الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسبه؛ لأنه محل هذه الأمور المكروهة فهذا محرم؛ لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر؛ لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافرا.
94 - سئل فضيلة الشيخ: كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: «يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر» . . " الحديث، وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم:«الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» الحديث
؟
فأجاب قائلا: حديث «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» لا أدري عن صحته، والذي أظن أنه ضعيف، ولكن على تقدير صحته فليس هذا من باب السب، إنما هو من باب الخبر وأنه لا خير فيها إلا عالم ومتعلم، أو ذكر الله وما والاه، وأما سب الدهر فهو عيبه ولومه والتسخط مما وقع فيه، وإضافة هذا الشيء إلى الدهر مع أن الأمر كله بيد الله عز وجل كما جاء في الحديث نفسه:«وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار» .
95 - سئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارات: " هذا زمان أقشر"، أو "الزمن غدار" أو "يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه
"؟
فأجاب بقوله: هذه العبارات التي ذكرت في السؤال تقع على وجهين:
الوجه الأولى: أن تكون سبا وقدحا في الزمن فهذا حرام، ولا يجوز؛ لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل، فمن سبه فقد سب الله،
ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار» . والوجه الثاني: أن يقولها على سبيل الإخبار فهذا لا بأس به، ومنه قوله تعالى عن لوط، عليه الصلاة والسلام:{وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} أي شديد، وكل الناس يقولون: هذا يوم شديد. وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور وليس فيه شيء.
وأما قول: "هذا الزمن غدار" فهذا سب؛ لأن الغدر صفة ذم ولا يجوز.
وقول: "يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه" إذا قصد يا خيبتي أنا، فهذا لا بأس فيه، وليس سبا للدهر، وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز.