المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الكتب والصحف رحلة إلى بلاد المجد المفقود بقلم وريشة فروخ ومصدر بمقدمة - مجلة «الثقافة» السورية - جـ ٥

[خليل مردم بك]

الفصل: ‌ ‌الكتب والصحف رحلة إلى بلاد المجد المفقود بقلم وريشة فروخ ومصدر بمقدمة

‌الكتب والصحف

رحلة إلى بلاد المجد المفقود

بقلم وريشة فروخ ومصدر بمقدمة للأستاذ عمر فاخوري

وهو وصف للرحلة التي قام بها الأستاذ الفنان فروخ من باريز إلى طليطلة وقرطبة واشبيلية وغرناطة، بلاد المجد المفقود. وقف المؤلف بإطلال الأندلس يبكي مجد العرب المفقود فأوحت إليه تلك المشاهد الساحرة بعقد من الأفكار والعواطف التي تحول الأشياء المحسوسة إلى أحلام لذيذة. فيخيل إليك وأنت تطالعه أنك في اشبيلية مدينة الطرب أو في قرطبة دار العلم، ثم ينتقل بك الخيال إلى غرناطة كعبة الفن العربي ويطوف بك، في الحمراء، من ساحة الأسود إلى غرفة العدل ومن دار الريحان إلى غرفة السفراء. فتشر في هذا الجو بمأساة التاريخ وتود لو أتاح لك الزمان زيارة تلك الآثار الخالدة لتلمس بيديك أعمدة المرمر وتسكن ما احتدم في قلبك من الحنين إلى الماضي. ولا غرو فالأستاذ فروخ نابغة من نوابغ المصورين في القطر الشامي جمع إلى سحر التصوير الفني قوة الوصف الأدبي فجاءت رحلته هذه مثالاً لوحدة الأدب والتصوير ومزج العاطفة بالإحساس لأنه مايصف لك ما يشعر به في نفسه فينسيك المشاهد الحسية ويمزج لك عواطفه وأحلامه بالأشياء التي يراها فتشعر أنك في جو من العاطفة لا في حقيقة محسوسة من الحفر والرسم والنقش والترصيع. من ذلك قوله في وصف جامع قرطبة. ص - 73هناك في بعض زواياه الحالكة بدت بعض شموع شاحبة كنفس أمضها الداء فهي في حشرجة الموت، هي كنزاع الفن الجميل البائس في قلب هذا المكان، وقد سالت من تلك الشموع بعض فضلات هي أشبه بعبرات الثكلى وانتشر دخان امتزج مع زفرات الشموع وبدت هناك بعض أشباح قاتمة، فتكون من ذلك منظر مرعب كله حزن وكآبة قتل كل ما كان فيه من ألوان وأنوار وجمال

وقوله في وصف ساحة الأسود: ماذا شعرت في تلك البرهة؟ لا أدري إنما جل ماكان دمعة حارة جادت بها عيني على ضريح الفن والجمال ساعة لا ولن أنساها ما حييت، هي كل الحياة، في تلك الدقيقة فهمت الحياة ونعمت بالجمال وحظيت بالفن السامي وشمعت من طي جدران هذا المكان وزواياه شذا الحب والعز والترف والعظمة البالغة. . . . وقوله في

ص: 59

وصف ساحة الأسود أيضاً: وكيف ماالتفت المرء لا يسمع سوى خرير مياه انسابت بين أعمدة رخامية تشبه بكثرتها ووعها غابة من النخيل، فكنت هناك أشعر كأنني أسير في وسط غابة طبيعية بين صوت مياه ومنظر أشجار ورائحة أزهار وترديد طير وفاكهة متدلية وعبير وزهر وظل ظليل. إنما هذه غابة من المرمر هذبها الفن فردها جنة غناء تذهل العقول. على أن المؤلف لم ينفرد وحده بهذه العاطفة التي ولده سحر الحمراء في نفسه لأن كل الذين زاروا قصور غرناطة تحيروا في وصف آثارها العجيبة. ولعل دراسة آثارها بصورة علمية دقيقة يحتاج إلى الإقامة فيها وقاتاً طويلاً كما فعل الفنان (رينول) وهذا ليس بوسع كل زائر. فرحلة الأستاذ فروخ إلى بلاد المجد المفقود ليست رحلة عالم بل هي حلة فنان أو هي رحلة عاطفة من العواطف النبيلة ازدانت من الوصف والنقش والوشم وتضمنت شيئاً من الالتفات إلى الماضي. ونعتقد أن هذه النظرات التاريخية التي ضمه إلى وصفه الفني وعاطفته الإبداعية شوهت جمال الفن الذي جاء في الكتاب كما شوهت بعض آثار شار لكن جمال الفن الأندلسي. وحبذا لو اقتصر الأستاذ فروخ على هذا الوصف الفني الذي امتاز به وأعرض عن ذكر ما لا يهم القارىء من سياحته كسفر القطار من باريز ووصوله ودخوله المطعم وحديثه مع صاحبة الفندق وغير ذلك مما لا حاجة لنا به. زكنا نود أيضاً لو دقق الأستاذ في لغة الكتاب قبل طبعه لأن هناك هفوات لا تخفى على القارىء.

