المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كيف دخلتالدولة العثمانية في الحرب - مجلة المنار - جـ ١٧

[محمد رشيد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد رقم (17)

- ‌المحرم - 1332ه

- ‌فاتحة السنة السابعة عشرة

- ‌كتاب مدارج السالكينبين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

- ‌إسلام اللورد هدليوما قاله وكتبه في سببه

- ‌تاريخ الجهمية والمعتزلة [*]

- ‌الباب الأول من كتاب الاعتصام [*]

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة [*]

- ‌الشيخ علي يوسف(3)

- ‌الجامعة الإسلامية والسياسية

- ‌انتقاد أجوبة المنارلمن سأل عن حكم الحج

- ‌صفر - 1332ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌ كتاب مدارج السالكينبين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

- ‌الرد المتين علىمفتريات المبشرين [*]

- ‌مقام عيسىيسوع المسيح عليه السلامفي النصرانية والإسلام

- ‌مطامع الدول فينا [*]

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌الأخبار والآراء

- ‌ربيع أول - 1332ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌ فتاوى المنار

- ‌ الانتقاد على المنار

- ‌الإسلام يقاوم نفوذ النصرانية [*]

- ‌اعتقاد الشيخية [*]

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة [*]

- ‌الإصلاح اللامركزيوطلابه في البلاد العربية

- ‌الشيخ علي يوسف(4)

- ‌ربيع الآخر - 1332ه

- ‌استفتاءفي فسخ نكاح المعسر

- ‌محاضرة الدكتور كريستيان سنوك هرغرنجالهولندي في الإسلام ومستقبل المسلمين

- ‌الباطنية وغلاة المتصوفة..بدعهم وتأويلاتهم

- ‌ كتاب (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)

- ‌أفضل الوسائل لإنهاض السلطنة

- ‌عبد العزيز بك علي المصري

- ‌التعصب على المنار

- ‌المسألتان الشرقية والصهيونية

- ‌السيدة نُعْمَى آل رضا

- ‌جمادى الأولى - 1332ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌حقيقة الإعجاز [*]

- ‌الرضا بقضاء الله تعالى وقدره

- ‌القول السديدفي بعض مسائل الاجتهاد والتقليد [*]

- ‌الصهيونية

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة [*]

- ‌مستقبل الدولة العثمانية وطلاب الإصلاح من العرب

- ‌جمادى الآخر - 1332ه

- ‌تلقين الميت

- ‌القول السديدفي بعض مسائل الاجتهاد والتقليد

- ‌ كتاب(مدارج السالكين بين منازلإياك نعبد وإياك نستعين)

- ‌تشريف أمير البلادمدرسة دار الدعوة والإرشاد

- ‌مصاب مصر والشامبرجال العلم وحملة الأقلام

- ‌محاربة متعصبي القبط وغيرهم للمنار

- ‌رجب - 1332ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌الدين والتدين والإلحاد والتعطيل

- ‌نموذج من إنشاء طلبةدار الدعوة والإرشاد

- ‌مصاب مصر والشامبرجال العلم وحملة الأقلام

- ‌شعبان - 1332ه

- ‌وجوب تعلم العربيةعلى كل مسلم

- ‌ترجمة الإمام الشاطبي

- ‌الجنسيات في المملكة العثمانية(2)

- ‌مصاب مصر والشامبرجال العلم وحملة الأقلام

- ‌رمضان - 1332ه

- ‌تفسير] لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [[*]

- ‌السبي والرق في التوراة والإنجيل

- ‌أقوال علماء القرن الثالث الأثباتفي عقيدة السلف وإثبات الصفات(1)

- ‌الطامة الصغرى أو الحرب الكبرى

- ‌من كتاب الاعتصام في الابتداع

- ‌البروغرام الصهيوني السياسي

- ‌المراسلة والمناظرة

- ‌الحرب الأوربيةوالدولة العثمانية

- ‌شوال - 1332ه

- ‌علم الله بصفاتهالرضاع من الجدة

- ‌كلمات الاستقلالوالاعتماد على النفس والاجتهاد

- ‌شعر منثور في العربية والعرب

- ‌التعريف بكتاب الاعتصام

- ‌ترجمة الإمام الشاطبي

- ‌دخول الابتداع في العاديات [*]

- ‌أقوال علماء السلف الأثباتفي عقيدة السلف وإثبات الصفات(2)

- ‌المراسلة والمناظرة

- ‌جيوش الدول المتحاربة

- ‌منع المنار من السودان

- ‌ذو القعدة - 1332ه

- ‌صفات البارئ تعالى

- ‌فتاوى المنار

- ‌الامتيازاتوالشريعة الإسلامية [*]

