الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعشنا على بؤس
ليالي أبلي من همومي وجددي
…
لك الأمر لا تقوى على رده يدي
فما أرتجي والأربعون تصرمت
…
ولا عيش إلا ينتهي حيث يبتدي
سكت سكوتاً لا يريك امتداده
…
فلا خاطري باقٍ ولا الشعر مسعدي
ولا فيَّ من روح الشباب بقية
…
ولست بمشتاق ولست بموجد
حزنت على الماضي ضلالاً ومن يعش
…
كما عشت لم يحزن ولم يتجلد
ومالي منه خاطر غير أنني
…
عدلت فلم أفتك ولم أتبعد
* * *
سقى الله دارات القرافة ديمة
…
ترف على قوم هنالك هجد
تعود كل بؤسها ونعيمها
…
وعشنا على بؤس ولم نتعود
أحن إلى تلك المراقد في الثرى
…
ولو أستطيع اليوم لاخترت مرقدي
فأنزلت جسمي منزلاً لا يمله
…
يكون بعيداً عن أعاد وحسد
وما يتمنى الحر في ظل عيشه
…
تمر لأحرار وتعلو لأعبد
كأن بها وقراً على كل كاهل
…
فمن يتكبد حمله يتكبد
لقد أتعبني، والمتاعب جمة،
…
مسيرة يومي بين أمسي والغد
ألما يئن إن يستريح مجاهد؟ ألما يئن إن يبلغ المنهل الصدي؟
تزهدت في وصل المعالي جميعها
…
ومن يطلبها كاطلابي يزهد
وبت تساوت في فؤاد مناهج
…
تؤدي لخفض أو تؤدي لسؤدد
وإني في بيت صغير مهدم
…
كأني في صر كبير مشيد
عفا الله عن قوم أتاني غدرهم
…
فرب مسيء لم يسيء عن تعمد
وكم من نفوس يستطيل ضلالها
…
ولكن متى ما تبصر النور تهتد
فزعت من الآمال باليأس عائداً
…
إن تدنني منها اللبانات أبعد
فلا ترتعي مني بقلب معذب
…
ولا تنجلي مني لطرف مسهد
فيا ريح إن يعصف بي الشجو سكني
…
ويا غيث إن يضرمني الوجد أخمد
ويا ساكنات الطير في دولة الدجى
…
أرى إن دعاك الصبح أن لا تغردي
لدي شكايات وأنت شجية
…
فإن تستطيبيها لشجوك أنشد
ولا تحسبي التقليد يذهب حسنها
…
فكم حسنات قد أتت من مقلد
* * *
تركت الغنى لا عاجزاً عن طلابه
…
وأنزلت نفسي من منازل محتدي
وهذي بحمد الله مني براءة
…
فيا أفق سجلها ويا أنجم أشهدي
القاهرة
ولي الدين يكن