المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌شهادة المرأة للشيخ محمود غريب مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية سيدتي هل دائما - لطائف قرآنية للشيخ محمود غريب

[محمود محمد غريب]

الفصل: ‌ ‌شهادة المرأة للشيخ محمود غريب مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية سيدتي هل دائما

‌شهادة المرأة

للشيخ محمود غريب

مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية

سيدتي هل دائما شهادة المرأة نصف شهادة الرجل؟

قالوا الدنيا حظوظ شهادة المرأة شهادة الرجل

قلت: هذا صحيح في القرآن " {واستشهدوا شهدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى} سورة البقرة 282

" تذكر أحدهما الأخرى " فالحق عند الله أغلى من الرجال عند النساء.

والآية موضوعها " الدين "

والعمل معصوب علي رأس الرجل

فإذا دخلنا في موضوع العرض والشرف أغلى بكثير من كل أموال الدنيا.

على الأقل عندنا نحن المسلمين.

ندرس الشريعة الإسلامية من خلال آيات القرآن الكريم نقابل شيئا اسمه " اللعان "

متى تعدل شهادة المرأة شهادة الرجل؟

الرجل من حقه أن يحمل مفتاح بيته ومن حقه أن يدخل بيته بدون استئذان. وأنا كنت ماهراً في صناعة المفاتيح اعرف إذا كان المفتاح من الداخل يمنع " الفتح " من الخارج بل يمنع دخول المفتاح.

لكن لسوء حظها رفعت المفتاح من الداخل. دخل الزوج فوجد " السرير مشغولا " هل يذهب ليجمع شهوداً أربعة؟؟

وهل سيبقي الحال على ما هو عليه حتى يحضر الشهود؟

يقول الصحابي الجليل سعد بن عبادة صلى الله عليه وسلم والله يا رسول الله لو أتيت

" لكاع" قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركة حتى آتي بأربعة شهود والله ما كنت بآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من صاحبته " تفسير الطبرى ح 18 ص 84 وفي البخاري والترمذي وابن ماجه

وقد قذف هلال بن أميّة امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم قذفها بشريك بن سحماء، فقال النبي: البيّنة أو تجلد الحدّ على ظهرك ثمانين جلدة.

فأنزل الله آيات " اللعان " في سورة النور آية 6 وفيها استبدال الشهادة بالشهود.

هو يشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين فيما رمى به زوجته. ثم يدعو على نفسه باللعنة إن كان كاذباً.

ص: 44

فهل ترمى المرأة بالحجارة حتى الموت لأنّ زوجها أقسم؟

لا. ولكن تدافع المرأة عن نفسها فتقسم أربع شهادات بالله أنّه كاذب.

ثم تدعو على نفسها " أنّ لعنة الله عليها إن كان من الصادقين " تم يفرّق القضاء بينهما. الذي أريد أن أصل إليه هو أنّ شهادة المرأة في الدفاع نفسها تعدل شهادة رجل.

هو يشهد أربع شهادات بالله.

وهي تشهد نفس العدد.

فليس دائما شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين.

ومعلوم أن موضوع العِرض والشرف أعظم من موضوع المال.

احتال للمال إن أودى فأجمعه

ولست للعرض إن أودى بمحتال

وأحيانا تصبح شهادة المرأة بشهادة رجلين

مات رجل وترك امرأته حاملاً. يحفظ نصيب الجنين على الاحتمال الأعلى منهما. هل الجنين ذكراً أم أنثى. وعند ولادته كلّ من له نصيب من التركة ينتظر.

تمت الولادة. واستقبل الجنين الحياة بصرخة ثم مات.

هنا شهدت " القابلة " أنّه استهل الحياة حيّا ثم مات.

قسّم القضاء التركة فأعطى المولود حظّه من التركة. ثم قسّم نصيبه على ورثته فهو وارث وموروث شهادة القابلة وحدها غيّرت مصير الورثة.

طبيبة النساء

طبيبة النساء، إذا شهدت طبيبة النساء بأن الفتاة بكر تقبل شهادتها قضاء شهادة رجلين

حدث في العراق ..

كنت في بغداد عندما حدث حادث بين سيارتين، مات بسببه الزوج السائق وزوجته ونجت الخادمة، سئلت الخادمة: من مات أولاً؟ قالت: الزوج مات أولاً، وقدمت بعض الماء للزوجة ثم لقيت ربّها. أخذ القضاء الشرعي بشهادة الخادمة، فورثت الزوجة زوجها عدّة دقائق ثم ورثها أهلها.

وقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بشهادة التي أخبرته أنها أرضعت الزوجين ومذهب الظاهرية أخذ بشهادة الأمة التي قالت إنها أرضعت الزوجين.

شهادة المرأة في شؤونها أمام القضاء ..

ص: 45

يقبل القضاء شهادة المرأة الواحدة في موضوع الحيض والطير وحساب العدّة بهما ثلاثة قروء وقد طلب القرآن منها أمانة ما تخبر به ممّا لا يطلع عليه غيرها {ولا يحلّ لهنّ أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهنّ إن كنّ يؤمن بالله واليوم الآخر} سورة البقرة 228

وأكد ضرورة الأمانة عن نفسها وحتميّة الصدق في شهادتها بقوله تعالى {إن كنّ يؤمن بالله واليوم الآخر} لأنها قد تغير الحقيقة استعجالا للزواج فناسب تذكيرها بالإيمان بالله واليوم الآخر.

الأمّة قبلت رواية المرأة الواحدة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أجمعت الأمّة على قبول رواية المرأة لحديث النبي- صلى الله عليه وسلم ويعرف القارئ الكريم دور السنّة في التشريع وأهميتها.

فالسنة مفسّرة للقرآن، ومخصّصة لعامه، ومقيّدة لمطلقة، ومبيّنة لأحكام لم يذكرها القرآن. والرواية شهادة. فماذا بعد الشهادة على حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟

وبعد: كل الدنيا قائمة على شهادة المرأة فطريّاً بأنّ هذا المولود ابنك.

جاءني شاب ملحد يقول لي: أنا لا أؤمن إلا بما أرى. يريد أنّه لا يؤمن بالله والملأ الأعلى.

قلت: أريد أن أتعرف عليك أولاً.

قال فلان ابن فلان.

قلت له: من أعلمك؟ هل رأيت ليلة الحمل؟

قال: أسف يا عمي.

لقد حفّظونا هذا. وزعموا أننا أصبحنا فلاسفة.

هذا وكلّ أب في العالم يبذل كلّ ما يستطيع لينفق على ولده، وهذه الثقة قائمة على شهادة الفطرة بأن هذا المولود هو ابني هذا حجم شهادة المرأة كما أفهمها.

فهل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل دائما؟

ص: 46