ البَرْدِ والرِّيحِ واسْتَذْرَى، كِلَاهُمَا: اكْتَنَّ. وتَذَرَّتِ الإِبلُ واسْتَذْرَت: أَحَسَّت البَرْدَ واسْتَتَر بعضُها ببعضٍ واسْتَتَرت بالعِضاهِ. وذَرا
فلانٌ يَذْرُو أَي مَرَّ مَرّاً سَرِيعًا، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الظَّبْيَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
ذَارٍ إِذا لَاقَى العَزازَ أَحْصَفا
وذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسر حَدُّه، وَقِيلَ: سَقَطَ. وذَرَوْتُه أَنا أَي طَيَّرته وأَذْهَبْته؛ قَالَ أَوْس:
إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نابهِ
…
تَخَمَّطَ فِينَا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَرَا فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى كَلَّ، عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي بِمَعْنَى وقَع، فَذَرا فِي الْوَجْهَيْنِ غَيْرُ مُتَعَدٍّ. والذَّرِيَّةُ: النَّاقَةُ الَّتِي يُسْتَتَر بِهَا عَنِ الصَّيْدِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالدَّالُ أَعلى، وَقَدْ تَقَدَّمَ. واسْتَذْرَيْت بالشَّجَرة أَي استَظْلَلْت بِهَا وصِرْتُ فِي دِفئِها. الأَصمعي: الذَّرَى، بِالْفَتْحِ، كُلُّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ. يُقَالُ: أَنا فِي ظِلِّ فُلَانٍ وَفِي ذَرَاهُ أَي فِي كَنَفه وسِتْره ودِفْئِه. واسْتَذْرَيْتُ بِفُلَانٍ أَي التَجَأْتُ إِليه وصِرْتُ فِي كَنَفه. واسْتَذْرَتِ المِعْزَى أَي اشْتَهت الفَحْلَ مِثْلَ اسْتَدَرَّتْ. والذَّرَى: مَا انْصَبَّ مِنَ الدَّمْع، وَقَدْ أَذْرَتِ العينُ الدّمْعَ تُذْرِيه إِذْرَاءً وذَرىً أَي صَبَّتْه. والإِذْرَاءُ: ضَرْبُك الشيءَ تَرْمي بِهِ، تَقُولُ: ضَرَبْتُه بِالسَّيْفِ ف أَذْرَيْتُ رأْسَه، وطَعَنته ف أَذْرَيْتُه عَنْ فَرَسه أَي صَرَعْته وأَلْقَيْته. وأَذْرَى الشيءَ بِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبه حَتَّى يَصْرَعه. والسيفُ يُذْرِي ضَرِيبَتَه أَي يَرْمِي بِهَا، وَقَدْ يوصَفُ بِهِ الرَّمْي مِنْ غَيْرِ قَطْع. وذَرَّاهُ بالرُّمْحِ: قَلَعَه؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. وأَذْرَتِ الدابَّة راكِبَها: صَرَعَتْه. وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه: أَعْلاهُ، والجَمْع الذُّرَى بِالضَّمِّ. وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ: أَشْرَفُهُما. وتَذَرَّيْت الذِّرْوة: رَكِبْتُها وعَلَوْتها. وتَذَرَّيْت فِيهِمْ: تَزَوَّجْت فِي الذِّرْوة مِنْهُم. أَبو زَيْدٍ: تَذَرَّيْت بَني فلانٍ وتَنَصَّيْتهم إِذا تَزَوَّجْت مِنْهُمْ فِي الذِّرْوة وَالنَّاصِيَةِ أَي فِي أَهل الشَّرَفِ والعَلاء. وتَذَرَّيت السَّنام: عَلَوْته وفَرَعْته. وَفِي حَدِيثِ
أَبي مُوسَى: أُتِي رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بإِبِلٍ غُرِّ الذُّرَى
«2» . أَي بِيض الأَسْنِمَة سِمانها. والذُّرَى: جَمْعُ ذِرْوَةٍ، وَهِيَ أَعْلَى سَنامِ البَعِير؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
عَلَى ذِرْوةِ كلِّ بَعِيرٍ شيطانٌ
، وَحَدِيثُ
الزُّبير: سأَلَ عائشةَ الخُروجَ إِلى البَصْرة فأَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا زالَ يَفْتِلُ فِي الذِّرْوَةِ والغارِبِ حَتَّى أَجابَتْهُ
؛ جَعَلَ وبَرَ ذِرْوَة الْبَعِيرِ وغارِبِه مَثَلًا لإِزالتها عَنْ رَأْيها، كَمَا يُفْعَلُ بِالْجَمَلِ النَّفُور إِذا أُريد تَأْنيسُه وإِزالَةُ نِفارِه. وذَرَّى الشاةَ والناقَةَ وَهُوَ أَنْ يَجُزَّ صوفَها ووَبَرَها ويدَعَ فوقَ ظَهْرِها شَيْئًا تُعْرَف بِهِ، وَذَلِكَ فِي الإِبل والضأْن خَاصَّةً، وَلَا يَكُونُ فِي المِعْزَى، وَقَدْ ذَرَّيتها تَذْرِيَةً. وَيُقَالُ: نعجةٌ مُذَرَّاةٌ وكَبْشٌ مُذَرّىً إِذا أُخِّرَ بَيْنَ الكَتِفين فِيهِمَا صُوفَةٌ لَمْ تُجَزَّ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ:
