الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطالب مسلمي الصين
إن إخواننا المسلمين بمملكة ابن السماء أو دولة الصين أضخم مملكة في العالم قد يعتبرون من أحسن مسلمي العالم مركزاً وحالاً فهم القابضون على زمام التجارة. ومنهم القواد العظام والإداريون الماهرون وحريتهم الدينية موفورة بفضل تسامح الشرقيين الذين مع عظيم رحمتهم وجميل أخلاقهم يعتبرهم الغربي وحوشاً أو حيوانات أحقر من جنس الإنسان ما خلقت إلا لخدمة ذلك الجبار الأوروبي ولقد أبت همة إخواننا المسلمين بتلك البلاد النائية إلا الاستفادة من نعمة الحرية التي أشرقت أنوارها من يوم تأسست الجمهورية التي جاهد المسلمون في سبيل الحصول عليها حتى صرح رئيس الجمهورية بأنهم هم الذين لهبوا الدور المهم في هذا السبيل المشكور نعم أبت همتهم إلا أن يدعموا نظامهم الاجتماعي على قواعد ثابتة ففضلاً عن المجهودات العظيمة التي يبذلونها في تعميم المعارف وتأسيس الشركات المختلفة الأغراض والأنواع مما ربما أتيح لنا أن نأتي على ذكره في حين آخر أخذوا يبحثون عن ترقية شؤونهم الدينية ولهذا قدموا عريضة إلى حكومة جمهورية الصين شخص بها وفد عظيم من الولايات الإسلامية المختلفة إلى بكين وقد أطلعنا على صورة المطالب في رصيفتنا وقت الغراء التي تصدر في أورنبورغ فأحببنا تعريبها للقراء وها هي:
المادة الأولى: يجب على حكومة الصين تأسيس مشيخة للإسلام بعاصمتها لتنظر في شؤون عموم مسلمي الصين الدينية والقيام بحاجاتهم الشرعية ومن الواجب إيجاد مجلس شرعي مخصوص وإدارة أوقاف إسلامية ومعلم للدروس الدينية وأمين فتوى تحت رئاسة شيخ الإسلام ويجب أن يكون تعيين وعزل جميع القضاة والمفتين ومشائخ المساجد والأساتذة ومديري الأوقاف في جميع الجهات الإسلامية بالصين من حقوق شيخ الإسلام الذي يجب أن ينتخب بواسطة الاقتراع العام بين مسلمي الصين ويجب أن يوجد حاكم شرعي في عاصمة كل ولاية إسلامية بالصين.
المادة الثانية: يجب أن تمنح الحرية الدينية بأوسع معانيها لجميع مسلمي الصين وأن يكون لهم حق التصرف المطلق في إدارة شؤونهم الدينية وما يتعلق بها.
المادة الثالثة: يجب معافاة جميع طلبة المعاهد الدينية وموظفي الإدارات الشرعية من الخدمة العسكرية.
المادة الرابعة: يجب أن يمنح المسلمون الحق في تأسيس المدارس والمعاهد الدينية والمساجد ودور العجزة (التكايا) أينما شاءوا وحيثما استحسنوا.
المادة الخامسة: يجب على الحكومة أن تجيز المسلمين بجمع الإعانات في كل زمان ومكان لتأسيس المدارس والمعاهد الدينية والمساجد.
المادة السادسة: يجب على الحكومة ألا تعامل أوقاف المسلمين كأملاك الأفراد بل تعفيها من الضرائب أسوة بالأوقاف المخصصة لمعابد المجوس وأن تجعل استثمارها وإدارة شؤونها حسب نصوص الواقفين لتنفق حاصلاتها طبق ما خصصت له. كل ذلك بواسطة إدارة الأوقاف التي ستؤسس ببكين تحت إدارة شيخ الإسلام.
المادة السابعة: يجب على حكومة الصين أن تمنح علماء المسلمين جميع الامتيازات التي يتمتع بها رؤساء المجوس الروحانيون وأن تعاملهم بالتجلة والحقوق وكل ما تعامل به الرؤساء المذكورين.
وفي الوقت الذي تبدأ فيه حكومة الصين بفرض مرتبات شهرية لرؤساء الأديان المجوسية يجب عليها أن تفرض لعلماء الإسلام نفس المرتبات وكذلك لموظفي المحاكم الشرعية.
