المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حجاب الفتاة بقلم الشاعر الكبير عبد الحميد أفندي الرافعي عن الرأي العام - مجلة الحقائق - جـ ٧

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌ ‌حجاب الفتاة بقلم الشاعر الكبير عبد الحميد أفندي الرافعي عن الرأي العام

‌حجاب الفتاة

بقلم الشاعر الكبير عبد الحميد أفندي الرافعي

عن الرأي العام الأغر

بنت الحجاب ترينهم ظلموك

والصون أمك والعفاف أبوك

خافوا عليك من العيون وربما

من سحر عينك للورى خافوك

ستروك عن مقل الرجال وليتهم

حتى عن الجارات لو ستروك

أنت الزجاجة بينهم لولا الحمى

في كسر بيتك خلتهم كسروك

إن اللحاظ سهام شيطان الهوى

لن تتقى بفؤادك المضنوك

قد لذ عيشك بالعفاف وإنه

شرف توارث مجده أهلوك

وألفت روض الخدر حتى خلتهم

لو أخرجوك لنزهة مقتوك

لم يرضهم سقف السما وبودهم

لو أنهم عن شبهها حجبوك

وتصد عنك الشمس أختك غيرة

ويكاد يمتشق الحسام أخوك

وكذاك أنت كما ربيت نزوعة

للستر لن يلفى وينطق فوك

ومن العجائب أن بعض بنيك في

هذا الزمان برأيه الموعوك

قدر أم كشف عنك سفاهة

يا بئس ما رام الغداة بنوك

ودت رجال الدين زخرف قولهم

ولو أنهم نجحوا إذن فضحوك

قالوا الحجاب ظلام ظلم للنسا

وتشدقوا بالعلقم المعلوك

رامو بمثلك خطة بل خزية

من دونها خوض الدم المسفوك

ما شم ريح الدين يوماً من يرى

فضلاً عن المستور للمهتوك

يدعو النسا لوظائف قد خصها

برجالها رب بغير شريك

متحككاً بعوائد البعداء لم

يبرح منها متحنكاً يهجوك

ويرى التبرج كالمباح وذاك ما

يأباه بين العالمين ذووك

ويرى مخالطة الفتاة مع الفتى

تدعو إلى التسكين لا التحريك

وتعود البصرين نظرة مخلص

أبعصمة كحلوة أو كحلوك

أوليس من قد حام من حول الحمى

في موقف من أن يهال وشيك

ص: 26

وأرى شباك الحسن أعظم قانص

قل لي فما هي حالة المشبوك

والناس أكثرهم عبيد فروجهم

من مالك منهم ومن مملوك

إن قيل أن الوجه ليس بعورة

ومرادهم هذا بلا تشكيك

فثقي بأن الوجه أكبر فتنة

ولو انجلى لملائك وملوك

إلى أن يقول

هذا إذا اكتفت النساء بالوجه لم

تتعداه وبعقلها ناهيك

أما إذا كشفت خصائل شعرها

ما بين محلول إلى محبوك

وتدرجت من بعد ذا يوماً إلى

كشف الصدور وددت لو وأدوك

فمصائب التقليد قد كثرت ومن

ذا الداء غير الستر ليس يقيك

ثم قال

ماذا يكون من النتائج ويحكم

لا تعبثوا بالمذهب المسلوك

فالدين والناموس يأبى كلما

جئتم به من ذلك التأفيك

إن الحجاب يصون من عين الفتى

بنت الغني وزوجة الصعلوك

وهناك أمر لو دريتم شره

لم تجعلوه كمهمل متروك

إن ابتذال الوجه منه مجفف

ماء الحياء فويل كل هتوك

وجمال ذي الخفر المهيب مؤثر

في القلب سطراً ليس بالمحكوك

متضمناً معنى عجيباً مشبهاً

سحر التواضع في اعتزاز مليك

وجلالة الحسن المصون يحسها

من كان ذا دين وحسن سلوك

تقتاد أملاك القلوب كأنما

وضعت عليها خاتم التمليك

بالله يا ذات النقاب تشبثي

ودعي أقاويل الأُلى امتهنوك

زعموا إناب تتهذبي في كشفه

وتهذبي كذبوا ودين أبيك

إن كان تعليم النسا بترجل

فالجهل عندي موجب التبريك

عز الفتاة هي الصيانة وحدها

وكمالها بالستر لا التهتيك

يكفيك بعد الدين أن تتعلمي

تدبير منزلك الذي يؤويك

لا الناس في هذا الزمان كما نرى

ناس وليس النهج غير مشوك

ص: 27

ساروا على سنن الأُلى من قبلهم

شبراً بشبر فالزمي ناديك

وتمسكي بحمى الحجاب على المدى

وسلي الإله هداية لبنيك

ص: 28