الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
ز- مُعمّر بالتشديد
.
في الذي قبله.
7862 - مُعَمَّر بالتشديد
.
ظهر لي أن الذي في سند المغاربة غير الذي في سند أهل سنجار لتباعد القطرين
⦗ص: 120⦘
ولأن الذي في سند المغاربة بالتشديد جزما وأن بعضهم زعم أنه اسم علم وهَجَم فزعم أنه الذي أخرج مسلم حديثه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المُسَيَّب عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطىء.
وقد سألني عن ذلك بعض أهل الإسكندرية مراسلة فكتبت ببطلان هذا الظن وأن الذي حديثه في صحيح مسلم قرشي عدوي من رهط عمر بن الخطاب وهو بالتخفيف جزما وهو مَعْمَر بن عبد الله بن نضلة بن نافع بن عوف بن عُبَيد - بفتح العين - ابن عَوِيج - بفتح أوله أيضًا وآخره جيم - ابن عَدِي بن كعب بن لؤي بن غالب وحديثه هذا عند أصحاب السنن إلا النسائي.
وله عند مسلم حديث آخر من طريق بسر بن عُبَيد الله عنه في الربا ، وكان من سكان المدينة النبوية ولم يرو أحد ممن ترجم رجال الصحيح أنه كان من المعمرين، وَلا أنه سكن في غير المدينة ومقتضى كلامهم أنه مات قبل المِئَة الأولى.
وقد اشتهر في بلاد الصعيد الأعلى من مصر ذكر الشيخ أبي العباس الملثم وأنه عاش دهرا طويلا ، وأطال الشيخ عبد الغفار بن نوح في كتابه المسمى "الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد" من إيراد أخبار الملثم وسرد كراماته وخوارق العادات على يديه وذكر أنه عاش إلى رأس السبع مِئَة وأنه بلغه أنه كان أحيانا يقول: إنه رأى الشافعي ، قال: فسألته رأيت الشافعي؟ قال: نعم، قلت: محمد بن إدريس صاحب المذهب؟ قال: في النوم يا فتى في النوم. ونقل عنه أيضًا أنه رأى القاهرة أخصاصا قبل أن تبنى إلى غير ذلك.
وذكر عنه أيضًا أنه لقي المعمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد لقيت أنا عبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار بن نوح في سنة ثلاث وتسعين وسبع مِئَة وذكر لي، عَن أبيه، عن جَدِّه شيئا من خبر أبي العباس الملثم.
⦗ص: 121⦘
وأجاز لي أبو الطيب محمد بن أحمد الإسكندراني المعروف بابن المصري وكتب لي بخطه أنه صافح الشيخ شهاب الدين الفرنوي - بفتح الفاء وسكون الراء وفتح النون وكسر الواو - وأن الفرنوي صافح شخصا من أصحاب أبي العباس الملثم وأن الملثم صافح مُعمرا صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وقد أدركت أنا الفرنوي ودخلت الإسكندرية بعد موته بقليل.
وأسند أبو الطيب المذكور المصافحة إلى الملثم من عدة طرق تنتهي إلى الملثم بعضها عن أحمد بن صالح عن أحمد بن حمسين عن إبراهيم المؤدب عن الملثم وزاد أبو الطيب بهذا السند في صفة المصافحة: أنه يلصق باطن الكف بباطن الكف وبقبض الأصابع الخمسة على الإبهام.
قلت: وقد أجازني أحمد بن حمسين الكندي من الإسكندرية وهو أحمد بن محمد بن الحسين بن حمسين الكندي ومولده سنة اثنتي عشرة وسبع مِئَة ومات قبيل القرن ولم يكن سماعه على قدر سنه بل كانت عنده فوائد سمعها بمكة سنة إحدى وأربعين وسبع مِئَة منها: "القِرَى" للمحب الطبري سمعه على حفيد مصنفه بسماعه منه.
وذكر لي نور الدين محمد بن كريم الدين محمد بن النعمان الهُوئي - عم كريم الدين الذي كان ينادم الملك الناصر بن برقوق وولاه الحسبة ومات في أيام سلطنته ومات عمه هذا قبل القرن أيضًا - أنه لقي بعض أصحاب الملثم المذكور.
⦗ص: 122⦘
وكل ذلك مما لا أعتمد عليه، وَلا أفرح بعلوه، وَلا أذكره إلا استطرادا إذا احتجت إليه للتعريف بحال بعض الرواة ، والله المستعان.