وَلَا صُوارَ مُذَرَّاةٍ مَناسِجُها، مِثْل الفَرِيدِ الَّذِي يَجْرِي مِنَ النَّظْمِ
والذُّرَةُ: ضربٌ مِنَ الحَبِّ مَعْرُوفٌ، أَصلُه ذُرَوٌ أَو ذُرَيٌ، والهاءُ عِوَض، يُقَالُ للواحِدَة ذُرَةٌ، والجَماعة ذُرَةٌ، وَيُقَالُ لَهُ أَرْزَن «3». وذَرَّيْتُه:
(2). قوله [بإبل غرّ الذرى] هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بنهب إبل فأمر لنا بخمس ذود غُرِّ الذُّرَى أَيْ بِيضِ إلخ
(3)
. قوله [ويقال له أرزن] هكذا في الأصل
مَدَحْتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفُلَانٌ يُذَرِّي فُلَانًا: وَهُوَ أَن يَرْفَعَ فِي أَمره وَيَمْدَحَهُ. وَفُلَانٌ يُذَرِّي حَسَبَه أَي يَمْدَحُهُ ويَرْفَعُ مِنْ شأْنه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
عَمْداً أُذَرّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا،
…
لَا ظَالِمَ النَّاسِ وَلَا مُظَلَّما
وَلَمْ أَزَلْ، عَنْ عِرْضِ قَوْمِي، مِرْجَمَا
…
بِهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما
أَي أَرْفَعُ حَسَبي عَنِ الشَّتِيمةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما أَثْبَتُّ هَذَا هُنَا لأَن الِاشْتِقَاقَ يُؤذِنُ بِذَلِكَ كأَنِّي جَعَلْتُهُ فِي الذِّرْوَةِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي الزِّنَادِ: كَانَ يَقُولُ لِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كيفَ حديثُ كَذَا؟
يريدُ أَن يُذَرِّيَ مِنْهُ أَي يَرْفَعَ مِنْ قَدْره ويُنَوِّهَ بذِكْرِه. والمِذْرَى: طَرَفُ الأَلْيةِ، والرَّانِفةُ ناحيَتُها. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَ فُلَانٌ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه إِذا جَاءَ باغِياً يَتَهَدَّدُ؛ قَالَ عَنْتَرة يَهْجُو عُمارةَ بنَ زِيادٍ العَبِسِي:
أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها
…
لِتَقْتُلَنِي؟ فَهَا أَنا ذَا عُمارَا
يُرِيدُ: يَا عُمارَةُ، وَقِيلَ: المِذْرَوَانِ أَطْرافُ الأَلْيَتَيْن لَيْسَ لَهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ أَجْوَدُ الْقَوْلَيْنِ لأَنه لَوْ قَالَ مِذْرَى لَقِيلَ فِي التَّثْنِيَةِ مِذْرَيانِ، بِالْيَاءِ، لِلْمُجَاوِرَةِ، ولَمَا كَانَتْ بِالْوَاوِ فِي التَّثْنِيَةِ وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ عَقَلْتُه بِثنْيَايَيْنِ فِي أَنه لَمْ يُثَنَّ عَلَى الْوَاحِدِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: الدليلُ عَلَى أَن الأَلف فِي التَّثْنِيَةِ حَرْفُ إِعراب صِحَّةُ الْوَاوِ فِي مِذْرَوانِ، قَالَ: أَلا تَرَى أَنه لَوْ كَانَتِ الأَلف إِعراباً أَو دليلَ إِعراب وَلَيْسَتْ مَصُوغَةً فِي بِنَاءِ جُمْلَةِ الْكَلِمَةِ مُتَّصِلَةً بِهَا اتصالَ حِرَفِ الإِعراب بِمَا بَعْدَهُ، لَوَجَبَ أَن تُقْلَبَ الْوَاوُ يَاءً فَيُقَالُ مِذْريانِ لأَنها كَانَتْ تَكُونُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ طَرَفاً كلامِ مَغْزىً ومَدْعىً ومَلْهىً، فَصِحَّةُ الْوَاوِ فِي مِذْرَوانِ دلالةٌ عَلَى أَن الأَلف مِنْ جُمْلَةِ الْكَلِمَةِ، وأَنها لَيْسَتْ فِي تَقْدِيرِ الِانْفِصَالِ الَّذِي يَكُونُ فِي الإِعراب، قَالَ: فجَرَتِ الأَلف فِي مِذْرَوانِ مَجْرَى الْوَاوِ فِي عُنْفُوانٍ وإِن اخْتَلَفَتِ النُّونُ وَهَذَا حَسَنٌ فِي مَعْنَاهُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْمَقْصُورُ إِذا كَانَ عَلَى أَربعة أَحرف يُثَنَّى بِالْيَاءِ عَلَى كُلِّ حَالٍ نَحْوَ مِقْلىً ومِقْلَيانِ. والمِذْرَوانِ: نَاحِيَتَا الرأْسِ مِثْلُ الفَوْدَيْن. وَيُقَالُ: قَنَّع الشيبُ مِذْرَوَيْه أَي جانِبَيْ رأْسه، وَهُمَا فَوْداهُ، سمِّيا مِذْرَوَينِ لأَنهما يَذْرَيانِ أَي يَشيبَانِ. والذُّرْوَةُ: هُوَ الشَّيْبُ، وَقَدْ ذَرِيَتْ لِحْيَتُه، ثُمَّ استُعِير للمَنْكِبَيْنِ والأَلْيَتَيْن والطَّرَفَيْن. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِذْرَوا القَوْس المَوْضِعان اللَّذَانِ يَقَعُ عَلَيْهِمَا الوَتَر مِنْ أَسْفلَ وأَعْلَى؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
