الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7789 - (ز): مطيع بن إياس بن أبي مسلم بن محمد الليثي الكناني الكوفي الشاعر الماجن المشهور، يكنى أبا سلم
شاعر ابن شاعر.
له ذكر في ترجمة صالح بن عبد القدوس [3874] وحماد بن أبي ليلى [2744].
ومن شعر مطيع بن إياس وكان خرج وهو ويحيى بن زياد الحارثي حجاجا فمرا بزرارة دير بطريق الخارج من بغداد إلى الحج على طريق الكوفة فلما نزل الركب توجها إلى الدير فباتا فيه ليلحقا الركب بكرة فسار الركب قبل أن يحضرا فاستمرا في ذلك الدير إلى أن عاد الحاج فحلقا رؤوسهما ودخلا معهم فقال مطيع في ذلك:
⦗ص: 89⦘
ألم ترني ويحيى إذ حججنا
…
وكان الحج من خير التجاره
خرجنا طالبي خير وبر
…
فمال بنا الطريق إلى زراره
فآب الناس قد غنموا وحجوا
…
وأُبنا موقرين من الخساره
وقال العتبي: حدثني أبي عن شيخ من أهل الكوفة أنه حدثه عن ظرفاء الكوفيين مثل: مطيع بن إياس والحمادين ويحيى بن زياد قال: ولم يكن يحدثني عن أحد منهم بأحسن مما يحدثني به عن مطيع.
قال: وكان مطيع لا يصبر أحد عنه إذا صحبه، وَلا يصحبه أحد إلا افتضح وكان مطيع قد مدح الوليد بن يزيد أيام خلافته ونادمه واختص بأخيه الغمر بن يزيد.
وأخرج أبو الفرج في الأغاني من طريق الفضل بن إياس الهذلي قال: أراد المنصور البيعة للمهدي فاعترض عليه ابنه جعفر بن أبي جعفر ثم عزم فأحضر الناس وقامت الخطباء والشعراء فذكروا فضل المهدي فأكثروا فقام مطيع بن إياس فتكلم فخطب وأنشد ثم قال: يا أمير المؤمنين حدثني فلان عن فلان عن فلان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المهدي محمد بن عبد الله أمه يمانية يملأ الأرض عدلا ، وهذا العباس بن محمد أخوك يشهد بذلك ثم أقبل على العباس فقال: أنشدك الله هل سمعت هذا؟ قال: نعم.
فلما انقضى المجلس قال العباس لمن يثق به: رأيت هذا الزنديق ما رضي أن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستشهدني على كذبه فشهدت خوفا من السيف.
⦗ص: 90⦘
قال المرزباني: كان من ظرفاء أهل الكوفة ومجانهم وكان حسن الصورة صحب المنصور ثم انقطع إلى ولده جعفر وكان يتهم بالزندقة.
وقال ابن المعتز في طبقات الشعراء: كان يتهم بالزندقة وكان صديقا ليحيى بن زياد الحارثي ثم فسد ما بينهما وهو أحد الخلعاء المجان وله نوادر وهو القائل:
إنما صاحبي الذي يغفر الذنب
…
ويكفيه من أخيه أقله
ليس من يظهر المودة إفكا
…
فإذا قال خالف القول فعله
وإذا كنت لا تصاحب إلا
…
صاحبا لا تزل ما عاش نعله
لا تجده ولو جهدت وأنى
…
بالذي لا يكون يوجد مثله
وكان أبوه من أهل فلسطين ممن أمد بهم عبد الملك الحجاج فسكن الكوفة ويقال: إنه كان مأبونا فلامه قوم على ذلك فقال: جربوه أنتم ثم دعوه إن قدرتم.
وقال أبو الفرج في الأغاني: كان ظريفا خليعا ماجنا مليح النادرة متهما في دينه ويكنى أبا سلمى ، ونقل عن العتبي قال: كان مطيع لا يراه أحد من العقلاء فيصبر عنه، وَلا يصحبه أحد إلا افتضح.