الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين الإسلامي والتوحيد
16
معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري بسنده إلى يزيد بن عبيد الله قال رأَيت أثر ضربة بساق سلمة قلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة قال هذه ضربة أصابتها يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة.
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم ما رواه الإمام أحمد بإسناد جيد والحاكم والترمذي وصححاه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه وقال ألا تتقي الله تنزع مني رزقاً ساقه الله إلي فقال الراعي (ياعجباً ذئب مقع على ذنبه يكلمني بكلام الأنس) فقال الذئب (ألا أخبرك بأعجب من ذلك (محمد) بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق) قال فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر عليه الصلاة والسلام فنودي بالصلاة جامعة ثم خرج فقال للأعرابي أخبرهم فأخبرهم ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تكثير الطعام القليل والماء ببركته ودعائه صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث جابر الأنصاري رضي الله عنه في غزوة الخندق قال انكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصاً (جوعاً) شديداً فأخرجت جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن (سمينة) فذبحتها وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة (القِدْر) ثم جئت النبي عليه الصلاة والسلام فساررته فقلت يارسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطنا صاعاً من شعير فتعال أنت ونفر معك فصاح عليه الصلاة والسلام يا أهل الخندق إن جابراً صنع سؤراً (طعاماً) فحيهلا بكم (هلموا مسرعين) فقال عليه الصلاة والسلام لا تُنزلن برمتكم ولا يخبزن عجينكم حتى أجيء ثم جاء صلى الله عليه وسلم فأخرجت له عجيناً فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال (أي لامرأة جابر) ادعي خابزة فلتخبز معك واقدحي (اغرفي) من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم جابر رضي
الله عنه لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتِغطّ (تغلي) وإن عجيننا ليخبز.
وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله ادعهم بفضل أزوادهم ثم أدعو الله تعالى لهم عليها بالبركة فقال نعم فدعا بنطع (بساط) فبسط ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيءُ بكف ذرة ويجيءُ الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع شيءٌ يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال خذوا خذوا في أوعيتكم فأخذوا غي أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤه قال فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاكٍ فيحجز عن الجنة.
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم ما أخرجه البخاري في غزوة الحديبة من حديث المسور بن مخرمة أنهم نزلوا بأقصى الحديبية على ثمد (الماء القليل يتبرضه الناس تبرضاً أي يأخذونه قليلاً قليلاً) فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهماً من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله مازال يجيش (يفور ماؤه ويرتفع) لهم بالري حتى صدروا عنه.
وأخرج البهقي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قيل لعمر بن الخطاب حدثنا عن ساعة العسرة قال عمر رضي الله عنه خرجنا إلى تبوك في قيظ (حر شديد) فنزلنا منزلاً أصابنا عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الرجل فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع حتى إن كل رجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله إن الله تعالى قد دعوك في الدعاء خيراً فادع الله لنا قال أتحبون ذلك قال نعم فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماءُ (أي أقبلت السحاب) فانسكبت فلمؤا ما معهم من آنية ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها تجاوز العسكر.
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقياد الحيوانات المستعصية إليه فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي بإسناد جيد ورجاله ثقات كما قال المنذري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه أي (يسقون عليه) وأنه اُستصعب عليهم
فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أنهُ كان لنا جمل نسني عليهِ وأنهُ استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش النخل فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه قوموا فقاموا ودخل الحائط (البستان) والجمل في ناحية فمشى صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار يا رسول الله قد صار مثل الكلب الَلِب وإنا نخاف عليك صولته فقال عليه الصلاة والسلام ليس علي منهُ بأس فلما نزر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ عليه الصلاة والسلام بناصيته أذل ماكان قط حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه يارسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك فقال صلى الله عليه وسلم لا يصلح بشر أن يسجد لبشر لو صلح بشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها.
وروى الدرامي عن ابن عباس رضي الله عنهما والإمام أحمد والبيهقي كما في شرح الشفاء للخفاجي أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابني به جنون وإنه ليأخذه عن غدائنا وعشائنا فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره فثع ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود يسعى وكذلك روى مسلم عن إياس بن سلمة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أين علي ابن أبي طالب فقالوا إنه يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسلني النبي فجئت به أقوده أرمد فبصق في عينيه فبرأَ وعند الطبراني عن علي رضي الله عنه ف فما اشتكيتها حتى الساعة قال ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أذهب عنه الحر والقر قال فما اشتكيتهما حتى يومي إلى غير ذلك مما أظهره سبحانه وتعالى على يده صلى الله عليه وسلم من المعجزات الباهرات والآيات البينات الدالة على صدق نبوته وتحقيق رسالته مما لو بالغ الإنسان في إحصائه لعجز عن استقصائه أو أجهد نفسهُ في حصره لفني المدى في ذكره ومن تصفح الأخبار وتتبع الآثار وجد من ذلك العجب العجاب ويرحم الله البوصيري حيث قال:
وكل آي أتى الرسل الكرام بها
…
فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنهُ شمس فضل هم كواكبها
…
يظهرن أنوارها للناس في الظلم
والمعنى أن كل معجزة أتى بها كل واحد من الرسل عليهم الصلاة والسلام فإنما اتصلت بهِ من نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ هو إمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين
والرحمة العظمى للعالمين صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
يتبع