عَلَى عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْنِ،
…
صَفْرَاءَ مُضْجَعَةٍ فِي الشِّمالْ
قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو وَاحِدُهَا مِذْرىً، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهَا، وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا تَشَاءُ أَن تَرَى أَحدهم يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه، يقول ها أَنا ذَا فَاعْرِفُونِي. والمِذْرَوَانِ كَأَنَّهما فَرْعَا الأَلْيَتين، وَقِيلَ: المِذْرَوَانِ طَرَفَا كلِّ شَيْءٍ، وأَراد الْحَسَنُ بِهِمَا فَرْعَي المَنْكِبَيْن، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا جَاءَ بَاغِيًا يَتَهَدَّدُ. والمِذْرَوَانِ: الجانِبَانِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، تَقُولُ الْعَرَبُ: جَاءَ فُلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه ويَهُزّ عِطْفَيه ويَنْفُضُ مِذْرَوَيْه، وَهُمَا مَنْكِبَاه. وإِنّ فُلَانًا لكَريمُ الذَّرَى أَي كِرِيمُ الطَّبِيعَة. وذَرَا اللَّهُ الخَلْق ذَرْواً: خَلَقهم، لُغَةٌ فِي ذَرَأَ. والذَّرْوُ والذَّرَا والذُّرِّيَّة: الخَلْق، وَقِيلَ: الذَّرْوُ والذَّرَا عددُ الذُّرِّيَّة. اللَّيْثُ: الذُّرِّيَّة تَقَعُ
عَلَى الآباءِ والأَبْناءِ والأَوْلادِ والنِّسَاء. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
؛ أَراد آبَاءَهُمُ الَّذِينَ حُمِلُوا مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ. وَقَوْلُهُ، صلى الله عليه وسلم،
ورأَى فِي بَعْضِ غَزَواته امرأَةً مَقْتولةً فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِه لتُقاتِلَ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: الْحَقْ خَالِدًا فقلْ لَهُ لَا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفاً
، فسمَّى النساءَ ذُرِّيَّةً. وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ، رضي الله عنه: حُجُّوا ب الذُّرِّيَّة لا تأْكلوا أَرزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها فِي أَعْناقِها
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بالذُّرِّيَّة هَاهُنَا النساءَ، قَالَ: وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل العربيَّة إِلى أَن الذُّرِّيَّةَ أَصلها الْهَمْزُ، رَوَى ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه، مِنْهُمْ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ، قَالَ: وذهَب غيرُهم إِلى أَن أَصل الذُّرِّيَّة فُعْلِيَّةٌ مِنَ الذَّرِّ، وكلٌّ مذكورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ، ثُمَّ قَالَ: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ
؛ قَالَ أَبو إِسحاق: نصَبَ ذُرِّيَّةً عَلَى البدلِ؛ الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ذرِّيَّة بَعْضُهَا مِنْ بعضٍ، قَالَ الأَزهري: فَقَدْ دخلَ فِيهَا الآباءُ والأَبْناءُ، قَالَ أَبو إِسحاق: وَجَائِزٌ أَن تُنْصَب ذُرِّيَّةً عَلَى الْحَالِ؛ الْمَعْنَى اصْطَفَاهُمْ فِي حَالِ كَوْنِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ. وَقَوْلُهُ عز وجل: أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِم؛ يُرِيدُ أَولادَهُم الصِّغَارَ. وأَتانا ذَرْوٌ مِنْ خَبَرٍ: وَهُوَ اليسيرُ مِنْهُ، لُغَةٌ فِي ذَرْءٍ. وَفِي حَدِيثِ
سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَد: قَالَ لِعَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: بَلَغَنِي عَنْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ تَشَذَّرَ لِي فِيهِ بالوَعِيد فسِرْتُ إِليه جَوَادًا