- ‌تاريخ إعلان الدول الحرب

- ‌ذو الحجة - 1332ه

- ‌الحرب المدنية الكبرى

- ‌إلغاء الامتيازات الأجنبيةوالحذر من الفتن الأهلية

- ‌كيف دخلتالدولة العثمانية في الحرب

- ‌خاتمة السنة السابعة عشرة

الفصل: ‌كيف دخلتالدولة العثمانية في الحرب

الكاتب: محمد رشيد رضا

‌كيف دخلت

الدولة العثمانية في الحرب

؟

لم تلبث الدولة بعد إضرام نار الحرب في أوربا أن أمرت بتعبئة جيشها تعبئةً

عامةً، وإن كانت قد (أعلنت الحياد) ثم بثت الألغام في زقاقي الدردنيل ،

والبسفور ، ومنعت المرور منهما بعد أن آوت إلى الآستانة البارجتان الألمانيتان

اللتان كان يطاردهما الأسطولان الإنكليزي والفرنسي - وهما الدردنوط غوبن

والطراد برسلوا - وكانت دور الصناعة الإنكليزية قد صنعت للدولة بارجتين

من أحسن نوع الدردنوط وقرب موعد إرسالهما إلى الآستانة فلما أعلنت إنكلترا

الحرب على ألمانيا آذنت الدولة العثمانية بإلحاق المدرعتين بأسطولها، فساء ذلك

الدولة العثمانية، وطفقت جرائد الآستانة وغيرها من الجرائد العثمانية تطعن في

إنكلترة أشد الطعن، ثم شاع أن الدولة تعد جيشًا في سوريا للزحف على مصر ،

وإزالة سيطرة إنكلترة عنها، ثم أعلنت الدولة إلغاء الامتيازات الأجنبية فخيف أن

يكون ذلك سببًا للاعتداء على رعايا دول الاتفاق الثلاثي اللواتي أنكرن هذا الإلغاء،

وحفظن لأنفسهن الحق في العمل الذي يقتضيه ما يترتب على ذلك، وأن يكون ذلك

مقدمة الحرب وسببها، ولكن الدولة لم تسئ معاملة أحد من الأجانب بعد إلغاء

اميتازاتهم.

أما الجرائد في أوربة ومصر فكانت تصور لقرائها أن في الدولة حزبين:

أحدهما يميل إلى الحرب مع ألمانية، ورئيسه أنور باشا ناظر الحربية، وثانيهما

يميل إلى إنكلترة وفرنسة ويرى إجابة رغبتهما إلى المحافظة على الحياد التام، وأن

من أعضاء هذا الحزب الصدر الأعظم سعيد حليم باشا ، وجمال باشا ناظر البحرية،

وجاويد بك ناظر المالية، بل قال بعضهم: إن من أعضائه طلعت بك ناظر

الداخلية أيضًا.

كانت إنكلترة أشد دول الأحلاف حرصًا على محافظة العثمانية على الحياد،

واتفقت معهن على أن يَضْمَنَّ لها استقلالها إذا هي حافظت على ذلك، ولكن الدولة

سئمت ذلك الاستقلال الصوري الذي لا يمنع دول الأجانب أن ينفذن فيها كل ما

يتفقن عليه وكثيرًا مما يختلفن فيه، وأن يجعلن بلادها مناطق نفوذ اقتصادي

وسياسي، وقد ضمنت لها ألمانية أيضًا الاستقلال، وأن تعاملها معاملة الأمثال، إذا

هي انضمت إليها في هذه الحرب، وتقدم إليها ما تحتاج إليه من المال والرجال

والذخيرة، فوثق رجال الاتحاد والترقي بذلك، وإن كان يرتاب فيه غيرهم من

العثمانيين.

وكانت ألمانية قبل هذه الحرب وبعد حرب البلقان أرسلت إلى الآستانة بعثةً

عسكريةً لإصلاح الجيش العثماني، فقامت لذلك دولة الروس وقعدت، وأرغت

وأزبدت، ثم إنها باعتها البارجتين غوين وبرسلو، وأرسلت إليها كثيرًا من ضباط

البحرية، ومهندسيها فحلوا محل البعثة الإنكليزية التي كانت الدولة استحضرتها

لإصلاح البحرية إثر مغادرتها الآستانة بعد الحرب، وبذلك اشتد الجفاء بين الدولة

وبين إنكلترة وأحلافها، ووقف أسطول إنكليزي فرنسي أمام زقاق الدردنيل مرابطًا

مراقبًا للبارجتين الألمانيتين اللتين لم تعتدَّ دول الأحلاف ببيعهما للعثمانية.

وبذلك قوي نفوذ الألمان في الجيش العثماني وفي البحرية، حتى قطع دول

الأحلاف الصلات السياسية معها (في 30 أكتوبر سنة 1914) على إثر مصادقة

بين الأسطوليين العثماني والروسي بلغ الروس أحلافهم أن الأسطول العثماني في

البحر الأسود كان هو المعتدي فيها، وأنه ضرب بعض المواني الروسية أيضًا ،

وبلغ العثمانيون الدول أن الأسطول الروسي هو الذي بدأ بالعدوان، وأن الدولة

مستعدة لتلافي الحادثة بالطرق السياسية، وقد طلبت إنكلترة من سفيرها في الآستانة

أن يطالب الدولة العثمانية بالتنصل من تبعة العدوان على روسيا ، وعزل البعثتين

الألمانيتين البرية والبحرية، وإخراج بحارة غوبن وبرسلو الألمانيتين منهما، وأن

يمهلها 12 ساعة فإن لم تفعل فليطلب جواز السفر وليغادر الآستانة، وكذلك فعل هو،

وسفيرا فرنسا وروسيا وعلى إثر ذلك أطلق الأسطولان الإنكليزي والفرنسي

قنابلهما على مدخل الدردنيل، وصارت الدولة حربًا لدول الأحلاف، ولا حول ولا

قوة إلَاّ بالله العلي العظيم.

_________

ص: 958