الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أخطأ بعض الذين يفرحون بكلمة " التجديد " أو المجدّد أو المفكر الإسلامي.
الكلمات التي يطلقها العلماء في عصرنا على من يتبنى فكرة، مع أن التدبر للقديم يجود بجواهر كريمة تدل على عمق العلماء في مجموعهم، وعدم الانشغال عن رسالتهم، وهذا المقدار العظيم مضروبًا في مدة الزمن الذي مرَّ على معامل الفكر منذ أن فكَّر الذين يخدمون الحقَّ ونشط خصومه
النفس الواحدة هي آدم عليه السلام {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني من ضلعها كما جاء في السُّنَّة، (فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرتَه)[القرطبي جـ 3: ص: 1].
وفي آية أخرى قال سبحانه وتعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ}
وفيهم بعضهم (جعل منها زوجها أي من جنسها. والقول بالسُّنَّة أفضل عند أولي الألباب.
ولا تعارض الفهمين.
…
ثم جاء من يريد التجديد
جاء يدعي أن الأصل في الآيات (حواء){وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} آدم.
وقال القرآن لم يقل: وخلق منها زوجتها، بل {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني آدم.
فنحن تصوره أولاد حواء (يا بني آدم).
أقول: عيب هؤلاء الناس أنهم لا يكلفون أنفسهم دراسة اللغة العربية بالعمق المطلوب أن القرآن نزل بلغة قريش ليس فيها زوجة تستخدم دائما (زوج).
هل قرأ المجدد الآية الكريمة؟
هل الزوجة هي التي تريد أن تستبدل زوجًا مكان زوج؟
وهل فهم المجدد {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} من الصداق، ونون النسوة في قوله تعالى {إِحْدَاهُنَّ} {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} .
وامرأة زكريا بعد أن استجاب الله دعاءه {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} .
إنها هكذا في القرآن. فليتق الله من يتبع هواه.
وبعد: من أراد أن يفهم القرآن فهذا حقه على قدر مبلغه من العلم، ولكن ليس من حق كل إنسان أن ينشر فهمه للقرآن إلا أن يكون عالما بلغة القرآن.
جاءني أستاذ في الاقتصاد يحاورني: فكان مما قال: العملة الورقية (البنكنوت) تعامل الناس بها قبل القرآن.
التزمت الصمت. فهذا ليس من تخصصي.
ولكنه حاول الاستدلال فقال: القرآن يشهد بهذا قال: أهل الكهف قبل القرآن. ومع هذا تعاملوا بالعملة الورقية {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ} .
عند ذلك قلت له: وَرِق - بكسر الراء - غير وَرَق - بفتحها - (وَرِق) بالكسر يعني فضة و (وَرَق) بالفتح يعني الأوراق {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} .
والشاعر نزل بلدا غريبا وهو جائع فقير، فأهدوه كتبًا فقال:
أعطني وَرَقًا ولم تعطني وَرِقًا
…
قل لي بربِّك ماذا ينفع الوَرَق؟
معلوم أن ورقا من الورق بضم الراء والثانية من الورق والفضة بكسر الراء.