؛ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ أَي طَرَفٌ مِنْهُ وَلَمْ يَتَكَامَلْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الذَّرْوُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا ارتفعَ إِليك وتَرامى مِنْ حَوَاشِيهِ وأَطرافِه، مِنْ قَوْلِهِمْ ذَرا لِي فُلَانٌ أَي ارتفَع وقصَد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي أُنَيْسٍ حَلِيفِ بَني زُهْرة وَاسْمُهُ مَوْهَبُ بنُ رِيَاحٍ:
أَتاني عَنْ سُهَيْلٍ ذَرْوُ قَوْلٍ
…
فأَيْقَظَني، وَمَا بِي مِنْ رُقادِ
وذَرْوَة: مَوْضِعٌ. وذَرِيَّات: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الكِلابي:
سَقَى اللهُ مَا بينَ الرِّجامِ وغَمْرَةٍ،
…
وبئْرِ ذَرِيَّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ
نَجاءَ الثُّرَيَّا، كُلَّما ناءَ كوْكَبٌ،
…
أَهلَّ يَسِحُّ الماءَ فِيهِ دُجُونُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَوَّلُ الثلاثةِ يدخُلونَ النارَ مِنْهُمْ ذُو ذَرْوَةٍ لَا يُعْطِي حَقَّ اللهِ مِنْ مَالِهِ
أَي ذُو ثَرْوةٍ وَهِيَ الجِدَةُ والمالُ، وَهُوَ مِنْ بَابِ الِاعْتِقَابِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الْمَخْرَجِ. وذِرْوَةُ: اسْمُ أَرضٍ بِالْبَادِيَةِ. وذِرْوة الصَّمَّان: عالِيَتُها. وذَرْوَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. وَبِئْرُ ذَرْوَانَ، بِفَتْحِ الذَّالِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: بئْر لبَني زُرَيْق بِالْمَدِينَةِ. وَفِي حَدِيثِ سِحْرِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم:
بِئْرُ ذَرْوانَ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الْوَاوِ مَوْضِعٌ بينَ قُدَيْدٍ والجُحْفَة. وذَرْوَةُ بن حُجْفة: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. وعَوْفُ بنُ ذِرْوَة، بِكَسْرِ الذَّالِ: مِنْ شُعرائِهِم. وذَرَّى حَبّاً: اسْمَ رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَكُونُ مِنَ الْوَاوِ وَيَكُونُ مِنَ الْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: ولتأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوفِ الأَذْرِيِّ كَمَا يَأْلَم أَحدُكم النومَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدانِ
؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: الأَذْرِيّ مَنْسُوبٌ إِلى أَذْرَبيجانَ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وقَدْ حالَ دُونَها قُرى
…
أَذَرْبيجانَ المسالِحُ والجالُ
قَالَ: هَذِهِ مَوَاضِعُ كلها.
ذقا: رجلٌ أَذْقى: رخْوُ الأَنْفِ، والأُنْثى ذَقْوَاءُ. وَفَرَسٌ أَذْقى، والأُنْثى ذَقْوَاءُ، وَالْجَمْعُ الذُّقْوُ: وهو الرّخْوُ أَنْفِ الأُذُنِ «1» ، وَكَذَلِكَ الحِمارُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيف بَيِّن والصوابُ فَرَسٌ أَذْقَى والأُنْثى ذَقْوَاء إِذَا كَانَا مُسْتَرْخِيَيِ الأُذُنَيْنِ، وقد تقدم.
ذكا: ذَكَتِ النارُ تَذْكُو ذُكُوّاً وَذَكًا، مَقْصُورٌ، واسْتَذْكَتْ، كُلُّه: اشْتَدَّ لهَبُها واشْتَعلت، ونارٌ ذكِيَّةٌ عَلَى النَّسب؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
يَنْفَحْنَ مِنْهُ لهَباً مَنْفُوحَا
…
لَمْعاً يُرى، لَا ذَكِياً مَقْدُوحا
وأَراد يَنْفُخْنَ مِنْهُ لَهَبًا مَنْفُوخاً، فأَبدل الْحَاءَ مَكَانَ الْخَاءِ لِيُوَافِقَ رَوِيّ هَذَا الرَّجَزِ كُلِّهِ لأَن هَذَا الرَّجَزَ حَائِيٌّ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ:
غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيمُ السِّنْحِ،
…
أَبلَجُ لَمْ يُولَدْ بنَجْم الشُّحَ
يُرِيدُ: كَرِيمُ السِّنْخِ. وأَذْكَاها وذَكَّاها: رَفَعها وأَلقى عَلَيْهَا مَا تَذْكُو بِهِ. والذُّكْوَة والذُّكْيَة «2» : مَا ذَكَّاها بِهِ مِنْ حَطَب أَو بَعَر، الأَخيرة مِنْ بَابِ جَبَوتُ الخَراج جِبايةً. والذُّكْوة والذَّكا: الْجَمْرَةُ المُلْتهبة. وأَذْكَيْتُ الحَرْبَ إِذَا أَوْقَدْتها؛ وأَنشد:
إنَّا إِذَا مُذْكِي الحُروب أَرَّجا
