الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلسلة
حكم الخلفاء
3
(معاوية رضي الله عنه المروءة احتمال الجريرة وإصلاح أمر العشيرة والنبل الحلم عند الغضب والعفو عن المقدرة. ما رأيت تبذيراً قط إلا وفي جنبه حق مضيع. أنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه. أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة. إصلاح ما في يدك أسلم من طلب ما في أيدي الناس. غضبي على من أملك وما غضبي على من لا أملك وقال رضي الله عنه لعبيد الله بن زياد يا ابن أخي احفظ عني لا يكن معك في عسكرك أمير غيرك ولا تقولن على منبرك قولاً يخالفه فعلك ومهما غلبت فلا تغلبن على موتة كريمة. ومن سفه بالحلم أقمعه إني لا أحمل السيف على من لا سيف معه وإن لم تكن إلا كلمة يشتفي بها مشتف جعلتها تحت قدمي ودبر أذني المقذع إن الله سبحانه يقي من اتقاه. لا واقي لمن لا يتقي الله. وقال لعبد الرحمن بن الحكم يا ابن أخي إن قد لهجت بالشعر فإياك والنسيب بالمساء فتعير الشريفة والهجاء فتعير كريماً وتستثير لئيماً والمدح فإنه طعمة الوقاح ولكن افخر بمفاخر قومك وقل من الأمثال ما تزين به نفسك وتؤدب به غيرك. إني لأرفع نفسي من أن يكون ذنب أعظم من عفوي وجهل أكبر من حلمي وعورة لا أواريها بستري وإساءة أكثر من إحساني. قيل له أي الناس أحب إليك قال أشدهم لي تحبباً إلى الناس. العقل والحلم والعلم أفضل ما أعطي العباد، إن الكريم طروب.
خطب يوماً من أيامه بدمشق فقال أيا أيها الناس سافروا بأبصاركم في كر الجديدين ثم ارجعوها كليلة عند بلوغ الأمد فإن الماضي عظمة للباقي ولا تجعلوا الغرور سبيل العجز عن الجد فتنقطع حجتكم في موقف الله سائلكم فيه ومحاسبكم فيما أسلفتم. أيها الناس أمس شاهد فاحذروه واليوم مؤدب فاعرفوه وغداً رسول فأكرموه وكونوا على حذر من هجوم القدر فإن أعمالكم مطيات أبدانكم والعمر ميدان يكثر فيه الثأر والسالم ناجٍ والعاثر في النار.
(معاوية بن يزيد رحمه الله ما أنا بالراغب في الائتمار. الساخط علي أكثر من الراضي ويلي أن لم يرحمني ربي.
(مروان بن الحكم) قال لابنه آثر الحق وحصن مملكتك بالعدل فإنه سورها المنيع لا يغرقه
ماء ولا تحرقه نار ولا يهدمه منجنيق. وقال لابن عبد العزيز لما انصرف من مصر إلى الشام واستعمله على مصر أرسل حكيماً ولا توصه انظر أي بني إلى أعمالك فإن كان لهم عندك حق غدوة فلا تؤخرهم إلى عشية وإن كان لهم عشية فلا تؤخرهم إلى غدوة وأعطهم حقوقهم عند محلها تستوجب بذلك الطاعة منهم وإياك أن يظهر لرعيتك منك كذب فلا يصدقونك في الحق، واستشر جلساءك وأهل العلم فإن لم يستبن لك فاكتب إلي يأتك رأيي فيه إن شاء الله تعالى وإن كان بك غضب على أحد من رعيتك فلا تؤاخذه به عند سورة الغضب واحبس عنه عقوبتك حتى يسكن غضبك ثم يكون منك ما يكون وأنت ساكن الغضب مطفأ الجمرة فإن أول من جعل السجن كان حليماً ذا أناة ثم انظر إلى ذي الحسب والدين والمروءة فليكونوا أصحابك وجلساءك ثم اعرف منازلهم منك على غيرهم على غير استرسال ولا انقباض أقول هذا واستخلف الله عليك.
(عبد الله بن الزبير رضي الله عنه لم يذل والله من كان الحق معه وإن كان مفرداً ضعيفاً ولم يعز من كان الباطل معه وإن كان في العدة والعدد والكثرة، إن لفراق الحميم لذعة يجدها حميمه عند المصيبة ثم يرعوى من بعد ذو الرأي والدين إلى جميل الصبر، إنما الدنيا عارية من الملك القهار الذي لا يزول سلطانه ويبيد ملكه فإن تقبل الدنيا علي لا آخذها أخذ الأشر البطر وإن تدبر عني لا أبك عليها بكاء الخرف المهين، لا أعلم امرئ كسر سيفه واستبقى نفسه فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل.
إبراهيم خليل مردم بك
(لها بقية)