المادة الثامنة: يجب معافاة مسلمي الصين من العمل بالأوامر التي ستصدرها حكومة الصين بشأن تبديل الألبسة والزي القديم.
المادة التاسعة: يجب على الحكومة ألا تمنع المسلمين من السياحة بالممالك الأجنبية ويجب عليها أن تسهل السبل في وجه من يقصد منهم السفر لأداء فريضة الحج وأن توجد في كبريات المدن من الصين حتى الحجاز قناصل لها ليحافظوا على راحة أولئك الحجاج ويجب عليها أن تعقد اتفاقية مخصوصة مع الحكومة العثمانية لكي تخول إحداهما الأخرى بالتبادل حق تأسيس السفارات والقنصليات بمملكتيهما وأن تطيل مدة جواز السفر من ستة شهور إلى سنة.
المادة العاشرة: يجب على الحكومة أن تمنح المسلمين جميع الحقوق التي سيتمتع بها الصينيون في انتخاب المبعوثين والوزارة والوكلاء في البرلمان الصيني وجميع الدوائر الرسمية.
المادة الحادي عشرة: يجب المساواة بين المسلمين وبقية الصينيين في جميع الحقوق.
المادة الثاني عشرة: يجب منح المسلمين الحرية التامة في تأسيس المطابع ودور الكتب ومحال القراءة العمومية ونشر الكتب والصحف والرسائل الدورية.
المادة الثالث عشرة: يجب أن يخول للمسلمين الحق في التوظف بمراكز الحكومة في الوظائف حسب ما يلائم كفاءتهم واستعدادهم.
المادة الرابع عشرة: يجب على حكومة الصين أن تعطي للمدارس الإسلامية الإعانات المالية مثل التي ستمنح للمدارس الصينية.
المادة الخامس عشرة: يجب قبول الطلبة المسلمين في المدارس الرسمية وإرسال الطلبة النوابغ منهم إلى أمريكا والغرب لإكمال معارفهم بمدارسها على حساب حكومة الصين.
المادة السادس عشرة: يجب على حكومة الصين أن تراعي شعائر المسلمين الذين ينخرطون في جيشها وتسهل لهم سبل القيام بالفرائض الدينية والعمل على طاعة المولى جل جلاله.
المادة السابع عشرة: يجب تأسيس مساجد في الثكنات العسكرية وأن يكون حق الضباط المسلمين في الرقي مثل ما للضباط الصينيين.
المادة الثامن عشرة: يجب على الحكومة أن تمنح الجنود الإسلامية إجازة بتمضية شهر رمضان في منازلهم وبين أهليهم.
قدمت العريضة الحاوية هذه المطالب باسم مسلمي الصين إلى حكومة الجمهورية وهي مطالب عادلة هينة ستجيبها حكومة الصين عن طيب خاطر لأنها من أساس روح دستورها وإن حبها للمسلمين جعلها تنشئ في بكين جريدة إسلامية شبيهة بالرسمية على حسابها الخاص.
إن عدد مسلمي الصين حسب الإحصائيات الرسمية 55 مليوناً من النفوس ولكن إخواننا هنالك يؤكدون أن هذه الإحصائيات أقل من الحقيقة بكثير وأن عددهم أقل ما يكون سبعون مليوناً منها 45 مليوناً من عنصر صيني بحت ولسانه اللغة الصينية والبقية من عنصر تركي يتكلمون اللغة التركية بيد أن الفريق الأول له من النفوذ والكلمة العالية بالحكومة الصينية القسط الوافر.
إن العلم الصيني الجديد مركب من خمسة ألوان أبيض وهو رمز إلى المسلمين وأحمر وهو
رمز للعنصر الصيني الأصلي والأسود وهو إشارة إلى عنصر المانشو والأخضر وهو إشارة العنصر التيبتي والأصفر وهو رمز المنغوليين.
إن تعلق مسلمي الصين بدولة الخلافة المعظمة أكبر من أن يصوره قلم وكلهم يتمنون من صميم أفئدتهم أن تسرع الحكومة العثمانية بإيجاد سفارة لها وجملة قنصليات لأنها لو كانت لديها في دور هذا الانقلاب العظيم هذه السفارات للعبت دوراً مهماً وأفادت العالم الإسلامي خصوصاً والشرق عموماً وأوجدت لها مركزاً لا ينافسها فيه أحد وفق الله رجال حكومتنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد بجاه سيد الأنام والسلام على من اتبع الهدى.
الهلال العثماني