الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الإمام الترمذي (1) :
والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن صلاة العيدين قبل الخطبة، ويقال: إنَّ أول مَن خطب قبل الصلاة مروانُ بن الحكم (2) .
-16-
الْخُطْبَةُ والتَّخْييرُ بِحُضورِها
عن أبي سعيد الخُدري قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيد والأضحى إلى المصلى، فاول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف، فيقوم مقابلَ الناس-
(1) في "سننه"(2/411) .
(2)
وانظر كتاب "الأم"(1/ 235- 236) للإمام الشافعي رضي الله عنه، و"عارضة الأحوذي (3/3-6) للقاضي ابن العربي المالكي.
والناس جلوسٌ على صفوفهم- فَيَعَظُهم ويوصيهم ويأمرهم (1) ..
وخطبةُ العيد كسائر الخُطَب، تُفتتح بالحمد والثناء على الله جل جلاله:
قال ابن القيم رحمه الله:
وكان [صلى الله عليه وسلم] يفتتحُ خُطَبَهُ كلَّها بالحمدِ للهِ، ولم يُحفظ عنه في حديثٍ واحدٍ أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير، وإنما روى ابنُ ماجه في "سننه "(2)
عن سعد القرظ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر التكبير بين أضعاف الخطبة، ويُكثر التكبير في خطبتي
(1) أخرجه البخاري (956) ومسلم (889) والنسائي (3/187) والبيهقي (3/280) وأحمد (3/36 و54) .
(2)
برقم (1287) ورواه الحاكم (3/607) والبيهقي (3/299) عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن: حدثني أبي عن أبيه عن جده.. وذكره، وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن سعد ضعيف، وأبوه وجده مجهولان.
العيدين، وهذا لا يدل على أنه كان يفتتحها
ْبه (1)
…
ولمْ يصحَّ في السُّنَّة أنً خُطبةَ العيد خُطبتان يفصلُ بينهما بِجِلسةٍ! والواردُ في ذلك حديث ضعيفٌ جدّاً رواه البزّار في "مسنده"(رقم: 53 - مسند سعد) عن شيْخهِ عبد الله بن شَبِيب بسنده عن سَعْدٍ رضي الله عنه أنّ النبى صلى الله عليه وسلم.. كان يخطُبُ خُطبتين، يفصلُ بينَهما بِجِلْسَةٍ.
وعبدُالله بن شَبِيب قال البخاريُّ فيه: "مُنكر الحديث".
فتبقى خُطبةُ العيد واحدةً على الأصل.
وحضورُ الخطبة ليس واجباً كالصلاة، لما ورد عن عبد الله بن السائب، قال: شهدتُ العيد مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قال: "إنَا نخطب، فمن
(1)"زاد المعاد"(1/447- 448) .