الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبب، وبعضه ينزل في حكاية حال مضت للنبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وبعضه ينزل في أحكام شرعية ابتدائية على حسب ما ذكره أهل العلم في هذا الباب.
ثم إن السلف يقولون: إن القرآن من عند الله ابتداء وإليه يعود في آخر الزمان هذا قول السلف في القرآن الكريم.
ولا يخفى علينا أن الله - تعالى - وصف القرآن الكريم بأوصاف عظيمة، وصفه بأنه حكيم، وبأنه كريم، وبأنه عظيم، وبأنه مجيد، وهذه الأوصاف التي وصف الله بها كلامه تكون لمن تمسك بهذا الكتاب وعمل به ظاهرًا وباطنًا فإن الله - تعالى - يجعل له من المجد، والعظمة، والحكمة، والعزة، والسلطان، ما لا يكون لمن لم يتمسك بكتاب الله عز وجل ولهذا أدعو من هذا المنبر جميع المسلمين حكاما ومحكومين، علماء وعامة إلى التمسك بكتاب الله عز وجل ظاهرًا وباطنًا حتى تكون لهم العزة، والسعادة، والمجد، والظهور في مشارق الأرض ومغاربها، وأسأل الله - تعالى - أن يعيننا على تحقيق ذلك.
(121) سئل فضيلة الشيخ: عن فتنة القول بخلق القرآن
؟
فأجاب قائلا: في عهد الإمام أحمد رحمه الله وقبله ظهرت فتنة خلق القرآن، وكان يقوم بها المعتزلة، فيقولون: إن كلام الله عز وجل مخلوق من جملة المخلوقات وليس وصفًا من أوصاف الله عز وجل فهو غير قائم بالله بل هو مخلوق منفصل عن الله، فلا يفرقون بين السماء وبين كلام الله ولا بين الأرض وبين كلام الله، فالكل - كما يقولون - مخلوق،
وكذلك الأنعام والمطر، فالكل منزل، ولا شك أنه يلزم على قولهم لوازم باطلة، فيلزم أن يصح قول من يقول: كلام الناس هو كلام الله لأن كلام الناس مخلوق، ويلزم على ذلك إبطال التقسيم في قوله تعالى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} . فإن الأمر إنما يكون عن طريق الكلام، فإذا صار الكلام مخلوقًا فالكل مخلوق وليس هناك خلق وأمر بل ليس هناك إلا خلق. ويؤدي كذلك إلى إبطال دلالة القرآن الكريم، وله لوازم كثيرة ذكرها أهل العلم في الكتب المطولة.
وقد امتحن الإمام أحمد رحمه الله وغيره من أهل العلم؛ لأن المأمون - وكان خليفة المسلمين - تزعم قيادة هذا القول ودعا الناس إليه، وكما هو معلوم إذا التزم الحاكم شيئًا يصعب على الناس الخروج عنه، فلم يصبر على مخالفة هذا إلا أفذاذ قليلون من الرجال، وكان هو الذي صمد صمودًا تامًّا كاملا رحمه الله ولهذا انصب عليه العذاب والحبس واشتهر بهذا رحمه الله وحمى الله به عقيدة أهل السنة من القول بخلق القرآن، فبقي الناس والحمد لله يقولون: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق.