الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو اسحاق الصابي يفصها من أرجوزة بعث بها إلى أبي الفرج الببغاء يمدحه فيها:
أنعتها صبيحة مليحة
…
ناطقة باللغة الفصيحة
أضحت من الأطيار واللسان
…
موهم لي أنها الإنسان
تنهي إلى صاحبها الأخبارا
…
وتكشف الأسرار والاستارا
سكاء إلا أنها سميعة
…
تعيد ما تسمعه مطيعة
وربما لقنت العضيهة
…
فتغتدي بذية سفيهة
زارتك من بلادها البعيدة
…
واستوطنت عندك كالقعيدة
ضيف قراه الجوز والأرز
…
والضيف في أبياتنا يعز
تراه في منقارها الخلوقي
…
كلؤلؤ يلقط بالعقيق
تنظر من عين. . . كالفصين
…
في النور والظلمة بصاصين
تحبس في حلتها الخضراء
…
مثل الفتاة الغادة العذراء
خريدة خدودها الأقفاص
…
ليس لها من جنسها خلاص
تحبسها وما لها من ذنب
…
وإنما تحبسها للحب
تلك التي قلبي بها مشغوف
…
كنيت عنها واسمها معروف
بشرك فيه شاعر الزمان
…
والكاتب المعروف بالبيان
ذلك عبد الواحد بن نصر
…
تقيه نفسي حادثات الدهر
فأجابه أبو الفرج عنها بقوله:
من منصفي من حكم الكتاب
…
شمس العلوم قمر الآداب
أسى لأصناف الكلام محرزاً
…
وسام أن يلحق لما برزا
وهل يجارى السابق المقصر
…
أم هل يبارى المدرك المعذر
ما زال بي عن غرض معرضاً
…
ولي بما يصدره مستنهضا
فتارةً يعتمد. . . الخطافا
…
ببدعٍ تستغرق الأوصافا
وتارةً يعنى بنعت القبح
…
من منطق لفصله محتج
يحوم حول عرض معلوم
…
ومقصد في شعره مفهوم
حتى تجلت دعوة الصريح
…
وسلم التلويح للتصريح
وصح إن الببغاء مقصده
…
بذكر ما كان قديماً يورده
فلم يدع لقائلٍ. . . مقالاً
…
فيها ولا لخاطرٍ. . . مجالا
أحال بالريش الأشيب الأخضر
…
وباحمرار طوقها والمنسر
على اختلاط الروض بالشقيق
…
واخضر الميناء بالعقيق
تزهى بدواجٍ من الزبرجد
…
ومقلة كسبح من عسجد
وحسن منقار أشم قان
…
كأنما صيغ من المرجان
صيرها انفرادها في الحبس
…
بنطقها من فصحاء الأنس
تميزت في الطيران بالبيان
…
عن كل مخلوقٍ سوى الإنسان
تحكي الذي تسمعه بلا كذب
…
من غير تغيير لجد أو لعب
غذاؤها أزكى طعام وجدا
…
لا تشرب الماء ولا تخشى الصدا
ذات شفى تحسبه ياقوتا
…
لا يرتضي غير الأرز قوتا
كأنما الحبة في منقارها
…
حبابة تطفو على عقارها
أقدامها ببأسها الشديد
…
أسكنها في قفص الحديد
فهي كخود في لباس أخضر
…
تيا) خركاوه (لم تستر
فوصفها المعجز ما لا يدرك
…
ومثله في غيرها ما لا يملك
لو لم يكن لي لقباً لم أقصر
…
لكن خشيت أن يقال منتصر
وإنما تبعت. . . باستحقاقي
…
لوصفها حذق أبي إسحاق
شرفها وزاد في تشريفها
…
بملح أبدع في تفويفها
فكيف أجرى بالبناء المنتخب
…
من صرف المدح إلى أسمي واللقب
القول في طبائع القبج والدراج