ج. ص

الشيعة

تأليف السيد محمد صادق الصدر

يقول أحد المستشرقين أن الشرقيين بعيدون جداً عن كل فكرة تاريخية. والمقصود من الفكر التاريخي أن نسعى لفهم الوقائع الماضية من روح العصر الذي حدثت فيه وأن نتجرد عن جميع الصلات التي ربما كانت لا تزال تربطنا بتلك الوقائع الغابرة. ويضرب هذا المستشرق مثلاً بين السنة والشيعة فيقول أن الناس في الشرق لا يستطيعون حتى يومنا هذا البحث في خلافة علي بن أبي طالب وفي النزاع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان ثم في مقتل الحسين بن علي دون تصعب وانحياز إلى أحد الطرفين. وحقاً إنه لمن الغريب

ص: 60

في هذا العصر أن يحتدم الجدال وتثور العواطف وتضطرب الأفكار بسبب أمور انقضى عليها أكثر من ثلاثة عشر قرناً. لا شك في أننا نحتاج إلى فهم تاريخنا والاستفادة من تجارب أجدادنا - ولكن ليس معنى ذلك أن نتسابق إلى حفر الأجداث بقصد إثارة الفتن وإيغار الصدور. ونحن، مهما أردنا التزام الحياد فأننا لا نقدر أن نعتبر كتاب الشيعة الذي أصدره مؤخراً السيد محمد الصدر والذي احدث ضجة عظيمة، أنموذجاً للبحث التاريخي المجرد عن المقاصد المذهبية. ليست الغاية من هذا الكتاب شرح مذهب الشيعة وتوضيح تعاليمه لخدمة أهل المذهب أو لتنوي العلماء الباحثين في التاريخ بل أن المؤلف قد غضب على الأستاذ أحمد أمين لبعض ماجاء في كتابهفجر الإسلاممن أوصاف الشيعة فهب المؤلف، مع الأسف، عند حد المدافعة، كما يدعي في مقدمته ولا نظن أن اتهامه أهل السنة بالتجسيم والجبر وبنسبة النقائض إلى الأنبياء مما يقصد من المدافعة فقط. وكذلك نعته أبا هريرة وعبد الله بن عمر بالكذب ووضع الأحاديث ثم تهجمه الشديد على عائشة بنت أبي بكر ليس من شأنه تقريب الشقة بين السنة والشيعة. ومن السهل أن ينسب أهل السنة مثل هذه التهم وأكثر منها إلى الشيعة - وقد حدث كثيراً - إنما لا يملك المخلصون أنفسهم من التساؤل: ماهي الفائدة من مثل هذه الكتب؟

ك. ع

الطرائف

سلسة دروس في أئمة الأدب

تبحث الحلقة الأولى منها عن بشار بن برد وهي بقلم الفاضل حنا نمر أستاذ الآداب العربية في كلية حمص الأرثوذكسية. وقد تصفحناها تبحث عن حياة بشار ومحيطه وأثره في نفسه وأخلاقه ومعيشته ودينه، وعن هجائه. ورثائه وغزله ومدحه وفخره إلى غيرها من الأبحاث المفيدة لولا هفوات طبع تكاد لا تخلو صحيفة منها نذكر على سبيل المثال في: صفحة6 سطر3 (ثم رمي به في البطيخة) والصواب البطيحة كما في الأغاني وغيره وقوله:

أنا من خراسان وبيتي في الذرى

ولدى المسعاة فرعى قد سحق

ص: 61

والبيت مكسور يصح وزنه بحذف أنا من أوله

لذي كان يقرع به المسامع وبسحر بيان كان يأخذ بمجامع القلوب: ختم الحب لك في

ومقام الحسن البصري من الفرق الدينية معروف والحسن لم رئيس فرقة ولا صاحب مقالة دينية، بل كان من أعاظم التابعين في العلم والدين، وقد امتاز على أقرانه ببلاغة وعظه عنقي=موضع الخاتم من أهل الذمم

وصواب البيت لها لا لك

ولا شك في جودة هذا البيت وتحلقه في سماء البلاغة ولعل الصواب وتحليقه، لأن التحلق تفعل من الحلقة يقال: تحلق القوم كما في اللسان جلسوا حلقة، وتحلق القمر صار حوله دارة كما يقال حل الطائر تحليقاً إذا ارتفع في الهواء واستدار ومن ذلك قول النابغة:

إذا ما التقى الجمعان حلق فوقهم

عصائب طير تهتدي بعصائب

ويوم كتنور الإماء سجونه

وأوقدن فيه الجزل حتى تضرما

والصواب سجرانه من سجر التنور إذا وقد فيه الحطب، وبعد هذا البيت:

رميت بنفسي في أجيج سمومه

وبالعيش حتى بض منخرها دماً

والصحيح وبالعيس أي الإبل وهي التي تبض مناخرها وما في أجيج السموم ولا معنى للعيش هنا. هذا بعض ما عثرنا عليه، وعسى أن ينظر المؤلف إلى طرائفه بعين عنايته فتخلو منها هفوات الطبع ولاسيما أنها مما يستعين به الطالب على فهم الأدب ودرس لغة العرب.

التنوجي

ص: 62