الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نفثة مصدور
إلام الميل عن طرق الرشاد
…
وفيم العدل عن نهج السداد
على دين النبي تفيض عيني
…
وتبذل للدموع بكل نادي
وقلبي من توالي الذل أضحى
…
يقطعه زوال الاتحاد
هجرنا ديننا هجراً طويلاً
…
فأصبح عزنا بادي النفاد
وبدد شملنا عرض تبدي
…
يمزق في النواحي والنوادي
فأي فتى له عقل ولب
…
يشاهد دينه مرمى الأعادي
ويرضى أن يعيش بعيش ذل
…
ويرغب في حياة باضطهاد
فلو أنا نصرنا الدين سدنا
…
ولكنا طرحناه بوادي
فليس لطالب العليا مجيب
…
وينجح من إلى فسق ينادي
ينادينا الهوى فنجيب جمعاً
…
ولا نصغي إلى داعي الرشاد
تنبهنا النوائب كل يوم
…
ولم تزل المعاصي في ازدياد
ويخطبنا الخطيب وليس فينا
…
مجيب دعوة البطل المنادي
أروني الوعظ صادف أي قلب
…
فكف عن التشبب في الغوادي
فلا وحياتكم إن دام هذا
…
فهيهات الوصول إلى المراد
فمهلاً يا أخا الرشاد مهلاً
…
فإن القوم طراً في رقاد
(لقد أسمعت لفو ناديت حياً
…
ولكن لا حياة لمن تنادي)
وكيف الوعظ يجدي في أناس
…
تراهم للمذلة في انقياد
فلولا السكر والفحشاء فينا
…
لما قبضت أزمتنا الأعادي
ولا رضيت بذل النفس هذا
…
كرام الحي أصحاب السداد
ولا باع الأكابر دين طه
…
بنقد بل بسوء اعتماد
ولا سل العدو سهام كيد
…
وأغمدها بأعناق العباد
ولا خرجت نساء الحي تسعى
…
إلى الأسواق في حلل الفساد
ومن عجب ترى الأزواج طراً
…
على هذا الخروج على اتحاد
فلو في الدين كان لنا اتحاد
…
كهذا صار مرفوع العماد
ولكن الورى شيخاً وطفلاً على حب التفرق والعناد
كفى يا قوم إنكم بواد
…
ودين المصطفى عنكم بوادي
أفيقوا وانظروا ما نحن فيه
…
أصاب جميعنا شرك المعادي
وشدوا إزركم بالدين تمحى
…
خطوب قدرها فوق العداد
فإن الضيم لا يرضاه حر
…
وإن يك دونه خرط القتاد
وغفلتكم عن الإرشاد عار
…
وعار حبكم طول الرقاد
فجدوا وانشروا ديناً قويماً
…
هجرناه فأصبح في كساد
(مكارم الأخلاق)
مصطفى أحمد القاياتي