المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التايخ تابع ترجمة أبي بكر رضي الله عنه خرج أبو بكر رضي - مجلة الحقائق - جـ ٧

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌ ‌التايخ تابع ترجمة أبي بكر رضي الله عنه خرج أبو بكر رضي

‌التايخ

تابع ترجمة أبي بكر رضي الله عنه

خرج أبو بكر رضي الله عنه إلى ذي القصة فعسكر بها وعقد لقتال المرتدين أحد عشر لواء لأحد عشر قائداًَ:

لخالد بن الوليد وأمره بطليحة بن خويلد فإذا فرغ سار إلى مالك بن نويرة.

لعكرمة بن أبي جهل وأمره بمسيلمة.

(3)

للمهاجر بن أبي أمية وأمره بجنود العنسي ومعونة الأبناء ثم يمضي إلى كندا بحضرموت

(4)

لخالد بن سعيد وبعثه إلى مشارف الشام.

(5)

لعمرو بن العاص وأرسله إلى قضاعة.

(6)

لحذيفة بن محصن الغلفاني وأمره بأهل دبا

(7)

لعجرفة بن هرثمة وأمره بمهرة

(8)

لشرحبيل بن حسنة وبعثه في أثر عكرمة بن أبي جهل

(9)

لمعن بن حاجز وأمره ببني سليم ومن معهم م هوازن.

(10)

لسويد بن مقرن وأمره بتهامة اليمن

(11)

للعلاء بن الحضرمي وأمره بالبحرين.

وكتب للأمراء عهداً هذا صورته:

بسم الله الرحمن الرحيم_هذا عهد من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لفلان حين بعثه في من بعثه لقتال من رجع عن الإسلام وعهد إليه أن يتقي الله ما استطاع في أمره كله، سره وجهره، وأمره بالجد في أمر الله، ومجاهدة من تولى عنه، ورجع عن الإسلام إلى أماني الشيطان، بعد أن يعذر إليهم فيدعوهم بدعاية الإسلام فإن أجابوه أمسك عنهم وإن لم يجيبوه شن غارته عليهم حتى يقروا لبه ثم ينبئهم بالذي عليهم والذي لهم فيأخذ ما عليهم ويعطيهم الذي لهم لا ينظرهم ولا يرد المسلمين عن قتال عدوهم فمن أجاب إلى أمر الله وأقر له قبل ذلك منه وأعانه عليه بالمعروف وإنما يقاتل من كفر بالله على الإقرار بما جاء من عند الله فإذا أجاب الدعوة لم يكن عليه سبيل وكان الله حسيبه فيما

ص: 19

استسر به ومن لم يجب إلى داعية الله قتل وقوتل حيث كان وبلغ مراغمه ولا يقبل الله من أحد شيئاً مما أعطي إلا الإسلام فمن أجابه وأقر قبل منه وأعانه ومن أبى قاتله فإن أظهره الله عز وجل عليه قتلهم فيهم كل قتلة بالسلاح والنيران ثم قسم ما أقدر الله عليه إلا الخمس فإنه يبلغناه ويمنع أصحابه العجلة والفساد وإن من يدخل فيهم حشواً حتى يعرفهم ويعلم ما هم لئلا يكونوا عيوناً ولئلا يؤتى المسلمون منقبلهم وأن يقتصد بالمسلمين ويرفق بهم في السير والمنزل ويتفقدهم ولا يعجل بعضهم عن بعض ويستوصي بالمسلمين في حسن الصحبة ولين القول.

وكتب للمرتدين كتباً يأمرهم فيها بالرجوع إلى الإسلام ويهددهم إذا لم يجيبوا لذلك وسير هذه الكتب قبل مسير الأمراء ثم خرجت الأمراء معهم العهود كل إلى وجهته والله ناصره.

خبر طلحة

كان طليحة بن خويلد الأسدي رجلاً كاهناً ادعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليه الصلاة والسلام ضرار بن الأزور رضي الله عنه لمقاتلته فسار إليه ولما هم بأخذه جاءت الأخبار بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقام عيينة بن حصن في بني غطفان وقال إني متابع طليحة والله لأن نتبع نبياً من الحليفين أحب إلينا من أن نتبع نبياً من قريش وقد مات محمد وبقي طلحة فطابقوه على رأيه فلما اجتمعت غطفان على المطابقة لطليحة رجع ضرار بن الأزور ومن كان معه إلى المدينة فأخبروا أبا بكر رضي الله عنه الخبر وأمروه بالحذر قال ضرار فوالله ما رأيت أحد ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم إملاء بحرب شعواء من أبي بكر فجعلنا نخبره بالخبر ونأمره بالحذر ولكأنما نخبره بما له ولا عليه أه.

فلله در أبي بكر رضي الله عنه ما أشجع قلبه، واشد بأسه ولما انهزمت عبس وذبيان كما قدمنا في خبرهم رجعوا إلى طليحة وكان نازلاً على بزاخة فضمهم إليه وارسل إلى جديلة والغوث من بني طيء يأمرهم باللحاق به فتعجل إليه بعضهم وأمروا قومهم باللحاق بهم وكان أبو بكر رضي الله عنه أرسل عدي بن حاتم قبل خالد إلى طيء فدعاهم وخوفهم فأجابوه ولحق بالمسلمين منهم ألف راكب فكان عدي خير مولود في أرض طيء وأعظم بركة عليهم فسار خالد يريد طليحة فالتقى بالمرتدين ببزاخة فقاتلهم قتالاً شديداً وطليحة

ص: 20

متلفف كسائه يتنبأ لهم فلما اشتد الحرب كر عيينة على طليحة وقال له هل جاءك جبريل بعد قال لا فرجع فقاتل ثم كر على طليحة فقال له لا أبا لك أجاءك جبريل قال لا فقال عيينة حتى متى قد والله بلغ منا ثم رجع فقاتل قتالاً شديداً ثم كر على طليحة فقال هل جاءك جبريل قال نعم قال فماذا قال لك قال قال لي إن لك رحى كرحاه وحديثاً لا تنساه فقال عيينة قد علم الله أنه سيكون حديث لا ننساه انصرفوا يا بني فزارة فإنه كذاب فانصرفوا وانهخزم الناس وكان طليحة قد عد فرسه وهيأ بعيراً لامرأته فلما أن غشوه الناس يقولون ماذا تأمرنا قام فوثب على فرسه وحمل امرأته وقال من استطاع منكم أن يفعل مثل ما فعلت وينجو بأهله فليفعل ثم انهزم فلحق بالشام ثم نزل على كلب وارفض جمعه وقتل الله من قتل وأسر عيينة بن حصن فقدم على أبي بكر فكان صبيان المدينة يقولون له وهو مكتوف يا عدو الله أكفرت بعد إيمانك فيقول والله ما آمنت بالله طرفة عين فتجاوز عنه أبو بكر رضي الله عنه وحقن دمع وقد أسلم طليحة بعد ذلك لما بلغه أن اسداً وغطفان قد أسلموا وسيأتي له ذكر جميل في فتح العراق.

ص: 21