المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أيتها الناشئة حضرة الأفاضل الأجلاء أصاب مجلة الحقائق لازال سعيكم مشكوراً - مجلة الحقائق - جـ ٦

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌ ‌أيتها الناشئة حضرة الأفاضل الأجلاء أصاب مجلة الحقائق لازال سعيكم مشكوراً

‌أيتها الناشئة

حضرة الأفاضل الأجلاء أصاب مجلة الحقائق لازال سعيكم مشكوراً ومجلتكم نوراً أرجو درج الأبيات الآتية في مجلتكم خدمة لدين والله لا يضيع أجر المحسنين.

ويلٌ لكل معاند ومعطل

من لم يقر بخالق صمد علي

تباً له قال الطبيعة أوجدت

تلك العوالم من أثير ول

وعزا أوعزا إلى الأسباب خلق مسبب

إذا لم يصل إدراكه للأول

ويخال أن العقل منه منور

كلا ولكن مظلم بتخيل

هل للطبيعة فكرة وإرادة

فأتت بذا الصنع البديع الأكمل

أو شاهد الأكوان حين حدوثها

في العالم العلوي أو في الأسفل

بل ضل فكرا وهو يحسب أنه

حسن فيا خسران كل مضلل

فليأت بالبرهان أن يك صادقاً

هيهات برهان لدعوى المبطل

برهانه آوربا قالت هكذا

أو لو أتت بزخارف وخزعبل

هم أنكروا ما غاب عن إدراكهم

وغدوا أسارى الحس للشيء الجلي

أفكلما قد سطروا أسطورة

يتشدقنَّ بها بدون تعقل

حتى يخادع نفسه لقبولها

إذ أن فطرته بذا لم تقبل

* * *

قوم أرادوا حل رابطة لنا

فرأوه في إفساد بن أفضل

فسعوا ليخفوا فضله بتقول

سعياً لستر ضيا النهار بأسدل

خسئوا فقد وعد الإله بحفظه

من كل تغيير له وتبدل

وأتوا بذم العالمين بحكمه

كي يصرفوا عنهم قلوب الغفل

يم ينقموا منهم سوى إذ أنهم

نور بهم ظلم الضلالة تنجلي

* * *

دسوا بدعوى العلم سم تفلسف

فسرى الذهن بليدنا المتعقل

فنراه صار أسير تقليد لهم

لكن بعادات لهم لم تجمل

هلا يقلدهم بفن نافع

كالدر يلقط من مكان أرذل

إذ قد ترقوا في أتم صناعة

وهمموا عن الخلق الكريم بمعزل

ص: 44

أيظن فعل الملهيات تمدنا

شتان بين تمدن وتعطل

ليس التمدن غير فعل تعاون

في كل خير للسعادة موصل

* * *

سمى اجتناب المنكرات تعصباً

ما ضر قبح اسم لمعنى أجمل

إن كان ترك المنكرات تعصباً

أجمل به وصفاً لذاك وأكمل

كم يدعي إصلاح أوطان وقد

أضحى غريق مآثم وتسفل

من كان عن إصلاح نفسه قاصراً

هل يصلحن الغير ما لم يكمل

أو كان في تيه الضلالة هائماً

هل يهدين إلى الطريق الأعدل

* * *

ومن البلاهة أن يقول تفرنجاً

الذين يمنع من ترقّ للعلى

الدين يأمرنا بكل فضيلةٍ

ما بعدها إلا رذيلة أجهل

أو صح ذلك لما ارتقت أسلافنا

بالدين أسمى رتبة لم تجهل

ذا مانع لو كان ديناً باطلاً

لادين حق بالرقي متكفل

هو دين الإسلام الذي ضاءت ال

آفاق علماً بعد جهل الليل

وهو الذي منح النهي حرية

إذ قد نهى عن ذلة وتذلل

ما قال ذا الشدة جهله

في فضل أحكام الكتاب المنزل

في (لبس للإنسان إلا ما سعى

وتعاونوا) سر الرقي الأمثل

قول كريم فيه إرشاد إلى

إن ليس ترك السعي قط بتوكل

لازال شمس هداية وسعادة

قبل الكنود الوغد أم لم يقبل

دمشق

م ح خ

ص: 45