الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- القرآن كلام الله تعالى حقيقة، وليس بمخلوق:
قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6]. وليس معنى أن الله تعالى يتكلم بصوت وحروف أنه يلزم لذلك حنجرة وغيرُها كما هو عند المخلوقين، فتعالى الله عن ذلك علوُّا كبيرا، ولكن له صوت بحروف.
ج- جاء في "العقيدة الصافية": كلام الله تعالى من صفاته الذاتية والفعلية:
أ- إن كلام الله تعالى تعالى من صفاته الذاتية، لقيامه به واتصافه به سبحانه وتعالى ودليل ذلك قوله تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} .
ب- وكلام الله تعالى أيضًا صفة فعلية لله تعالى، وذلك لتعلقه بمشيئته وقدرته، فالله تعالى يتكلم متى شاء، وبما شاء، والدليل قوله تعالى:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143]، فالتكلم حَصُل بعد مجيء موسى عليه السلام، فدلَّ على أنه متعلق بمشيئة الله تعالى.
5 - العلو والفوقيهّ: [
وقبل أن نتكلم عن هذه النقطة علينا
أن نعلم ما يلي: السماء السابعة فوقها الكرسي، فوق الكرسي الماء، وفوق الماء العرش {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]، والله فوق العرش، وهو سبحانه غني عن عرشه، كما سياتي تفصيل ذلك بعد قليل إن شاء الله تعالى]. فيجب الإيمان بعلو الذات لله تعالى وفوقيته، وكونِه في السماء، وذلك بدون تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، ونؤمن أن مُلك الله وسلطانه في السماء والأرض، وعلمَه وسع كل شيء في السماوات والأرض، ولكن ذاته سبحانه وتعالى فوق سبع سماوات، مستو على عرشه. قال الله تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك: 16]،
وليس المراد هنا أن جُرْمَ السماء تحويه سبحانه وتعالى عن ذلك- بل المراد: ب "السماء" معنيين:
المعنى الأول: العلو والفوقية، {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} أي: مَنْ على السماء، وذلك إذا أريد بالسماء: السماء المبنية.
المعنى الثاني: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} أي: مَن في العلو، إذا أريد بالسماء: ما علا وارتفع.