وتَذْكِيَةُ النَّارِ: رَفْعُها. وَفِي حَدِيثِ ذِكْرِ النَّارِ:
قَشَبَني ريحُها وأَحْرَقَني ذَكاؤها
؛ الذَّكاءُ: شدةُ وهَجِ النارِ؛ يُقَالُ: ذَكَّيْتُ النارَ إِذَا أَتْمَمْتَ إشْعالَها ورفَعْتها، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ
؛ ذبْحُهُ عَلَى التَّمام. والذَّكا: تمامُ إيقادِ النارِ، مقصورٌ يُكْتَبُ بالأَلف؛ وأَنشد:
ويُضْرِم فِي القَلْبِ اضْطِراماً، كأَنه
…
ذَكا النارِ تُرْفِيهِ الرِّياحُ النَّوافحُ
وذُكاءُ، بِالضَّمِّ: اسمُ الشَّمْسِ، مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِف وَلَا تدْخُلها الأَلِفُ وَاللَّامُ، تَقُولُ: هَذِهِ ذُكاءُ طالِعةً، وَهِيَ مُشْتَقَّة مِنْ ذَكَتِ النارُ تَذْكُو، وَيُقَالُ للصُّبْح ابنُ ذُكاء لأَنه مِنْ ضَوْئها؛ وأَنشد:
فَوَرَدَتْ قَبْلَ انبِلاج الفجرِ،
…
وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي كَفْرِ
وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَير الْمَازِنِيُّ يَصِفُ ظَلِيماً ونَعامة:
فتذَكَّرا ثَقَلَا رَثِيداً، بَعْدَ ما
…
أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافِرِ
والذَّكَاءُ، ممدودٌ: حِدَّةُ الْفُؤَادِ. والذَّكَاءُ: سُرْعة الفِطْنَة. اللَّيْثُ: الذَّكَاءُ مِنْ قَوْلِكَ قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ ذكِيٌّ إِذَا كَانَ سريعَ الفِطْنَةِ، وَقَدْ ذكِيَ، بِالْكَسْرِ، يَذْكَى ذَكاً. وَيُقَالُ: ذَكا يَذْكُو ذَكاءً، وذَكُوَ فَهُوَ ذكِيٌّ. وَيُقَالُ: ذَكُوَ قَلْبُه يَذْكُو إِذَا حَيَّ بَعْدَ بَلادَةٍ، فَهُوَ ذَكِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ، وَقَدْ يُسْتَعْمل ذَلِكَ فِي البَعِير. وذَكا الريحِ: شِدَّتها مَنْ طِيبٍ أَو نَتْنٍ. ومِسْكٌ ذَكِيٌّ وذاكٍ: ساطِعُ الرائِحَةِ، وَهُوَ مِنْهُ. ومِسْكٌ ذَكِيٌّ وذَكِيَّة، فَمَنْ أَنَّث ذَهَبَ بِهِ إِلَى الرائْحة؛ وَقَالَ أَبو هَفَّانَ: المِسْكُ والعَنْبَر يُؤنَّثان ويُذَكَّران. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ هُوَ ذَكِيُّ الرائِحة وذَاكِي
(1). قوله [الرخو أنف الأَذن] هي عبارة التهذيب
(2)
. قوله [والذُّكْوَة والذَّكْيَة] كلاهما ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب والتكملة بضم الذال، وكذلك الذُّكْوَة الجمرة، وضبطت في القاموس بالفتح
الرائِحَة؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ:
كأَنَّ القَرَنْفُل والزَّنْجَبِيل
…
وذَاكِي العَبِيرِ بِجِلْبابِها
والذَّكَاءُ: السِّنُّ. وَقَالَ الحَجَّاج: فُرِرتُ عَنْ ذَكَاءٍ. وبَلَغَت الدَّابَّةُ الذَّكَاءَ أَي السِّنَّ. وذَكَّى الرجلُ: أَسَنَّ وبَدُنَ. والمُذَكِّي أَيضاً: المُسِنُّ مِنْ كلِّ شَيْءٍ، وَخَصَّ بعضُهم بِهِ ذواتِ الحافِرِ، وَهُوَ أنْ يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ. والمَذاكِي: الخيلُ الَّتِي أَتى عَلَيْهَا بعدَ قُروحها سنَةٌ أَو سَنَتان، الْوَاحِدُ مُذَكٍّ مِثْلُ المُخْلِفِ مِنَ الإِبل. والمُذَكِّي أَيضاً مِنَ الخَيْلِ: الَّذِي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ. وَفِي الْمَثَلِ: جَرْيُ المُذَكِّياتِ غِلابٌ أَي جَرْيُ المَسانِّ القُرَّحِ مِنَ الْخَيْلِ أَن تُغالِبَ الجَرْيَ غِلاباً، وتأويلُ تمَام السِّنِّ النهايةُ فِي الشَّبَابِ، فَإِذَا نقَص عَنْ ذَلِكَ أَو زَادَ فَلَا يُقَالُ لَهُ الذكاءُ. والذَّكَاءُ فِي الفَهْمِ: أَن يَكُونَ فَهْماً تَامًّا سَرِيعَ القَبُولِ. ابْنُ الأَنباري فِي ذَكَاءِ الفَهْمِ والذَّبْحِ: إِنَّهُ التَّمامُ، وَإِنَّهُمَا ممدودانِ. والتَّذْكِيَة الذَّبْحُ. والذَّكَاءُ والذَّكَاةُ: الذَّبْحُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ذَكَاةُ الجِنين ذَكاةُ أُمِّهِ أَي إِذَا ذُبْحتِ الأُمُّ ذُبح الجنينُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
ذَكاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّه.
