الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُسوِّغة لم يجب على مَن سقطت عنه أن يُصَلِّيَ الظهرَ؛ وإليه ذهب عطاءٌ.
والظاهرُ أنه يقولُ بذلك القائلون بأن الجمعةَ الأصلُ، وأنت خبيرٌ بأنَ الذي افترضه الله تعالى على عباده في يوم الجمعةِ هو صلاة الجمعةِ، فإيجابُ صلاةِ الظهر على مَن تركها لعذرٍ أو لغير عذرٍ محتاجٌ إلى دليل، ولا دليل يَصْلُحُ للتمسّك به على ذلك فيما أعلم".
-18-
التّهْنِئةُ بالْعِيدِ
سُئل شيخ الِإسلام ابن تيمية عن التهنئة فأجاب (1) :
أما التهنئة يوم العيد، بقول بعضهم لبعض إذا
(1)"مجموع الفتاوي "(24/253) .
لقيه بعد صلاة العيد: تقبّل اللهُ منا ومنكم، و: أحالَ اللهُ عليك، ونحو ذلك، فهذا قد رُوي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمة، كأحمدَ وغيرِه، لكن قال أحمد: أنا لا أبتدىء أحداً، فإن ابتدأني أحدٌ أجبتُه، وذلك لأنّ جوابَ التحية واجبٌ، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه، فَمَن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم (1) .
قال الحافظ ابن حجر (2) :
وَرُوِّينا في "المَحَامِليّات" بإسناد حسن عن جُبير
(1) وقد أورد الجلالُ السيوطيُّ في رسالته "وصول الأماني بأصول التهاني" آثاراً عن غير واحدٍ من السلف فيها ذكر التهنئة، وهي مطبوعة ضمن "الحاوي للفتاوي "(1/ 81، 82) فلتراجع.
وانظر كتاب "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" للعلامة علي القاري (87) وتعليق محققه عليه.
(2)
"فتح الباري"(2/446) .
ابن نُفير قال: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبّلَ الله منا ومنك ".
وذكر ابنُ قُدامة في "المُغْني "(2/259) أنّ محمد بن زياد قال: "كنتُ مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رَجَعُوا من العيد يقولُ بعضُهم لبعض: تقبّل اللهُ منا ومنك ".
قال أحمدُ: إسنادُ حديثِ أبي أُمامة جيد (1) .
وأمّا قولُ عامّةِ الناسِ بعضِهم لبعض: "كل عام وأنتم بخير" وما أشْبَهَهُ!! فهو مردودٌ غيرُ مقبولٍ، بل هو مِن بابِ قوله سبحانه:(أتستبدلون الذي هُوَ أدنى بالّذي هُوَ خَيْر) .
(1) وانظر "الجوهر النقي "(3/320) .
وقال السيوطي في "الحاوي"(1/81) : "إسناده حسن".