ابْنُ الأَثير: التَّذْكِيَةُ الذَّبْحُ والنَّحْرُ؛ يُقَالُ: ذَكَّيْت الشَّاةَ تَذْكِيَة، وَالِاسْمُ الذَّكاةُ، والمَذْبوحُ ذَكِيٌّ، وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ بالرفْع والنَّصب، فَمَنْ رَفَع جَعَلَه خبرَ المبتدإِ الَّذِي هُوَ ذَكَاةُ الْجَنِينِ، فَتَكُونُ ذَكَاةُ الأُمِّ هِيَ ذَكَاةَ الْجَنِينِ فَلَا يَحتاجُ إِلَى ذَبْحٍ مُسْتَأنَفٍ، وَمَنْ نَصَب كَانَ التَّقْدِيرُ ذَكاةُ الجِنينِ كذَكاة أُمِّه، فَلَمَّا حُذِفَ الجارُّ نُصِب، أَو عَلَى تَقْديرِ يُذَكَّى تَذْكِيَةً مِثْلَ ذكاةِ أُمِّه، فحَذَفَ المَصْدرَ وصِفَتَه وأَقام الْمُضَافَ إِلَيْهِ مُقامه، فَلَا بدَّ عِنْدَهُ مِنْ ذَبْحِ الجنِين إِذَا خَرَجَ حَيّاً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْويه بِنَصْبِ الذّكاتَيْن أَي ذَكُّوا الجنينَ ذكاةَ أُمِّه. ابْنُ سِيدَهْ: وذَكاءُ الْحَيَوَانِ ذبْحُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
يُذَكِّيها الأَسَلْ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ
؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: معناهُ إلَّاما أَدْرَكْتُمْ ذَكَاتَه مِنْ هَذِهِ الَّتِي وَصَفْنَا. وكلُّ ذَبْحٍ ذَكاةٌ. وَمَعْنَى التَّذْكِية: أَنْ تُدْرِكَها وَفِيهَا بَقِيَّة تَشْخُب مَعَها الأَوْداج وتَضْطَرِبُ اضْطرابَ المَذْبوح الَّذِي أُدْرِكَتْ ذَكاتُه، وأَهل الْعِلْمِ يَقُولُونَ: إِنْ أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ [الحُشْوَةَ] أَو قَطَع الجَوْفَ قَطْعاً تَخْرُجُ مَعَهُ الحِشْوة [الحُشْوة] فَلَا ذَكاةَ لِذَلِكَ، وتأْويلُه أَن يَصِيرَ فِي حَالَةِ مَا لَا يُؤَثِّرُ فِي حَيَاتِهِ الذَّبْحُ. وَفِي حَدِيثِ الصَّيْدِ:
كُلْ مَا أَمْسَكَتْ عَلَيْك كلابُكَ ذَكِيٌّ وغيرُ ذَكِيّ
؛ أَراد بالذَّكيِّ مَا أُمْسِكَ عَلَيْهِ فأَدْرَكَه قبلَ زُهُوقِ رُوحه فذَكَّاه فِي الحَلْقِ واللَّبَّةِ، وأَراد بِغَيْرِ الذَّكيِّ مَا زَهَقَتْ روحُه قَبْلَ أَن يُدْركَه فيُذَكِّيَهُ ممَّا جَرَحَه الكلبُ بسِنِّه أَو ظفْرِه. وَفِي حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: ذَكَاةُ الأَرض يُبْسُها
؛ يُرِيدُ طَهارَتَها مِنَ النَّجَاسَةِ، جَعَلَ يُبْسَها مِنَ النَّجَاسَةِ الرَّطْبة فِي التَّطْهِير بمَنْزِلة تَذْكِيَةِ الشاةِ فِي الإِحْلالِ لأَن الذَّبْحَ يُطَهِّرُهَا ويحلِّل أَكْلَها. وأَصل الذَكَاة فِي اللُّغَةِ كُلِّها إتْمامُ الشَّيْءِ، فَمِنْ ذَلِكَ الذَّكَاءُ فِي السِّنِّ والفَهْمِ وَهُوَ تَمَامُ السنِّ. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيلُ الذَّكَاءُ فِي السنِّ أَن يأْتي عَلَى قُرُوحه سَنَةٌ وَذَلِكَ تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قَالَ زهير:
يُفَضّلُه، إذا اجْتَهَدُوا عليْهِ،
…
تمامُ السِّنِّ مِنْهُ والذَّكَاءُ
وجَدْيٌ ذَكِيٌّ: ذَبيْحٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ واويَّة، وأَما ذ ك ي فَعَدَمٌ، وَقَدْ ذَكَرْتُ أَن الذَّكِيَّة نادرٌ. وأَذْكَيْتُ عَلَيْهِ العُيونَ إِذَا أَرْسَلْتَ عَلَيْهِ الطَّلائع؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذلي:
وظَلَّ لَنَا يَومٌ، كأَنَّ أُوارَهُ
…
ذَكا النَّارِ مِنْ نَجْمِ الفُرُوعِ طَويلُ
الفُروعُ، بِعَيْنٍ مُهْمِلَةٍ: فُروعُ الْجَوْزَاءِ، وَهِيَ أَشدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ. وذَكْوَانُ: قبيلةٌ مِنْ سُلَيْم. والذَّكَاوِينُ: صِغارُ السَّرْح، واحِدَتُها ذَكْوَانَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الذَّكْوَان شَجَرٌ، الواحدةُ ذَكْوَانَةٌ. ومَذَاكِي السَّحابِ: الَّتِي مَطَرَتْ مَرَّة بَعْدَ أُخرى، الْوَاحِدَةُ مُذْكِيَة؛ قَالَ الرَّاعِي:
وتَرْعى القَرارَ الجَوّ، حيثُ تَجاوَبَتْ
…
مَذاكٍ وأَبْكارٌ، مِنَ المُزْنِ، دُلَّحُ
وذَكْوَانُ: اسْمٌ. وذَكْوَةُ: قَرْيةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي:
يَبِتْنَ سجُوداً مِنْ نَهِيتِ مُصَدَّرٍ
…
بذَكْوَةَ، إطْراقَ الظِّباءِ مِنَ الوَبلِ
وَقِيلَ: هِيَ مأسَدة فِي ديار قَيْسٍ.
ذلا: ابْنُ الأَعرابي: تَذَلَّى فُلَانٌ إِذَا تَواضع. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله تَذَلَّل، فكَثُرَت اللَّاماتُ فقُلِبت أُخْراهُنَّ يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّ وأَصله تَظَنَّنَ. واذْلَوْلَى: ذَلَّ وانْقادَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِشُقْرانَ السُّلامِيِّ مِنْ قُضاعَة:
ارْكَبْ مِنَ الأَمْرِ قَرادِيدَهُ
…
بالحَزْمِ والقُوَّةِ، أَو صانِعِ
حَتَّى تَرى الأَخْدَعَ مُذْلَوْلِياً،
…
يَلْتَمِسُ الفَضْلَ إِلَى الخادِعِ
قَرادِيدُ الأَرضِ: غَلظُها، والمُذْلَوْلِي: الَّذِي قَدْ ذلَّ وانْقادَ؛ يَقُولُ اخْدَعْه بِالْحَقِّ حَتَّى يَذِلَّ ارْكَبْ بِهِ الأَمْر الصَّعْبَ. وَفِي حَدِيثِ
فاطمةَ بِنْتِ قَيْسٍ: مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سمعتُ قَائِلًا يَقُولُ ماتَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، ف اذْلَوْلَيْتُ حَتَّى رأَيتُ وجهَه
أَي أَسْرَعْت؛ يُقَالُ: اذْلَوْلَى الرجلُ إِذَا أسْرع مَخَافَةَ أَن يَفُوتَه شيءٌ، قَالَ: وَهُوَ ثُلاثيٌّ كُرِّرَتْ عينُه وَزِيدَ وَاوًا لِلْمُبَالَغَةِ كاقْلَوْلى واغْدَوْدَنَ. ورجلٌ ذَلَوْلَى: مُذْلَوْلٍ. واذْلَوْلَى اذْلِيلاءً: انْطَلق فِي اسْتِخْفاءٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَل إلَّا مَزيداً. واذْلَوْلَيْت اذْلِيلاءً وتَذَعْلَبْتُ تَذَعْلُباً: وَهُوَ انْطِلاقٌ فِي اسْتِخْفاءٍ، وَالْكَلِمَةُ يائِيَّة لأَنَّ ياءَها لامٌ. واذْلَوْلَيْت إِذَا انْكَسَرَ قلْبي. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ عَمْرُو بنُ كِرْكرَة: اذْلَوْلَى ذَكَرُه إذا قامَ مُسْتَرْخِياً. واذْلَوْلَى فَذَهَبَ إِذَا وَلَّى مُتَقاذِفاً. ورشاءٌ مُذْلَوْلٍ إِذَا كَانَ مُضْطَرِبًا، والله أَعلم.
ذمي: الذَّماءُ: الْحَرَكَةُ، وَقَدْ ذَمِيَ. والذَّمَاءُ، ممدودٌ: بقيَّةُ النَّفْسِ؛ وَقَالَ أَبو ذؤَيب:
فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ، فهارِبٌ
…
بِذَمَائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ
والذَّمَاءُ، ممدودٌ: بقِيَّةُ الروحِ فِي المَذْبوح، وَقِيلَ: الذَّمَاءُ قوّةُ القلْبِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:
وقاتِلَتي بَعْدَ الذَّمَاءِ وعائِدٌ
…
عَلَيَّ خَيالٌ مِنكِ مُذْ أَنَا يافعُ
وَقَدْ ذَمِيَ «3» . المَذْبوحُ يَذْمَى ذَماً إِذَا تَحَرَّك.
(3). قوله [وقد ذَميَ الخ] ضبط في القاموس كرَضِيَ، وفي الصحاح كرَمَى ومثله في التهذيب
والذَّمَاءُ: الحَرَكَة. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ الضَّبُّ أَطولُ شيءٍ ذَمَاءً. الأَصمعي: ذَمَى العلِيلُ يَذْمِي ذَمْياً إِذا أَخذه النَّزْع فَطَالَ عَلَيْهِ عَلَزُ الْمَوْتِ، فَيُقَالُ مَا أَطولَ ذَمَاءَهُ. والذَّامِي والمَذْمَاةُ، كِلَاهُمَا: الرَّمِيَّةُ تُصابُ فيَسُوقُها صاحِبُها فتَنْساقُ مَعَهُ. وَقَدْ أَذْمَى الرَّامِي رَمِيَّتَه إِذَا لَمْ يُصِب المَقْتَل فيُعَجِّلَ قَتْلَه؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ:
أَنَابَ، وَقَدْ أَمْسَى عَلَى الماءِ قَبْلَه
…
أُقَيْدِرُ لَا يُذْمِي الرَّمِيَّةَ راصِدُ
أَناب، يَعْنِي الحمارَ: أَتى الماءَ؛ وَقَالَ آخَرُ:
وأَفْلَتَ زيدُ الخَيْلِ منَّا بِطَعْنَةٍ،
…
وَقَدْ كانَ أَذْمَاهُ فَتًى غَيْرُ قُعْدُدِ
وذَمَتْه الريحُ تَذْمِيهِ ذَمْياً: قَتَلَتْه. وذَمَى الرجلُ ذَماءً، ممدودٌ: طالَ مرضُه. واسْتَذْمَيْت مَا عندَ فُلانٍ إِذا تَتَبَّعْته وأَخَذْته؛ يُقَالُ: خُذْ مِنْ فلانٍ مَا ذَمَا لَكَ أَي ارْتَفَعَ لَكَ. واسْتَذْمَى الشيءَ: طَلَبه. وذَمَى لِي مِنْهُ شيءٌ: تَهَيَّأَ. والذَّمَى: الرائِحَة المُنْتِنَة، مقصورةٌ تُكْتَب بِالْيَاءِ. وذَمَى يَذْمِي: خَرَجَت مِنْهُ رائِحَة كَرِيهةٌ. وذَمَتْه رِيحُ الجِيفَةِ تَذْمِيهِ ذَمْياً إِذا أَخَذَتْ بنَفَسِه؛ قَالَ خِدَاشُ بنُ زُهيرٍ:
سَيُخْبِرُ أَهل وَجٍّ مَنْ كَتَمْتُمْ،
…
وتَذْمِي، مَنْ أَلَمَّ بِهَا، القُبُورُ
هَذَا مِنْ ذَمَاه ريحُ الجيفةِ إِذَا أَخَذَتْ بنَفَسِه. الْجَوْهَرِيُّ: وذَمَتْنِي ريحُ كَذَا أَي آذَتْني؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
لَيْسَتْ بعَصْلاءَ تَذْمِي الكَلْبَ نَكْهَتُها،
…
وَلَا بعَنْدَلَةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
يَا بِئْرَ بَيْنُونَةَ لَا تَذْمِينَا،
…
جِئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينَا «1»
. يَعْنِي المَوْتَى. وذَمَتْني الريحُ: آذَتْني؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد:
إِذَا مَا ذَمَتْنِي رِيحُها حينَ أَقْبَلَتْ،
…
فَكِدت لِمَا لاقَيْتُ مِنْ ذَاكَ أَصْعَقُ
قَالَ: وذَمَى الحَبَشِيُّ فِي أَنْفِ الرجلِ بصُنَانِه يَذْمِي ذَمْياً إِذَا آذاهُ بِذَلِكَ. وذَمَتْ فِي أَنْفِهِ الريحُ إِذَا طارتْ إِلَى رأْسِه؛ وَقَالَ البَعِيث:
إِذَا البيضُ سافَتْه، ذَمَى فِي أُنُوفِها
…
صُنانٌ، ورِيحٌ مِنْ رُغاوَة مُخْشِمِ
قَوْلُهُ: ذَمَى أَي بَقِيَ فِي أُنوفِها، ومُخْشِمٌ: مُنْتِنٌ. وَيُقَالُ: ضَرَبَه ضَرْبة فأَذْمَاهُ إِذَا أَوْقَذَه وتَرَكه برَمَقِه. والذَّمَيَانُ: السُّرعة. وَقَدْ ذَمَى يَذْمِي إِذَا أَسرع. وَحَكَى بَعْضُهُمْ ذَمِيَ يَذْمَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. غَيْرُهُ: والذَّمَاءُ ضَرْبٌ مِنَ المَشْيِ أَو السَّيْرِ، يُقَالُ: ذَمَى يَذْمِي ذَمَاءً، مَمْدُودٌ. والذَّمَيَانُ: الإِسْراع.
ذها: التَّهْذِيبُ: فِي تَرْجَمَةِ هَذَى: ابْنُ الأَعرابي هَذَى إِذَا هَدَر بِكَلَامٍ لَا يُفْهَم، وذَها إِذَا تَكَبَّر. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع ذَهَا إِذَا تَكَبَّر لِغَيْرِهِ.
ذوي: ذَوَى العُودُ والبَقْلُ، بِالْفَتْحِ، يَذْوِي ذَيّاً وذُوِيّاً، كِلَاهُمَا: ذَبَلَ، فَهُوَ ذَاوٍ، وَهُوَ أَن لَا يُصِيبَه رِيُّه أَو يَضْرِبَه الحَرُّ فيَذْبُلَ ويَضْعُفَ، وأَذْوَاهُ العَطَشُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الذُّوِيّ المَصْدَر قَوْلُ الرَّاجِزِ:
(1). قوله [يا بئر بينونة] هكذا في الأَصل، وفي ياقوت: يا ريح بينونة؛ وبينونة: مَوْضِعٌ بَيْنَ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